شبكة اخبار الجنوب - معاذ الحيدري - صنعاء -
لاغرابة في ان يهاجم شخص النائب البرلماني البارز – سنان العجي ولا غرابه في ان ترجم الاشجار المثمره ولكن الغرابة في ان يرجم الناس من بيته من زجاج .
واحدة من الصحف الحزبية الاخوانية الصفراء التي تباع باوامر حزبية لم تتردد في عددها الاخير عن الاساءة والتطاول على عدد من الرموز الوطنية منهم النائب البرلماني /سنان العجي والذي كال اليه احد سفهاء هذه الصحيفة التهم جزافا دون مبرر او مصوغ غير الحقد الذي ينهش قلب وكبد الكاتب حتى اظهر للقراء ان بينه وبين النائب العجي عداء شخصي وهو كذلك لكن العداء ليس بينه وبين العجي ولكنه بين حزبه والعجي لان هذا الحزب الاخونجي المريض عودنا ان يقدح ويشتم ويلعن جزافا كل من ليسوا معه حتى وان كانوا ملائكه .
تلك الصحيفة ربما تكون واحدة من الصحف القديمة لكنها بسبب اسلوبها العدواني والحاقد ضلت طوال هذه السنين في ذيل القائمة بسبب عدم مصداقية القائمين عليها بعد ان اخذوها من مؤسسها رحمه الله لحما وحولوها الى عظام نخرة ما جعل الحزب الذي تتبعه يوجه اعضاءه بشرائها الزاما حفاضا على بقائها .
اتهمت الصحيفه النائب العجي بأنه من انصار الرئيس صالح متناسية ان هذا شرف عظيم لا يناله الا الشرفاء وحكمت عليه جزافا كعادتها بانه صوت لبرامج الحكومات السابقة ولم يصوت لحكومة باسندوه مع العلم ان هذه الصحيفة لا تملك ما يؤكد لها ان كان قد صوت من عدمه للحكومات السابقة وهذا حقه ولا يحق لهذه الصحيفة او غيرها ان تتدخل فيه لكنها بنت الامر على اساس الولاء الحزبي المطلق الذي يمارسه حزب الاصلاح على اعضاءه واسقطت ذلك على برلمانيو المؤتمر متناسية ان المؤتمر ليس كحزب الاصلاح يتخذ من الحزبية عقيدة وشريعة بل المؤتمر حزب ديمقراطي .
كما ان الصحيفة اتهمت النائب الشيخ / سنان العجي بأنه صوت للقروض في الحكومات السابقة وهذا ما يؤكد كذب وزيف وبطلان ما تنشره الصحيفة لان من يعرف النائب العجي يعرف عنه انه لم يصوت على قرض منذ دخوله البرلمان وهذه قناعاته ولم يجبره احد او يلومه احد حتى حزبه فما بال صحيفة صفراء بشأن شخصي .
غضب الصحيفة ناتج عن بروز النائب العجي باخلاقه وصفاته التي كشفت وعرت نواب الاصلاح الذين يسوقون انهم وحدهم الشرفاء ورجال الفضيلة ولم يقبلوا ان يكون هناك من يحمل هذه الفضيلة قولا وعملا .
كما ان هذه الصحيفة قد شككت في نزاهة النائب العجي وهو ما يطرح السؤال ما هو المنصب الذي يشغله النائب الشيخ سنان العجي او سبق ان شغله غير كونه عضوا في مجلس النواب وهذا المجلس يصرف مرتبات محددة ولا يوجد في ذلك ما يخل بالنزاهة كشغله وزارة المالية مثلا او غيرها من الوزارات الايراديه وعدم التزامه بشرف الوظيفة لا سمح الله .
كل صاحب عقل يفهم سيدرك ان تصريحات الشيخ سنان الاخيرة حول عدم تصويته لبرنامج حكومة با سندوه مبررا ذلك بعدة اسباب اهمها عدم التزام حكومة با سندوه باعادة سعر النفط الى سعره ما قبل الازمة وكذلك عدم تضمين البرنامج رفع مستوى افراد القوات المسلحة والامن ( حماة الوطن ) . وكذلك عدم اهتمام البرنامج بقضية الاراضي ووضع الحلول اللازمة لها وغير ذلك من الاسباب المنطقية .
كل ذلك اثار غضب الصحيفة الصفراء والقائمين عليها والحزب الذي يصدرها لانه كلام ممتاز ومسئول وكان يجب ان يصدر عن اصلاحي وليس عن مؤتمري وهذه هي عقلية الاقصاء المريضة التي عودونا عليها فاعماهم الحسد حتى على تصريحات شخص يعلم الجميع كفائته ونزاهته ومقدرته كما ان تدليله على كلامه بتصريحات الوزير الاصلاحي صخر الوجيه وهذا فضح الذين كانوا يتهمون المؤتمر ووزرائه برفع النفط وهاهم اليوم يتعرون امام الشعب ويبررون لرفع النفط وكأن الرفع الذي يأتي عن طريقهم هو رفع للسلعة على الطريقة الاسلامية اما الذي يأتي عن طريق غيرهم فهو كفر بواح حتى وان كان ظرورة حتمية .
خلاصة القول اننا حاولنا ان ننتزع من النائب الشيخ – سنان العجي ردا على ما طرح ضده في هذه الصحيفة الا انه كان ذلك الهرم الكبير الذي عرفناه وعرفه كل الشرفاء في هذا الوطن فكان رده مقتضبا بكلمات عكست اخلاق هذا الانسان الرائع واكدت لكل مريض وحاقد ومزايد ان الكبير كبير فقد كان رده الاتي ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم = شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه = وقال تعلمنا ان نكتب الامنا على الرمال وان ننحت المعروف على الصخر- وما يصح الا الصحيح ) بهذه العبارات اكتفى النائب العجي.
الا انني ومن منطلق الواجب وكوني احد الذين عايشوا النائب العجي ويعرفون اخلاقه وقدراته كان لا بد لي من الادلاء بدلوي واقول كما قال الشاعر ( كم سيد متفضل قد سبه - من لا يساوي غرزة في نعله ) كما اني ارى انه من واجبي ان اعرف من هو السفيه وما اخلاقه من خلال ما جاء في الاثر شعرا ونثرا .
التَّعامل مع النَّاس على مختلف طبقاتهم أمر لا مفرَّ منه لأي إنسان يعيش على هذه البسيطة ، فالإنسان لا بد أن يعيش في مجتمع فيه العاقل والجاهل ، والرشيد والسفيه ، والذكي والبليد ، والشريف والدني ، ولو عامل الإنسان كل صنف منهم باخلاقهم فلن يذوق طعم الراحة ، لأنه سيكون متقلِّب الأطوار ، مرَّة عاقلا ومرَّة جاهلا ، ومرَّة رشيدا ومرَّة سفيها ، ومرة شريفا ومرة دنيّاً ، ولن يستطيع التلبس بكل هذه المتناقضات في كل أوقاته ، خاصة إذا كان الإنسان لا يجيد التمثيل والتلبيس على غيره ، واستخدام أكثر من وجه مع النَّاس ، فلذلك جاء الإسلام بتهذيب الأخلاق ، وترتيب التَّعاملات بين الأفراد ، ولا خير فيمن يترك تعاليم ربِّه ، والاقتداء بأخلاق نبيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، ثم يذهب يحاكي الأسافل في أخلاقهم والسفهاء في سفاهاتهم .
• وإذا ابتلي الإنسان بسفيه أو دنيء في مجلس أو منتدى او صحيفة فلا يجاريه ، لأن مجاراة السفيه تقود العاقل إلى مشابهته ، والسفيه لا يريد من العاقل إلا ذلك ، لأن السفيه يعلم أنَّه لا يملك إلا هذه الوسيلة للانتصار لنفسه ، ولو كان يعرف طريقة غيرها لينتصر لنفسه أو لرأيه لسلكها كما يفعل العقلاء ، فما أحسن ترك السفيه وسفاهته ، وسأسوق هنا بعض الأبيات حول هذا المعنى .قال الإمام الشَّافعي رحمه الله :
قَالُوا سَكَتَّ وَقَدْ خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ *** إِنَّ الْجَوَابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتَاحُ
فَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ *** أَيْضًا وَفِيهِ لِصَوْنِ الْعِرْضِ إِصْلاحُ
أَمَا تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وَهِيَ صَامِتَةٌ *** وَالْكَلْبُ يَخْسَى لَعَمْرِي وَهُوَ نَبَّاحُ
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب " الحِلْمِ " قال حدثني عبد الرحمن بن صالح أنا محمد بن بشير قال أنشد رجل مسعر بن كدام ..
لاِ تُرْجِعَنَّ إِلَى السَّفِيْهِ خِطَابَهُ *** إِلاَّ جَوَابَ تَحِيَّةٍ حيَّاكَهَا
فَمَتَى تُحَرِّكَهُ تُحَرِّكَ جِيْفَةً *** تَزْدَادُ نَتْناً إِنْ أَرَدْتَ حِرَاكَهَا
وقال أيضا أنشدني محمود الوراق ..
رَجَعْتُ عَلَى السَّفِيْهِ بِفَضْلِ حِلْمٍ *** وَكَانَ الْفِعْلُ عَنْهُ لَهُ لِجَاما
وَظَنَّ بِيَ السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي *** أُسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلاَمَا
فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيْلاً *** وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَمَّةَ وَالْمَلامَا
وَفَضْلُ الْحِلْمِ أَبْلَغُ فِي سَفِيْهٍ *** وَأَحْرَى أَنْ يَنَالَ بِهِ انْتِقَامَا
وقال حدثني ابن أبي حاتم الأزدي ا نا عبد الله بن داود قال سمعت الأعمش يقول : السُّكُوْتُ جَوَابٌ .
ومن مأثور الشعر في معاملة السفهاء قول الشاعر:
سكتُّ عن السفيه فَظَنَّ أنِّي *** عييتُ عن الجواب وما عييتُ
فإنْ كلَّمتُهُ فرَّجتُ عنهُ *** وإن خليتُه كمداً يموتُ!"
وهذا صحيح فإن السفيه كالنار وقوده الرد عليه فيزداد سفاهة واندفاعاً، أما الصمت عنه ترفعاً فيقتله.
السفيه: هو الإنسان الناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول..
و السفيه يضر مخالطيه بطول لسانه وسوء كلامه وقبح جوابه،وقذارة ما يكتبه وغالباً ما يكون السفيه صغيراً في السن لم يتلق تربية حسنة ولم تنضجه الليالي والأيام ولم يعرف أقدار الرجال وأصول الاجتماع، ومع ذلك فقد توجد السفاهة في بعض كبار السن فتكون كارثة.. والعاقل يترفع عن مجاراة السفيه أو حتى مجاوبته،وهو ما اراد النائب الشيخ سنان العجي ايصاله الينا من خلال رده ويعلم أن السفهاء يتجرأون على كل أمر خطير عن نقص في العقل، حتى إن السفيه قد يتجرأ على الله خالقه ورازقه، والعياذ بالله، قال سبحانه وتعالى: ( وإنَّه كان يقولُ سفيهنا على الله شططاً ) سورة الجن الآية 4.
يقول المثل قد تلدغ الحشرة الحصان لكن تضل الحشرة حشرة والحصان حصان - والمعذرة للاطاله ونصر الله اليمن برجاله من امثال الشيخ سنان العجي وغيره من شرفاء هذا الوطن والخزي والعارلكل حاقد وعميل وسفيه.