ظهورك المسك يا أضوى من القمر
ووجهك الماء يا أروى من المطر

حديثك الصدق, لا خوف ولا وجل
ومنطق الواثق الموعود بالظفر

لله كم فيك إيمان علوت به
وكُنت كاسمك فوق الخطب والخطر

الحمدلله أن أولاك عافية
وخيبَّ الله ظنَّ الشامت الأشر

إنا وإياك في الرُّحمى سواسية
روحا وحسا, كما قد جاء في الأثر

مثل البنان وكالبُنيان منزلة
تشُدُّ أبعاضه بعضا على الضرر

ما فيك من ألم فينا ومن أمل
ومن شموخ يداوي العُسر باليسُر

إذا اشتكى منك عضو خلتنا جسدا
عند التجاوب بالحُمَّى وبالسَّهر

كأنما واحد يختال مرتديا
مظاهرا جمةُ الأشكال والصور

توحد الكُل حبا فيك واتحدوا
أنعم بها وحدة في الأرض والبشر

لما مضى الركبُ من صنعاء مرتحلا
إلى الرياض وضج الخلقُ بالخبر

كُنَّا قلوبا وقد ذابت قوالبنا
في موكب الجو تقفو الرَّكب بالأثر

لو فتشوا كل قلب خافق لرأوا
من في الرياض وفي الدمام والخُبر

هذي الشقيقة في بُرج السعود وفي
مدارج السَّعد لا تشكو من الكدر

هي السعودية الـ.. دامت سواعدها
أُختُ السعيدة؛ مثل العين والنظر

أحبك الشعبُ إذ أحببته, وله
أودعت روحك في حلٍّ وفي سفر

إن كان حزبك دون الشعب مؤتمر
فاشهد بأن جميع الشعب مؤتمري

الحميريون قوم, أنت تُبَّعهم
وأنت من خيرة الأقيال والخير

مواطن, ورئيس صالح, وأب
وابن وجدٌّ, أخ, ذخر لمدَّخر

كن كيفما كنت, أحببناك واحدة
ملء الوجود وملء السمع والبصر

من أول الأمر خضت الموت مقتحما
أهواله وجرعت الصَّبر بالصَّبر

حيث الرئاسة سيف والرؤوس دم
وقد توارت رؤوس القوم من حذر

علوتها يوم فروا من تعلَّتها
ورضتها فانتهى زيد إلى الوطر

الأولياء هم أولوك سرَّهمُ
وهيأوك لأمر غير مستتر

سل الثلاثين من قبل الثلاث وسل
أرضا وشعبا وتاريخا عن الخبر

كيف ارتوت يا زمان الوصل أندلس
إذ جادك الغيث من كأس بلا سكر؟

من بعدما كان رشف الكأس في حُلُم
أو خلسة محض تجديف على القدر؟!

قل للجزيرة من نزوى الى عدن
إلى الكويت إلى البحرين والنهر

إن الحدود التي كانت تفرقنا
عادت وفودا على الأهلين والأسر

وانشد أبوظبي عن ظبي تصيَّدنا
إحسانه واسكب السلوان في قطر

وأمُّ طيبة من أرض الحجاز وحُط
أحمال عُمرك عند الطيِّب الطُّهُر

وقل سلاما على الهادي موحدنا
خلاصة المجد والقرآن والسُّور

عليه من صلوات الله أدومها
عد الخلائق والأكوان والفطر

يا سيدي.. وابنُ أمي.. صاحبي.. وأبي
دم سالما ومعافى في مدى العُمُرِ