مهما أختلف المراقبون والمحللون للسياسية القطرية في عهد ((عاق والديه ))ـ حمد بن خليفة آل ثاني ـ فإنهم سيتفقون  على أن التناقض المريع , والتدجيل السياسي هما سيدا الموقف , أكان على صعيد سياساتها الداخلية أو الخارجية ...
تناهض التوريث وهي الرائدة فيه , وتناهض الانقلابات  وهي المؤسس والأنموذج السيئ الصيت في ذلك , تضع أموالها ومواقفها في صف المعارضين لنيل ما تصفها بـ ( حقوقهم المشروعة ) في حين الأمير عبد العزيز بن خليفة بن حمد آل ثاني ـ شقيق الأمير حمد ـ يعيش لاجئاً في فرنسا..
ومن على قناتها (( الجزيرة )) تدين الاحتلال الأمريكي  للعراق في حين هي ـ قطرـ  شطرين  , شطر للقطريين  والوافدين للعمل فيها  والمكتب الإسرائيلي  , وشطر للقاعدة الجوية الأمريكية ومركز القيادة ...ومنها اُحتلت العراق ..
حينها هاجمت وسائل الإعلام القطرية ومنها ((الجزيرة )) التدخل الغربي في العراق والمعارضة العراقية في المنفى , ودعت إلى مقاومة الغزو , وفي نفس الوقت كان هجوم القوات الأمريكية على العراق من خلال قاعدتيها الرئيستين في قطر, في العيديد والسيلية , بل كان مركز القيادة  الأمريكية فيهما نظرا لضخامتهما وتركز الأسلحة  وأجهزة القيادة فيهما ..
ومن التدجيل السياسي الفاضح تحاول قطر آل ثاني أن تكون خليجية نفطية , فلسطينية ثورية , صديقة لإسرائيل وللسيد حسن نصر الله في الوقت ذاته ..
تشكل  قاعدة عسكرية لأمريكا وقاعدة سياسية لإيران في آن ..تحاول أن تستخدم إيران كورقة  , وتعتبر إنها  من الذكاء , وبذلك لم تعلم أن الصورة معكوسة , وان إيران هي من تلعب  وتحرك قطر وفق أجندتها  الخاصة  وقتما رغبت في ذلك ...
ومازال العمل في سياسة التناقضات  الفاضحة  مستمر ليس فقط على الواقع الإعلامي ؛ فقطر تهاجم الآخرين في مجال حقوق الإنسان  , والداخل القطري مليء  بالانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان , فهي من جهة تبني أول كنيسة للمسيحيين في شبه الجزيرة العربية  للمقيمين الأجانب  على أرضها , وفي المقابل  تحرم على الطائفة الشيعية  الذين يشكلون نسبة 10% من سكانها أن يبنوا مراكزهم الدينية , أو حتى  ـ على الأقل ـ يمارسوا حقوقهم الدينية البسيطة بحرية ..
كذلك سحبت الجنسية القطرية  قبل سنوات من أكثر من ستة ألاف  مواطن بحجة أنهم يحملون الجنسية السعودية أو من أصول سعودية , بينما المعروف  أن دول الخليج  كبقية دول الشرق الأوسط تنتشر فيها نفس الأسر والقبائل  نتيجة للتنقل والهجرة بين تلك البلاد , ولذلك ليس غريبا أن نرى وجود جنسيتين , وهذه الحالة تمثل انتهاك صارخ  لحقوق الإنسان , وخاصة نزع صفة المواطنة  من مجموعات بشرية  بهذا العدد الكبير في دولة عدد سكانها قليلاُ جدا..
ولم نر في قناة الجزيرة مناقشة حول  هذه القضية  وقضايا أخرى   مشابهة , بينما  تستمد (( الجزيرة )) في مهاجمتها الآخرين   ممن تقول أنهم يضطهدون الأقليات ..
ومن الانتهاكات أيضا عزل ما لا يقل  عن 30 ضابطا في الجيش القطري بتهمة  التخطيط لانقلاب عسكري  على الأمير حمد , وأنهم على علاقة بشقيقه اللاجئ  في فرنسا   عبد العزيز  بن خليفة آل ثاني ..
ومن الفساد في السياسة الاقتصادية تأتي سياسة الإنتاج الكارثية من النفط والغاز , وقد أنتقدها خبراء  الاقتصاد  , مستنكرين  ومستغربين  الإنتاج غير العقلاني لثروة وحيدة وناضبة , وفوق احتياجات قطر الطبيعية بكثير, فالمعروف أن الاحتياطي النفطي القطري  صغير الحجم (15مليار برميل ).
 صحيح أنها تمتلك ثالث اكبر احتياطي  للغاز الطبيعي في العالم ـ حوالي 900 ترليون قدم مكعب ـ  من خلال  تقاسمها  أضخم حقل  للغاز  في العالم مع إيران , وهو حقل الشمال , إلا أن الاستمرار في إنتاج اكبر كمية ممكنة من النفط والغاز  دون مراعاة وضع البلد  في المستقبل , وهو الفساد بعينه , حيث لا وجود لموارد أخرى , سيما وأن  الفائض  المالي الناتج منها  والذي يستثمر في الخارج  , وبالخصوص في الغرب , قد تعرض إلى خسائر خلال الأزمة المالية العالمية  الأخيرة .. وفي ذلك أهدار لأموال البلاد , وسوء  التصرف  في الأموال العامة , وذلك بصرفها في الأمور الثانوية  والشكلية والدعائية ـ الكماليات ـ  مثل المؤتمرات  والاحتفالات  والرياضة , وإهمال  الأمور الرئيسة  في البلاد , من  مثل الصناعة والطب ...الخ
 ومما يزعج القطرين ظهور سيدتهم الأولى "موزة بنت مسفر" ظهورها الكثيف عبر وسائل الإعلام وبهندام مخالف للتقاليد  في قطر , كما وان أبناءها قاموا باحتكار السلطات والظهور , وفرضوا ظلماً اجتماعياً على العديد من القطريين , مثل إجبار كبار التجار  ورجال الأعمال على مشاركتهم في الأرباح وقيامهم بالاستيلاء  على ممتلكات  شخصيات قطريين من عقارات ... من خلال التعسف  في استخدام السلطة  واستغلال عناصر الشرطة لترهيب ضحاياهم ....