أعتبر مراقبون سياسيون التصريحات الصحفية التي أدلى بها القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح) حميد الأحمر بمثابة انقلاب واضح وصريح على بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية "المزمنة" الموقعة في العاصمة السعودية "الرياض" .

مضيفين :إن تلك التصريحات تكشف بجلاء الجهة التي تقف خلف محاولات إجهاض مسار التسوية السياسية وملامح الانفراج السياسي عبر تعطيل المبادرة الخليجية التي تشكل المدخل الوحيد والأساس للحل السلمي للأزمة القائمة ، والالتفاف على بنود تلك المبادرة من خلال التعامل معها بانتقائية والتنصل من الالتزامات التي تفرضها والتراتبية الزمنية التي نظمتها "الآلية التنفيذية" التي أقرت برعاية أممية وإقليمية وحظيت بإجماع داخلي يؤسس لمرحلة الوفاق السياسي والمصالحة الوطنية.

مؤكدين، بأن رئيس الجمهورية ليس بحاجه لحماية من أحد فهو محمي بإرادة الشعب اليمني الذي تصدى بكل شجاعة وصبر للمخطط الانقلابي الفاشل على مدار عام كامل ، ومحصن بإنجازاته التي حققها طيلة سنوات قيادته لليمن وعلى رأس تلك الإنجازات الوحدة والديمقراطية والحرية وتجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة .

وقال المراقبون: إن حميد الأحمر الذي حاول الظهور بمظهر الجاهل ببنود تلك المبادرة الخليجية كشف عن عواره السياسي واسقط كل الأقنعة التي حاول التخفي ورائها طيلة الفترة الماضية محاولا إسقاط (الرؤية الخليجية للحل) عبر ممارسة التصعيد ميدانيا وتمويل مسيرات الزحف بين المحافظات والدفع بالفوضى داخل مؤسسات الدولة واستهداف قيادات الدولة بمجاميع تخريبية يحركها بالريموت كنترول في مسعى منه لاستفزاز الطرف الآخر وجره للخروج عن المبادرة .. لكنه ولما فشل في ذلك خرج بهذه التصريحات التي ينطبق عليها المثل العربي (كاد المسيء أن يقول خذوني) .

ووصف المراقبون دموع حميد الأحمر وتباكيه الكاذب على دماء اليمنيين بـ "دموع التماسيح" ، قائلين : أن الشعب اليمني يعرف جيدا من هو المجرم ومن هو المسئول عن الدماء التي سالت في الحصبة وصوفان وأرحب ونهم وتعز وأبين وكل بقعه امتدت اليها يد الإجرام الآثمة التي راهنت على الدم لتحقيق مآربها السياسي في الانقلاب على الشرعية والوصول للسلطة ولو على نهر من الدماء .

وعزى المراقبون تصريحات الأحمر التي جاءت بعد فترة صمت إلى أنها تأتي كرد فعل (هستيرية) على الإجراءات التي اتخذت مؤخرا بالدفع بملف التحقيقات والاستدلالات في جريمة "مسجد النهدين" للنيابة العامة ، مضيفين : أن حالة الهستيريا التي تلم بالأحمر كلما تم تحريك الملف دليل إدانة بحقه وتأكيد على تورطه في تلك الجريمة الشنعاء التي استهدفت رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة في أبشع عملية اغتيال سياسي عرفتها الإنسانية .

داعين الأشقاء في دول الخليج العربي وكل الأصدقاء في العالم والمبعوث الأممي جمال بن عمرو وأمين عام الأمم المتحدة عبد اللطيف الزياني والبعثات الدبلوماسية في اليمن للقيام بواجباتهم والتدخل بحزم لتنفيذ المبادرة كمنظومة متكاملة وفضح الطرف الذي يتعامل معها ومع جهودهم بهذا المستوى المهين والجهات التي تحول دون السير في تنفيذ خارطة الطريق التي رسمت لإخراج اليمن من محنته وتجنيبها شبح الحرب الأهلية الطاحنة .. ومع ما يعنيه ذلك من إعادة الأوضاع للمربع الأول وجر البلاد لسيناريوهات لا يحمد عقباها .