يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - ارشيف

الثلاثاء, 13-أكتوبر-2009
شبكة اخبار الجنوب - اعداد - صقر المريسي -

 يحتفل شعبنا بالعيد السادس والأربعين لثورة 14 أكتوبر الخالدة في ظل يمن حر ديمقراطي موحد.. بمعنى أنّ ثورة 14 أكتوبر بوصفها امتداداً لثورة 26 سبتمبر، أسهمت في تحقيق أهم الأهداف الإستراتيجية للثورة اليمنية وفي مقدمتها التحرر من الاستعمار واستعادة الهوية اليمنية للجنوب المحتل، بعد نجاحها في تحقيق الاستقلال الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م الذي تمّ فيه دفن مشروع "الجنوب العربي" الذي أراده الاستعمار وركائزه السلاطينية هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل.


بفضل انتصار ثورة 14 أكتوبر دخلت مسيرة الثورة اليمنية مرحلةً جديدةً وحافلةً بالإنجاز والعطاء، حيث تمً انتزاع الاستقلال الوطني لجنوب الوطن، وإنهاء الكيان الاستعماري الأنجلو سلاطيني المسمى "اتحاد الجنوب العربي"، والذي كان مكوناً من الإمارات والمشيخات والسلطنات التي كانت تنضوي ضمن ذلك الكيان الانفصالي إلى جانب السلطنات الشرقية التي حرص الاستعمار على إعطائها خارج "اتحاد الجنوب العربي" في حضرموت والمهرة وسقطرى، وصولاً إلى توحيدها يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م العظيم في إطار دولة وطنية واحدة حملت اسم اليمن، ومهدت لتحقيق الهدف العظيم للحركة الوطنية اليمنية المعاصرة والمتمثل في تحقيق وحدة الوطن.. حيث جاء ميلاد الجمهورية اليمنية وتدشين التحول نحو الديمقراطية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجلا نقطة تحول تاريخي في مسار الكفاح الوطني التحرري لنضال شعبنا ضد الاستبداد والاستعمار، ومن أجل الحرية والاستقلال والوحدة.


وبقدر ما يحتفل شعبنا بالعيد السادس والأربعين في بيئة سياسية وطنية مفعمة بإنجازات وتحولات عميقة تشير إلى عظمة كفاح شعبنا وتضحياته التي صنعت هذه المكاسب، بقدر ما يأتي الاحتفال في ظروف تتطلب مزيداً من العمل والبناء لتطوير هذه المكاسب وحمايتها من المخاطر التي تهددها.


ولئن كانت الوحدة اليمنية تشكل اليوم أعظم وأعز الأهداف والمكاسب التي حققها شعبنا، فإنّ الدفاع الحقيقي عن هذه الوحدة لا يكون بدون الوفاء لثورة 14 أكتوبر وصناعها وشهدائها، حيث من الصعب اختزال تاريخ الكفاح الوطني من أجل الوحدة والدفاع عنها بصورة تتجاهل الدور الريادي لمناضلي ثورة 14 أكتوبر وشهدائها في غرس قيم الحرية والوحدة والمقاومة الوطنية في عقول ووجدان وضمائر أجيال متعاقبة حملت رايات النضال من أجل الحرية والاستقلال والوحدة منذ نصف قرن ونيف، وقدمت مختلف أشكال البذل والعطاء والصمود والتضحيات التي عمدت بالدماء دفاعاً عن الثورة وأهدافها في ظروف صعبة ومعقدة وغير مسبوقة.


من حقنا القول إنّ العيد السادس والأربعين لثورة 14 أكتوبر هو عيد الاعتزاز بعطاء هذه الثورة وتضحياتها.. وعيد الوفاء لصناعها وروادها الأوائل وشهدائها الأماجد.. ولسوف يظل اسم ثورة 14 أكتوبر ومناضليها وشهدائها مقروناً بسجل الكفاح من أجل الحرية والاستقلال والوحدة.
في مثل هذه المناسبة ماذا قال عددا من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر :
المناضل أحمد قاسم عبدالله
- تطل علينا هذه الأيام الذكرى السادسة والأربعون لثورة 14 أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان الأشم عام 63م.هذه الذكرى الثورة مثلت منعطفاً تاريخياً في حياة شعبنا مستفيدة من الموروث النضالي كالانتفاضات والمسيرات والتمردات القبلية العفوية غير المنظمة التي كان يسهل الإجهاز عليها حين قيامها من قبل المستعمر أي أن هذا المنعطف امتلك برنامجاً نضالياً وسياسياً تحققت غاياته في يوم 14 اكتوبر بسقوط الشهيد راجح لبوزة كرمز لهذه الذكرى وباستشهاده أزيل الخوف والإرباك ، وجعل من السهولة بمكان الالتحاق بالثورة اليمنية في كل جبهاتها وعلى وجه التحديد محافظة عدن التي كانت معقل الحركة الوطنية اليمنية التي كونت اصطفافاً وطنياً لا نظير له أماط اللثام عن عدن وأهلها وكل من قطن فيها كبقية أبناء الوطن للوقوف مع الثورة لطرد المستعمر وهو ما تحقق بالفعل في 30 نوفمبر 67م، والولوج في عهد جديد أكثر اشراقاً في ذلك الحين حين توحدت القوة وأدارت شؤونها المتمثلة في توحيد الشطر الجنوبي المكون من 21 ولاية وسلطنة ومشيخة وإمارة كأول توحيد جسد معاني الوفاء بالعهد لأهداف الثورة اليمنية المعروفة بالأهداف الستة للثورة.
فأصبح الزمن الإمامي الاستعماري من الماضي بفضل صفوة هذه الأمة »الشهداء والمناضلين« الذين نذروا حياتهم لإعتاق شعبنا من الظلم والجهل والإذلال والفرقة الذين سطروا بالغالي والنفيس تاريخاً خالداً تفتخر به كل الأجيال« تاريخاً يستوعب من الأهمية بمكان صياغته، وتجميعه بكل أمانة من قبل من يعنيه الأمر« من الجامعات ومراكز البحث ومن هذا القبيل« لتنقيته ممن أسند لنفسه تاريخاً نضالياً واستثمر هذا الادعاء الكاذب بالبطولات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً على حساب صناع هذا المجد ، فلا بارك الله لهم فيما كسبوه.
وفيما يتعلق بالدور الذي لعبه المناضلون في تقريب يوم الوحدة المباركة فإن الأهداف الستة للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تتحدث عن نفسها أي ان الوحدة اليمنية والدفاع عنها كانت ومازالت من أولويات هذا الرعيل باعتبارها الخير والأمان والاستقرار، ففي ظلها كبر الوطن وتوحدت إمكانياته المادية والبشرية، »ووظفت للتنمية« وجاحد وكافر بل ومجنون أيضاً من ينكر أن الوحدة هي الأمن والامان والاستقرار والمحبة على الرغم من بعض السلبيات التي حسبت و تحسب باسم الوحدة وهي براء منها، وأصبحت اي الوحدة محصنة بإنجازاتها في كل مناحي الحياة وبسياج حديدي من الوحدة الوطنية، فتحية إجلال من الأعماق للشهداء ومناضلي الثورة لدورهم التاريخي منذ فجر اكتوبر، فالوفاء ينبغي ان يبادل بالوفاء  كيف لا وهم السباقون قبل غيرهم من شرائح المجتمع لتلبية نداء الواجب الوطني وقدموا الغالي والنفيس للثورة ولأهدافها الستة التي تحققت جميعها على صعيد الواقع،
وختاماً نتقدم بتهانينا الحارة لجماهير شعبنا اليمني ولقيادتنا السياسية ممثلة بالاخ رئيس الجمهورية بأعياد الثورة اليمنية مقدرين له اهتمامه ورعايته لأسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية، ومتعه الله بالصحة وبعونه تعالى لقيادة الوطن من نصر الى نصر.
❊  المناضل/ عبدالله محمد الكمراني:
- ثورة اكتوبر بالنسبة للشعب اليمني ثورة تحرر ضد الاستعمار البريطاني ، وكانت القوى الوطنية برموزها قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي ونور الدين قاسم وسيف الضالعي وابو بكر شفيق والكثير من الشباب حينها، ونحن كنا احداهم من قيادات حركة القوميين العرب التي كونت الجبهة القومية للتنظيم السياسي لتحرير جنوب اليمن المحتل، فقد قمنا بعمليات عديدة وتدريب الشباب على السلاح وفتح عدد من الجبهات ابتداءً من ردفان حتى وصلت لمدينة عدن ومودية ودثينة والمناطق الوسطى، وتم إدخال الاسلحة لمدينة عدن وكان المسؤول الاول نورالدين قاسم ثم تم اعتقاله ، وعين من بعده مسؤول عسكري وسياسي عبدالفتاح اسماعيل، واستمر النضال وأول قنبلة رميت في مدينة التواهي بعد قنبلة المطار كانت من يدي أنا، ومن بعدها أعلن العمل المسلح في مدينة عدن، وعلى هذا الأساس كان للشباب محمد مصلح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي وعبدالله محمد سيف سرحان وبدر حسن علي الصغير ومحمد احمد الدوار وصالح محمد السيجر وأحمد مساعد حسين، وفي منطقة البريقة كان هناك مجموعة من المناضلين منهم علي عوض الحداد وممثل عن نقابة المصافي محمد صالح عولقي،  وكما كان هناك أدوار مشهودة لعدد من المناضلين امثال علي عبدالعليم الذي تم اعتقاله من قبل المستعمر البريطاني، وبهذه المناسبة العظيمة الذكرى الـ46 لثورة اكتوبر المجيدة.. أرجو التكرم بالنظر بعين الاعتبار لتضحيات المناضلين مع رفع التظلم عن بعضهم.
❊  المناضل/ محمد قاسم بن عليو
بعد ثورة 26سبتمبر 1962م انبثقت ثورة 14 اكتوبر 1963م، وكان لي شرف المشاركة في النضال الوطني ضد الوجود البريطاني المحتل للشطر الجنوبي من الوطن، حيث شاركت في العمل الفدائي والعمل السياسي والعمل التنظيمي داخل (الجيش) وكانت لنا لقاءات تنظيمية مع قياديين من قيادات الجبهة القومية ومنهم على سبيل المثال المناضل الشهيد علي عبدالعليم الذي كان أول واحد يأتي الى الجيش وكان يمدنا بالكتب السياسية والقومية حتى توسعت الخلايا التنظيمية في الجيش بعد ان أتى مناضلون آخرون من خارج الجيش ومنهم على سبيل المثال حسين الجابري، ومحمد هيثم حسين، وعباد ناصر حسين ، وأحمد ناصر الخادم، هولاء هم أول فوج أتوا الى الجيش لغرض تأطير الخلايا التنظيمية ثم لحق بهم المناضل فضل محسن عبدالله ، والشهيد محمد احمد البيش، والمناضل محمد علي هيثم، ثم احمد صالح الشاعر، وعلي ناصر محمد وغيرهم من المناضلين.. كل ذلك في معسكرات الجيش بعدن، وعندما تطور الكفاح المسلح كان فدائيون من الجيش والقطاع المدني يعملون عمليات فدائية ضد الوجود البريطاني، وكان ضباط من الجيش التابعين للتنظيم يستعملون سياراتهم الخاصة لأخذ الفدائيين من منطقة الى اخرى في مدينة عدن مستغلين بطاقاتهم العسكرية حتى يمروا من نقاط التفتيش الانجليزية، وكان أول ضابط الذي سخر سيارته الخاصة من أجل نقل الفدائيين والسلاح وهو الرائد صالح محمد الوحيش رحمه الله، ومن الفدائيين الذي سخر سيارته لنقل الفدائيين والقياديين من تنظيم الجبهة القومية المناضل علي ثابت حسن أطال الله في عمره.
وهذا شيء من ذكرياتي قد أعدت وسجلت مذكراتي كاملة وإن شاء الله سوف تنزل في الاسواق وفيها كل الاحداث التي استطعت تسجيلها واسعفتني الذاكرة لتسجيلها.
❊ المناضل محمد علي سعد الساحلي:
- كثيرون قد ذكروا النضال والمناضلين في ثورة اكتوبر المجيدة ولا يسعني بهذه المناسبة العظيمة والشريفة الثورة الخالدة ثورة 14 اكتوبر 1963م الا ان اقول للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - الاهتمام بأسر الشهداء والمناضلين، حيث إن ألفي ريال لا تكفي لأسرة شهيد، وهذا المبلغ هو الراتب الشهري لأسرة شخصية روّى أرض الوطن بدمه ا ثناء الكفاح المسلح ومقارعة المستعمر البريطاني أطالب بمعاملتهم حسب القانون رقم (5) 93م بشأن أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية.
❊ المناضل حسين عامر علي جحلان:
- تعتبر ثورة 14 اكتوبر امتداداً للنضالات الوطنية التي انطلقت منذ دخول الاستعمار البريطاني وبمرور (46) عاماً على هذه الذكرى العزيزة نهنئ شعبنا اليمني وكل الشرفاء بهذه المناسبة التي تعيد ذكرياتي لأعوام ما قبل العام 67م يوم الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر حيث كان لي شرف الاسهام والنضال المتواضع في الحركة الطلابية والعمل النضالي في منطقة البريقة، حيث كنا نمثل تنظيم الجبهة القومية في القطاع الطلابي، ونشير هنا الى ان القطاع لعب دوراً أساسياً في النضال من خلال المظاهرات والمنشورات وتخبئة السلاح والمشاركة من حين لآخر في العمليات الفدائية ، ولابد من الاشارة الى ان القطاع الطلابي كان له الدور البارز سواءً في تنظيم الجبهة القومية من خلال اتحاد طلبة الجنوب اليمني المحتل او القاعدة الطلابية التابعة لجبهة التحرير، وقد كانت كلية عدن »ثانوية عبود« حالياً في مديرية دار سعد بعدن وكلية الاتحاد في مدينة الشعب بمديرية البريقة وثانوية خور مكسر (ثانوية الجلاء) مراكز مهمة وحيوية لنشاطات ونضالات التنظيمات المختلفة سواءً للجبهة القومية او جبهة التحرير وقد قدم القطاع الطلابي ومنهم عصام سعيد سالم، واحمد الحبيشي وشكيب عوض وعادل صالح والعديد من الشهداء في مسار النضال الوطني
اما عن واحدية الثورة اليمنية فكتب الشيخ / علي صالح ناصر :
في غمرة احتفالات شعبنا اليمني بالاعياد الوطنية العيد ال47 لثورة 26سبتمبر والعيد ال46 من اكتوبر المجيدة وال30 من نوفمبر يوم خروج اخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.. يحق لنا أن نفتخر بهذه الاحتفالات بين الأمم وإنه لمن دواعي السرور أن نكتب عن واحدية الثورة اليمنية
وعن قيام الثورة ال14 من اكتوبر وقيام الحركات الوطنية لمقاومة الاستعمار البريطاني الغاشم واعلان الكفاح المسلح للتحرر من هذا الاستعمار.
فالمتأمل لمسار ثورة 14 اكتوبر المجيدة يجدها واحدة مع ثورة 26 سبتمبر الخالدة وبهذا التمازج والتداخل يمكن الوصول الى القول بواحدية الثورة أو احادية الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر وهذا التلاحم والتماثل يندرج في اطار الآتي:
توحد الفكر الثوري في الشمال والجنوب وعند قراءة أدبيات الثورة اليمنية اكتوبر وسبتمبر نجد ان عناصر التفكير المتمثلة في ضرورة النضال ضد الظلم والاستبداد والمعاناة وتحرير الشعب اليمني من قيوده واغلاله ورفع مستوى الشعب المعيشي ووعيه وتحقيق التكافل في أطر قانونية لاتفرق بين احد من المواطنين ذلك كله موجه ضد السلطة القائمة سواء في الشمال او الجنوب باعتبار انها قضية الشعب اليمني كافة وليست قضية جزء من الوطن دون آخر.
وعندما انتصرت ثورة 26 سبتمبر الخالدة جعلت قضية الوحدة اليمنية والتحرر من الاستبداد والاستعمار هدفين اساسيين لها الى جانب بقية الاهداف الاساسية الاخرى للشعب اليمني كله، ومنذ البداية كان وقوف ثورة 26سبتمبر لتحرير الجزء الغالي من الوطن في الجنوب بداية لنهاية مأساة عاش فيها هذا الجزء من الوطن ظروفاً حالكة وقاسية لاتقل قسوة وسوءً عما كانت عليه الاوضاع في الشمال، وبدت سهام وشرارات الثورة توجه للمستعمر الغازي في الجنوب انطلاقاً مما كان يسمى بالمناطق الحدودية بين الشمال والجنوب لرفد الثوار والمناضلين بكل الامكانيات، ولم يتم ادخار اي جهد في سبيل الوصول الى يوم النصر الذي تحقق بعد ذلك باذن الله تعالى ومن خلال إرادة اولئك الابطال الشهداء رحمهم الله والذي ينعم الوطن اليوم بفضل ماقدموه من دمائهم الزكية في سبيل وطنهم.. وتكتسب ثورة اليمن سبتمبر واكتوبر عظمتها من عظمة اهدافها السامية ومن عظمة التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا الاحرار سواء أكانوا في شمال الوطن أو في جنوبه انذاك حيث مهد نجاح ثورة سبتمبر لقيام ثورة 14 اكتوبر المجيدة و ثار ابناء شعبنا في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني المستبد فكانت ثورة سبتمبر المرجعية لثورة اكتوبر والارضية الصلبة التي منها انطلق اولئك المناظلون في مغامراتهم النضالية المسلحة مستهدفين المستعمر مطالبين الجلاء عن أرض الوطن شعارهم الحرية ووقودهم فلسفتهم الوطنية التي افصحت عنها طلقتهم الشجاعة ونضالهم المشروع تلك الشعارات وتلك الفلسفة التي اكتسبوها من نضالهم ودفاعهم عن ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي بانتصارها انتصرت ارادة هذا الشعب وانيرت شعلة الحرية وكان لنجاح ثورة سبتمبر اثره الكبير في انطلاق ثورة 14 اكتوبر من جبال ردفان الشماء سواء كان التأثير معنوياً من خلال الثقة التي اكسبتها لثورة اكتوبر او من خلال الدعم المادي والمعنوي ومن خلال توسيع دائرة المشاركة في ثورة اكتوبر وايضاً كان للإنفراج الذي حققتة ثورة سبتمبر اثر كبير كون الحكم الإمامي كان يحاصر ويمنع اية محاولة للثورة وكان سوراً امامها فكان الحكم الإمامي مسانداً في توجهاته وايدلوجياته توجه الاحتلال البريطاني في عدن فكان لا يسمح بأية امدادات أو نشاطات فسقوط الامامة في الشمال هيأ الظروف لإنطلاق الثورة الاكتوبرية ولاستمرارها وساعد على تنظيمها وإنتشارها وكان الاخوان في شمال الوطن بعد ثورة سبتمبر سنداً ودعماً لثورة اكتوبر التي اجبرت اعتى وأقوى نظام على الخضوع والإعتراف بحق الشعب اليمني بالحرية والاستقلال ولم يتحقق ذلك الابعد نضال مرير وكفاح مسلح مستمر، حتى تحقق  الاستقلال بل بالأحرى انتزع الاستقلال رغم الامكانيات الكبيرة التي كان يتمتع بها الجندي البريطاني والفرق الكبير في المعدات العسكرية الا أن ارادة الشعوب لا تقهر فالثورة تعبر عن ارادة شعب فبقدر قوة تلك الارادة والتصميم كانت قوة حدث ثورة 14اكتوبر وكان اثرها الكبير في تحول احداث تاريخ شعبنا اليمني في جنوب الوطن .. فكم نجد من مغامرات وحكايات تروى عن فترة النضال توضح مدى المعاناة ومدى الجهد المبذول من قبل اولئك الابطال الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وراهنوا بحياتهم لنيل الخلاص واسترداد الحرية .. فمن هذه الحكايات الأساليب التي كان ابطال ثورة اكتوبر يتبعونها في ادخال الاسلحة والذخائر إلى مدينة عدن رغم الاجراءات الأمنية المشدده فمن تلك الاساليب انهم كانوا يدخلون الاسلحة  بالنهار إلى المقابر وكانها جنازات أو أموات ويتم دفنها في القبور حتى يحل الظلام يستخرجونها من تلك القبور ويوجهونها إلى صدور الاستعمار من خلال تنفيذ تلك العمليات البطولية التي اقلقت واربكت قوة الاحتلال ونسفت معنوياتهم وزادت من تأجج الثورة واتساعها وقوتها .. ومن المواقف أيضاً أن المناضلين كانو يستخدمون المنشورات إلى جانب الكفاح المسلح لتوعية افراد المجتمع بأهمية الثورة وبفلسفتها الوطنية لإيمانهم بأهمية بناء الفكر لدى المجتمع ولدى الثائر فكانو يستخدمون أساليب جديدة وفريدة لادخال هذه المنشورات وتوزيعها في مدينة عدن وباقي المدن من هذه الأساليب أنهم يقومون بتجبيس بعضهم بمادة الجبس وحشو هذا الجبس بتلك المنشورات وكأنه مصاب وهم بذلك يخاطرون بأنفسهم ويغامرون لاجل هدف اسمى هو قيام الثورة وطرد المستعمر من على أرض الوطن .. وكان للمواطن دور كبير في ذلك الكفاح فمنهم من انخرط بصورة مباشرة في جبهات القتال وفي تنفيذ الغارات والعمليات المسلحة ومنهم من تعاون مع اولئك الابطال اثناء تنفيذ تلك العمليات مثل توفير لهم الحماية وايوائهم وهناك من كان يعرف بنشاط الثائرين ولا يُبلغ سلطات الاحتلال عنهم رغم ما كان يلحق به من أذى وتعذيب من قبل جنود الاحتلال وهناك  قصص كثيرة .. لكن الحديث عن ثورة اكتوبر ذو شجون وأهمية بالغة ولهذا استحقت أن تكون ثورة عظيمة يحتفل بها سنوياً.


اما العميد متقاعد /عبد الله سالم بن عبده فيقراء المسار التاريخي للفترة ما بين ثورة 14 اكتوبر وال 30 من نوفمبر67 على النحو الاتي :
مثَّل انبلاج ثورة 14 اكتوبر المجيدة عام 63م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتحت شعار المقولة الربانية «من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» حدثاً تاريخياً هاماً في مسار الحركة الوطنية اليمنية في الشطر الجنوبي من الوطن اليمن، لانها كانت امتداداً متطوراً لما سبقها من نضال على الساحة اليمنية عموماً والذي عبرت عنه الانتفاضات والتمردات السابقة التي قام بها الاجداد والآباء في مرحلة الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي.
وان كانت هذه الانتفاضات غير المنظمة قد راوحت مكانها ولم تحقق الطموح في الحرية والاستقلال بفعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية فان قيام ثورة 14 اكتوبر المجيدة عام 63م قد جاء ليمثل ذروة هذا النضال المنظم وقاعدته الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاجنبي الذي دام اكثر من 4 سنوات، وقدمت فيه الكثير من البطولات والتضحيات لهذا الشعب العظيم بكافة اطيافه الوطنية في عموم الساحة اليمنية.
وكانت السلطات البريطانية قد اعلنت في الاشهر الاولى لقيام الثورة ان ما حصل ويحصل في ردفان ماهو الا تمرد قبلي لبعض العناصر وسرعان ما سيتم القضاء عليه كما تم القضاء على التمردات المشابهة له من قبل.
لكن الثورة بامتداد نضالها الى مناطق اخرى كالضالع وحالمين وغيرها من مناطق الجنوب اليمني ابطلت هذا الادعاء وكثفت من عملياتها العسكرية في اكثر من منطقة، الامر الذي جعل القوات البريطانية توسع من استخدام غارات الطيران العشوائية على العديد من مواقع الثوار وعلى قرى ردفان والضالع وغيرها من مناطق الجنوب بغية ارهاب الثوار ومن يناصرهم أو يقف إلى جانبهم.
غير أن ذلك لم يزد الثوار الا صلابة واصراراً على مواصلة الثورة وتوسيعها حتى تصل إلى كافة مناطق الجنوب واهمها المستعمرة عدن قلب القاعدة البريطانية، وهذا ما تم فعلاً عام 64م.. وعن أهمية فتح جبهة عدن قال الشهيد فيصل عبداللطيف في احد تصريحاته لصحيفة (الحرية) اللبنانية حينها: «لقد كان تقديرنا وهدفنا ينصب في ضرورة التحضير لنقل العمل الفدائي إلى المستعمرة عدن نفسها لان ذلك سوف يغير ميزان القوى لصالح الثورة كونها مفصل معسكرات الانجليز وضباطها وادارتها واي عمل فدائي فيها سوف يربك السلطات البريطانية وعملاءها أولاً وسوف ينقل تأثير الثورة والثوار إلى المستوى العربي والعالمي عبر الوكالات الاخبارية المتوفرة في المدينة وعبر ممثلي بعض الشركات التجارية العاملة في عدن «الس» وغيرها وفعلاً بدأت قيادة الثورة في اوئل 66 بادخال العديد من القطع المتنوعة من الاسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وبطرق سرية إلى عدن تهيئة لهذا العمل، وتوجهت بطرق سرية مجموعة من عناصر الثورة الصلبة إلى تعز للتدريب على الاسلحة والمتفجرات وعند عودتهم إلى عدن قاموا بدورهم بتدريب عناصر فدائية اخرى في اماكن سرية بعيدة عن انظار الانجليز واعوانهم الأمر الذي مكن الثوار من القيام بالعديد من العمليات العسكرية الفدائية الجريئة في اكثر من موقع من مواقع الانجليز وتزايد عدد القتلى والجرحى بين صفوف الضباط والجنود الانجليز ووصول العمليات الفدائية للثوار إلى مواقع هامة كالمطار والاذاعة ومقر المندوب السامي البريطاني.
ومن اجل احباط نشاط الثوار والقضاء عليه وبالذات في عدن كموقع رئيسي هام للقاعدة البريطانية، اتخذت اجراءات عاجلة لذلك من قبل القيادة البريطانية وحكومة الاتحاد حينها، ابرزها المذكرة الصادرة عام 65م عن لجنة تخطيط العمليات العسكرية لحكومة الاتحاد في 12/1/1965م وابرز ما حددته المذكرة المرتكزات الرئيسية الاربعة التالية:
أولاً: طلب دعم عسكري اضافي لأن الدلائل تشير إلى ازدياد أعمال المفسدين والارهابيين في مناطق الضالع وردفان وحالمين ووصولها إلى عدن نفسها، ولهذا يجب أن يكون واضحاً لحكومة صاحبة الجلالة أن الحاجة ماسة للمساعدة العسكرية البريطانية الاضافية لمواجهة نشاط هؤلاء المفسدين ومنعهم من اي تحرك نشط في عدن نفسها.
ثانياً: الدعاية للاذاعات المخربة أن ما تقوم به اذاعتا صنعاء وتعز وكذا اذاعة «صوت العرب» المصرية من دعايات مسموعة وموثرة على الجمهور تذاع كل يوم ببراعة وجدارة لابد أن تقابله مقاومة وتشهير وتشديد من قبل وسائل واجهزة وزارة الاعلام الاتحادية، وان تطلب الامر انشاء اذاعات مضادة سرية من جانبها لمواجهة هذا النشاط الاعلامي الهدام ودراسة انشاء اذاعة مضادة في حريب بيحان أو اية منطقة محاذية لليمن لتشكل ازعاجاً للسلطات اليمنية.
ثالثاً: التفكير بدراسة انشاء قوات مناوئة داخل اليمن نفسها لأن حكومة الاتحاد كانت ولاتزال هدفاً لنشاط الارهابيين المدعومين علناً من القوات اليمنية والمصرية، ولابد أن يقابل هذا بعمل مماثل من قبل عناصر موالية لنا تعمل داخل العمق اليمني نفسه.
رابعاً: العمل على تسفير كل من يشتبه في عدائه لحكومة الاتحاد من ابناء الشمال غير المسجلين في بيانات حكومة الاتحاد وذلك بعد مراجعة واتمام تجديد التسجيل حالياً لمعرفة كل من هو قادم من اليمن ويشتبه في ولائه لحكومة الشمال ويجب أن يطبق هذا القرار «التسفير» بصورة عاجلة.
وكانت السلطات الاستعمارية تهدف من وراء هذه الخطط والمعالجات إلى إفشال أو الحد من نشاط الثورة في جنوب اليمن، لكنها فشلت لأن هذه النوايا قد كشفت في وقتها من خلال بعض مناصري الثورة الذين كانوا يتواجدون في العديد من المواقع العامة للجيش والامن الاتحادي، وكانوا يوافون قيادة الثورة عن هذه النوايا اولاً بأول وبطرق سرية لاتجعلهم عرضة للكشف او الظهور العلني.
ومقابل ذلك اجتمعت بعض القيادات الرئيسية في الجبهة القومية في بداية عام 66م ووضعت مرتكزات التطوير ومواصلة النضال المسلح وبأساليب اكثر هجومية من قبل.. وحددت على النحو التالي:
- مواصلة وتعزيز قاعدة الكفاح المسلح الى عدن ذاتها.
- التركيز على تفعيل دور القطاع الشعبي للجبهة القومية داخل النقابات واتحاد الطلاب وجمعيات المرأة وبقيت النوادي الاهلية ومع الجماهير ليؤكد قدرات الشعب بكل قطاعاته وتحمل المسؤلية في مقاومة الاستعمار وليؤكد أن مساندة الشعب للثورة والثوار وحمايته لهم اكبر دليل على ابطال دعايات الاستعمار وعملائه تجاه الثورة ووصفها بمجرد تمرد.
وبناءً على هذا التوجه الجديد لقيادة الثورة تضاعف نشاط الثوار في كافة مناطق الجنوب اليمني وبالذات في معقل القوات البريطانية نفسها وحيث تتواجد قواتها ومعسكراتها الرئيسية «عدن» رغم الاعتقالات التي حصلت لبعض الخلايا السرية للثورة في عدن وتم الزج بهم في سجن (راس مربط) الارضي، ومنهم بدر وياسين ويوسف علي بن علي وآخرون وهذه الاعتقالات زادت الثوار عزماً وتصميماً على مواصلة النضال وتأكد ذلك في الميدان من خلال توجيه العديد من الضربات القاصمة للقوات البريطانية والموالين لها في عامي 66-67م.
وشكلت العمليات الفدائية التالية الدليل الواضح على قدرة الثورة وفدائيها للوصول إلى اهم الأهداف والمواقع التابعة لهم واهمها:
- ضرب مطار عدن الدولي بمدافع الهاون واعطاب العديد من منشآته وطائراته.
- ضرب دار المندوب السامي البريطاني في طارشن مقر الرئاسة حالياً.
- ضرب اذاعة عدن ومحاولة اسكاتها اكثر من مرة.
اغتيال واصابة العديد من ضباط المخابرات البريطانية وبعض المتعاونين معهم من العرب.
- تكثيف العمليات العسكرية في معظم مناطق القتال في الريف وبالذات ردفان والضالع وتوجت بهذه الضربات القاصمة للاستعمار البريطاني والموالين له بالاستيلاء على مدينة كريتر في 20/يونيو/67م وقتل واحراق اكثر من 4 دوريات بكافة معداتها وافرادها في شارع أروى بمدينة كريتر قرب معسكر «آرم بوليس» سابقاً, وفي «معسكر شابيون سابقاً» النصر حالياً ثم تمت السيطرة على مدينة كريتر من قبل الثوار لمدة 16 يوماً.
تلاها تباعاً اسقاط المناطق الريفية واحدة تلو الاخرى ابتداء بسقوط الضالع ومروراً بسقوط زنجبار ولحج وبيحان ثم حضرموت في 17 سبتمبر67م كل ذلك شكل انعطافاً هاماً في عزم ثوار الجنوب اليمني على دحر الاستعمار البريطاني حتى آخر جندي من هذه الارض الطاهرة ولولا الحرب الاهلية بين الجبهتين (الجبهة القومية وجبهة التحرير) التي تتابعت في منتصف عام 67م ووصلت ذروتها في بداية نوفمبر من نفس العام لكانت الثورة في الجنوب اليمني مفخرة لكل ابنائها بمختلف انتماءاتهم السياسية لأن نتاج هذا الصراع «الحرب الاهلية» قد ادى إلى انفراد الجبهة القومية بتسلم السلطة وارسال وفدها إلى جنيف للتفاوض بشأن الاستقلال، وهذا الامر ادى إلى اقصاء اطراف العمل الوطني الاخرى التي شاركت في الكفاح المسلح ضد الاستعمار، بدوره انعكس على ظهور العديد من المصاعب التي جابهت دولة الاستقلال الفتية التي تحققت بفضل التضحيات الجسيمة لكل الثوار والمناضلين من الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي وبقية القوى الوطنية التي ساهمت في اجبار الاستعمار على الجلاء من بلادنا بعد الكفاح الشاق والمرير الذي دام اكثر من 4 سنوات.. وهذا ما اكده الشهيد المناضل صالح مصلح قاسم في احد لقاءاته بمناضلي حرب التحرير بعد الاستقلال بمقولته الشهيرة.
«لقد دخل الاستعمار البريطاني إلى بلادنا بقوة السلاح وخرج منها بنفس الاسلوب الذي دخل به (قوة السلاح)، وبفضل بسالة وتضحيات المناضلين الاشداء في الجزء الجنوبي من وطننا الحبيب تحقق الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 67م».


الاستاذ احمد الحبيشي في بعضا مما قاله في مثل هذه المناسبة العظيمة اعياد الثورة اليمنية :
لم يكن ما حدث صباح يوم 26 سبتمبر 1962م حركة فوقية تستهدف اصلاح اختلالات في هياكل السلطة أو تعديل توازنات القوى والمصالح التي تدير مفاعيل الدولة ووظائفها على نحو ما ذهب إليه بعض الذين حاولوا التقليل من الطابع الثوري لذلك الحدث الذي غير بشكل حاسم مجرى التاريخ الوطني الحديث للشعب اليمني.
منذ اللحظات الأولى لإعلان البيان الأول للثورة، لم تعد القضية التي حركت نخبة طليعية وشجاعة من الضباط الاحرار، لاسقاط النظام الإمامي الكهنوتي، وإقامة أول نظام جمهوري في شبه جزيرة العرب، ملكاً لهم وحدهم أو لتنظيمهم السري الذي كان له شرف المبادرة في اقتحام حصون وقلاع الاستبداد والاستيلاء على الإذاعة.. فقد تطورت الأحداث منذ  ظهور شمس السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ليجد الشعب اليمني ـ شمالاً وجنوباً ـ نفسه أمام عملية ثورية وطنية شاملة وضعت في صدارة أهدافها مهمة تعزيز الكفاح من أجل تحرير الشعب اليمني من الاستبداد والاستعمار، على طريق استعادة وحدته الوطنية وبناء المجتمع الديمقراطي.. وانعشت الثورة آمال الملايين من أبناء الشعب اليمني في شمال الوطن الذي تحرر من الحكم الإمامي الكهنوتي، وجنوبه الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني في آن واحد، إيذاناً بولادة مشروع وطني شامل للتغيير، تشارك فيه كافة القوى الشعبية التواقة إلى بناء يمن حر ديمقراطي موحد، يعيد للوطن المجزأ وجهه الشرعي الواحد، ويفتح أمامه آفاق الحرية والتقدم والتجدد الحضاري.
ولانها كذلك فإن مسئولية قيادة الثورة والدفاع عنها وتحقيق أهدافها الوطنية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تعد تعني ـ فقط ـ أولئك الرجال الذين غامروا بحياتهم، حين اطلقوا الشرارة الأولى للثورة، بل أضحت مسئولية وطنية تاريخية للشعب اليمني بأسره، وللحركة الوطنية اليمنية بمختلف قواها وفصائلها وتياراتها الفاعلة في عموم الوطن شمالاً وجنوباً.. ولعل ذلك يفسر تلاحم الوطنيين اليمنيين الذين هبوا للدفاع عن الثورة والجمهورية، وقدموا أرواحهم من أجل ان تبقى راياتها وبيارقها خفاقة وكان بينهم آلاف المتطوعين الذين انطلقوا من عدن وسائر جنوب الوطني المحتل للدفاع عنها في أروع تجسيد عملي لوحدة النضال الوطني للشعب اليمني الذي التفت حول ثورته.. ودافع عن مبادئها وأهدافها.
على هذا الطريق جاءت ثورة 14 أكتوبر 1963م بعد عام واحد من قيام ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري لتفتح مرحلة جديدة ومتطورة في النضال التحرري ضد الاستعمار إذ أصبحت جمهورية 26 سبتمبر قاعدة صلبة للحركة الوطنية اليمنية بأسرها، وخلفية راسخة لحرب التحرير الشعبية التي خاضتها فصائل ثورة 14 أكتوبر تحت شعارات الاستقلال والوحدة بدعم واسناد من النظام الجمهوري في شمال الوطن، الأمر الذي اسهم في تعميق الوحدة العضوية للثورة اليمنية وتأكيد واحديتها في إطار عملية وطنية ثورية موحدة الأهداف والمبادئ.
بوسعنا القول ان ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت منذ قيامها امتداداً متطوراً لنضال الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة منذ الثلاثينات وعلى امتداد الاربعينات والخمسينات، ثم جاءت بعد ذلك انطلاقة جديدة على خلفية هذه الثورة تمثلت بقيام ثورة 14 أكتوبر المسلحة 1963م التي عملت على توسيع النطاق الجغرافي للحراك الثوري الجماهيري بتحويل الجنوب المحتل إلى ساحة ممتدة للمقاومة المسلحة ضد الاستعمار وركائزه.
ومما له مغزى عميق ان يكون مفجرو ثورة 14 أكتوبر هم أولئك المقاتلون الأبطال الذين توجهوا من ردفان إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وبعد انتهاء مهمتهم الوطنية عادوا إلى قراهم في ردفان، وقاوموا القوات البريطانية التي جاءت لمحاصرتهم ومصادرة اسلحتهم، عقاباً لهم على مشاركتهم في القتال دفاعاً عن جمهورية سبتمبر، وخلال هذه المواجهات التي بدأت يوم الحادي عشر من أكتوبر 1963م استشهد قائد هذه المجموعة المقاتلة وهو الشيخ غالب بن راجح لبوزة صبيحة يوم 14 أكتوبر 1963م الذي تحول إلى شرارة اشعلت ثورة شعبية مسلحة اجتاحت كل الجنوب المحتل.


وفي ختام هذا الملف الصغير عن الثورة اليمنية نقول :
كانت ثورة 14 أكتوبر 1963 فى الجنوب اليمنى انعكاسا حقيقيا لمد ثورى قدحت شرارته الاولى من الشمال حيث لم يمضى اكثر من عام إلا وتفجرت ثورة ردفان معلنة نهاية حقبة طويلة من الاحتلال البريطانى لمقدرات اليمن


ويبرزهذا التلاحم او واحدية الثورة في كثير من العناصر المشتركة في الحركة الوطنية في جهتي الشمال والجنوب حين ذاك ، وهي عناصر او عوامل متضافرة ومسجلة بالوقائع التاريخية التي يصعب انكارها او طمسها، وتؤكد ان النضال الوطني ضد الاستعمار والامامة لم يكن منفصلاً في يوم من الايام رغم محاولات الفصل والتسميات التي كانت تطلق على شطري اليمن ابان الاستعمار والامامة، وهي تسميات سقطت امام الحقيقة التاريخية الكبيرة عن الوطن الواحد والشعب الواحد. 


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)