رندا شواله - شبكة اخبار الجنوب -
قرأت بامعان شديد بيان اعضاء جمعية علماء اليمن الذي اصدروه يوم الخميس
الماضي عقب انتهاء مؤتمرهم العلمي. وتابعت ردود افعال المعارضين سواء
رجال دين او سياسيين او من يسمون شباب الثورة.. وقد استغربت ان هؤلاء
الاخيرين ينسبون الى العلماء وبيانهم امورا ليست واردة في مضمون البيان،
لدرجة انه يمكن للمتابع القول ان المعارضين يتكلمون عن بيان آخر لا نعرفه
او نسمع به..
لقد اتهموا علماء اليمن بانهم ذيل بغلة السلطان وانهم افتوا للنظام
بالقتل وانهم اصدروا بيانهم وما فيه تلبية لرغبة الحاكم.. و وو من
الاتهامات واطلقوا على علماء اليمن اوصافا غير مؤدبة.. بينما بيان
العلماء استند في كل فقرة من فقراته الى القرآن وحديث الرسول واجماع
علماء السلف ولم يات علماء الجمعية بشيئ من عندهم على الاطلاق الامر الذي
جعل المعارضين في حالة مواجهة مع القرآن والسنة والاجماع كما قال احد
العلماء وليس مع الذين اصدروا البيان.
فما الذي اغضبهم من علماء اليمن؟ لنقف وقفة سريعة على مضمون ذلك البيان
الذي اغضب المعارضين وهم احد طرفي الازمة الذي توجه البيان بخطابه اليهما
جميعا. وما الذي دفعهم لكيل الاتهامات للعلماء والتهديد بملاحقتهم بعد
نجاح ثورتهم كما قالوا.
ان بيان جمعية علما اليمن ذكر إن الخروج على الحكام محرم شرعا سواء كان
بالقول أو بالفعل بنص القرآن والسنة المطهرة والإجماع وان سفك الدماء
وإزهاق الأرواح حرام. والاعتداء على المعسكرات والجنود الذين يقومون
بواجب حفظ الأمن والنظام في البلاد حرام. والتعدي على المنشئات الخدمية
والممتلكات العامة والخاصة والمساجد وتدنيس قدسيتها بالتمترس فيها وإثارة
الفتن فيها حرام. وان الاعتداء على حق التعليم وإغلاق المدارس والجامعات
أمام طلاب العلم حرام. وان ترويع وتخويف الآمنين بإطلاق الأعيرة النارية
في الأحياء السكنية حرام.. وان المظاهرات والاعتصامات في الطرقات العامة
والأحياء السكنية كما في وضعها الحالي وما يحدث فيها محرمة شرعا وقانونا
لما يترتب عليها من مفاسد كسفك الدماء والتعدي على الأمن وقطع للطرقات
وإقلاق للسكينة العامة ولما تحمل من شعارات مخالفة للشرع.. وقال العلماء
في بيانهم ان تضليل الشباب وتعبئتهم والزج بهم في أعمال العنف حرام. وان
الاعتداء على الأعراض والاستهانة بها حرام. فما الذي يغيضهم من هذا كله؟
ثم هل وقع علماء اليمن في مخالفة شرعية عندما دعوا جميع الأطراف إلى
تحكيم كتاب الله وسنة رسوله ورفع المظاهر المسلحة حقنا للدماء وتحقيقا
للأمن والاستقرار؟ وهل حرضوا ضد احد عندما طالبوا الجهات الأمنية القيام
بمسئولياتها في حماية المقرات والمنشآت الحكومية والمدنية والأسواق
التجارية ؟ وهل تحيزوا لجانب طرف ضد طرف وهم الذين دعوا جميع الأطراف إلى
الاحتكام للعقل والجنوح للسلم والجلوس حول طاولة الحوار للخروج بحلول
مرضية؟ وهل في دعوة الخارجين عن الجماعة -عسكريين ومدنيين- بالرجوع إلى
وحدة الصف ولم الشمل والوفاء بالعهد والقسم تحريض ضد من يسمونها ثورة
سلمية؟ وهل كان العلماء على خطأ عندما طالبوا في بيانهم بسرعة إخلاء
الجامعات والمدارس ليتسنى للطلاب مواصلة التعليم، وإخلاء العمارات
السكنية من المسلحين ووعدم التمترس بها؟ وهل جاء العلماء بشيئ من عندهم
ام استندوا الى احكام و كلام أئمة أهل العلم الشرعي من السلف والخلف
عندما ذكروا في بيانهم أن الخروج بالسلاح على ولي الأمر يعد من أعلى
درجات الخروج ودعوتهم من خرج على الدولة بقوة السلاح إلى الحوار والكف عن
الإستمرار في قتال القوات المسلحة والأمن وإخافة الآمنين؟