يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - اليمن الجمهوري

الجمعة, 02-مارس-2012
شبكة اخبار الجنوب - متابعات -

الاديب اليمني الكبير عبد الله البردوني :  جاء علي عبدالله صالح إلى الرئاسة من انقى الشرائح الشعبية ومن أكثرها انتاجاً، لأنه من طبقة الفلاحين الذين عجنت تربتهم أنامل الاشعة وقبلات المطر.
درج علي عبدالله صالح على الأرض التي يرويها العرق الانساني وعبير السنابل وتتكئ عليها أهداب المجرات، فمن المعروف عن قبيلة "سنحان" قوة التفاني في الارض وعشق الفلاحة، يتساوى في هذين الرجل والمرأة، لأن الأرض ينبوع عطاء الرب الذي وضعها للأنام وزخرفها بالخضرة والانداء.


 


تلقى علي عبدالله صالح القراءة والكتابة بذكاء ابن الفلاح، ثم التحق بالجندية في بلوك سنحان فتحول من موقع شعبي إلى موقع أوفر شعبية، وعندما حملت الثورة فجر اليمن الجمهوري كان الرئيس من جنودها الأوفياء على امتداد مسيرتها القتالية، رغم ان اشباه الاقطاعيين من منطقته وسائر المناطق تاجروا بالحرب بين المعسكرين، وجارى بعض جنود النظام تجار الحروب، أما علي عبدالله صالح فانه يؤكد في كل احاديثه جنديته للثورة، ولا يدعي ما لا يفعل ولا يحب ان يدعي له أحد، لأنه خير من يعي، ان نفاق المديح يعزل الممدوح عن الحقائق الموضوعية، كما ان الحقيقة ذاتها اهدى إلى دخائل الأمور، ويكفي ان علي عبدالله صالح من شرائح القوة المنتجة التي تصنع رغد اليمن، فالفلاحون بكل المقاييس هم غالبية شعبنا وغالبية كل الشعوب، وهم طاقة الانتاج والعطاء ومواطن البراءة وغالبية كل الشعوب، وهم طاقة الانتاج والعطاء ومواطن البراءة والطيبة.


انتقل علي عبدالله صالح من الفلاحية إلى الجندية، فكان تناميه من الشعب إليه، وكان ترقيه بتدرج خبرته، فمن حركة يونيو 74 إلى 78م مارس الاختبار المباشر في العسكرية والموطن، تولى عام 75م قيادة لواء تعز، وقوَّى صلاته بكل المواطنين، وبعد مقتل "احمد الغشمي" في يونيو 78م افزع منصب الرئاسة كل الشجعان، لأنه رادف القتل العنيف، فأصبح الطموح إليه فراراً منه، وعلى خطورة ذلك المكان قبل علي عبدالله صالح ترشيح مجلس الشعب له رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة في يوليو عام 78م وعمره يقرع بوابة الأربعين.


فكيف يمكن كتابة تاريخ هذه الفترة وهي لم تزل تصنع تاريخها حياتيا لكي تنتقل إلى مادة كتابية؟.


بغض النظر عن حياة المؤرخ له أو غيابه، فان لهذه الفترة معالم تستحق التنويه قبل ان تصبح تاريخاً، فإذا كان التاريخ علم الماضي، فان هذا لا يمنع من الإشارة إلى الحاضر، قبل ان تتحول ملامحه إلى تاريخ عملي، خلال الفترة ما زالت تنسج تاريخها، فانها ما زالت تكتب نفسها لكي يستكتبها المؤرخون على ان ابهى المعالم التي ستحول تاريخا هي بطولة الرئيس في استلام الرئاسة في ذلك الظرف.


المعلم الثاني هو ان الرئيس أول رئيس من أبناء الفلاحين الكادحين الذين يشكلون غالبية الناس وأكثرية القوى المنتجة.


المعلم الثالث ان الرئاسة الحالية اقتدرت على استمرار الكائن من منتصف عام 78م إلى آخر عام 80م، وكان مجرد الاستمرار اهم الحاجات الأمنية في ذلك الحين، أما من عام 81م إلى 83م فقد بدأ الرئيس يشكل عهده المميز، ففتح صدره للحوار الشعبي وعاد إلى دورته الثانية في الرئاسة على اكتاف المظاهرات الجماهيرية التي اصرت على استمرار رئاسته.. وهذه المعالم مهما كانت مواطن الاعجاب فانها لم تؤل إلى مادة المؤرخ، فالجمهورية الثالثة سلسلة واحدة تواصل نفس المسيرة من يونيو 74م إلى كتابة هذا عام 83م.


ولعل المؤرخ الآتي هو الذي سوف يلاحظ اختلاف الفترة الحالية وخصبها على سوابقها، ولعل اجمل ما فيها قيمتها في ذاتها، ولما سيترتب عليها كحقيقة وقيمة ناتجة عنها، فان البواكير التي تلوح الآن تثير حاسة التنبؤ بأن هذه الفترة واعدة بالمأمول وبغاية ما ينشد الناشدون.


* من كتابه "اليمن الجمهوري"

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)