كشفت مصادر خليجية رفيعة عن تحركات واسعة تدور في أكثر من عاصمة عربيه  ولقاءات ومشاورات متواصلة لإنجاز تسويه وصفت بـ(التاريخية) بين فرقاء  المشهد اليمني لإنهاء أزمة سياسية خانقه تعصف به منذ ثمانية أشهر .. وذلك  ضمن جهود تبذلها أطراف إقليمية ودولية لتجنيب هذا البلد الذي يحتل موقعا  استراتيجيا هاما ويطل علي أهم ممرات الملاحة البحرية حالة من الفراغ  (السياسي والأمني) تستفيد منها المجموعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة .

وعن مضمون هذه التحركات قالت المصادر أنها ترتكز بشكل أساسي على (المبادرة  الخليجية) التي قدمت لأطراف الأزمة اليمنية "مايو المنصرم" ، وتهدف لإدخال  تعديلات جوهرية في بنود المبادرة بما يجعلها قابلة للتنفيذ وفق مخطط زمني  تتفق عليه أطراف الأزمة ، وبما يستوعب التطورات الأخيرة التي شهدتها اليمن  ..ويحقق مبدأ الانتقال الآمن للسلطة في بلد يشهد انقساماً سياسياً وقبلياً  وعسكرياً ، وهو ما ينذر حسب مراقبين بحرب أهلية طاحنه سيكون لها تداعياتها  الخطيرة على المنطقة والعالم .

وكشفت المصادر عن مباحثات جمعت (خبراء قانونيين) التقوا بشكل منفصل مع  وفدين احدهم يمثل الحزب الحاكم والآخر ائتلاف المعارضة اليمنية (اللقاء  المشترك) أواخر الأسبوع الماضي ، لإجراء مباحثات حول الآليات التنفيذية  للمبادرة الخليجية ..ووصفت تلك اللقاءات بالإيجابية .

وبحسب المصادر فإن أهم التعديلات المزمع إجرائها على المبادرة إضافة  للجدولة الزمنية وتراتبية تنفيذ البنود تتلخص بشكل أساسي في النقاط  التالية:
ــ إصدار رئيس الجمهورية قرار بتكليف شخصيه مستقلة (محل توافق أطراف الأزمة) بتشكيل حكومة (وحدة وطنيه) .

ــ يصدر رئيس الجمهورية مرسوما رئاسيا يقضي بنقل صلاحياته إلى نائبه فور أداء الحكومة (اليمين الدستورية) أمامه.

ــ تنتهي الفترة الرئاسية في سبتمبر 2013م بحسب الانتخابات الرئاسية  الأخيرة ، ويدعو رئيس الجمهورية إلى انتخابات رئاسية فور انقضاء فترته  الدستورية .

ــ تتولى حكومة (الوحدة الوطنية) بشكل أساسي إنهاء مظاهر الأزمة السياسية  ومعالجة الوضع الاقتصادي والإعداد لانتخابات برلمانيه في موعد لا يتجاوز  نهاية العام الحالي .

ــ الإعداد لـ (مؤتمر وطني) في غضون ثلاثة أشهر يضم كل مكونات الطيف  السياسي وكل الفعاليات الاجتماعية والدينية لإجراء (تعديلات دستوريه) يتم  التوافق عليها ، ووضع مخارج مرضية للاحتجاجات في المحافظات الجنوبية  ومعالجة الأوضاع غير الطبيعية في محافظة صعده .

ــ وقف كل الملاحقات القضائية وأعمال الانتقام والثأر على خلفية الأزمة السياسية الراهنة.

ــ عمل صلح بين مختلف القبائل اليمنية ينهي مشاكل الثار الناتجة عن الأزمة السياسية .

وكشفت المصادر ذاتها عن بنود (سريه) تتعلق بتسويات توصلت إليها الأطراف على  خلفية الأحداث التي أفرزتها الأزمة ، وتقضي تلك التسويات بمغادرة شخصيات  (سياسية وعسكرية وقبلية) إلى منفى (اختياري) ، ومن بين تلك الشخصيات اللواء  المنشق علي محسن الأحمر والداعية الإسلامي عبدالمجيد الزنداني وثلاثة من  أنجال الشيخ الأحمر يرجح أنهم (صادق وحميد وهاشم) .. في مقابل إغلاق ملف  (مسجد النهدين) ووقف أي ملاحقات قانونيه للمتورطين بالجريمة سواء في  المحاكم الداخلية أو الخارجية وعدم نشر أي تسريبات تتعلق بالتحقيق في  الجريمة