الحكمة اليمانية تنتصر... انها  اليمن ... انها كما وصفها خير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم بلد الايمان والحكمة , فلا طائفية ولا مناطقية ولا ارهاب ولا نزاعات ولا مؤامرات تستطيع ان تتجاوز حكمة اليمنيين , فبعد سنه من السنوات العجاف ... سنة كما يقال احرقة الحرث والنسل ... سنة اسودة بها القلوب وبلغت قلوب مخلصيها ومحبيها الحناجر , عام ليس كمثلة عام , يتمنى اي يمني ان لا يعود على اليمن السعيد الى يوم الحساب , عام تفرقت خلاله القلوب وتاهة العقول عن الحكمة والعقل والمنطق , عام افترش جزء من اليمنيين الساحات وسكنوا الخيام وسط المدن !!

عام تحولت فيه الشوارع الى "جمع" ما اتى الله بها من سلطان , جمع اوغر الخطباء فيها الصدور والهبوا النفوس وصبوا من خلال خطبهم السياسية القاز على النار .
عام تفرقت الاسرة الواحده وتشتت العائلة والقبيلة وحتى النفس الواحدة , عام ركب اليمنيين من خلاله مشاريع غيرهم واجندة غيرهم , فتحول شباب اليمن من خلاله الى ببغاوات تردد ما تسمعه في المحيط العربي التي اجتاحته ثورة الفوضى الخلاقة التي كان شباب العرب ومنه شباب اليمن وقودها ونارها وحطبها في آن واحد .
عام  عملت المعارضة ومن معاها من حوثيين طائفيين ومن حراكيين انفصاليين ومن ارهابيين استغلوا انشغال اجهزة الدولة التي اربكتها الحروب الاعلامية والمسيرات الانشقاقات المتواصلة بل والحروب الأخوانية " القاعدية في نهم وارحب وزنجبار حتى وصلت تلك الحروب الى تخوم رداع ,عملت على قسم اليمن مدن ومحافظات ونواحي وقبائل وقرى وبيوت , وقام الحزب الحاكم انذاك حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بردة الفعل وكان انصار الشرعية الدستورية في جانب والمعارضة " الثوار" في جانب وعمل كل طرف بكل قوة على الهجوم والدفاع هجوم اعلامي واسلامي وسياسي وعسكري وتخريبي وفعل ورد فعل حتى انتصرت الحكمة اليمنية على ما عداها من الخلافات وعلم اليمنيين بعد عام ان الوطن للجميع والجميع للوطن ولكن بعد عام اصبح اليمني البسيط يتمنى ان يعود على يمن ما قبل يناير 2011!!
ولكن بين اليمنيين انهم كما قال عنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اهل ايمان وحكمة , بعد عام من التدمير والتخريب والمكابرة والفعل ورد الفعل , عادوا الى صوابهم , وكان احكمهم قائدهم الذي حرص على عدم تمرير اي اجنده خارجية ومؤامرات حزبية داخلية في اليمن التي حماها وبناها ووحدها , وقرر بانه لن يكون بشار ولا معمر ولا حسني , كلمة قالها من اول العام , من يريد كرسي الرئاسة فليأتي عن طريق صناديق الاقتراع , وقد كان ما اراد وبحكمته الثاقبة التي تغمرها حب اليمن وصل اليمنيين الى نقطة النهاية والبداية .
هاهم اليمنيين يرجعون الى عقولهم وحكمتهم وانسانيتهم , وقرروا ان يسلكوا طريق الحكمة والديمقراطية في اطار الدستور , وهاهم اليمنيين يحتفلون جميعا في مهرجانات واحدة وفي مكان واحد بل وفي لجان انتخابية مشتركة , لأختيار مرشح واحد هو نائب الرئيس عبدربه منصور هادي .
نعم لقد عاد اليمنيين الى صوابهم ما عدا دعات الظلام من تنظيم القاعدة الذي وصل بهم الحال ان نصبوا انفسهم امراء تعقد على ايديهم البيعة لساكن كهوف تورا بورا " الظواهري " وصل بهم الحال ان جعلوا الاخ يقتل اخية بكل وحشية , وبعش الشباب الذين ينتمون الى تلك التنظيمات المتشدده من اخوان مسلمين من طلاب جامعة الايمان ومدرسة النهضة , وكذلك الحوثين الطائفيين والحراكيين الانفصاليين يتحاربون بالكلام والحجار والرصاص مع مضادهم الفكري حزب الاصلاح وكل الوانه الاخوانية السلفية القاعدية .
* رئيس تحرير البيضاء برس