اتسعت جبهة المواجهات الدموية بين جماعة الحوثي وتيار الإخوان المسلمين في اليمن، لتشمل الحرب مختلف أذرع حزب الإصلاح، الدينية بقيادة الشيخ العكيمي في محافظة الجوف، والقبلية مطلع الأسبوع الجاري من خلال مسلحي الشيخ صادق الأحمر في محافظة عمران، والعسكرية على إثر الاشتباكات المسلحة التي خاضها الحوثيون مطلع الأسبوع الماضي في مناطق من محافظة صعدة مع أفراد من اللواء (122) التابع للمنشق علي محسن.

وكانت مواجهات محافظة الجوف خلال الشهور الأولى من الأزمة فاتحة الحرب المسلحة بين الإخوان المسلمين وجماعة الحوثي الذين يجمعهما الانتساب إلى جبهة خصوم الرئيس علي عبدالله صالح، وأودت الحرب بحياة المئات من الطرفين وآلاف الجرحى والمشردين قبل أن تهدأ على إثر هدنة تعرضت لتهديدات بتقويضها أكثر من مرة، ولم تزل نار الحرب في المحافظة بين مسلحي الجماعتين الدينيتين تتوقد تحت الرماد.

دخول شيخ الحزب
وسقط مطلع الأسبوع عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين مسلحين قبليين من قبيلة حاشد ومسلحين حوثيين في منطقة العشة بقفلة عذر التابعة لمحافظة عمران.

وقال مصدر قبلي في منطقة العشة: إن جماعة الحوثي تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي في منطقة العشة بعد أن ألحقوا خسائر فادحة في أوساط المسلحين القبليين المنتمين لقبيلة العصيمات إحدى قبائل الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر.

وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين السبت الماضي واستمرت حتى صباح الأحد، عقب محاولة مسلحين قبليين في العشة منع جماعة الحوثي من الدخول إلى المنطقة والالتقاء بأبناء القبيلة، وهو ما رفضته جماعة الحوثي وأدى إلى حدوث الاشتباكات.

وفيما يسود المنطقة منذ ما قبل ظهر اليوم الأحد هدوء نسبي، إلا أن المصدر تحدث عن حالة من التوتر في أوساط مسلحي قبيلة العصيمات بعد الخسائر التي منيت بها على أيدي الحوثيين.

إلى ذلك قال مصدر قبلي في صعدة إن حالة من الاستنفار عمت بين أوساط جماعة الحوثي في صعدة عقب اندلاع المواجهات في منطقة قفلة عذر بالعشة، مشيرا إلى أن تعزيزات مسلحة توجهت إلى المنطقة مساء أمس السبت.

ورجح المصدر في ظل استنفار الحوثيين وإيفادهم تعزيزات إلى قفلة عذر توسع المواجهات بين الجانبين خلال الساعات القادمة.

لواء الإصلاح المنشق
وتجددت الأحد قبل الماضي بمحافظة صعدة المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثي ووحدات عسكرية تابعة للمنشق علي محسن صالح في جولة ثانية من المواجهات الدامية التي اندلعت اليوم السابق له.

وحينها أفاد مصدر محلي بمقتل قائد موقع عسكري في منطقة "قحزة"- التبة المطلة على المبنى الجديد لكلية التربية والآداب- شمال مدينة صعدة وجنديين، إضافة إلى وقوع إصابات وسط جنود الموقع العسكري التابع لقوات اللواء المنشق علي محسن خلال مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.

مواجهات قحزة
وسقط مطلع الأسبوع الماضي جندي وأصيب ثلاثة آخرون بينهم مسلح حوثي في الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين ووأفراد نقطة عسكرية في منطقة قحزة التابعة للواء (122) المتمركز في محافظة صعدة والتابع للمنطقة الشمالية الغربية.

وقال شاهد عيان من أبناء قحزة: إن المواجهات اندلعت بين الجانبين صباح اليوم السبت وأدت إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بينهم مسلح حوثي وجنديين، ولم يتمكن من معرفه عدد قتلى الحوثيين الذين كانوا يتمترسون خلف حوش أحد المزارع القريبة من النقطة التي اندلعت فيها الاشتباكات.

وأشار إلى أن الحوثيين قاموا بإحراق ناقلة جند نوع (همر) كانت مرابطة في النقطة العسكرية التابعة للجيش، مؤكداً أن الحوثيين وأفراد الجيش كانوا يتمركزون معاً في نقطة قحزة القريبة من مركز محافظة صعدة منذ أن سلم اللواء المنشق علي محسن الأحمر المحافظة للحوثيين في مطلع ابريل المنصرم.

وأوضح المصدر أن حالة من التوتر بدأت بين افرد الجيش المرابطين في النقطة والمسلحين الحوثيين منذ الأيام الماضية بسبب تحرشات متبادلة بين الحوثيين وأفراد الجيش التابعين لعلي محسن في تلك النقطة.

وقالت مصادر محلية إن محافظ صعدة الشيخ وتاجر السلاح فارس مناع المعين من قبل الحوثيين وعلي محسن تدخل لإيقاف المواجهات المسلحة بين الجانبين، وأن هدوءا حذر يجري بينهما حتى ساعة كتابة الخبر عصر الأحد.

هذا وتشهد منطقة قحزة حالة من التوتر لاسيما بعد محاولة الحوثيين محاصرة اللواء ومنع خروج إمدادات عسكرية لزملائهم من قوات علي محسن الأحمر في نقطة قحزة.

وتوقعت تلك المصادر أن تؤدي ما أسمتها حالة الاستنفار الشديدة بين كل من الحوثيين والجيش الموالي لعلي محسن في صعدة الى تطور الاشتباكات بينهما خلال الأيام القادمة.