في أول "انجازات" ساحات التغيير، وفي سابقة هي الأولى في تأريخ اليمن إنشق اليمنيون "مذهبياً" حول غرة شهر شوال، ففي الوقت الذي احتفى "أهل السنة" باليوم الثلاثاء كأول أيام عيد الفطر المبارك إقتداء بالمملكة العربية السعودية، إقتدت الطائفة الشيعية بإيران وأعلنت أن يوم الأربعاء هو أول أيام العيد..
 
فقد رفع الحوثيون في صعدة والجوف وحجة وبعض مناطق صنعاء الدعوات بمكبرات الصوت قبيل وقت السحور لإتمام صيام شهر رمضان ليوم الثلاثاء لعدم ثبوت رؤية الهلال في اليمن، لينضموا بذلك إلى سائر الطائفة الشيعية في إيران والعراق والبحرين ولبنان الذين أعلنوا يوم الثلاثاء متمماً لشهر رمضان، وقد لقيت دعوتهم هذه تجاوباً كبيراً في العديد من المناطق الشمالية- خاصة محافظتي صعدة والجوف.  

 أما أهل السنة فقد أفطروا اليوم الثلاثاء بناء على بيان دار الافتاء "الحكومية" الذي أكد عدم رؤية الهلال في اليمن بسبب الأمطار وتراكم الغيوم، وقال "لكون الهلال قد شوهد وثبتت رؤيته شرعاً في منطقتي شقراء وسدير في المملكة العربية السعودية وكون البيئة واحدة والمنطقة واحدة والمناخ واحد فإن يوم غد الثلاثاء الموافق 30 أغسطس 2011م هو أول أيام عيد الفطر المبارك"- طبقاً لنص بيان دار الافتاء..

المراقبون السياسيون أعدو- الإنشقاق المذهبي حول العيد "سابقة خطيرة" وصفوها بـ"باكورة تمزيق الوحدة الوطنية اليمنية"، محملين قوى المعارضة "الانقلابية" المسئولية الكاملة لجر اليمن إلى مستنقع الفتن المذهبية والمناطقية، وتكريس التبعية الخارجية، وإشاعة الفوضى والتباغض في صفوف اليمنيين.

وحذر المراقبون من مغبة الإنشقاقات التي تعيشها المعارضة نفسها في ساحات الاعتصام، مشيرين إلى أن الفشل الذريع الذي منيت به المعارضة في توحيد صفوفها ومواقفها، وتطور خلافاتها إلى نزعات مذهبية دينية ومناطقية انفصالية هو بمثابة نذير بأنها تجر اليمن إلى مستنقع أفغاني وعراقي جديد..

واعتبروا ما حدث من انشقاق حول عيد الفطر مؤشراً لمدى قوة الولاءات الخارجية لقوى المعارضة، ولما تردد من تقارير حول وجود صراع سعودي- إيراني يصفي حساباته على الساحة اليمنية، ومؤكداً لقوة التوغل الإيراني "الشيعي" في اليمن الذي بات لأول مرة في تاريخ اليمن شريكاً بصنع المواقف اليمنية.