شهدت محافظة الجوف اليوم الخميس انتفاضة قبلية واسعة، شنت خلالها عدد كبير من القبائل حملة مداهمات لأوكار الارهاب الحوثي، في العديد من المديريات، وكبدتها خسائراً فادحة بالأرواح والمعدات في اشتباكات واسعة وضارية شملت معظم أرجاء الجوف، غير انها اشتدت سعيراً في مديريات "المتون" و"المطمة" و"الزاهر".

وتؤكد مصادر في الجوف: أن معظم مناطق المحافظة أفاقت صباح اليوم الخميس على دوي الرصاص والقذائف وأصوات مجاميع المسلحين من أبناء القبائل وهي تداهم المباني والمحلات المختلفة التي يتخذ منها الحوثيون أوكاراً لإيواء مسلحيهم، ومخازناً للأسلحة والذخائر والمعدات المختلفة.

ففي مديرية "المتون" تصاعدت ألسنة اللهب من أحد المخيمات التي تأوي عشرات المسلحين، والتي يتخذونها مخزناً للذخائر والأجهزة والمعدات الخاصة بأعمال الدعاية، وأجهزة تخابر، وللفرش والتجهيزات المختلفة، بعد قيام المجاميع القبلية بالاغارة عليه وتدميره بالكامل، والاشتباك مع العناصر الحوثية وقتل عدد كبير منهم، كما تم القاء القبض على عشرات آخرين في مداهمات مختلفة لأوكارهم.

كما شهدت مديرية "المطمة" هجمات مماثلة قادتها قبائل "الشولان"، ومجاميعاً من القبائل الأخرى المتحالفة معها، الذين قاموا بمداهمة عشرات الأوكار، وإحراق سيارات تابعة لعناصر الارهاب الحوثي، والاستيلاء على أكداس من الذخائر والأسلحة، بعد اشتباكات استغرقت لأكثر من ثلاث ساعات وقت الصباح، ثم تجددت بعد ظهر اليوم بينهم وبين الجيوب الحوثية التي تمكنت من الفرار باتجاه الجبال والشعاب.

وقد تكرر المشهد ذاته في مديرية "الزاهر" التي امتدت الاشتباكات فيها الى بعض الشوارع، حيث شوهدت المجاميع القبلية وهي تطارد العناصر الحوثية الفارة داخل أزقة المدينة التي خلت طوال ساعات الصباح من أي نشاط بشري باستثناء حركة السيارات التي تحمل رجال القبائل المسلحين وهم يتنقلون من مكان لآخر، ويداهمون أوكار الارهاب الحوثي.

وفيما تشير مصادر إلى أن بقية المديريات شهدت أيضاً مداهمات إلاّ أن الأحداث فيها كانت أقل حدة من المديريات الثلاث المذكورة آنفاً.. مؤكدة أن أعمالاً بطولية لم تشهد لها الجوف مثيلاً ترجمتها القبائل الوطنية في عملياتها لتطهير المحافظة من رجس الارهاب الحوثي، الذي يحاول نقل الحرب والدمار الى هذه المحافظة، وقد سقط فيها عشرات القتلى الحوثيين، الذين قامت القبائل بتسليم جثثهم الى السلطات المحلية بمديرياتهم.

كما نوهت المصادر إلى مشاركة وحدات أمنية في عمليات وصفتها بـ"نوعية"، قامت خلالها باعتقال عدداً ممن يعتقد أنهم "رؤوس الفتنة" في الجوف- حسب ما أشيع في أوساط المواطنين.. في نفس الوقت الذي نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات استهدفت منطقة (المبنى) التي يحاول الحوثيون اتخاذها معقلاً رئيسياً لقيادة أعمالهم الارهابية في بقية المناطق، كما استهدف الطيران أوكاراً في "خبت والشعث" بمحاذاة الحدود مع المملكة العربية السعودية.

هذا وتعتبر انتفاضة قبائل الجوف اليوم الخميس بمثابة إعلان الحرب الشاملة داخل المحافظة، والتي من المتوقع أن تشتد خلال الساعات القادمة، طبقاً لما جرت عليه العادة بأن تتجمع العناصر الفارة وتقوم بهجمات انتقامية ثارية- أسوة بالنهج المتبع لدى جميع التنظيمات الارهابية في العالم وعلى رأسها تنظيم القاعدة.

نبأ نيوز