يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - المساوي

الأحد, 13-ديسمبر-2009
شبكة اخبار الجنوب - متابعات -

يوسف الهزاع من الرياض: قال الملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية في الإمارات عباس المساوى إن الحركة الحوثية ذراع  امتدت من قم الإيرانية إلى خاصرة المنطقة, وذكر في حوار خاص مع إيلاف أن الجيش اليمني يحقق انتصارات متلاحقة تبشر بنهاية قريبة لمن أسماهم بالإرهابيين المتمردين, وبحسب المساوى فإن الحكومة اليمنية تعمل بالتوازي مع الخط العسكري على محاولة حل القضية سلمياً إذا ما التزم الحوثيون بالشروط الستة قبل الجلوس على طاولة المفاوضات ووقف العمليات العسكرية التي قال عنها إنها تحقق أهدافها, وفي نهاية حديثه كشف المساوى عن رسالة وجهها الرئيس اليمني إلى قادة الخليج قبل انعقاد مؤتمر القمة في الكويت يوم غدٍ الإثنين تؤكد أن الأمن في المنطقة كلٌ لا يتجزأ ودعوة لمزيد من تنسيق الجهود في مواجهة التحديات الراهنة.


إلى نص الحوار:


سنبدأ بشكل ثقافي, الفكرة السائدة طوال التاريخ القريب أن النسيج اليمني مترابط, مالذي جعل الأمور تأخذ هذا الشكل من حيث بروز المذهبية, وكيف تشكلت ثقافة حوثية بشقها العقدي أولاً ثم المسلح تالياً وسط هذا النسيج لينتج عنها حراك مسلح طال جيران اليمن؟
اليمن مثل كثير من الدول العربية لديه تعددية ثقافية ومذهبية, واليمن بين شافعية وزيدية والأخير هو أقرب المذاهب إلى السنة وانصهرا في بوتقة واحدة انتجت تشكيلاً ثقافياً مميزا, في العشرية الأخيرة ومنذ بداية الألفية الجديدة وبتزامن مع حرب أفغانستان وسقوط بغداد وجدت القوى الراديكالية لها مكاناً في المحيط العربي بطوله واليمني خصوصاً على المستويين الفكري والعسكري,


هذا الوضع شجع بعض الدول منها إيران على استغلال هذه الحالة ووجدت لها أرضاً خصبة في بعض هذه الحركات في المنطقة العربية والحوثيين في اليمن والشواهد على التدخل الإيراني ماثلة من حولنا وفي أكثر من مكان.


إبتداءًً ليس هناك مايدعو لقمع الحريات الدينية وللكل الحرية في اعتناق المذهب الذي يحقق له إيمانه ولكن المشكلة تكمن في إلباس المذهب ثوباً دينياً خالصاً والتوجه به سياسياً, هنا تخرج صورة وحشية لا تعترف بالآخر ولا تقيم للحريات والدولة وزناً.


الحوثيين تحولوا إلى قوة خرجت من المذهب الزيدي الذي يمثلاً مذهباً رئيساً في اليمن والرئيس اليمني علي عبدالله صالح هو من أتباع هذا المذهب, وبالتالي ليس هناك ما يمكن قوله حول مطالبات مذهبية منقوصة دفعتهم لهذا الطريق.


في العام 2003 خرج بدر الدين الحوثي إلى قم الإيرانية ودرس هناك حتى أصبح مرجعاً معروفاً واختلف مع الزيدية في أمور عقدية في المذهب وتتعلق بحكم الفاضل والمفضول, وأتى بفكر ينسف الدولة ولا يرى فيها شرعية بسبب هذه الإيدولوجيا.


بعد حرب العراق انتقل الحوثيون من حركة دينية محضة إلى حركة سياسية تتماهي شعاراتها تماماً مع الثورة الخمينية في إيران, تحت عنوان (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل, اللعنة على اليهود)  وبدؤوا بعد ذلك بوضع طبقة فكرية وشعبية وسطى بينهم وبين المسيحيون واليهود وهم المنافقين, والمنافقون هنا هم الدولة اليمنية والأنظمة المعترفة بها وبالتالي أصبح الهدف الأول هو الخلاص من المنافقين في الطريق للخلاص الأكبر من أمريكا وإسرائيل.


هذا يقودنا لسؤال مهم حول أن أي حركة مسلحة يجب أن تمر بمرحلة فكرية ومن ثم مرحلة تعبئة شعبية قبل أن تنطلق نحو السلاح, طوال هذه المراحل أين كانت الحكومة اليمنية؟
الحركة بدأت من عام 1984  بشكل فكري عبر تكثيف الدروس الدينية وكان هذا الأمر لا يعارض الدستور اليمني الذي لا يجرم التعاطي الفكري أو الديني وبالتالي كان الأمر وفق إطار قانوني ولكن في العام 2004 أخذت شكلاً مسلحاً, اليمن دولة تغلب عليها العشائرية والقبلية وبالتالي هناك أبعاد أخرى بجانب الحركة الفكرية المحضة, من هذا الإطار تحركت الدولة ووسطت وجهاء قبائل وعشائر في سبيل وأد النزعة المسلحة المتطرفة ومحاولة معرفة مطالبهم والجلوس على طاولة المفاوضات.


ماهي مطالبهم؟
الحوثيون ليس لهم مطالب محددة إطلاقاً, هم يقولون أن الدولة غير شرعية ويطالبون بالموت لأمريكا وإسرائيل, تسجيلاتهم الصوتية والمرئية تنضح بتكفير المخالفين وخصوصاً الحكومات العربية كلها لأنها بحسب زعمهم عميلة لأمريكا وإسرائيل, ساعدهم على البقاء الدعم الخارجي والتضاريس الجبلية التي يتحصنون بها والحشد العقائدي القوي, هم يرون أنهم لايفصلهم عن الجنة سوى البرزخ, مقتلهم بحسب رأيهم هو الحد الفاصل بينهم وبين رضا الله وحشدوا لذلك أرواح الرجال والصغار وكل من لف لفهم, إضافة إلى ذلك فهم لا يرون في خروجهم على الدولة أي خطأ أو مثلبة, فهم يعتقدون أنهم في جهاد مشروع.


في المنظور الكلاسيكي هم مجموعة متمردة خارجة على الدولة والقانون ولكنهم بالتأكيد يريدون عبر مرجعيتهم في قم تكرار نماذج في العراق ولبنان مع رفع الشعارات التي تنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل.


ولكن اليمن ليست على حدود مباشرة مع أمريكا أو اسرائيل وليست تحت احتلال مباشر كما قد يتساءل البعض حول الفرق, حيث أن العراق دولة محتلة من أمريكا ولبنان على تماس حدودي مباشر مع إسرائيل وبالتالي كيف من الممكن أن تفهم هذه المعادلة؟
يجب أن نعرف أولاً هل القرار الحوثي قرار ذاتي أم وفق رؤى خارجية مملاة عليها, كل المعلومات والمؤشرات تؤكد أن الحراك الحوثي يتم وفق أجندة خارجية تسهم في مد ذراع إيران إلى كل مكان في العالم العربي بمافيها اليمن خاصرة السعودية والمشرفة على مضيق باب المندب وأيضا الضغط على دول مثل المملكة العربية السعودية واليمن وإدخال المنطقة في صراعات المستفيد منها هي إيران فقط بتصدير قضاياها الداخلية وأيضا لتعيد مسمى الشرطي الأوحد في الخليج العربي.


برأيك لماذا فتح الحوثيون جبهة مع السعودية رغم معاركهم الضارية طوال سنوات مع الجيش اليمني؟
الحوثيون ليسوا من السذاجة بمكان لأن يفتحوا باباً من نار في الجنوب السعودي وهم يعرفون جيداً قوة وإمكانات السعودية العسكرية سواء عبر قواتها الجوية التي تحتل المرتبة الثانية في المنطقة أو أجهزتها العسكرية البرية  المتقدمة جداً, ولكن هذا يؤكد تماماً أن القرار ليس بأيديهم, نتذكر جيداً أن الهجوم الحوثي على الحدود السعودية تم بعد سلسلة تصريحات إيرانية ضد السعودية وبالتالي هناك ما يمكن أن يفهمه الجميع حول الهدف والأداة.


يتحجج الحوثيون بأن السعودية تساعد اليمن عسكرياً وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً رغم أنهما دولتين متجاورتين وبينهما اتفاقات أمنية وليس مستغرباً ان يتم تتوحد جهودهما في سبيل استتباب أمن المنطقة ولكن على المستوى العسكري السعودية لم تقدم أي دعم بل أملت دائما إلى حل القضية سلمياً.


كل مافي الأمر أنهم يحاولون جر السعودية لحرب مذهبية وفق أجندة إيرانية محضة.


ولكن لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد رغم 6 سنوات من الحرب مع الجيش اليمني ولكنه لم يستطع الانتصار عليهم, هذا الأمر ألا يعني عمقاً شعبياً ودعماً كبيراً يتلقاه الحوثيين؟
ما ساعدتهم على كل هذا هو كما ذكرت سابقاً من حشد عقدي ودعم لوجستي ومادي خارجي إضافة  لطبيعة منطقة القتال الوعرة, والتاريخ يقول بأن دولاً عظمى فشلت في حروب العصابات, نصف مليون جندي أمريكي لم يستطيعوا هزيمة الفيتناميين وكذلك السلاح الروسي الرهيب في مواجهة الثوار الأفغان وشواهد كثيرة الجزائر والصومال وبالتالي فاليمن ليس استثناء ولكن حتى لو تأخر الانتصار النهائي فإن الأمور تسير في صالح الجيش اليمني.


ومن جهة عمقهم الشعبي فهم فعلاً لهم عمق في بعض مناطق صعدة سواء عبر موالين عقدياً أو قبلياً أو لأسباب الترهيب التي تستخدم ضد أهالي بعض المقاتلين, وبحسب الإحصاءات فإن المقاتلين الحوثيين حوالي 10 آلاف يقعون ضمن عدد سكان صعدة البالغ عددهم 800 ألف وبالتالي هذا لا يمثل شيئاً بالمقارنة.


10 آلاف مقاتل فضلاً عن المؤيدين والمتعاطفين؟
نعم, الجيش اليمني يقاتل في مساحة 11 ألف كلم مربع وهو مايعادل مساحة لبنان وسط تضاريس وعرة جداً تسهل لهم الحركة والاختباء والمناورة.


من أين يتلقى إذا الحوثيون الدعم, العسكري والمالي, الأخبار من الحدود السعودية تقول بأن هناك فضلاً عن الأسلحة المتقدمة المستخدمة من الحوثيين هناك أيضاً مرتزقة يعملون لديهم في مهمات خاصة مثل القناصة وهؤلاء يكلفون مبالغ طائلة لا تستطيع حركة ضعيفة مادياً أن توفرها خصوصاً ونحن نتكلم عن دولة تصنف من أفقر دول العالم؟
هذا يكشف بجلاء ماقالته الدولة اليمنية منذ اندلاع الحرب معهم بأنهم مدعومين خارجياً جعلهم يصمدون أمام جيش نظامي, في كل مرة تتطور إمكانات الحركة الحوثية وأسلحتها وتكتيكاتها العسكرية بمدربين إيرانيين وغير إيرانيين مثل القاعدة  ولبنانيين.


السؤال مطروح أمام كل من يتساءل ليجيب, كيف تتطور هذه الحركة عسكرياً ومن يسلحها ومن يدعمها ومن جعلها تملك أجهزة متقدمة للتنصت والاتصالات كما عثر على ذلك الجيش السعودي في إحدى الأماكن التي تم تطهيرها.


هم يتلقون دعماً خارجياً بلاشك عبر البحر عسكرياً, ومالياً عبر شيوخ شيعة أو من إيران مباشرة والقاعدة كذلك, المطلوب السعودي محمد العوفي تلقى دعماً مالياً كبيرا مقابل العمليات في السعودية.


نحن أمام غول متوحش خارج عن القانون والدولة, دائما تمد الحكومة يدها نحو السلم ولكنهم يرفضون ويصرون على الحرب.


هناك من حمل الحكومة اليمنية مسؤولية إطالة أمد الحرب لأنها في كل مرة تكون قريبة من النهاية تجنح للهدنة ما يسمح لهم بالعودة لجمع الشمل وإعادة الصفوف واستفادوا من أخطائهم السابقة؟
الأمر ليس كذلك, موقف الحكومة اليمنية كان موقفاً وطنياً ولا تستطيع أدبياً أن يطلب مواطنوها وقف الحرب وترفض, لذلك كانت دائما سباقة لحقن الدماء وإيقاف النزيف وفق الشروط التي أملتها على المقاتلين, بالنسبة للحكومة اليمنية تفضل السلم على الحرب.


حسناً وأين الدور الاستخباري خلال زمن الهدنة ومراقبة الموقف كي لا يتكرر الوضع, الهدنة منحتهم قوة أكبر وعادوا بحسب مراقبين أشرس من كل المرات السابقة؟
الجميع يعرف أن الوضع في مناطق صعده معقد جداً بين قبلي ومذهبي وعشائري فضلاً عن الوضع المدني, الوضع أشبه بالحدود بين باكستان وأفغانستان ومشكلة قبيلة البشتون التي لها امتداد في الدولتين  وبالتالي حتى أمريكا وباكستان لم تستطع الوصول عن طريقهم لقيادات طالبان, هناك ولاءات فضلاً عن المذهبية, قبلية وعشائرية تحكمها هذه الأعراف دون علاقة للدين بالأمر.


تطرقتم للقاعدة, والمتابع من بعيد يرى أن هناك فرقاً شاسعاً وطرفي نقيض لا يمكنهما أن يجتمعا, الحوثيون والقاعدة بحسب الأخبار اليمنية اتفقا على حرب اليمن ومهاجمة السعودية, كيف حدث ذلك؟
هناك تقاطع مصالح بين الطرفين, إيران اعترفت بوجود قادات من القاعدة لديها, الحوثيون وجدوا القاعدة حصان طروادة سابقاً قبل دخولهم ساحة العمليات, والقاعدة وجدت فرصة ذهبية في التمرد الحوثي بيئة مناسبة لأن تكمن وتعيد صفوفها بعد الضربات التي تعرضت لها في السعودية وباكستان وغيرها, قبل الحرب بأيام قليلة تنكر سعوديون بملابس نساء وعبروا الحدود واشتبكوا مع حرس الحدود السعودي وتم قتلهم وهو نفس التكتيك الذي يستخدمه الحوثيون في هجماتهم الآن ومن نفس المناطق التي يهاجمون من خلالها السعودية.


طارق الفضلي وهو جهادي قاعدي سابق طلب من الحوثيين إطلاق سراح أسرى الجيش اليمني من أبناء الجنوب ولبى طلبه الحوثيون.


ولكن ألا يعني التمرد الحوثي وتغلغل القاعدة وحركات الانفصال الجنوبي أن الدولة المركزية تعاني ضعفاً ؟
هناك حركات راديكالية انفصالية في كل مكان .


هناك بالطبع حركات ولكنها لا تنجح في الدول القوية؟
ما يحدث في اليمن قد يحدث في أي مكان, هناك إرهاب وتفجيرات وتمرد حتى وصل الأمر لاحتجاز نساء يعملن في الحقل الانساني, القاعدة تغلغلت في السعودية ونهر البارد والمغرب والجزائر ومصر والعراق.


الجيش اليمني يحقق انتصارات متلاحقة, هناك تمشيط حي في حارات صعدة القديمة وتحاصرهم الدولة في كل مكان, لن يطول الوقت قبل هزيمتهم رغم أن الدولة لازالت تقول بأنها عند وعدها بوقف الحرب في حال نزلوا عند الشروط الستة, النزول من الجبال, إلقاء السلاح, وقف التمرد, إطلاق الأسرى ,الخضوع للدولة, الكشف عن مصير مختطفات الحقل الانساني الأجانب.


وهل عملت الحكومة اليمنية بالتوازي مع العمل العسكري عملاً ثقافياً قد يسهم في تخفيف التطرف أو إعادة تشكيل الفكر الديني؟
نعم هناك عمل إعلامي قوي على جميع مستويات الإعلام الحكومي إضافة الى التعليم.


أخيراً ماذا تنتظر اليمن من قمة الخليج التي ستعقد في الكويت يوم غد الأثنين؟
هناك رسالة وجهها الرئيس علي عبدالله صالح إلى قادة دول الخليج بيد وزير الخارجية أبو بكر القربي مضمونها يدعو إلى التكاتف ضد كل ما من شأنه الإخلال بأمن المنطقة, الهدف ليس اليمن وحدة وإنما هو مخطط أكبر وبالتالي لن يكون أحد في منأى عن أحد, الخليجيون قدموا الدعم ويشكرون على ذلك ولكن اليمن ينتظر أكثر من حيث استثمارات داخل اليمن أو استقطاب الشباب اليمني للعمل لدى دول الخليج وأن يجدون لهم مكاناً مثلما يجد 17 مليون آسيوي مكاناً لهم فنحن أولي قربى وأحق بذلك.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)