يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 03-أغسطس-2011
شبكة أخبار الجنوب - اراء حرة عزيزالنويهي - شبكة اخبار الجنوب -
بخطابه الرمضاني الإنساني المؤثر يصر رئيس الجمهورية على التعامل مع خصومه الألداء بذات التسامح المعهود، حتى وهو في أشد حالات الألم والشعور بمرارة الغدر والحقد.
في هذا الخطاب يمد لهؤلاء يد الحوار فيعرضون عنه ويشيحون بوجوههم.. يبتسم لهم في خطابه ابتسامة الكبار حين يتناسون جراحهم، وكبرياء النخيل حين تلقي اطيب الثمار، فيرمون بالحجارة ويكشرون انيابهم ويحدون اضراسهم.. يريد لهم الحياة ويريدون له الموت.. يدعوهم الى التعايش المشترك والقبول بالآخر فيصرون على العيش وحدهم والاستئثار بالحياة وتعميق الانقسام.. يدير لهم وجه السماحة والتسامح فيقلبون له ظهر المجن.. يدعوهم إلى الرأفة بهذا الشعب الذي تطحنه جهنم المعاناة بسبب انبطاح الخصوم في ساحات الضجيج وشوارع التمرد المسلح طيلة اكثر من سبعة اشهر فتأخذهم العزة بالإثم ويصعدون لهجة الكراهية ويمعـنون في الحقد والتحدي.. يُسمعهم كلمته في أعظم مناسبة دينية لتذكيرهم بقداسة الشهر المعظم وحرمة الدم فيه وانتهاز مناسبته التي تعد محطة للتسامح والتقارب وتطهير القلوب من أدرانها والنفوس من أحقادها فإذا بهم يصرون ويستكبرون استكبارا ويزدادون عتواً ونفورا.. يجرهم إلى طريق السلام وحقن الدماء وإصلاح ذات البين فيدقون طبول الحرب ويستدرجونه إلى النزال!
من لهذا الشعب؟؟؟؟ كيف له ان يتعايش مع عقليات كهذه- متصلبة كالصخر، وقلوب على أقفالها- لا تستجيب للغة تعايش فرضتها السماء، ونفسيات متأزمة تقابل كلمة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، بكلمة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض مالها من قرار؟؟
كيف لهذا الشعب ان يتحاور مع بصيرة عمياء لا ترى في الوجود شيئاً جميلا، بل ترى ضائقة الناس فتزيدهم بؤساً وجوعا وظلاما دامسا وتقطُّعاً قاطعاً لكل خطوط الحياة، ترى مصائب وطن على شفا الصوملة فتزيده انهياراً.. تنظر لأية محاولة لصون الامن والاستقرار جريمة نكراء، تحرض المسالمين في المدن الحالمة على رفع السلاح وبث الرعب واستفزاز الدولة، تجيز الخروج على النظام والقانون، ثم بعدها تتباكى على الدم النازف في المواجهات وتتاجر به لتستدر شفقة العالم.... بينما تعمى عن رؤية عصابات شيطانية حولت منطقة الحصبة الى مدينة اشباح غير قابلة للحياة، بل أباحت وحللت ما ارتكبوه من كارثة مروعة شردت أهلها في الشوارع وأخرجت الناس من بيوتهم وقطعت أرزاقهم واستحلت أمنهم وأمانهم دون ان تتحرك ذرة من ضمير ونخوة!
أية ثقافة دموية ترفض دعوات حقن الدماء رفضا قاطعاً في ارحب ونهم وتعز وابين ولحج والجوف ومارب وصعدة، وتجيز قتل اليمني لأخيه اليمني في جبهات شتى، وتحرض المواطنين على الفتك ببعضهم لمجرد اختلافهم في التوجه؟ تصدر فرمانات "مقدسة" لسفك الدم حين يحلو لها السفك، وتخـبز فتاوى دينية مفصلة على مقاس كل مرحلة- ليس بدءا بفتاوى اهدار الدماء الاشتراكية والبعثية والشيوعية والشيعية بالأمس- منذ قيام الوحدة الخالدة، وليس انتهاء باستباحة دماء عناصر الجيش اليوم والتحريض على قتلهم في ارحب ونهم وتعز وجبهات شتى- كأنما ليسوا أخوتنا وابناءنا في الدين والدم والوطن؟
ما أشبه الليلة بالبارحة - وما أشبه "الاخوانية" بالقاعدة.. انها نفس الايديولوجيا التكفيرية البغيضة والثقافة الدموية المستلهمة من فكر القاعديين، فهم وحدهم من يفكرون بهذه العقلية العدوانية التي توزع القتل "المقدّس" بين الشباب لتحيلهم مشاريع شهادة.. تبيع صكوك غفران مزورة وفتاوى مزيفة كي تشرعن لسفك الدم، توهمهم بأن هذا هو طريق الجنة وبوابتهم إلى الحور العين ليتقبلوا فكرة الموت- قبل أن يتمتعوا بطعم الحياة، وحقهم في الوجود.
انه توظيف جنوني للقداسة لا يمنحك سوى الإحساس بأن ثمة قِوىً ظلاميةً تتربص بالحياة، وتوزع توابيت الموت بالمجان كي توهب الحياة لكهنة وعيلومات و"زنادنة" وجنرالات شبعوا حياة وفساد ونهبا واراضي.
قوى الموت هذه، تحاول أن تتزيّا بلبوس العصر، لها رؤية جديدة لإقحام الدين في طموحاتٍ دنيوية، وإقحام الشباب في ساحات مواجهة، والزج بالبلد في غياهب الجب والمصير المجهول.
رؤيةٌ قد لا تبدأ بضرب المعسكرات على مرأى الأشهاد.. ولا تنتهي بتجويز قتل عناصر الأمن والجيش الوطني العملاق والافتاء بذبحهم بدم بارد وفي جنح الظلام بأيدي القبائل كأنما جبريل عليه السلام نزل عليهم من السماء وختم فتواهم بالشمع "الاحمر".
ثمة تحريضٌ أعمى لشباب في ربيع العمر، يعلقون أسلحة الموت على أكتافهم ويتورطون في ايذاء الوطن والمواطن- جنديا ومدنيا، كلهم ضحايا لمرجعيات ومشيخات غير سوية ألقت بهم إلى مذابح التهلكة، وأبقت كبارهم في بروج ٍمشيدة- يفرون من الموت!
هي ذات العقليات التي ظلت تحرض الشباب في ساحات الاعتصام على أن يكونوا مشروع شهادة.. حتى الاطفال كان يتم الزج بهم كمشاريع شهادة في ساحات معرضة للصدام والزحام، وانتهاز مشاركتهم البريئة لأغراض غير بريئة، وتلك جريمة أخلاقية لاتغتفر، ومخالفة صارخة للقيم الإسلامية السمحاء وحقوق الطفل وحق الانسان في الحياة.
بل هي نفس العقلية الاخوانية التي حرضت "صعايدتها" على ضرب متظاهرات في ساحة الجامعة فبطحوهن أرضا على مرأى ومسمع من الرجال بحجة انهن بلا محرم ودون غطاء للوجه.. مثلما اعتدوا ذات يوم على رجل مسن لا حول له ولا قوة افرغوا فيه عنتريتهم ومارسوا سياسة تكسير العظام أمام الشاشات في مظاهرة مجنونة.. وهي ذاتها العقلية المتوحشة التي أجازت قطع الألسن "من لغاليغها" ونزعت لسان شاعر في ربيع العمر حرموه حتى حق الكلام.. ويعلم الله ماذا في تبقى في جعبة "اخوان القبائل" والشياطين الحمر من مفاجآت عصرية ووعود دولة مدنية وخلافة اسلامية ، وإنا لمنتظرون.. ويا ايها الشعب اخرج عن صمتك.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)