يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 13-يوليو-2011
شبكة أخبار الجنوب - خير الله خير الله خيرالله خير الله - المستقبل اللبنانية - شبكة اخبار الجنوب -

بعد اخذ ورد طويلين، استقر راي الرئيس علي عبدالله صالح على بث شريط الفيديو الذي يتحدث فيه الى مواطنيه. لا شك ان القرار بالظهور على التلفزيون كان قرارا شجاعا، خصوصا في ضوء الاشاعات التي رافقت نقل الرئيس اليمني الى مستشفى عسكري في الرياض لمعالجته من الجروح والحروق التي اصيب بها. كان ظهور علي عبدالله صالح على الشاشات التلفزيونية وآثار الحروق على وجهه تطورا في غاية الاهمية على صعيد تطور الازمة في اليمن.
تبيّن ان الرئيس اليمني نجا من محاولة اغتيال استهدفت ايضا التخلص من كبار المسؤولين في البلد. بين هؤلاء رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس النوّاب ونوّاب رئيس الوزراء وعدد لا بأس به من مساعدي الرئيس. لو قدّر للقنبلتين الاخريين المزروعتين في المسجد الانفجار في الوقت ذاته، لكانت حدثت مجزرة حقيقية قضت على معظم المسؤولين اليمنيين وعلى رأسهم علي عبدالله صالح نفسه.
شاء القدر ان تتعطل القنبلتان الاخريان كما جاء انفجار الثالثة في وقت كان الرئيس ومن حوله ساجدين فنجا هؤلاء من الموت في حين كان معظم القتلى من ضباط الحرس الرئاسي وعناصره الذين ظلوا واقفين خلال الصلاة. ما حصل يوم الثالث من حزيران الماضي في مسجد "دار الرئاسة" في اليمن كان محاولة انقلابية بكل معنى الكلمة. الواضح ان هناك من اخترق الامن الرئاسي بطريقة او باخرى من منطلق مناطقي على الارجح.
ما يمكن قوله الآن ان هذه المحاولة الانقلابية فشلت وانه يفترض في جميع اليمنيين ان يأخذوا ذلك في الاعتبار. صحيح ان علي عبدالله صالح اصيب بحروق كما دخلت جسده شظايا، لكن الصحيح ايضا انه لم يشطب من المعادلة السياسية اليمنية وسيكون قادرا بعد شهر او شهرين من العودة الى صنعاء لمتابعة علاجه وممارسة صلاحياته نظرا الى انه لم يفقد شيئا من قدراته الذهنية. الاهمّ من ذلك، انه لا تزال هناك قوات موالية له قادرة على السيطرة على صنعاء ومطارها وعلى مناطق واسعة في اليمن كما هناك جمهور اسمه جمهور علي عبدالله صالح في صنعاء والمناطق المحيطة بها وحتى في مناطق يمنية اخرى. وهذا الجمهور موجود لاسباب قد تكون عائدة الى شبكة مصالح كبيرة ربطت كثيرين بالرجل الذي وصل الى السلطة قبل ثلاثة وثلاثين عاما بالتمام والكمال.
هذا هو الواقع الذي لا مفر من التعاطي معه. اليمن ليس مصر، ولا تونس، ولا سوريا بوضعها الخاص جدا، ولا ليبيا التي هي موضع اهتمام حلف الاطلسي. هناك وضع يمني مختلف يفرض نفسه على كل من يسعى الى ايجاد مخارج من الازمة العميقة التي يعاني منها البلد والتي ستكون لها انعكاساتها على منطقة الخليج كله. هل من مخارج في اليمن؟ الجواب نعم كبيرة ولكن في حال اعتماد الحكمة اوّلا واخيرا. بداية البدايات تتلخص بالبحث عن عملية سياسية تؤدي الى انتقال هادئ للسلطة استنادا الى نص الدستور. ما لا يمكن تجاهله ان الرئيس اليمني اعلن قبل فترة انه لا يريد التمديد وليس في وارد التوريث. عمليا، لم يعد قادرا على ذلك. ولكن لماذا لا يمكن الانتظار قليلا لايجاد تفاهم يتخلى بموجبه علي عبدالله صالح عن الرئاسة في ظروف لائقة ووفق شروط توفّر ضمانات واضحة له ولافراد اسرته ولكبار معاونيه ولماذا لا يكون "المؤتمر الشعبي العام" حزبا من الاحزاب اليمنية يتنافس مع غيره في اي انتخابات من اي نوع كان قد يشهدها اليمن يوما؟
لا تزال المبادرة الخليجية حية ترزق ولا تزال في حاجة الى توقيع علي عبدالله صالح. يمكن ان يترافق ذلك مع تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها السلطة الحالية والمعارضة، طالما ان احدا لا يستطيع الغاء احد في اليمن وان البديل من المرحلة الانتقالية مزيد من سفك للدماء ومزيد من الشرذمة. المهم ان تكون هناك بداية لعملية سياسية. كلما كان ذلك قريبا، كلما كان في مصلحة اليمن واليمنيين خصوصا ان البلد الفقير يعاني من مشاكل ضخمة ستؤدي عاجلا ام آجلا الى تفتيته. لعلّ اخطر ما يشهده اليمن حاليا الوضع في تعز، المدينة الاكبر من حيث عدد السكان، والمناطق المحيطة بها. تضمّ هذه المناطق مع تعز نحو اربعين في المئة من سكان اليمن. هناك حراك في هذه المناطق ذو بعد مذهبي اخذ طابعا مسلحا للمرة الاولى في تاريخ اليمن الحديث. فاهل تعز والمناطق القريبة منها كانوا بعيدين عن السلاح وقد انصب اهتمامهم على التجارة والصناعة والزراعة، اضافة الى وجود علاقة تاريخية ربطتهم بعدن.
لا يمكن التفكير في مخارج لليمن من دون فترة انتقالية يتفاهم خلالها على كيفية الانتقال الهادئ للسلطة بعيدا عن اي نوع من انواع الرغبة في الانتقام والتشفي. انتقم الحاقدون على علي عبدالله صالح ما فيه الكفاية. عليهم التفكير من الآن في مستقبل اليمن وفي البديل من الانتقال الهادئ للسلطة بما يحافظ على الدستور المعمول به. هل يكون البديل ان يكون علي عبدالله صالح آخر رئيس لليمن الموحد بعدما كان اوّل رئيس له؟ ولنفترض ان البلد تفتت، وهذا خطر حقيقي، هل من يضمن اقتصار ذلك على وجود اقليمين فقط، كما في الماضي، في ضوء ما تشهده تعز وما يحصل في شمال الشمال؟


المستقبل اللبنانية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)