- الحمد لله الذي لم يجعل الشمس وزارة وللقمر عداد إنارة وللنجوم أعمدة في كل حارة!

الحمد لله الذي لم يجعل لصلاح قلوبنا فواتير ولا لحسن نوايانا تقارير ولم يجعل لصغيرنا فضلا على الكبير ولو كان غفيرا وابن عمه وزير!

له الحمد حين لم يمنح حصانة لغني وما اختصر رغيف خبز الفقير.. له الحمد الجزيل الذي لم يعط للحكومات وزارة هواء ولو كان ذلك لوصفوه لنا دواء.. له الحمد إذ لم يجعل بينه وبين دعوة المظلوم حجاب.. وسواه يوصد أمام المظاليم ألف ألف باب.. جزيل العطايا وهو ملك الملوك وسواه يبخل بإحقاق الحق وهو عبد مملوك..

له الحمد لم يفرض على أعمالنا ضرائب وليس في شرعه حصانة حقائب.. يحفظنا بين حاضر وغائب.. يغفر الزلات ويفرح بتوبة كل تائب وسواه يحصي زلات الناس بين شاب وشائب.

الحمد لله الذي خلقنا أحرارا وجعل لنا على الأرض قرارا وغفر لنا جبال الذنوب مرارا وتكرارا, الحمدلله الذي خلقنا مسلمين ولم يجعلنا مستسلمين, رزقنا الدين وجعلنا حنفاء مخلصين, منحنا العقل قبل أن يبتلينا بالجنون, وأوضح لنا طريق الهداية قبل أن يرسم لنا أسباب الغواية, نصرنا ونحن ضعفاء, وحمانا من بطش أنفسنا, ونحن أقويا, له الحمد ان لم يجعلنا ملوكا أو رؤساء حتى لا نؤخذ بدعوة مظلوم أو نهلك بجريرة من أساء, له الحمد ان رضي لنا الكفاف وأرضانا بالعفاف ومنّ علينا أن نكون من الأخيار الأشراف, له الحمد الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء, يعز من يشاء ويذل من يشاء ولو شاء لأسقط عروش الدنيا بأسرها دون عناء.

سبحانه من شاءت إرادته ان تتزلزل القلوب وتنتفض الشعوب ونعلم ان قد كان بيننا غالب ومغلوب وان قد ضعف فيهم الطالب والمطلوب!

له الحمد ان لم يجعل لأحد من العالمين علينا حق الوصاية ولم يمكن الطامعين بأوطاننا من نيل الولاية, عافانا من أن نكون من المتشدقين ورحمنا ان نُحشر مع الضالين ورزقنا السبع المثاني التي ختمت بآمين, له الحمد ان أيقظ فينا العزائم وحال بيننا وبين ذل الهزائم ولم يجعلنا من أهل الـ(كروش) وأصحاب الـ(ولائم)!

الحمدلله الذي جمّلنا بالصدق وهدانا لقول الحق ولم يجعل منّا خائنا أو منشق, خلقنا لأجل العبادة ورزقنا أسباب السعادة وجعلنا مخلوقات فوق العادة وأغدق علينا من جزيل فضله وزيادة فأبينا إلا أن نعصيه جهلا منّا وبلاده!

الحمدلله الذي جعل القرآن دستورنا والشريعة منهاجنا والصراط المستقيم طريقنا والجنة- بإذن الله- مآلنا, له الحمد ان رزقنا البصيرة وسلامة السريرة وجنبنا السير في كل اتجاه ومع أي مسيرة!!

جلّ شأنه سلمنا من البلاء وخفف عنا مراتب الولاء وجعل في صفوفنا ذوي مروءة ونبلاء.

له الحمد أطعمنا وادهق كأس شرابنا, تاب على كبارنا وهدى شبابنا, جزيل العطايا فليس مثله أحد, عفو غفور وهو فرد صمد, يعلم سرنا ولا يفضحه ويسمع جهرنا ولا يقبحه, يدعونا إلى سبيل الرشاد وهو اعلم بمصير العباد, له الحمد لم يكتبنا من أهل الحزن وجعل بلادنا اليمن ولم يباعد بين قلوبنا كما باعد بين أسفار الوطن, الحمدلله الذي ذكرنا في سبأ (سورة سبأ) كبلدة طيبة ثم جازى من أعرض خمطا واثليه وجعلنا أحاديث وألوية ثم أما بعد فصلّوا على من جعل الله هديه دواء فوق كل الأدوية.