من يراقب الوضع الراهن في اليمن الذي يعاني أزمة خانقة بسبب التأثر بموجة "الربيع العربي" يدرك انه لايخشى على اليمن الصراع السياسي الدائر بين المعارضة والنظام وإن شابته احيانا مظاهر عنف فهذا الصراع اجلا أم عاجلا سيتم حله بتسوية سياسية لكن الاخطر والذي لايلتفت إليه ويمثل في تقديري المعضلة الحقيقية لأن يتحول اليمن إلى بلد غير مستقر واكثر دموية بل ويهدد أمن الجوار واستقراره من خلال تنامي وتوسع الصراع الديني الذي بدأ يظهر بقوة على المشهد اليمني والذي وجد من "ثورة المعارضة"مناخا ملائما لتطوره في صعدة والجوف ومناطق اخرى من اليمن. وتزيد المخاوف من ان تتسع رقعته حال مااستمرت الازمة او سقط النظام الراهن كما ستزيد خطورته اذا ما تم تغذيته من الخارج ..لاسيما من ايران الذي ستجد ان دعمها للحراك الحوثي في اليمن فرصة سانحة لإيجاد منطقة نفوذ شيعي تمتد من داخل اليمن إلى مناطق التشيع في المملكة العربية السعودية ..وهو بدوره ما قد يجبر الجاره السعودية إلى ان تدعم الطرف الاخر "الاخوان والسلف" لمواجهة النفوذ الحوثي. وعليه فإن من يرفعون شعارات لدولة مدنية في اليمن ويروجون لهذا الحلم هم في حقيقة الامر يعيشون بعيدا عن الواقع الذي يؤكد كما ذكرت ان القادم هو مرحلة لتحقيق مشروع للخلافة الاسلامية الإخوانية أو مشروع الخلافة الحوثية ..ويدلل على ذلك سقوط محافظة صعدة في يد الحوثي والصراع المسلح الدئر حاليا بين الحوثيين والإخوان المسلمين من أجل بسط النفوذ على محافظة الجوف ناهيك عن الصراع بين السلف والحوثيين في صعدة وحجة. إننا فعلا امام مشهد يمني قادم قد يوقع اليمن ومنطقة الخليج في مستنقع لايمكن الخروج منه إلا بعناية إلهية .. وان من العقلانية ان تكثف الجهود العربية والخليجية والعالمية لإحتواء ازمة اليمن بحذر وان لا تصب في إسقاط النظام بل في دعم عملية تغيير هادئة وعبر إنتخابات بكامل الضمانات لإنجاحها بشفافية ومن ثم دعم جهود الإصلاح وامن ووحدة وإستقرار اليمن ..مالم فسيكون اليمن الارضية الملائمة لخلق حالة من اللاستقرار في المنطقة والعالم معززا بظرف إقتصادي يمني يصعب قد يجر الجميع إلى خريف عصيب...لأن هذا اليمني الجائع يحمل السلاح. ..............................//

مدير عام وكالة سبأ عمران