شبكة اخبار الجنوب - صنعاء - عيدروس احمد -
السياسيون الحصيفون الذين يعدون انفسهم للقيادة يتجنبون دائما الاساءة الى أي فرد او فئة في المجتمع مهما كانت صغيرة او حتى هامشية، ومهما كانت اراؤهم فيها فهم لا يظهرونها حتى في مجالسهم الخاصة.. ذلك لأن وقوع أي شخصية عامة في خطأ التحقير او الاساءة لأي فئة من الشعب يفقدها مكانتها ومصداقيتها الوطنية.. اذ كيف يمكنك ان تكون قائدا في شعب انت تحتقر فئة منه اليوم .. فغدا قد يشمل ذلك الجميع..
الشيخ حميد الاحمر لا يهتم لهذه المحاذير السياسية ولا القيم الاخلاقية فكل من يناصرون الرئيس هم بنظره بلاطجة حتى لو كانت اعدادهم بالملايين، يسميهم كذلك في تصريحاته وكذلك تفعل قناته سهيل..
 قبل ايام قال حميد الاحمر لقناة فضائية يشاهدها جمهور كبير ان ابناء محافظة البيضاء الذين قدموا الى صنعاء تأييدا للرئيس والحوار والامن والاستقرار .. مرتزقة.. وهو وصف شنيع ولا ينطبق على مواطنين بل على مستأجرين اجانب اثناء الحروب، ولا يليق ان يصدر من أي سياسي حتى لو كان شديد الكراهية لفئة صغيرة من مواطنيه فما بالك عندما يقال لأبناء محافظة بكاملها.. انتم مرتزقة..
حاول الشيخ الاحمر التخفيف من مناطقيته وكراهيته بالقول ان هؤلاء الذين يعتصمون في شارع الزبيري من ابناء البيضاء هم (شوية) مرتزقة.. لنفترض انهم (شوية) فهل قلة العدد تبرر الاساءة لمواطنين والطعن في كرامتهم الوطنية؟ مع ذلك فهم ليسوا (شوية) يا حميد بل اكثر من اربعين الف مواطن من مختلف مناطق البيضاء ويمثلون كافة ابناء البيضاء.. وعندما يقول الشيخ حميد ان هؤلاء مرتزقة فأن هذه الاساءة الشنيعة تشمل كل من يمثلونهم أي ابناء المحافظة جميعا.. ولأن اخطاء السياسيين تكون كبيرة فأن رد الفعل كان اكبر منها فها هم ابناء المحافظة مستفزين ويشعرون انهم تلقوا اهانة من الشيخ حميد الاحمر ولذلك هم الآن يستعدون لمضاعفة اعداد ممثليهم في ميادين التأييد وفي الوقت نفسه يطالبون الاحمر بالاعتذار العلني والقيام بما توجبه الاعراف القبلية..
لقد قيل ان حميد تعالى وقال انه لا يعتذر لأحد لأن ذلك ليس من اخلاقه.. فكان من بعض القيادات الاصلاحية محاولة التهوين من اساءة حميد وتقديم الاعتذار نيابة عنه، وهذا يدل على ان حميد الاحمر كان يتعمد تلك الاساءة بالفعل وان نظرته الى ابناء البيضاء نظرة دونية. ان رجلا ينظر الى جزء كبير من ابناء الشعب هذه النظرة الازدرائية غير جدير بان يكون شخصية عامة او قائد سياسي جدير بالاحترام .