بكيل الحاشدي -
 حميد الأحمر يبدو من كلامه أنه يحمل قضايا الناس، يسوِّق نفسه بغباء، يخلق الف ستار ليحمي جوهر أهدافه، مشكلة حميد أنه يؤمن بثقافة حمران العيون، قال هو قائد قادم من أسرة قيادية، القبيلة هي الحامي والمأوى، يدرك حدّ اليقين أن الرئيس يستمد قوته من الشعب، مشكلته أن قوى جديدة تنمو في السلطة، يراهن على القبيلة، القبيلة مظلومة من الشيخ، قوته في الحركة الإسلامية، حركة تبحث عن المستحيل في يمن اليوم، صعدة عقدة العقد لدى الإخوان، إيقاف سفك الدماء فيها جريمة («الرئيس سلم صعدة» «الرئيس يتابع القاعدة ويترك الحوثي») صعدة لم تصوّت يوماً للإخوان، مشكلة الشيخ أنه لا يصرح بوضوح.
الشيخ يكره الدولة ورجالاتها، قوة تهدد طموحه، يريد رئيساً على مقاسه، الشيخ لا يحب الأقوياء، يريد من في السلطة أن يكون تابعاً لقوله، مستجيباً لطموحه، «حاشد هي الثورة، شيخها لابد ان يكون في رأس الدولة».. مشكلة الشيخ أن الرئيس قفز من فوق القبيلة، جن جنونه، ماهي مصدر قوة النظام؟ الوحدة الديمقراطية .. الخ لابد من تدمير مصدر فخره، وعقدة العقد أن جنود القبيلة لم يعد لهم مكان، جيش الوطن صار له الكلمة العليا في حماية الجمهورية، المؤسسة العسكرية والأمنية هي قوة الدولة وحامية النظام، المؤسسة العسكرية بيد قادة موالين للوطن بإخلاص، خائن من ولائهم لماذا؟ لأنها العقدة التي حرّرت الرئيس من القبيلة.
الشيخ الصغير يتحدث باسم الوطن والدستور، ربما يعتقد ان الجميع أغبياء، العلم أزمته الكبرى، لم يدرس أبناء قبيلته، لو تعلم الرعوي ضاع الشيخ، عكفة القبيلة هم أصل المشيخة،قادة الوطن خرجوا عن عباءة القبيلة والقرية، فقهوا عالم الدولة، هذه هي المشكلة ربما تضيع القبيلة بهؤلاء الباحثين عن وطن، مشروع العائلة ليس المشكلة عند الشيخ، المشكلة أن العائلة صارت أكبر من الشيخ وقبيلته تحب العائلة، الرئيس رمز الوطن وقائده الهمام، من يركن عليهم مقاتلون أشداء طموحاتهم في عنان السماء، ضاع الشيخ والتاريخ، شباب القبيلة لم يعودوا زمّالة بعد الشيخ، رجال لهم مشاريع جديدة، الوطن بيتهم الكبير، مشكلة الشيخ أنه يعتقد أن القبيلة قد ضاعت، الشيخ مقهور، ابن الفلاح يسير بإرادة الشعب بدون إذن القبيلة.
يريد الشيخ أن يحاور البيض بعد أن نهب بيته، ويريد إيقاف الظلم في المحافظات الجنوبية وحزبه من شرّع لقتل الأبرياء وأنصار مقربين له يمارسون النهب، مشكلة الشيخ أن لديه مال قارون، الخير لديه بالقطارة لا يعطى إلا لأنصار يمسحون أحذيته، أو أغبياء منخرطين في طموحات أحمر العين من أجل الوطن!!! يفتخر الشيخ أنه وزّع أموال قطر على منكوبي السيول وبناء مستشفى للأيتام، مشكلة الشيخ أن تجارته غامضة ومشكوك في أصالتها، مال الزكاة القادم من خزينة الأمراء باسم فقراء اليمن صار تجارة، لن يبني مال الشيخ المشفى أو المدرسة، زكاة فقراء اليمن واستغلال النفوذ لن ينتج نور الخير، انها حكمة الله في أرضه.
القضية هي الحصان الرابح لدى أحمر العين، القبيلة هي روحه ودمه ومصدر القوة، ثقافة حمران العيون لها ضجيج مموّه بالتحدي، صوتها عالٍ تمارس الهيمنة وتنال ماتريد بالكلام الكبير، أحمر العين هو روح القبيلة، ورجلها الحاذق يتمسك بالتقاليد وعادات القبيلة، أحمر العين لا يهادن، يواجه بعنف القيمة والمبدأ، يحاسب الجميع ويعتقد أنه مقدس، أحمر العين ذكي في كسب الغنائم، يأكل الآخرين بعنجهية واثقة، ما يحصل عليه بقوة البهررة حسب اعتقاده حق محسوم لعلوه ومجده الكبير!! الظلم لدى أحمر العين شيمة رجولته، ظلم أحمر العين عدالة، الغنائم لديه لابد أن تؤخذ رغم أنف الجميع، أحمر العين أقواله من نخيط.
ثقافة حمران العيون متهورة في مواجهة الخصوم، مغامرة تقاتل كل من تعتقد أنه دونها، ثقافة انتهازية لا تقامر إلا ولديها أوراق كثيرة، أحمر العين لا يقاتل إلا من يعتقد أنه صار شوكة في حلقه، أحمر العين عندما يصعد نجم ابن قبيلته تقوم قيامته لا يتوانى عن قتله وقهره، إن لم يقدر يختفي خلف كل قيمه يتحالف مع كل من يؤيده في مواجهة خصمه، يتمسكن، يتمسح، يتشعبط بكل شيء يمكنّه من قهر قوي تمرد على الرضوخ للشيخ، الرئيس لا يسمع، لا يطيع، لا يستجيب لإرادة الشيخ، سنخاصمه هو ومن والاه، يخدع أحمر العين من حوله من الأنصار بلغة التضحية، لا يمانع أن يعقد الصفقات الخفية، المهم أن تظل العين حمراء في مواجهة الخصوم هي الكلمة العليا، ومن ضرورات العين الحمراء أن تظل صورة أحمر العين صافية أمام الخبرة وأمام كل من يعتقدون بجدارة أحمر العين بتقدم الصفوف، لابد أن يدافع عن مظلومين.
 مشكلته أنه يطالب بسحق قبائل صعدة المجرمين، الحوثية تتوسع انها العقدة الكبرى لحزبه، ربما الخوف قد يفجر حرب المذاهب، الرئيس وحده من سيحمي صعدة من إيران وتهور البشمركة ومن خزعبلات الحوثية البليدة، الرئيس يعرف كيف يحمي الجمهورية بلغة الدولة، حميد يريدها حرباً مذهبية وقبلية، لم يصرح، يختبئ خلف جدارات سميكة إلا أن قارئاً ما خلف الكلام يدرك جوهر المشكلة وخطر قوله المسكون بالعنصرية، لن تقتل عنصرية الحوثي بالبندق والمذهب، بل بالثقافة وفرض هيبة الدولة بشرعية الدستور لا بقوة القبيلة والحزب.
مشكلة ثقافة أحمر العين أنها مقامرة ومتهورة لدى من كان في ريعان الشباب، مندفعة قد تدخل الخبرة في ورطة من النار باسم الكلام الكبير، تقع في فخ التعالي، أحمر العين متكبر قد يورطه ساذج في معارك من دماء، أحمر العين يعبد ذاته، هيبته هي أصل القداسة.
حميد الأحمر شيخ قبيلة تعلّم وعشق المال بنزعة قارونية، مزج عقائد الإسلاموية بثقافة اليوم السياسية، يبدو في مواجهاته السياسية مخلصاً لخلفيته القبلية والفكرية، أحمر العين له ثقافة سوق جشع، يعرف أن الكلام وقوة القيمة مهمة، تاجر يدرك أن الثقة هي الستار الضبابي الذي يحجب حقائق الحلم، الدولة هي مصدر النفوذ وهي ثروة كبيرة، ثري يبحث عن قوة السياسة لتنمية ثروة صنعتها السياسة والخديعة. مشكلة أحمر العين أنه يعتقد أنه فوق الجميع، ثقافته القبلية تفور بحديث جديد، لغة العصر تنتج كلاماً مرتباً لكنها تضيع في نخيط الشيخ، لا شيء يعلو فوق المشيخ، لا دين ولا ثورة ولا وحدة ولا شعب.
يعشق الهيبة والنفوذ وتقدم الصفوف، مخلص لروح المشيخ، له مستشارون من كل لون، صواب كل قول، كل شيء يقود إلى الكرسي مباح، من غيره في اليمن يملك ما يملك، المال، الجاه السلطة، العلاقات الواسعة في الداخل والخارج، القبيلة عصاه والحزب بندقه، ولديه أتباع من حملة الدال، وسياسيون كبار من محترفي المؤامرة والحقد والغباء يقدّسون صوته العالي في مواجهة النظام.
يعتقد حميد ان الثورة ملك أسرته، والجمهورية سرقها من لا يستحقها، قالوا له أن أباك المرحوم صانع الرؤساء، ربما يعتقد أن وقتاً قد حان ليصبح الشيخ هو الرئيس، يتعامل مع الزعامة كحق المسلوب، قد حان أوان انتزاعه، جنون العظمة سموم يأكلها مغرور يحيط فيه تنظيم له وجه سلمي وباطنه عنف دموي، تنظيم غامض أذرعه غائبة في بئر الدهاء، تنظيم يعتقد أن زمام الأمور بيده، تنظيم حسم أمره بأن وقت شمسه قد حان موقع إشراقها في كل اليمن.
أحمر العين أخلاقه تولدت من هيجان أسلاموي يبحث عن وجود، أحمر العين ليس مهموماً بمعركة الفناء القادمة، إنها لحظة تأخر موعدها، حان قطاف النضال السلمي بتخضيب النصر بنهر الدماء، يتعقل عندما تصعد روح التاجر، تقتلها روح الشيخ، المال يشتي السلطة، والسلطة تشتي سماخه، السلطة هي المال والهيبة، مطنن حميد يشتي كل شيء له، ربما قرر خفية أن قارون لابد أن يصبح فرعون زمانه، قارون فرعون كان تابعاً ذليلاً ولم يكن ابو المشيخة، أحمر العين هو شيخ اليمن وأصل الفرعنة.
شيخ القبيلة يتحدث كثيراً ويختم بالجوهر والمراد.