يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - احمد علي

الثلاثاء, 27-سبتمبر-2011
شبكة اخبار الجنوب - نجيب غلاب -

نجيب غلاب - لندع مسألة تأييد أو إدانة قائد الحرس الجمهوري فهذا ليس هدف المقالة ولنترك موقفنا الانفعالي المنادي بالتغيير وبناء دولة مدنية حتى ننتهي من قراءة المقالة فربما نتمكن من فهم الهجوم الذي يمارس ضد الحرس الجمهوري بطريقة محايدة وحتى ندرك طبيعة الصراع بين مراكز القوى ومخاطره على مؤسساتنا الوطنية وحتى نفهم سر تفسير تسمية الحرس الجمهوري بالحرس العائلي الذي ينطلق يوميا وبتكرار لا ينقطع في كل شاردة وواردة من الآلة الإعلامية التابعة لشيخ القبيلة أو التي يديرها الأصولي الاسلاموي أو إعلام قائد الفرقة الأولى وملحقاتها والهدف فحص نتائج هذا التوصيف على المؤسسة، والاهم من كل ذلك ما علاقة هذا التوصيف بجوهر الصراع بين وجهي النظام وهذا ما سنركز عليه.


بادي ذا بدء لم يكن الجيش عائلي قبل الصراع والاختلاف على قسمة الموارد (الغنائم) بين أركان نظام صالح، صحيح أن الصراع على المؤسسة العسكرية والأمنية بين أجنحة النظام كان قائما على قدما وساق بين أركان النظام عبر تاريخه وكان التوافق الظاهر داخل المؤسسة نتاج لتوزيع الأدوار والمصالح بلا هيمنة من أي طرف وكان صالح نقطة التوازن وواجهة للمنظومة، وكان السماح للقوى الاسلاموية في التغلغل في بنية المؤسسة الأمنية والعسكرية عبر رجالات القبيلة الموالين لإيديولوجيتها عامل مرحلي في تهدئة تناقضات المصالح.


تعاظم النزاع بعد ان بدأت تنمو أفكار جديدة في منظمة الحكم ركزت على بناء مؤسسة عسكرية وأمنية محترفة وهذا الأمر حدث قبل قدوم الجيل الثاني من عائلة الرئيس، وقد تم مقاومة هذه الاطروحات لانها تشكل تحديا للقبيلة فالزيادة في قوة اذرع الدولة نظر إليه عبر تاريخ الجمهورية من قبائل التيار الديني القبلي كخطر سيقود لا محالة إلى تغيير تركيبة القوى داخل الدولة، وهذا يتعارض مع مصالح الشيخ الذي أراد من العسكري البراني ان يكون هو القوة الأصل لشرعية التيار وحلفائه، ومن جهة أخرى فإن أذرع امنية وعسكرية قويه قد يخلق مؤسسة قادرة على مواجهة طموحات الأصولية الاسلاموية المتغلغلة فيها دون تحكم، فالاحتراف ربما يؤدي إلى تحويلها إلى مؤسسة مناهضة لمصالحها ولو بعد حين ويحاصر تواجدها الفاعل فيها بفعل هشاشة تركيبتها.


ظلت كثير من النخب المؤيدة لبناء مؤسسة محترفة تمارس دعوتها بهدوء حذر، ومع قدوم الجيل الثاني وبناء تشكيلات عسكرية وأمنية جديدة بمساعدة قوى خارجية بدأ الصراع ينمو مع تغير تركيبة القوى داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، برزت ملامح الصراع لا على المصالح في بداية الأمر بل على أهداف التكوينات الجديدة حيث فسر البعض انها تكونت لمواجهة الاصولية المتطرفة العابثة بالامن ولان تلك الاصوليات في حالة تحالف مع بعض الاجنحة فقد فسر ان التكوينات موجهة ضد الجناح الاصولي في منظومة الحكم وهنا بدأ الخوف والطموح يولد صراعات غير معلنة.


مع التحولات الخارجية وتطور الصراع الداخلي وتنامي طموحات المتصارعين وإعادة رسم تركيبة القوى العسكرية والامنية لاحقا وهندستها بطريقة مغايرة لفكرة استمرار مؤسسة عسكرية وأمنية هشة ومستندة على الاسناد القبلي ودعم الميليشيات الدينية أخذ الصراع يتفجر خصوصا بعد ان بدأ غرور القوة يقود صالح للتخلص من شركائه بالتدريج وعندئذ بدأ الكهف المظلم يبرز كشعار لمواجهة صالح واصراره على تغيير تركيبة التوازنات التي اعتمد عليها النظام والتي على كانت مدخل لتخلصه من تعهداته لرفاقه.


لم يكن صراع النظام الذي بدأت ملامح الانقسام تنمو داخله ببطء قادرا على الفرز الواضح ولم يتجرأ أي طرف على حسم معركته فظل التوافق ضرورة لتحصيل الغنائم حتى لو كانت نتائج التغيير الحاصل تبدو لبعض أطرافه أنها ستنتهي بخسارتهم، خوف الخسارة والرحيل من النظام وتحصيل الموارد تمظهرت ملامحه الاولى بخسائر الاخوان المسلمين في المنظومة وهم وجه العملة الأخرى للنظام صالح، تمكن صالح من أخرج الوجه الحزبي وتحويل رموزهم القبلية والعسكرية وحتى الامنية داخل النظام لعامل تهدئة ولكسر تهور حزبهم واشباع مصالح التنظيم من خلالهم، وهذه اللعبة كان هدفها عزل الاقوياء واشباع نهمهم للثروة والسلطة حتى يتماهوا معها ويصبحوا مع الوقت تابعين ومعزولين عن حلفائهم المنظمين والطامحين بالسيطرة على الدولة.


صحيح أن الرئيس صالح سياسيا لا يبارى إلا ان صراعات نظامه ولدت إشكاليات كثيرة وخصوم كثر، وهذا سهل مهمة حلفائه وشركائه في النظام من إعادة ترتيب أنفسهم وتبنوا إستراتيجية انقلابية على صالح وعائلته وكان للايدولوجيا الدينية والنزعة القبلية ووعيها دورا في خلق تلاحم بين الخاسرين والخائفين من الخسارة والذين مازالوا في النظام ولهم طموحات كبيرة، وفي ظل تنامي الانتهازية في النظام تمكن التيار الديني القبلي من إدارة صراعه بذكاء ودهاء وخلقت تكويناته غموض كامل حول خططهم، وتمكنوا من بناء أنساق ودوائر مشتتة لكنها كانت محكومة بدائرة ضيقة وهدف واحد، هذه الدائرة بفعل تركيبتها وانتهازيتها كانت منحازة كليا لمصالح وهذا جعل سلوكها ونتائج أفعالها تدار بعقل عشائري مسكون بخطط منسوجة بنزعة مؤامراتية.


لم تكن التفاعلات الداخلية في منظومة الحكم وفي المجتمع بمختلف قواه نتيجة لواقع رديء بفعل الأخطاء المتراكمة للنظام بل ان هذا الواقع تم تحريكه بدقة متناهية ليستمر الانهيار حتى يدخل نظام صالح ودائرته الضيقة في ورطة لا مخرج منها ولو بعد حين، وفتحت ملفات كثيرة في وجه صالح بفعل نشاط التيار الديني القبلي وانفجر الواقع في وجه صالح بفعل صواعق تم تصنيعا بعناية وكان التيار في الوقت ذاته يعيق الترميم ويدفع باتجاهات التفجر الى حدود القصوى وكان للجناح الذي ظل في الحكم دورا بارزا ومكملا، لقد لعبوا لعبتهم بحذاقة من داخل النظام ومن خارجه وهذا قاد صالح ودائرته الى وضع لا يحسد عليه وأصبحوا محاصرين في زاوية ضيقة.


كانت دائرة صالح كلما حسمت أمرها للتخلص من عوائق هيمنتهم في مواجهة وجه النظام الآخر تمكنت دوائر على محسن في الحكم والمعارضة والقبيلة من تحريك الواقع بمشاكله وتناقضاته لإرباك دائرة صالح وجعل أي سلوك لضرب دوائر محسن في الحكم او المعارضة منهكة للجميع، وكلما تعاظم صراع النظام تحولت اليمن إلى فريسة لصراعاته، لم تتولد قوى خارج سياق هيمنة وجهي النظام، صحيح أن بقية الفعاليات كانت مخلصة ومازالت بشكل عام لمطالبها وأهدافها ولكنها كانت ضحية في الوقت ذاته للتيار الديني القبلي الذي أراد ان يشعل النار في كل الاتجاهات حول صالح ودائرته، وضحية لدوائر صالحه في الوقت ذاته.


لم تكن الاحتجاجات الجماهيرية إلا الخلاصة التي عجلت بالانقسام الخالص والمعلن وهذه الاحتجاجات كان مخطط لها وتم الإعلان عنها أكثر من مرة ما أخرها انها كانت بحاجة الى وقت حتى يصل اليمن دولة ومجتمع إلى القاع حتى يتمكن التيار من صنع ضربه قاضية بلا خسائر، وما عجل في انتفاضة التيار الديني القبلي هو ثورات الربيع العربي، ما يلاحظ أن الحراك الجماهيري لم يمكن القوى الجديدة من ترتيب أوراقها بطريقة فاعلة لانجاز فعل ثوري خارج سياق صراعات وجهي نظام صالح، بل ان الاحتجاجات بدل ان تصنع بنية تحتية لثورة حقيقة أصبحت ثورة في ظاهرها أما في الجوهر فإن مآلاتها تعمل على إجهاض أي تحول خارج طبيعة الصراع وتطوراته بين وجهي النظام وهنا مكمن الخطورة فالفعل الثوري قد يجر إلى حرب أهلية أن تماهى كليا مع التيار الديني القبلي وان تمايز وعزل نفسه عن الصراع فقد ينتج توافق يعيد القسمة بين وجهي النظام، وربما يمد الفعل الثوري التيار الديني القبلي بقوة تمكنه شرعنة نظام صالح بطريقة تجعل من صالح كبش فداء ليفوز التيار الديني القبلي وتموت ملامح القوى الحديثة التي تشكلت في منظومة الحكم.


ربما هذا الفهم لدي لطبيعة الصراع ما يجعلني أحلم بثورة يولدها توازن بين وجهي النظام من خلال توافق يراهن على صفقة تعمل لصالح بناء دولة، بحيث يصبح الانقسام مدخل لتوازن رعب يجعل من الدولة والقواعد المحايدة مدخل لإنقاذ اليمن من صراع عبثي، وهذا التوازن ربما يتخلق منه ثورة مغايرة لن يكون هدفها استهداف أشخاص بل المنظومة من خلال تبني مشروع لانجاز تغيير ثوري من خلال إعادة البناء وتحريك التوازنات لتعيد بناء تحالفات يكون نتيجتها إسقاط نظام صالح بوجهيه وبطريقه تنسفه كليا من حيث تركيبته والوعي الذي حكم سلوك طرفيه وبلا خسائر.


لست مع تحويل صالح وعائلته إلى كبش فداء ليكسب وجه نظامه الآخر (التيار الديني القبلي) ولست مع ضرب صالح لوجهه الآخر، بل مع تسامح تبنيه عمليه سياسية تنتج دولة والشرط الوحيد للتغيير هي استمرار فكرة الثورة وتعمير بنية تحتية مع الوقت لخلق مسارات متعددة يتكون منها لاحقا قوة جديدة ربما تكون هي خلاصة النضال القادر على مواجهة وجهي نظام صالح والدفع بالوجهين لإنقاذ أنفسهم بالاندماج بثورة إعادة البناء والتي ستكون ثورة متحركة تنتجها النخبة والجماهير وقلبها الشباب ومجتمع مدني متحرر من عقده السابقة التي جعلت منه أنياب ناعمة بيد مراكز قوى انتهازية سواء تجلت بمشيخات او احزاب او سياسيين.


ربما فكرة انتظار ثورة مازالت هي الحل وهذا يتطلب وضع أسسها من الآن حتى لا تصبح هذه الفورة التي صنعتها القوى الجديدة إلى خنجر لإعادة إنتاج نظام صالح بتحويل أحد وجهيه إلى كبش فداء لفوز وجهه الأكثر قبحا وبشاعة ودهاء وخبثا.


لنقف هنا فالتحليل السابق ليس إلا ملامح مختصرة لصورة كبيرة توضيح ملامحها بحاجة الى استعراض لتفاصيل كثيرة ونعود إلى مسمى الحرس العائلي ربما اتضحت الصورة نوعا ما بعد الاستعراض السابق، ولتقديم إضاءة أكثر إيضاحا يمكن القول أن هذا التسمية هي نتاج وعي قبلي لان وعي القبيلة لديه قناعة راسخة وغائرة ان المؤسسة الحديثة مرتبطة بمن يكون على رأسها هو مالكها ورغم ان تسمية الحرس بالعائلي يأتي في سياق الإدانة إلا أنه استبطان للفعل كما يفهمه ويريده وعي القبيلة الذي يرى في الدولة ومؤسساتها ملك لمن يحكمها ولمن يدعمه.


هنا نسأل كيف بالإمكان ان تتحول مؤسسة وطنية بحجم الحرس الجمهوري إلى حرس عائلي وبأي منطق يمكن قبول هذا التوصيف ولكن طبيعة الصراع يجعلنا نرى انها محاولة لتدمير هذه المؤسسة الوطنية وتبرير قتل أفرادها في الصراع الذي يخطط له التيار الديني القبلي، لنفترض أن قائد الحرس أخواني او من أتباع شيخ القبلية الأصولي هل كان سيطلقون عليه الحرس العائلي وسيقولون فيه ما لم يقل مالك في الخمر.


الهجوم على الحرس له علاقة بالصراع على الدولة ومؤسساتها بين وجهي النظام ولأنها مؤسسة تعمل خارج سياق طموحات وجه النظام الآخر السلطوية كما ان الحرس من جهة أخرى معزول عن هيمنة وسيطرة الايدولوجية الاسلاموية الاصولية وتحرره من الاسلاموية، كل ذلك جعل من امر اضعافه وتشويه صورته من خلال تصويره بانه حرس عائلي ضرورة في الصراع على عرش اليمن وبالتالي فالتوصيف لا علاقة له بقيادة نجل الرئيس للحرس لانه شخص مهم طال عمره فهو طارئ على المؤسسة وبالإمكان عزله بمجرد قدوم قيادة جديدة للدولة، والمؤسسة باقية وهي تقوم بوظائفها وفق القانون.


لو افترضنا ان هناك أخطاء فالاجدر نقدها لا تشويه صورة مؤسسة وطنية ومواجهتها وتبرير تدميرها، لو كانوا صادقين لمارسوا نقد موضوعي على المؤسسة أما توجيه اتهامات بهذا الشكل الدعائي الفج فإنه يجعلنا نرى إن الهجوم على الحرس الذي ينتجه وجه النظام المتمرد ليس إلا محاولة ثأرية من المؤسسة ذاتها أو تحويل الصراع على المصالح الأنانية إلى مدخل للثأر من المؤسسة ذاتها وتحريضها على التمرد لا بهدف خدمة التحولات بل بهدف انهاكها وادخالها في صراعات ربما تقود الى تدميرها لتسهيل مهمة الانقضاض على البلاد بالمليشيات القبلية والدينية والعسكرية المؤدلجة. ونشير هنا ان الوعي القبلي والاصولي يريدان من المؤسسة العسكرية ان تكون خلية مقاتلة من اجل الشيخ او من اجل عقيدة التنظيم، وكل ايديولوجيا تتخفى خلفاها مصالح قوى انتهازية محترفة في صراعاتها.


يبدو لي أن هذه الطريقة في تشويه صورة الحرس الجمهورية هي مقدمة لتبرير اي عمل ضده ولاحظوا كم هي الضربات التي وجهت إليه باسم الثورة زورا وبهتانا، ولم يتمكنوا من اختراق الحرس الذي يبدو للمراقبين انه متماسك ويمثل قوة ضاربه التزم منتسبيه بشرفهم العسكري وعلى ما يبدو ان لديهم احساس باهمية دورهم في حفظ كيان الدولة في ظل صراع عبثي تديره مراكز القوى الفاشية الانتهازية.


الشيء الغريب ان الهجوم على الحرس لفترة طويلة زاده تماسكا واصرارا على موقفه من الصراع. واستغرب لماذا لم يتعظ منتجي الدعايات السوداء من تطور الاحداث ومستمرون في غيهم، من الواضح مع الصراعات المتلاحقة التي انتجتها الاحتجاجات الباحثة عن ثورة والتي ابتلعها نظام صالح المتحرك في دمها أن منتسبي الحرس زاد ولائهم لقائدهم وهذا الولاء لا يقوم على ولاء شخصي بل نتاج التزام بواجبهم العسكري واحساس باهمية دورهم الوطني في مرحلة خطيرة وحساسة قد تقود اليمن الى الانهيار الكامل.


لا أدري كيف تفكر هذه العقول الغبية المنتجة لهذه الدعاية؟ وهل تدرك انها بفعل كهذا تحرض الحرس بطريقة غير مباشرة لمقت وكره منتجي هذه الدعاية وأن منتسبيه ليسوا مجموعة من السذج فهم من خيرة ابناء اليمن ولديهم وعي وادراك بالصراع ولانهم جزء حيوي من روح الجمهورية فان استمرار هذا التوصيف يزيدهم قناعة أن المعارضة متحكم فيها وانها بيدق في معارك شيخ القبيلة وهذا يجعلهم أكثر التزاما وتماسكا واستعددا للوقوف أمام المحاولات المنتحرة لكسر شوكت الحرس..


وبمقارنة بسيطة لمن له عقل سيجد الانتهاك الذي مارسه محسن على الجيش من خلال انشقاقه وتحويل الجيش الى فرقة تابعة لتنظيم سياسي وقوة مجندة مرتهنة لمصالح حلفاء الحركة أنه ارتهن كليا لخطة انقلابية وكل ما يقوله ليس إلا تبرير لفعل متناقض مع وظيفة المؤسسة العسكرية.


ومن يختلف معي في توصيف فعل محسن والذي هو حليف صالح الاول واختلف معه على مصالح وعلى دور كان يأمل ان يلعبه وخانه صالح حسب تصوراته أن ما قام به محسن لا علاقة له بثورة الشباب انما بالصراع وطبيعته التي فصلناها سابقا ومن يراقب بحيادية سيجد أن انشقاق الجيش لم يؤد الى حماية ثورة الشباب بل حولها كما يرى مراقبون محايدين الى قوة مضافة لانجاز انقلاب ناعم.


الامر واضح لمن هو خارج صراع وجهي النظام فعلى محسن لا يحمي ثورة الشباب وليس مهتم بالقوى الجديدة ومخططه قد يفشل بل ان سلوكه مضر بالمصالح الوطنية فقد حول الفرقة الى قوة منتجة لإعمال مغايرة لوظيفتها وجعلها أداة لإنتاج حرب أهلية وأقر هنا بأخطاء صالح حتى لا يقال اني متعاطف مع وجه النظام الذي مازال في الحكم.


والخلاصة ان توصيف الحرس بالعائلي ليس إلا نتاج وعي قبلي ثأري يريد من الحرس ان يكون تابع لإرادته وقوة مؤدلجة في تنظيم أصولي وأن لم يحدث فإنه عائلي ولا وطني وربما خارج عن الدين وقتل ومواجهة منتسبيه عمل وطني ورباني.


واشير هنا أن الانتهازية الفاشية لا تقدر ولا تحترم إلا من يتعبد في محرابها حتى لو كانت اعماله وطنية وربانية وملتزمة بكل القيم أنها فاشية قذرة غارقة في مصالح أنانية تقصي وتعمل على تدمير من تحس أنه قوة مشتغلة في مسارات مناهضة لهيمنتها وسيطرتها بصرف النظر عن قائدها.


قائد الحرس مدخل يتم الانتقام منه ظاهرا اما الباطن فإن الفاشية الانتهازية للتيار الديني القبلي تريد ان تنتقم من المؤسسة ذاتها لأن الحرس الجمهوري عامل إعاقة في الفوز، لو كان قائد الحرس في صراع وجهي النظام لا يمت بصلة قرابة للرئيس ولكنه يعمل خارج هيمنتهم ويعمل بحياد مطلق وبما يحمي اليمن وأهله لما تغيرت اسطوانتهم الدعاية ولربما سموه الحرس المستعبد في مزرعة صالح.


مازالت فكرة الثورة قائمة ولم يتغير شيء، فمتى يفقه ثوار الغفلة إنهم أدوات في صراع مراكز القوى وهنا يمكنني ان أقول ان الشباب بإمكانهم ان يتحرروا فالزمن مازال أمامهم ما يثير غضبي وحنقي ان هناك قوى خبيرة ولها باع طويل في السياسة وتدرك طبيعة الصراع بل ان لديها تصور عن المآلات التي يسعى لها التيار الديني القبلي لكنها راضخة له فمتى تثور على نفسها وتنقذ نفسها وتساعد الشباب من التخلص من عبثية صراع مراكز القوى وتكشف الأوراق للثورة التائهة في براثن نقائضها، حتى تحدد لنفسها مسارات عقلانية وحتى لا تتحول ثورتهم الى سم قاتل للغايات المرجوة


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)