يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 09-فبراير-2012
شبكة أخبار الجنوب - د - يوسف الحاضري د - يوسف الحاضري - شبكة اخبار الجنوب -
-  كنا في قترة الطفولة نسمع في وسائل الإعلام ( القليلة في تلك الفترة )
عن شيء أسمه "كيان صهيوني" فتهتز قلوبنا وعقولنا وفرائصنا لانتزاع هذه
الطائفة الفاسدة من أرض العرب المحتلة انتزاعا مشكلين صورة قبيحة لهذا
الكيان على مر تاريخنا ,,, وكنا أيضا خلال فترات ماضية نربط كل قبيح
وإرهابي وسيء ولا أخلاقي بكل ما هو بعيد عن تعاليم الدين الحنيف الإسلامي
واضعين في رؤوسنا أن كل من يمتلك لحية أو يتردد على المساجد وعلى حلقات
العلم ويلقي الخطب والمواعظ والدروس بأنهم خير أمة أُخرجت للناس ,,, وكنا
نضع الله ورسله والدين والقرآن الكريم خطوط حمراء لا يمكن بأي حال من
الأحوال ان نسمح للغرب الغير مؤمن بها أن يقترب منها بكلمة أو تعبير عوضا
عن العرب أنفسهم والذي لم يتبادر ذات لحظة إلى الأذهان أن نجد في أوطاننا
من يتجرأ ,,, كانت أمريكا ودول أوروبا عبارة عن مستعمرين سابقين للأوطان
ناضل أجدادنا وآبائنا لإخراجنا من ظل ظلمهم إلى ظلال الحرية ومازالت في
الأذهان فكرة سيئة عنهم جميعا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجدهم ذات
يوم مرة أخرى في بساتين بلداننا وشوارعها ,,, كانت القومية والعروبة
والديانة والألفة والحب والود وكل هذه الشعارات أساس تكويننا النفسي
والتعليمي ومبادئ لا يمكن ذات لحظة أن نتخلى عنها أو عن أجزاء منها ,,,
كانت الأفكار الجنسية حبيسة غرف النوم وخاصة للأزواج ولم نتعرف عن أسرار
الجنس إلا بعد مراحل المراهقة عوضا أن صورة فنانة متبرجة كانت جريمة إن
وُجدت ذات لحظة في محفظة أو حقيبة أو جيب أحدنا حتى أنه يتم التشهير بنا
أيما تشهير لسوء أخلاقنا ونصبح عار في حارتنا أو مجتمعنا تظل عالقة في
الأذهان لفترات طويلة جدا .

- أذكر لحظة الهجوم الإرهابي (على أبراج التجارة الأمريكية2001م) كنت في
تلك اللحظة وعصر ذلك اليوم أتمشى مع صديق عزيز لي في إحدى شوارع العاصمة
صنعاء (في إجازة سنة ثانية جامعة ) فلما تبادرت الأخبار إلى أسماعنا
اضطررنا لتناول وجبة خفيفة في إحدى المطاعم لنتمكن أن نشاهد الأحداث
مباشرة على قناة الجزيرة وكانت كل الأبصار وأعناقنا أيضا متصلة
بالتلفزيون وكانت مشاعرنا جميعا مختلطة وممزوجة بالفرح والترقب والخوف
وكأنها نهاية هذه الدولة الظالمة بعد أن انطلت الخدعة الأمريكية على
العالم أجمع ونحن جزء من العالم.

- العراق والدمار الشامل ,,, أفغانستان وبن لادن والقاعدة ,,, حماس
وصواريخها ,,, حزب الله وجنوب لبنان ,,, المدمرة كول واليمن ,,, إنفلونزا
الطيور والخنازير والبقر والحمير ,,, كل هذه أصبحنا نتلقاها جميعا
ونستنشقها من وسائل الإعلام (الميديا) مع اختلاف أنواعها وتوجهاتها
ورؤيتها إلا أن جميعها طالما وقعت في الفخ العالمي التي وضعه الغرب لنا
جميعا ,,, فخ الإعلام وتكرار الأحداث وتنوع مصادرة وجهات نقله والسيل
الكبير من المحللين والمنظرين والمفسرين لها إلا أنها تصب في بوتقة واحدة
,,,, بوتقة ( تثبيت الأفكار ) ,,, ولكن ما الهدف من تثبيت الأفكار !!!

- كثر التكرار تثبت الأفكار ,,, وتنوع التكرار تثبت الأفكار ,,,
فبالارتكاز على هذه الأفكار دأبت القوى العالمية متمثلة في أمريكا وبعد
أن دعا بوش الأب إلى بداية النظام العالمي الجديد على الإعلام لتكون
الركيزة الأولى لهم في حروبهم القادمة ضد العالم ,,, فكل لبنة يضعونها في
هيكل مبانيهم يسلطون الإعلام على هذه اللبنة وتبدأ في نشره إلى العالم
اجمع فتجد في البداية معارضة أو استهتار من البعض (خاصة من لديه موقف
عدائي ظاهري ضد الولايات الأمريكية) ولكن مع استمرارها وإظهار الصور
والتسجيلات والمقابلات والمحللين وعدم الاكتراث بكل من ينادي ضد هذه
اللبنة تبدأ هذه الأفكار في الإنغراس في رؤوسنا تدريجيا ومنها إلى قلوبنا
فنؤمن بها ونعتقد بها وتصبح منهاجا في حياتنا وتسهل لهؤلاء أن يبدءوا في
وضع اللبنة الثانية بعد أن أصبح العالم أجمع مقتنع تمام الاقتناع بهذه
الأفكار,,, ولكم الأمثلة في هذه !!

1. في البداية كانت إسرائيل كيان صهيوني مغتصب ومحتل وغير معترف بها على
الإطلاق ومع التكرار الإعلامي واحتلال هذا الكيان لحيز كبير جدا من
الإعلام العربي خاصة بعد ظهور قنوات إعلامية متخصصة لها دعم خيالي على
جميع الأصعدة وعلى سبيل المثال وليس الحصر (الجزيرة القطرية ) أصبح هذا
الكيان الصهيوني (إسرائيل) ولم يعد مغتصب للأرض وأصبحت أفئدتنا جميعا
متعودة عليها وكأننا نتكلم على الأردن أو لبنان أو أي دولة أخرى وأنتقل
الخلاف من كونهم مغتصبين للأرض العربية وبأنهم غرباء إلى حرب دينية بين
(اليهود والمسلمين) وبأن هناك أحقية لهذا عن هذا ثم تطورت إلى أن أصبحت
جزء من المنطقة لها حقوق على جيرانها وتعودنا عليها جميعا بل أن الأمر
وصل إلى سعينا خلفها لتعترف بنا والتصدق علينا بقطعة أرض وغير ذلك والسبب
كله ,,, التكرار الإعلامي !!!

2. في البداية أستنكر العالم الإسلامي ربط الإرهاب بالمسلمين وبأصحاب
اللحى (كون اللحية سنه من سنن الدين الإسلامي) ومع التكرار والتكرار
الإعلامي أصبح الإسلام والإرهاب صورتان لعملة واحدة وآمنا بها جميعا
ودخلنا في صراعات مع بعضنا البعض لإرضاء المتآمر الأمريكي بعد أن آمنا
أننا إرهابيون وزادت حدها بعد أحداث سبتمبر والتسجيلات الصوتية التي كانت
تبثها قناة (الجزيرة القطرية) على أنها لإبن لادن (لتمرير فكرة أنه سبب
الهجمات وكل إسلامي ) وتكررت هذه التسجيلات وعقبها هجوم غربي على العرب
والمسلمين في العراق وافغانستان وذهب ضحاياها مئات الآلاف عوضا عن
الملايين المتضررين منها فأنشأوا في أنفسنا كراهية لهذا النهج المتشدد
للإسلاميين الذين هم سبب هذه المحن والمشاكل ولم يتبادر إلى أذهاننا لحظة
واحدة كيف أستطاع بن لادن من جبال أفغانستان ضرب الولايات المتحدة
الأمريكية أكبر قوى أستخباراتية عالمية (كما يشاع أيضا في إعلامنا
وإعلامهم ) ثم عجز بعد ذلك حتى يومنا هذا أن يقوم بأي عملية أخرى ولو
بسيطة !!! ومع ذلك أستطاع الأمريكيون أن يربطوا بين اللحية والإرهاب
وقابله تصفيقنا بل تأييدنا له !!! والسبب التكرار الإعلامي !!!



3. في البداية كانت الرسومات المسيئة للرسول تثير مشاعر المسلمين وعملت
ضجة رهيبة في الشارع الإسلامي ودعوات للدفاع عن خير البشر أجمع وخروج
الملايين إلى الشوارع وحصل هناك إنصدام رهيب بين الحرية الأوروبية
والسيادة الدينية ومع التكرار الإعلامي وأفلام مسيئة وصور وكتابات وغير
ذلك تعودنا عليها في عالمنا الإسلامي وأصبحت شيء روتيني نتناقله ونستنكره
ونحن واضعين رجل فوق رجل على صفحات الأنترنت بل أن الأمر وصل لسعي (صاحبة
نوبل للسلام اليمنية توكل) لإدخال التجربة الأوروبية إلى اليمن في مطلع
العام الماضي وظهر لنا أيضا كتاب مسلمون عرب يكتبون كلاما أشد وأبغض من
الرسوم المسيئة ولنا في (بشرى وتوكل وطاهش اليمنيين ) و ( اسماء السورية
) و ( وعلاء وصديقتة المصريين ) و (تونسيات ) و (ليبيات ) وغيرهم أمثله
لمثل هذه الأتجاهات والأفعال فأصبح كل شيء عادي وحقوق وحريات وأعتدنا
عليها ودافعنا عنها !!! والسبب التكرار الإعلامي!!!





4. في البداية كانت قطرة الدم للمسلم الموحد (غالية الثمن وباهضة ) وأغلى
عند الله والناس من الكعبة المشرفة والجميع يسعى لعدم سقوطها بأي ثمن وإن
سقطت كخطأ أو مؤامرة أو حادث أو ثأر أنكره المجتمع العربي الإسلامي أيما
إنكار حتى يتمنى من اسقطها أن تبتلعة الأرض مما وجد من المحيط به عوضا عن
المشاهد التي نشاهدها في التلفاز كانت لها ردة فعل إيجابية من خلال إضرام
نيران في صدورنا ضرورة الإنتقام من كل من أستباح دماءنا وعروضنا ولو بعد
حين ومع تكرار القتل والدماء كل يوم بالمئات (العراق – الصومال – فلسطين
– اليمن – مصر – ليبيا – سوريا – تونس) والنقل الإعلامي السلبي من خلال
إظهار الخبر كأنه خبر في الطقس أو الرياضة يسبقة خبر عن فنان أو فنانه
ويتبعه خبر مشابه للأول مما يغلف الخبر الدموي أخبار روتينية تجعل منها
جميعا أخبار إعتيادية مما جعلنا ننظر لهذه الأحداث بنظرة إعتيادية طبيعية
وأصبحنا نحمل مشاعر متبلده وأصبحنا نتعاطاها بكل سلبية مثلها مثلما
نستنشق الهواء أو نرتشف كوب ماء!!!



-       خلاصة القول في هذا المجال ,,, فقد أستطاع واضعو السياسة
التآمرية في جانبها الأهم (الإعلام ) أن يحولنا من شعوب تقاوم لتحيا
وتعيش وتنشر مبادئها السمحاء إلى أوعية تمتلأ بما تريده هذه الجهات من
أفكار لتسيرنا وفقا لرغباتها وخط سيرها حتى اصبحنا وجبه دسمه جاهزه لكل
شيء يتم بثه ونشره وأي أحداث أو أفكار ستأتي في القادم لن ترهقهم على
الأطلاق لأنها ستكون مصدقة سلفا وبلا محاولة منا لتشغيل أفكارنا والبحث
عن مصداقيتها من عدمها ,,, وللأسف ساهم في هذه الأعمال إعلام عربي يمكن
تصنيفه إلى ثلاثة أنواع 1. إعلام عميل ماسوني . أو 2. إعلام تجاري ربحي .
أو 3. إعلام متخاذل سلبي .


إضاءة:- أدعو الجميع ممن لازال يحمل في صدره قلب ينبض بالعروبة والدين
والإنسانية أن ينتزع قنوات إعلامية نعلمها جميعا من باقاتهم التلفزيونية
كما نزعتها من فترة ليست بالقليلة وأن يبحثوا عن الحقيقة بأنفسهم كما بحث
عنها ذات يوم (سلمان الفارسي ) ووصل إليها في زمن اللافضائيات .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)