يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الثلاثاء, 03-يناير-2012
شبكة أخبار الجنوب - طه العامري طه العامري - شبكة اخبار الجنوب -
إذا تقاطعت المصالح سقطت القيم وغابت الحكمة وغدا النزوع للانتصار الذاتي غاية وهدف بغض النظر عن الوسائل التي قد تتبع للوصول لهذا الانتصار ..؟
تركيا بما تقوم به من دور تعيش هذه الحالة , وهي حالة الرغبة الجامحة للانتصار للذات والوصول للغاية المرجوة ويزيد من هذه الرغبة هو الشعور التركي القوي بأن ثمة انتصار غير مكلف يمكن الوصول إليه وتحقيقه كخيار استراتيجي كان حتى وقت قريب يصعب مجرد التفكير به نظرا لما كان يترتب عليه من مخاطر , وندرك جيدا كم هي المرات التي اعتذرت فيها ( أنقرة) ل( القاهرة) أبان العدوان الصهيوني على ( غزة) حين كان الخطاب التركي المتطرف يطغى على حسابات وخطابات ومواقف العواصم العربية وفي المقدمة منها خطاب (القاهرة والرياض) والذي كانت أنقرة تحسب لهما الكثير من الحسابات إضافة لمواقف ودور ورؤية (دمشق) وكان هذا الثلاثي العربي رغم هشاشة الفعل المحوري العربي , يشكل رادعا لكل الطموحات الإقليمية التواقة لملء الفراغ الاستراتيجي في الفضاءات العربية وهو لافراغ الذي أعطي أنقره الكثير من الآمال بعد سقوط النظام في مصر رغم هشاشة ذاك النظام وتحفظ الرياض عن تبعات وتداعيات الأحداث وتقاطع الكثير من المصالح الإقليمية والدولية وتوافقها على إسقاط النظام القومي في سوريا خدمة لأهداف وحسابات ومخططات أبعد ما تكون عن الشعارات المعلنة وهي شعارات لا تخلوا من الجدل وفيها تداخلت كل الحسابات المذهبية والطائفية والسياسية والأمنية والكثير من المزاعم وجميعها لا تبرر هذا التهافت على إسقاط (دمشق) وهو تهافت يذكرنا بأولئك الذين يتخذون من الأحزمة الناسفة جسورا تصلهم بالجنة مع أن للجهاد طرق كثيرة هي أجدى وأنفع من تفجير النفس أو كحالة ذاك الغلبان (التونسي) الذي قيل ان في إحراقه لنفسه أوقد شعلة ما يسمى ب( الربيع العربي) ؟؟ الأمر الذي يضعنا للتساؤل عن جدوى هذا (الربيع) أن كان قام على أشلاء جسد محروق ليس له مفهوم بديننا وقيمنا وتراثنا وكل معتقداتنا غير أن الرجل (قاتل نفسه) وقاتل نفسه للنار هكذا قال الدين وقالت قيمه وأخلاقياته ..؟!!
وبعيدا عن هذا السياق وإذا عدنا لقراءة الدور التركي الذي بداء قبل ما تتفجر ما يسمى _ مجازا_ ب( الربيع العربي ) وتحديدا إلى زمن العدوان الصهيوني على (غزة) وكيف قفزت تركيا ( أردوجان) إلى واجهة الأحداث وظهرت وكأـنها حامي حمى العرب والغيورة على مصالحهم ومثلها طبعا كانت ( قطر) مع أن الدولتين ترتبطان بعلاقة وثيقة بالكيان الصهيوني غير أن موقف كل من تركيا وقطر شكلت ما يشبه الطعم للذاكرة الجمعية العربية في لحظة كان الخارطة العربية تعيش حالة (فراغ قيادي استراتيجي ) محوري فالقاهرة بدت شبه عاجزة فيما ( دمشق ) كانت تدرك أبعاد خطورة اللعبة التي تنسج خيوطها حولها منذ الغزو الأمريكي للعراق ودمشق هي من وجدت نفسها في لحظة من التاريخ مجبرة على الدخول في تحالف ( حفر الباطن) أبان الغزو العراقي للكويت حينها وفي لحظتها كانت دمشق أكثر من يستوعب قوانين اللعبة ومدركة جيدا تبعاتها والآتي بعدها من تداعيات درامية فكانت رسالة الرئيس الراحل حافظ الأسد للرئيس الشهيد صدام حسين حافلة بالمعاني المستترة لبعض جوانب اللعبة الجديدة للمحاور الاستعمارية وحلفائها من العرب وطبعا الكيان الصهيوني لم يكون بعيدا عن هذه التحالفات يوما .. وقد مضت الأمور والتطورات الدرامية فيما قدرا لها , لكن برزا دورا إقليميا على هامش الخمول التفاعلي لأوضاع المنطقة العربية وكانت ( إيران) بمشروعها الوجه الثالث في معادلة الصراع على زعامة المنطقة , إذ نرى أن طموحات ( طهران) لا تختلف عن طموحات ( أنقرة) المنافس التقليدي ل( طهران) منذ قرون موغلة وهو التنافس الذ يبرز حين يغيب الدور التفاعلي العربي وتتوارى (القاهرة) عن دورها وحين تجد (دمشق) نفسها مطوق بنوازع محورية تمثله كل من ( طهران) و( أنقرة) وثالثهم ( تل آبيب) وأن كان الصراع البارد ( الإيراني _ الصهيوني) محكوم بقوانين المصالح الاستراتيجية وخاضع لحسابات كل الطرفين فأن دخول ( أنقرة) يمثل تحديا ل( طهران) فيما هو فعل محبذ ل( تل آبيب) التي ترتبط بعلاقة نموذجية مع ( أنقرة) بل أن تحالف المحورين يعود لمرحلة تشكل الدولة التركية على انقاذ الدولة العثمانية التي تفككت بيد محاور النفوذ وحصل ( أتاتورك) على جزءا من غنائم الدولة العثمانية والمتمثل في (لوا الاسكندرون ) العربي كما نالت ( طهران) حصتها في ( الأحواز) فيما تمثل النصيب الاستعماري المحوري ب(فلسطين) التي أصبحت ( وطن قومي لليهود) ..؟؟!
هذه الفنتازيا يمكن لأي محلل التوقف أمامها إذا ما قرر قراءة التداعيات الراهنة والتوقف أمام هذا الصراع المحتدم بين كل من ( تركيا وطهران والكيان الصهيوني) وله روافع إقليمية ودولية وكل بحسب علاقته في وقت نجد فيه أصحاب المصلحة يقفون متفرجين على تداعيات اللعبة بوعي أو بدونه , غير قادرين على خلق معادلة تفاعلية تجبر الأطراف المعنية بالبقاء بعيدا عن ملعب ليس لهم فيه حضورا وأن كان هذا الحضور قد نتج عن حالة غياب الفعل العربي القومي القادر على قلب معادلة الفعل والمسار ..
بيد أن اللعبة التركية وهي الأخطر في المعادلة الراهنة وهي قائمة على استراتيجية توظيف المخزون المادي للدولة التركية كدولة ( إسلامية) نائمة في حضن (الناتو) وكصاحبة موروث حضاري في الذاكرة الإسلامية باعتبارها دولة الخلافة وقبلة المسلمين ومرجعيتهم لقرابة ( 450 عاما) وبالتالي وفي ظل غياب الفعل القومي العربي الواحد والرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة تجاه مجمل التحديات الوجودية وتخلي كبرى المحار العربية وهي (القاهرة) عن دورها القومي على حساب همومها القطرية وظروفها الداخلية ومع فرض خيار التقسيم على السودان وانفصال الجنوب وهو عمل ما كان لمصر أن تقبل به لوا كانت مصر كما يجب أن تكون ولهذا كان من الطبيعي ل( أنقرة) أن تقفز لملعب الأحداث منافسا ل( طهران) وندا ل (الصهاينة) وحاضنة لكبرى التيارات التفاعلية على الخارطة القومية العربية وهم جماعة ( الإخوان المسلمين) ..!
حدث هذا بعد مرحلة تمهيد فكري وثقافي انطلق قبل الغزو الأمريكي للعراق وترسخ بعد الغزو الأمريكي للعراق وأقصد به الجزء الأخطر من نظرية ( الاحتوى المزدوج) وهو الإيحاء بحقيقة مذهبية الصراع ومنح الصراعات القطرية والقومية بعدا (مذهبيا ) أطرافه ( السنة والشيعة) ومحوره وأدواته العرب والمسلمين وأهدافه تنحصر في تحقيق الطموحات والتطلعات ( الصهيونية) فلا تركيا صادقة في تفاعلها مع العرب إلا بما يحقق مصالحها كدولة ترى أن من حقها أن تكفل مصالحها وتحمي دورها في المنطقة خاصة بعد أن أركت ( أنقرة) أن انضمامها للاتحاد الأوروبي  هدف صعب المنال بل يستحيل تحقيقه بعد أن تنامى الشعور الأوروبي بكره ومقت المسلمين كنتاج لأحداث 2001م وما تبعها من تبعات وتداعيات ألقت بظلالها حتى على نسبة الوجود التركي في أوروبا التي كشرت بأنيابها للأتراك فيما برزت قضية الصراع التركي _ الكردي في الخطاب السياسي الأوروبي وفي الذاكرة والاهتمام الجمعي الشعبي في أوروبا وأمريكا , الأمر الذي دفع ( أنقرة) لإعادة حساباتها وإعادة ترتيب علاقتها وهو ما دفع بأر دوغان إلى الانقلاب على معلمه ( قلب الدين أربكان) ليقدم إسلامي تركيا أنفسهم بثوب حضاري جديد وهو الحال الذي عملته (قطر ) بأمرائها الجدد بعد الانقلاب على والدهم فقدموا أنفسهم بصورة حضارية ملفتة للغرب وللكيان الصهيوني ولشعوب العالم , على ذات النسق ذهبت تركيا وقطر فيما محاور الفعل العربي وجدت نفسها أسيرة التفاعلات الجانبية والظروف التي طوقت دولة عربية بحجم ( مصر) وجعل قيادتها تتجاهل ما يحدث على خارطة جارتها القريبة وعمق أمنها القومي في ذات الوقت الذي بدت فيه القاهرة في الشأن الفلسطيني وكأنها غريب أو منبوذ تاركة لمحاور التطفل المضي قدما في لعبتها كل هذا أدى إلى خلق حالة احتقانات شعبية كان نتيجتها ما يسمى ب( الربيع العربي ) وهي الفرصة التي وجدتها ( أنقرة) لكي تكسب سباق الفوز بالهيمنة على الأمة العربية بكل مقدراتها .. وهذا ما يتمثل في الدور التركي تجاه ما يسمى ب( الربيع العربي ) وترى أنقرة أن الحجرة العثرة الواقفة أمامها هي ( دمشق ) لهذا نجدها تشحذ الهمم بذريعة ظاهرها ( كسر ظهر الهلال الشيعي ) كما يزعمون وهو عذر أقبح من ذنب , لأن الأمر لوا افترضنا جدلا فهمه من هذه الزاوية تجاوبا مع تحليلات عقيمة كثيرة اتحفنا بها مثقفو واشنطن واتباعها , لكأن على هؤلاء الغيورين على ( أهل السنة) أن يقفوا بجانب نظام الرئيس صدام حسين وهو محسوبا على أهل ( السنة) ..؟؟
لكن الأمر لا يتصل لا بسنة ولا بشيعة بقدر ما يتصل بتأمين مصالح استراتيجية لأطراف اللعبة ومن يقف خلفهم , وما الحديث العقيم عن ( أهل السنة وأهل الشيعة) إلا مؤامرة قذرة الغاية منها شحذ العصبيات المذهبية تماما كما يتم اليوم تخدير الشباب العربي بزعم أن ما يقوموا به هو ( ثورة) وأنهم قاموا بما لم يقدر عليه أسلافهم ولا أجدادهم الأقدمون مع أن الأمر لا يعني هذا ولا من يشحن ذاكرة الشباب يقصد هذا بقدر ما يتخذ من ثقافة التعبئة وسيلة والغاية تحقيق مصالح أطراف محورية وأن ما تشهده وشهدته الخارطة العربية لم يكون ( ثورة) بل ( فوضى) وأن المستفيدين منها ليس الشباب ولا الشعوب المعنية بل هناك أطراف أخرى مستفيدة مما حدث ويحدث منها ( تركيا) وربما ( إيران) لكن الأكثر استفادة مما حدث ويحدث للامة هو ( الكيان الصهيوني) وهناء نقول أن ( جماعة الإخوان المسلمين) على امتداد الخارطة القومية تكذب حين تقول ويقول رموزها أن ( الربيع العربي ) أقلق ( الصهاينة) لكني أقول جازما أن ( الربيع العربي صناعة الصهاينة ) ..؟؟!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)