يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - علي العماد

السبت, 07-يناير-2012
شبكة اخبار الجنوب - صنعاء - حوار/عبدالناصرالمملوح -

اعتداءات الإصلاح على الشباب ممنهجة ورصاص الفرقة موثقة
المعارضة هي مــن صنع المواجهات في تعز.. وسجون الساحات معيب في حق الثورة
حكومة الوفاق مشوهة وثورة المؤسسات تستهدف ثورة الشباب الحقيقية
الثورة خُطفت منذ وقت مبكر و«مسيرة الحياة» صححت المسار
المعارضة صنعت المواجهات في تعز.. والسجون والمعتقلات داخل الساحة معيب في حق الثورة
لدى بعض قادة المشترك استعداد للتنصل من المبادرة الخليجية
مسار الثورة انحرف بعد “جمعة الكرامة” واستقام مع “مسيرة الحياة”
القوى المشيخية والعسكرية في الإصلاح لم تغادر ممارساتها الشمولية وتحاول إنتاج نفس منظومة الحكم
قيادات نافذة في المشترك قدمت ضمانات لتنفيذ المبادرة.. وترديد “سهيل” شعارات المحاكمة نفاق سياسي ظاهر
الاعتداءات على شباب “مسيرة الحياة” من قبل عناصر الإصلاح ممنهجة وإطلاق النار من قبل الفرقة موثق بالصور
«ثورة المؤسسات» محاولة مقصودة لجر الناس إليها والاكتفاء بها بديلاً عن ثورة القيم الموجودة داخل الساحة
حكومة الوفاق مشوهة ولن تحقق للوطن شيئاً.. والمعادلة المتداولة لدى الشباب: مندس+ حوثي+ أمن قومي= ثائر
هناك من يرى الدولة المدنية على أنها الدولة التي تكفل للمشيخ مكانة
أكثر شهداء الثورة هم من المستقلين لا من الأحزاب.. والحركات المفرخة داخل الساحة من قبل الأحزاب مهامها إفشال التصعيد الثوري
القمع الممارس ضد الشباب من قبل بعض أحزاب المشترك غرضه إخلاء الساحات
من يدعي أن اللجنة التنظيمية هي المحرك للساحة لا يعي من الحقيقة شيئاً


 الغوص في متاهات ما يسمى “ثورة الشباب” السلمية البدايات والمآل وما بينهما من سلوكيات وممارسات قيل إنها انحرفت بالمسار، ومن طابع الثورة إلى أزمة بين سلطة ومعارضة ولم تقف عند هذا الحد فسرعان ما تحولت إلى ساحة تمرد لتصفية حسابات شخصية بين مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش يجد جذوره في الصراع التقليدي على السلطة..
نعتمد للخلاص من المتاهات سلسلة حوارات ولقاءات مع هذا وذاك من مختلف القوى والمكونات لما يسمى “ثورة”  ممثل الحوثيون في اللجنة التنظيمية الأستاذ علي العماد هو الضيف..
* شكل الحوثيون إحدى مكونات ما يسمى “ثورة الشباب” إلا أن هذا المكون جاء سلباً.. بمعنى أنه شكل مصدر إزعاج وإرباك لـ”الثورة” أكثر مما خدمها.. هكذا يرى بعض المراقبين؟
-  بالعكس.. المتابع للمواقف السياسية لجماعة الحوثي منذ الأيام الأولى للثورة وحتى ما قبل الثورة يثبت عكس هذا الطرح الوارد في سؤالك.. الحوثيون بخلاف غيرهم من القوى والأحزاب هم القوة الوحيدة التي نزلت برؤية سياسية تتناغم مع رؤية الشباب في الساحات، وهم الوحيدون- كقوة سياسية معترف بها- الذين أقروا وثيقة الشباب ونزلوا إلى الساحة برؤية مفهومة ومحددة، في حين أن القوى والأحزاب الأخرى إلى اليوم لا نعلم ما هي رؤيتهم الثورية، بل اختزلت تلك الأحزاب رؤيتها السياسية في المبادرة الخليجية أو ما يسميها الشباب بـ”المؤامرة الأخيرة”.
على هذا اختلفنا
* رؤيتكم هي إسقاط كل منظومة الحكم لا استهداف أشخاص معينين.. أليس كذلك؟
-  هي رؤية سياسية ثورية متكاملة، قد يكون أحد أهدافها ومبادئها إسقاط المنظومة الفاسدة بكل أشكالها ورموزها.. لكن في الأول والأخير هي منظومة تؤمن برؤية الشباب في الساحات وبما يضمن بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
* بغض النظر عن الرؤى، ما الذي قدمتموه فعلياً للثورة غير الضجيج ومحاولاتكم المتكررة شق الصف؟
-  أتمنى أن يكون هذا نقلاً عنا لا أن يكون مبدأًً متداولاً بين الصحفيين.. إن من يقول بهذا يعي أن ما يقوله غير صحيح.. الحوثيون تواجدوا في الساحات كأحد الأركان الرئيسية، وأثبتت الأيام والأحداث وجودهم كقوة رئيسية تحافظ على أهداف ومبادئ الثورة، بل وتتناغم مع كل القوى؛ الحديثة واليسارية وحتى الدينية التي تنسجم مع أهداف الثورة، ربما اختلف الحوثيون لاحقاً مع من انحرف بمسار الثورة إلى مفاوضات عقيمة.. لكن بشكل عام نؤكد أن وجود الحوثيين كان قوياً وفاعلاً وقدموا الكثير من الشهداء والتضحيات.
* اسمح لي أستاذ علي، يقال بهذا الخصوص أن 90% من الشهداء والجرحى هم من عناصر وأنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح؟
-  الإصلاح- وأجزم بذلك- وجد في الساحات وضحى إلى حين اعترافه بالمبادرة السياسية، وكل القوى حاولت أن تقدم الكثير، وإذا كان هناك من قدم وضحى أكثر فهم الطبقة العاملة، الكادحة، طبقة الثوار الحقيقيين أبناء المناطق الذين لا يؤمنون بالطائفية والمذهبية والعنصرية، هؤلاء كانوا المبادرين وأكثر الشهداء منهم ولا ينكر ذلك إلا جاحد.
* أفهم من كلامك أن الشهداء والجرحى أكثرهم من المستقلين لا من الأحزاب؟
-  أجزم بأن هؤلاء هم من ضحوا.. أنا شخصياً شاركت في مسيرات بصورة شخصية وجمعية وكنا نراهم في مقدمة الصفوف.
الحركات المفرخة
* قيل إن أنصاركم كانوا يتخلفون عن المشاركة في المسيرات وتحديداً تلك التي من المتوقع أن تشهد أحداث عنف؟
-  هذا الكلام غير صحيح.. ربما كان لنا التزاماتنا.. أنا عضو في اللجنة التنظيمية قبل أن أجمد عضويتي في الفترة الأخيرة، كانت اللجنة تحاول أن تضم كل أطياف القوى الثورية وكنا نلتزم بقراراتها ولم نتخلف أبداً عن أية مسيرة دعت إليها اللجنة التنظيمية، أما المسيرات التي كانت تخرج بشكل فردي أو بدافع من أشخاص هذه لم يكن التعامل معها كتوجه عام، ومع ذلك كان لبعض أفرادنا مشاركات كثيرة ولكن بصورة فردية لا بناءً على توجه عام.
* أنتم – جماعة الحوثي- أعلنتم انسحابكم من الساحة في شهر رمضان، فلماذا عدتم بعد المبادرة الخليجية وبهذا الشكل الذي تُسيّرون فيه مسيرات راجلة؟
-  لم يتم الإعلان عن الانسحاب إطلاقاً، ما حدث هو أننا كنا ذهبنا في شهر 5 أو 6 تقريباً إلى التصعيد، وكان ذلك بالتوافق مع كل القوى وعبر قرار اللجنة التنظيمية واتجهنا إلى جولة كنتاكي واستقرينا في منطقة ما بين “كنتاكي” وجولة 20 لفترة 4 أشهر ونصف تقريباً، وطالبنا – وأنا شخصياً- اللجنة التنظيمية ومندوبي حزب الإصلاح تحديداً بنزع الحواجز الموجودة بين الساحتين، خاصة بعد أن حاولوا أن يشوهوا بالموجودين في هذه المنطقة، وألصقوا بهم الكثير من التهم من قبيل “مندسين، أمن قومي.. والخ”، فطالبناهم بنزع الحواجز حتى لا تظهر وكأنها ساحتان وحتى لا تكون مدخلاً للحديث عن شق الصف، وهذا مصطلح كثيراً ما يطرح، فحاولنا- كما قلت لك- أن نتواجد داخل الساحة ولم ننسحب إطلاقاً، وهذا الأمر معروف.. الحوثيون موجودون بـ”حركة الصمود”، ونتحدى أي شخص يقول إن حركة الصمود انسحبت يوماً ما من الساحة، الحركة موجودة بمراكزها الإعلامية بمنتدياتها الثقافية والسياسية وبتغذيتها..
* التحقتم بساحة “الثورة” لكنكم لم تنخرطوا فيها بدليل بقائكم ككيان مستقل داخل الساحات، حتى في مجال التغذية؟
-  بالعكس، كلما في الأمر أننا حرصنا على التواجد كحركة واحدة يسهل التعامل معها ضمن مكونات الثورة، وهذا يحسب لنا.. بمعنى أننا لم نفعل كما فعلت الأحزاب، كل حزب فرخ له في حدود 20 حركة، وبالنسبة للتغذية هي للناس جميعا والقائمون عليها لا يمثلون قوة بعينها.
* أفهم من كلامك أن الائتلافات التي تتحدث عن نفسها بأنها مستقلة هي في معظمها تتبع أحزاب المشترك؟
-  هناك حركات كثيرة وائتلافات خرجت بمنظور أنها “مستقلة” عن الأحزاب لكنها في الأول والأخير حزبية، أعضاؤها حزبيون معروفون ولكنهم- كما قلت لك- حاولوا التواجد ككيانات مستقلة
* هل كان هذا التفريخ منظم ومقصود؟
-  بعض القوى حاولت من خلال هذه الحركات أن تعطل مسار التصعيد، عندما كنا نتجه إلى التصعيد تتواجد داخل الساحات على أنها كيانات مستقلة، وكانت تعطل التصعيد.
* وربما هي مفرخة لهذا الغرض؟
-  أكيد..
الجانب المالي
* مالياً، ماذا قدمتم –الحوثيين- للثورة من دعم مقابل ما قدمه مثلاً حزب الإصلاح ومشائخه؟
-  ما قُدم للثورة لا تستطيع أن تنسبه لقوى أو أحزاب، قد يكون حزب الإصلاح قدم شيئاً لكنه في الأخير استقطب جماهير وأبناء وتجار الشعب ورجال الأعمال، هؤلاء جاءوا لدعم الثورة لا لدعم قوة معينة، أما نحن الحوثيين فمواردنا قليلة وهذا الأمر معروف، ومع ذلك قدمنا ما نستطيع تقديمه.
* كيف مواردكم قليلة والكل يتحدث أنكم تعيشون رغداً من العيش في الساحات بخلاف “الثوار” من القوى الأخرى والمستقلين؟
-  “يضحك”.. يأتون ليعيشوا بيننا وسيلاحظون عكس ذلك، الأكل الموجود هو أكل الثوار “رز وبطاط”، وعلى كل الحمد لله نحن راضون بما كتب الله.
* الحوثيون استغلوا الأزمة في التمدد الفكري وبالقوة العسكرية، أكملتم السيطرة على محافظة صعدة عسكرياً، واتجهتم نحو محافظات الجوف، حجة، عمران؟
-  أتمنى أن يُحصر الحوار فيما يتعلق بالثورة في الساحات التي أنا متواجد فيها كساحة التغيير بصنعاء.
* واعتقد أنك أيضا على اطلاع لما جرى في الجوف وحجة على الأقل؟
-  باختصار استطيع أجزم بأن الثورة، ربما أعطت الإنسان مجالاً من الحرية الفكرية في التحرك لا أقل ولا أكثر، أما ما يطرح حول اعتداءات مسلحة وما إلى ذلك فهذا فيه الكثير من اللغط واللبس والتشويه.. أنا من وقع اتفاقية الجوف وأنا من ذهب إلى حجة بمعية الإخوان في الإصلاح وأوقفنا إطلاق النار، وبحكم اطلاعي في هذا الموضوع استطيع القول إن هناك ملابسات كثيرة وتدخلات دولية، لكن الحمد لله استطعنا أن نوقفها، ولو كان للحوثيين الرغبة في التمدد العسكري لكان ذلك في مراحل مبكرة وليس في المراحل التي نعيشها الآن.. نحن الآن الوحيدون مع قوى مستقلة وبعض الحركات من يقف أمام المبادرة الخليجية، ولعل ما يحصل الآن هو عبارة عن محاولات تشويه لهذه الحركة الثورية الموجودة.
* وفقاً لإعلام حزب التجمع اليمني للإصلاح، الصراع الذي خاضه أنصاركم في الجوف هو مع قبائل تلك المنطقة، وليس مع الإصلاح؟
-  أنا وقعت الاتفاقية مع الإصلاح مش مع القبائل.
* معنى ذلك أن صراعكم كان مع حزب الإصلاح؟
-  كلامي واضح.. أنا وقعت الاتفاقية مع الإصلاح مش مع القبائل.
العنف داخل الساحة
* تضاربت الروايات حول أسباب الخلاف الذي تطور إلى أعمال عنف بينكم وبين حزب الإصلاح داخل ساحة التغيير بصنعاء.. ما حقيقة ما حدث؟
-  بداية استطيع أجزم بأن هناك قوى مشيخية وقوى عسكرية داخل حزب الإصلاح تستغل اسم هذا الحزب وتجره إلى صراعات قبلية، عقائدية، طائفية، حتى تحرق سمعته التي حاول في الفترة الأخيرة أن يبنيها ككتلة مدنية.. وبالنسبة لما حدث في الساحة بصنعاء هو واضح للجميع، حصلت اعتداءات واضحة من قبل مجاميع محسوبة على الإصلاح اتجهت لقمع مسيرة “الحياة” الراجلة القادمة من تعز، ومن يلتف حولها من مستقلين أو قوى معينة، وهي اعتداءات ممنهجة رتب لها وواكبت المسيرة من الليلة الأولى التي وصلت فيها المسيرة إلى صنعاء، حيث حاولوا الاعتداء على المشاركين فيها وكسروا سيارة الدكتور محمد عبدالعزيز وسحبوها إلى مبنى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، وفي اليوم الثاني تم الاعتداء على الشباب المشاركين وأصيب تقريباً 30 شخصاً، وفي الاعتداء الأخير أصيب حوالي 40 شخصاً، هذه الاعتداءات طالت شبابنا أيضاً لأن المشاركين في المسيرة كانوا في الخيم التابعة لشبابنا.
* هل صحيح أن جنود الفرقة الأولى مدرع – الجيش المنشق- تدخلوا مع عناصر الإصلاح، وأطلقوا عيارات نارية على شباب المسيرة، واستخدموا العنف ضد الشباب ومنعوهم بالقوة من صعود المنصة؟
-  طبعاً.. هذه الأشياء كلها مصورة وموثقة وأنا كنت موجوداً في الساحة.
* ما نعرفه أن اللجنة التنظيمية خصصت للمشاركين في مسيرة “الحياة” خيماً أمام فندق إيجل.. يعني في بقعة بعيدة تماماً عن مخيماتكم، فما الذي نقلهم إلى عندكم؟
-  اللجنة التنظيمية هي- للأسف- حرصت أن تسلم على غير الضيف، هي استقبلت مجاميع خرجت من المنصة لاستقبال المسيرة وعادت من ثم إلى المنصة، هؤلاء ليسوا من قيادات المسيرة المعروفين كالأستاذ محمد صبر، والأستاذة بشرى المقطري والسهيلي.
* تقصد أن الذين حظوا بالاستقبال والإيواء هم أصلاً الذين خرجوا من الساحة إلى مشارف صنعاء لاستقبال المسيرة؟
-  استقبلوا هؤلاء ومجاميع مقربة من حزب الإصلاح من المشاركين في المسيرة القادمين من تعز.. الذين نظموا المسيرة هم 1800 شخص وهم معروفون ولم يكن هؤلاء من بين من استقبلتهم المنصة ورحبت بهم قنواتها.
* يقال إنك من تسبب بداية في الشجار، أنت التحقت بالمسيرة في منطقة خدار، يعني قرب صنعاء وأردت أن تفرض عليها أين تذهب؟
-  مثل هذا الكلام سرب لبعض المواقع، وأنا التقيت بالأخ محمد القبلي وحصل بيني وبينه شجار وكذا.. مع أن ما حدث هو بسيط، الأخ محمد القبلي أتى إلي وقال يا علي أصحابكم طائفيون فظننت لحظتها أن مسألة دماج قد دخلت في الخط، قلت له طائفيون كيف؟!!.. قال: يحرضون الناس على الذهاب إلى السبعين، قلت: وأين الطائفية من ذلك؟!!.
* أنت حاولت الاعتداء عليه؟
-  أبداً، بل حاول بعض أصحابه الاعتداء علي، وحاولت أن أتجنب الصدام إيماناً مني بأن الثورة هي أكبر من مثل هذه المناوشات، حتى أنني أصلاً كنت بمفردي ورغبت ألا يشوفني أحد من أصحابنا حتى لا تكبر المشكلة، ومع ذلك قناة (وصال) عملت برنامجاً لا راسي.
خلاف مصالح
* لعل ما تكشفه ساحات الاعتصام اليوم هو أن القبول بالآخر مستحيل عند الأحزاب والقوى الدينية.. هل توافقني الرأي؟
-  بالنسبة لقيادات نافذة داخل حزب الإصلاح “مشائخ وعسكريين” استطيع أقول نعم.. هؤلاء- وبما يمثلونه- هم جزء رئيسي من النظام الحاكم منذ عقود، وانفصلوا عنه إثر خلافاتهم على مصالح معينة.. الآن وبعد التسوية السياسية بينهم عبر المبادرة الخليجية نقدر نقول انهم حددوا عدوهم في الثوار والقوى السياسية للثورة ولهذا حصلت المواجهات في الساحة، ولكن هذا- كموقف- لا ينسحب على الإصلاح كحزب سياسي، بل أستطيع أجزم بأن كثيراً من سياسييه ساءهم ما حصل.
* لكن السياسيين ومن يمكن أن نسميهم “الليبراليين” في الإصلاح هم الحلقة الأضعف أمام القوى القبلية والعسكرية؛ التي ترى لنفسها الحق في تحديد مسار “الثورة” بعد التوقيع على المبادرة؟
-  أصلاً هؤلاء – رموز القوى القبلية والعسكرية في الإصلاح- تعاملوا مع الشعب اليمني طيلة العقود الماضية عبر القبيلة وعبر الخارج أيضاً، والآن يحاولون أن ينتجوا نفس المنظومة التي حكموا بها، لكن مسيرة “الحياة” الراجلة أجهظت لهم هذه الفكرة.
* أفهم من كلامك عن العنف داخل الساحات أن حزب الإصلاح بعد أن أصبح حاكماً لم يغادر ممارساته التي يصفها البعض بـ”الشمولية”، حيث عمد للسيطرة على الساحات واحتكار تمثيل الثورة، واعتبروا ما عداهم من قوى مندسين وأمناً قومياً؟
-  هذا الطرح ينطبق على القوى المشيخية والعسكرية المتحكمة في الإصلاح.. هي تفرض مثل هذا الفكر أو هذا الطرح، لكن هناك في الإصلاح سياسيين ليسوا بهذه العقلية غير أنهم الحلقة الأضعف داخل حزبهم.. وعلى فكرة هناك الآن معادلة يرددها الشباب في الساحات، مفادها: مندس+ حوثي+ أمن قومي= ثائر.
* قلت إن مسيرة “الحياة” الراجلة أجهظت مشروع القوى النافذة في الإصلاح.. هل نقدر نقول إن المسيرة حملت رسالة ضمنية بأن حزب الإصلاح وشركاءه لا يمكنهم الاستمرار في السيطرة على ساحات “الثورة” ولعب دور المعارضة بعد أن أصبحوا الرقم الأكثر حظاً في السلطة؟
-  حقيقة إن من محاسن مسيرة “الحياة”- ومحاسنها كثيرة- أنها عملت فرزاً حقيقياً داخل الساحات بين الثوار وطالبي السلطة، وأثبتت من هم الثوار، وأصبحت الثورة وقواها جانباً والأحزاب السياسية جانباً آخر في مواجهة هذه الثورة مع الإشارة إلى أن الكثير من قواعد بعض الأحزاب وتحديداً اليسارية منها شاركوا في المسيرة بل ومن المنظمين لها.
* إزاء ذلك، هل نستطيع القول بأن أحزاب المشترك والمجلس الوطني باتوا اليوم يخشون الثوار؟
-  أنا لا أحب التعميم، لكن بعض القيادات النافذة في تلك الأحزاب وقيادات عسكرية قد قدموا ضمانات كثيرة للخارج لتنفيذ المبادرة، وتصريح السفير الأمريكي كان واضحاً بأن هذا خيار لا يمكن التنازل عنه، وفي نفس الوقت هناك قادة داخل الأحزاب وخاصة اليسارية مستعدون أن يضحوا بسمعتهم من أجل إنجاح الثورة.
* تقصد أن لديهم استعداداً للتنصل عن المبادرة الخليجية؟
-  نعم.
كيف انحرف المسار؟!!
* كثيرة هي الصعوبات والتعقيدات التي حصلت لـ”ثورة الشباب” ربما نتيجة لالتحاق أبرز رموز النظام بها ومن ثم التحكم في مسارها.. ما رأيك؟
-  هناك من الانتهازيين فعلاً من رأى أن الثورة هي المخرج الوحيد له والاحتماء خلفها حتى لا يحاسب على ما اقترفه.. وكما قلت لك المبادرة الخليجية وكذا مسيرة “الحياة” لاحقاً أحدثتا فرزاً من هو فعلا مع الثورة ومن الذي لا يزال يفكر بعقلية النظام السابق، الذي هو- أصلاً- جزءً منه.
* متى بالضبط انحرف مسار الثورة؟
-  الثورة انحرف مسارها من بعد جمعة الكرامة، وهذا معروف، لكنها استقامت مع مسيرة “الحياة”.
* وهل كان الانحراف نتيجة انضمام “س” أو “ص” من الناس ممن عرفوا في الذاكرة الشعبية والسياسية بأنهم ركن من أركان النظام؟
-  نحن لا نعيب التحاق هذا أو ذاك من حيث المبدأ وإنما نعيب عليهم المواقف التي دخلوا فيها ومحاولاتهم قيادة الثورة.
* وما الذي كان عليهم أن يفعلوه؟
-  أن يقدموا أنفسهم للثوار لا أن يأتوا قادة للثورة.
* بهذا الخصوص، هناك من يقول إن “ثورة الشباب” السلمية خطفت منذ وقت مبكر من قبل القوى التقليدية العسكرية القبلية والدينية داخل أحزاب اللقاء المشترك وشركائه.. هل توافقني الرأي؟
-  الحقيقة أن هذه القوى هي قوى منظمة وتمتلك عوامل القوة، إعلامياً، مالياً تنظيمياً، وفي المقابل الثوار لم يكونوا يوماً ما منظمين، ولهذا استطاعت تلك القوى أن تنصب نفسها كمنبر للثوار.
* أفهم أنك توافقني الرأي بأن “الثورة” خطفت منذ وقت مبكر؟
-  نعم.
* طبعاً أصيب “الثوار” المستقلون بخيبة كبيرة عندما أصبح الأشخاص الذين قامت “الثورة” ضدهم وبسببهم هم قادة المشهد السياسي ونجوم المشهد الإعلامي؟
-  كما أشرت، هؤلاء لهم أدوات عمل كبيرة من خلالها حاولوا اختزال الثورة فيما يرونه يخدم مصالحهم، والنتيجة أن الثورة خسرت تعاطف الكثير ممن كانوا السباقين إلى الساحات، ولم يبق في الساحات إلا القوى السياسية المسيطرة على عناصرها إلى جانب بعض المستقلين، ولعل هذا ما يفسر الالتفاف الجماهيري حول مسيرة “الحياة”، لماذا؟!!.. لأنها معبرة عن نبض الثورة ولأنها هي التي ستصحح مسار ثورتهم!!.
التقيت علي محسن
* قيل إن أفراد الفرقة الأولى مدرع- الجيش المنشق- تواجدت في ساحة التغيير بصنعاء قبل 21 مارس، أي قبل الإعلان الرسمي عن انشقاق القائد العسكري علي محسن الأحمر.. ما صحة ذلك؟
-  لم أسمع مثل هذا الكلام، لكن ما أستطيع أن أجزم به أن هناك اختزالاً لفكرة من انضم إلى الثورة.. “الفرقة” لم تنضم كقوة كاملة، معروف أن اللواء الرابع (اللواء 314) مسيطر على أماكن كثيرة في العاصمة، وفي المقابل هناك من انضم إلى الثورة من التشكيلات العسكرية الأخرى.. من الأمن المركزي.. من الحرس.. من النجدة.. من الطيران، ولكننا لم نسمع عنهم ولا يتكلم عنهم أحد ولو بالقليل مما حظيت به “الفرقة”، هذا الأمر يوحي أن في المسألة تلميعاً مقصوداً لأسماء معينة.
* تلميع من قبل حزب الإصلاح؟
-  يعني قوى تحاول أن تلمع أفراداً أو أسماءً بعينها.
* جنود الفرقة المنشقة يحاصرون الحوثيين في ساحة التغيير بصنعاء منذ الأيام الأولى للثورة.. ما حقيقة ذلك؟
-  من خلال متابعاتي وقراءتي للواقع أستطيع أقول إن هناك ضباطاً عقائديين موجودين مع علي محسن يقومون بهذه المهمة، وكان هناك أفراد من قبلنا يتواصلون مباشرة مع علي محسن وكان يحاول أن يعالج هذا الأمر.
* انضمام اللواء علي محسن إلى “الثورة” وتربعه على قمة الهرم أثار استياءكم.. هل ذلك نتاج عداء شخصي “لدوره في حروب صعدة” ومذهبي لما يعرف عن تعصبه مع من تسمونهم “الوهابيين”؟
-  عداواتنا مواقفنا.. لست ضد شخص لذاته وإنما هي مع أو ضد منظومة نظام متكاملة.. وللعلم أنا شخصياً بعد انضمام علي محسن بثلاثة أيام دخلت إلى مكتبه ورحبت بتأييده للثورة، ونزعنا كل أدوات الإعلام المعادية أو المروجة ضد أي شخص انضم إلى الثورة.
* ما الذي دار بينكما؟
-  حديث ترحيب.. وأكدت له أننا من جهتنا نقف اليوم في صف واحد وأن عدونا المشترك الآن هو “منظومة الحكم”، وبالمثل كان هناك ترحيب بنا من قبله.
* وكان يفترض أن “الثورة” تجبُّ ما قبلها، لكنكم طالبتموه بالاعتذار الرسمي لمحافظة صعدة؟
-  أولاً يا سيد الناس في الأخير هناك حقوق لأفراد ولجماعات ولهم الحق في متابعة ما هو لهم من حق، الأمر الثاني ما قدمناه هو عبارة عن نصيحة ولو أن علي محسن سمع النصيحة وعمل بها واعتذر في حينه باعتقادي كان ذلك سيعالج الكثير من الأمور، لكن وقوفه مع طرف واحد جعله إلى اليوم في مربع واحد.
* وهل فعلاً طالبتموه بتسليم جثة السيد حسين الحوثي؟
-  لست مطلعاً على تفاصيل هذا الموضوع، لكن بشكل عام هذا حق من الحقوق، وهم في ذلك يطالبون النظام ككل علي عبدالله صالح وعلي محسن، ولا يقتصر الأمر على السيد حسين الحوثي، هناك من الشباب الذين لا نزال نعتبرهم في عداد المفقودين.
معتقلات “التغيير”
* باعتبارك ممثل الحوثيين في اللجنة التنظيمية، ما هي المآخذ على عمل اللجنة من وجهة نظرك؟
-  اللجنة فيها شخصيات وطنية تعمل على الوفاق داخل اللجنة بمن فيها مندوبو حزب الإصلاح وبقية أحزاب المشترك، لكن الإشكالية بدرجة رئيسية هي في الصلاحيات.. صلاحيات اللجنة ضعيفة، فهي لا تسيطر على بعض اللجان الموجودة في الساحة.. على سبيل المثال اللجنة الأمنية للمنصة.. وللجنة التنظيمية هي المحرك للساحة فهو لا يعي من الحقيقة شيئاً.
* ومن المسيطر على اللجنتين الأمنية والمالية؟
-  بالنسبة للجنة المنصة يسيطر عليها أفراد تابعون لحزب الإصلاح، والمالية لا نعرف من هم ولكننا سمعنا أن بينها مندوباً للناصريين ومندوباً للاشتراكي.
* وماذا عن حكاية السجون والمعتقلات داخل ساحة التغيير بصنعاء.. هل هي وليدة ما بعد المبادرة الخليجية أم أنها من قبل؟
-  في الأربعة الأشهر الأولى من عمر الثورة كانت هناك زنازن وحصل فيها ممارسات خاطئة، حينها علق أغلب أعضاء اللجنة التنظيمية عضويتهم حتى تغيير اللجنة لتكون مشتركة من الأحزاب، وتعدلت الأمور نسبيا حتى لم نكن نسمع عن اعتداءات للجنة الأمنية، ولكن مع وصول مسيرة “الحياة” تفاجأنا بأن هناك زنازن لا تزال، وأنا -شخصياً- زرت السجون أثناء اعتصام اللجنة الحقوقية، واطلعنا على سجون ومساجين جاءوا مع مسيرة “الحياة” وبدل السماح لهم بالتعبير عن رؤاهم وممارسة مشاعرهم الثورية أرسل بعضهم إلى السجون.
سجون الساحة
* من تتبع هذه السجون؟
-  تتبع اللجنة الأمنية وهي مشكلة من كل الأحزاب، وهناك سجون في الفرقة الأولى مدرع لسنا مطلعين عليها، وهناك غرف كنا نظنها عادية لكلننا اكتشفنا في الأخير أنها سجون، بل لقد “حبسوا” سيارة محمد عبدالعزيز- أحد المشاركين في مسيرة “الحياة”- في مبنى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، يعني حتى المستشفى (قدوا) سجن.
* وهذا معيب جداً في حق “ثورة” سلمية أن يكون لديها سجون ومعتقلات؟
-  صحيح!.
* ما يكتشفه المتابع أن الساحات الآن بعد التوقيع على المبادرة الخليجية أصبحت عبئاً على اللقاء المشترك وشركائه أكثر مما هي عبء على المؤتمر وحلفائه أو حتى على الرئيس صالح نفسه.. أليس كذلك؟
-  بعض أحزاب المشترك تحاول من خلال القمع الموجود داخل الساحة تنفير الناس وجرهم إلى العنف حتى يصوروا أن الثورة أصبحت صراعات داخلية، أو شيئاً من هذا القبيل.
* بمعنى أن هناك نوايا من قبل المشترك لإفراغ الساحات من الثوار؟
-  أكيد
عسكرة الثورة
* في فترة من عمر “الثورة” حصلت مواجهات مسلحة باسم الثورة سواء في الحصبة وصوفان أو في أرحب ونهم وكذا في محافظة تعز.. برأيك ما تداعيات ذلك على مسار الثورة؟
-  بهذا الخصوص أجزم بأن علي صالح بدهائه المعروف استطاع أن يجرَّ الأحزاب والقوى السياسية والقبلية والعسكرية إلى مربعاته، عندما أتى بعلماء أتوا بعلماء وعندما أتى بعسكر أتوا بعسكر وهكذا وكان لدى المعارضة سلاحان لم تستخدمهما الاستخدام الصحيح، الأول سلاح التصعيد السلمي للثورة والثاني سلاح الأهداف والمبادئ والقيم الموجودة.
* لماذا؟
-  السبب أن هناك داخل المعارضة من يعرف أن مثل هذين السلاحين قد ينقلبان عليه سلمية الثورة كانت هي سر قوتها، إلا أن تلك القوى النافذة داخل المعارضة خافت أن تنقلب عليها- خافت التغيير السلمي- لأنها يوما ما ستكون جزءاً من المنظومة.
* أفهم من كلامك أن تلك القوى والأحزاب فرطت بسلمية الثورة عندما انجرت إلى العنف في أرحب، نهم، الحصبة، تعز، وغيرها من المناطق؟
-  في مراحل استطيع أقول إنهم دافعوا عن أنفسهم لكن في مراحل صنعوا هم المواجهات، كما حصل في تعز، الأحداث أعطت انطباعاً بأن الحاصل في تعز حرب بين عصابات مع أن الكتلة المدنية في تعز حافظت على الثورة ولا تزال، ولم يكونوا بحاجة لمثل هذه القوى والمليشيات المسلحة.. تلك المواجهات فعلا أضرت بسلمية الثورة ومدنيتها.
الموقف من الحصانة
* كيف تفسر الشعارات التي ترددها قناة “سهيل” عن محاكمة أركان النظام في حين من المقرر أن تصوت كتلة المشترك البرلمانية على قانون الضمانات للرئيس وأقاربه ومن عمل معه؟
-  هذا ممكن تفسيره على مسارين: الأول أن هناك نفاقاً سياسياً واضحاً، الحكومة برئاسة المشترك وقعت على الضمانات، ناهيك عن أن قيادات أحزاب المشترك وقعوا على المبادرة بما فيها بند الحصانة، الأمر الثاني أن القوى الخارجية التي حاولت فرض المبادرة على هذه القوى هي تريد الحفاظ على مصالحها أولا وأخيراً، وبالتالي هي تريد اختزال فكرة الثورة العظيمة في محاكمة فرد أو جماعة وأتوقع أن القوى الخارجية ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية ستسلم يوماً ما على صالح للمحاكمة ليس خدمة للثورة وإنما لمحاولة خلق وعي زائف لدى الناس بأن الشعب خلاص استطاع أن ينجز كل أهداف الثورة، وهذا فهم مغلوط، الثورة هدفها إسقاط النظام كمنظومة بكل أركانها ورموزها وليس مجرد علي صالح، علي صالح لشخصه وما يمثله لا يستحق قطرة دم تسال من أي شاب نحن نتكلم عن منظومة فساد كاملة يجب أن تحاكم.
* يعني أنتم لا تفرقون بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر؟
-  أركان النظام جميعاً، كلهم مسؤولون أمام الشعب.. لا يحق لنا أن نختزل الثورة وكل أهدافها في محاكمة الرئيس.. ولكن للأسف- وكما قلت لك- هناك من يحاول اختزالها، الآن شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” أصبح ممنوعاً في المنصة، وممنوع أي شعار من الشعارات الرافضة لحكومة الـ”فيفتي فيفتي” أو كما يسميها الشباب.. واستطيع أقول إن من يحاولون اختزال الثورة في محاكمة فرد وكأن عدءهم مع شخص، لا يبحثون عن مشاريع وطنية.
* هل نستطيع القول بأن اللقاء المشترك وشركاءه بتوقيعهم على المبادرة الخليجية وبما تحمله من ضمانات للرئيس قد فرطوا بدماء الشهداء؟
-  طبيعي.. الشهداء والجرحى نزلوا إلى ميادين الثورة لإسقاط منظومة حكم فاسد وبناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون، والمبادرة لم تحقق ولا أدنى شيء من ذلك.
* ولماذا لا نقول إن المبادرة الخليجية في خطوة أولى لتحقيق أهداف الثورة؟
-  كثيراً ما يطرح مثل هذا الكلام.. ونحن نؤكد بأن المبادرة ربما حققت جزئية بسيطة فقط هي إسقاط علي عبدالله صالح من أعلى الهرم، لكن المبادرة لها آلية مزمنة ولن تحق إلا ما هو منصوص عليه في بنود المبادرة، والموجود في المبادرة بآليتها التنفيذية لن تحقق أهداف الثورة.
إعلام الثورة
* كثيرة هي الانتقادات الموجهة إلى الإعلام المتحدث باسم الثورة، ما رأيك أنت؟
-  في بعض المراحل كان مهولاً للأمور.. لم يكن واقعياً بالشكل المطلوب، لكن- في الأول والأخير- هو خدم الثورة إلى حد ما مع تحفظي على أدائه في هذه المرحلة، هو يحاول الآن أن يصور الثورة على أنها هدف واحد، ونسي القيم الحقيقية للثورة.
* قيل أن أحداث العنف التي تعرضت لها مسيرة “الحياة” لم تحظ بالتغطية الإعلامية من قبل الإعلام المتحدث باسم الثورة؟
-  أكيد وفي الأخير معروف لدى الجميع أن هذه الوسائل الإعلامية هي تتبع أفراداً، لو كانت دعمت مسيرة “الحياة” بالشكل المطلوب لتناولت أحداث العنف التي تعرض لها المشاركون في المسيرة سواء ما حصل خارج الساحة أو داخلها.
حكومة الوفاق
* ما هي توقعاتك لحكومة الوفاق الوطني.. النجاح أم الفشل؟
-  هي أنتجت سلطة مشوهة ولن تحقق الكثير وستدخل في صراعات داخلية، مع إيماني بأن القوى الخارجية ستحاول أن تمدها بالمال وغيره حتى تجهظ الثورة.. الصراعات الموجودة داخل هذه الحكومة ليست بالهينة ولن تستطيع أن تقدم للمجتمع شيئاً مما يطمح إليه، فقط ربما قد تزعزع أركان النظام المحسوبين على الرئيس صالح، أما الشق الآخر من النظام الذي قد فرخ نفسه في عدة قوى ربما قد تشد من عضده.
* وكيف تقرأ ما يسمى بـ”ثورة المؤسسات”.. هل هي عفوية أم ممنهجة؟
-  ربما هي من بشائر خير الثورة لكن أنا شخصياً لست مع هذه الآلية للقضاء على الفاسدين، يفترض أن تكون هناك إجراءات قانونية لإقالة الفاسد ومحاسبته، ولو كنت أنا لا قدر الله أحد الرموز الفاسدة سأرى في ذلك – ثورة المؤسسات- مخرجاً لنفسي بدون محاكمة، أضف إلى ذلك هذه الآلية هي أيضا محاولة لجر الناس إليها والاكتفاء بها بديلاً عن ثورة القيم الموجودة في الساحات.
الدولة المدنية
* ختاما.. الكل يتحدث عن الدولة المدنية، حتى ألد أعدائها التاريخيين يتحدثون عنها.. ما رأيك؟
-  الدولة المدنية هي دولة النظام والقانون.. دولة يكون فيها الكل تحت القانون لا فوقه.. أي أن الكل تحت طائلة المساءلة، لكن مشكلتنا أن هناك من يرى أن الدولة المدنية هي الدولة التي تكفل للشيخ وغيره مكانة.


الجمهور

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)