يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - ارشيف

الخميس, 06-أكتوبر-2011
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -

شاهد ما لم يشاهده كثر آخرون اكتظت بهم شوارع الزراعة, الدائري, الزبيري, القاع, بعد عصرية الأحد 18- 9- 2011م, في تحرك جماعي أوجبه قرار "التصعيد الثوري", عن مفاعيل خطة "الحسم", ولم يكن يعلم الرجل ولا رفاقه من الشباب الذاهبين إلى التصعيد المرتجل أن الخطر يتربص بهم من حيث لا يُحتسب وأن الرصاص قد يأت من مكان قريب, قريب جدا, من الخلف تحديداً (!!)


(نبيل) شاب أربعيني, من تعز, مخلص لـ"الثورة" حدّ الإيمان,انخرط في الاحتجاجات وأعمال الساحة بحي جامعة صنعاء من الأسبوع الأول. " كنت من أوائل من نصبوا في الدائري خيمة وقررت الاعتكاف حتى يسقط النظام" قال (نبيل)متحدثاً لـ"أخبار اليمن.


قرابة ثمانية أشهر وهو في الساحة لم يتزحزح ولم يفتر. حتى أنه جاء بأطفاله الثلاثة وأمهم إلى الساحة أياما عديدة وهتفوا بصوت واحد للتغيير وإسقاط النظام.


شهد خلال هذه الفترة الطويلة أشياء كثيرة ومفارقات وألغاز محيرة, وراودته الشكوك حيال ما يحدث مرات ومرات. لكنه غالبها وفضل أن لا يصدق ما يرى وأن يبتدع لكل مقام مقال ولكل حالة تفسير ولكل مريب تأويل يبعث على الرضا ولو قليلا.


وتفرغ لحماسته وأحلام التغيير؛ الذي كان يختطف علانية ويذبح من الوريد إلى الوريد.


بينما الحالمون والمتحمسون يفضلون التأويلات والتماس المخارج على رؤية الحقيقة وتسمية الأشياء بأسمائها. وهكذا كان.


لكن امتحان (الأحد الدامي, 18/9) كان شيئا آخر تماما يستحيل تجاهله أو المرور عليه. وما شهده في ذلك اليوم أكبر من طاقته وقدرته على الاستيعاب, أولاً, فظلا عن الفهم والتنزيل العقلي؛ "شيء خرافي يطير العقل ويذبح القلب ويطعنك في الصميم بألف خنجر مسموم". يتوقف لالتقاط أنفاسه, ويضيف: " إنها الخيانة, كنا نواجه رجال الأمن في جولة كنتاكي ونتلقى الطعنات القاتلة من الخلف" !!


أصيب (نبيل) بحالة رهيبة من الذعر, ويعاني الآن من مضاعفات الصدمة العنيفة, تنتابه نوبات مجنونة من التشنجات والصراخ الممزوج بالعويل واضطراب فرخ مذبوح.
ينزوي في حجرة ضيقة ملحقة بمنزل طيني يشرف على سائلة صنعاء القديمة. لم يغادر معتكفه الجديد منذ مساء الأحد الدامي إلا مرة واحدة إلى المستشفى بعد واقعة الأحد بأيام حيث تدهورت صحته وامتنع تماما عن تناول الطعام وأشرف على الهلاك.


اندلعت أعمال العنف والاشتباكات فجأة في القاع وحي الجامعة ومنطقة التماس بين شارعي الدائري والزبيري وسط العاصمة, بينما آلاف المتظاهرين في المقدمة, أمامهم مباشرة جولة كنتاكي حيث جنود مكافحة الشغب ومدافع المياه. ومن ورائهم جنود (الحماية), المفترضين, من الفرقة الأولى مدرع, ظهروا فجأة مثلما اختفوا قبل التحرك فجأة كاشفين الغطاء الأمني عن المحتجين.


عندما تنبه هؤلاء لوجودهم كانت الفوضى عارمة والعنف يملأ الأرجاء والطلقات النارية تتصيد ضحاياها بلا شفقة ولا أحد لديه فكرة مكتملة حول مصدر النيران فيما الجنود أمامهم مزودين بالعصي ويحتمون من الحجارة والمقذوفات وراء آليات مدافع المياه المحصنة. كان هناك قناصة, كما قيل, يتوزعون مواقع مجهولة في بنايات مفترضة وعالية.


ساد هرج ومرج واختلط رصاص برصاص ودم بدم, حمي الوطيس..!


سقط إلى جوار (نبيل) وعلى مقربة منه واحد.. اثنان.. ثلاثة.. والرابع للتو, قبل أن يتمكن من تحديد مصدر النيران؛ هناك.. في الخلف, على جانب من الشارع الفرعي المواجه كان عنصر (حماية) يعتلي طقم (حماية)... يصوب بندقه ويطلق الرصاص بعناية فتصيب هدفها بدقة (...).


(نبيل) استشعر الخطر قريبا منه, لأن رفاقه سقطوا إلى جواره وهو وهم في الصفوف الخلفية نوعا ما وليست الأمامية المواجهة لوحدات مكافحة الشغب, كيف يكون هذا ؟!
عندما استطاع تحديد موقع ومصدر النيران أخذته قشعريرة الموت وخنقته الصدمة ودوى انفجار همجي مكتوم بداخله: " إنها الخيانة, يتآمرون علينا كلهم.." !ّ!!


بصعوبة بالغة انتزع نفسه وجثته من مكانه وغاص بين الحشود حتى بلغ مدخل الشارع الفرعي المؤدي إلى حي القاع وسلم أقدامه للريح, ظل يركض ويركض من الخوف والصدمة والرعب بعدما وقعت عيناه على عيني القناص أو عنصر (الحماية) الذي يطلق الرصاص وأدرك أنه قاتله لا محالة.


- قال لـ"أخبار اليمن": "كنا نقتل من الخلف, لم نكن نصدق هذا, لكنني رأيته بأم عيني.. كان يطلق الرصاص وقتل أربعة إلى جواري, هل كنا نخدع أنفسنا كل هذا الوقت؟ إننا ضحية مؤامرة قذرة لم نحاول أن نفهمها" (!!)


كم من (نبيل) كشف سر الحماية القاتلة, ويهذي منشداً : "بيننا خائن يا رفيق" ؟!


* تغير (الاسم) للضرورة, لكن الواقعة بنت الواقع, والأيام حبلى بالمفاجئات
 


عن اخبار اليمن

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)