يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
السبت, 01-أغسطس-2009
شبكة أخبار الجنوب - الجزيرة شبكة اخبار الجنوب - عن العرب اونلاين -
يقارب عدد الفضائيات في العالم العربي 400 قناة، وهو عدد ضخم نسبيا، ولكنه للأسف لا يقدم الرسالة الاعلامية الكاملة التي يبحث عنها المتلقي العربي. فهناك جدل مستمر حول مصداقية الخبر والموضوعية وتأثير الايديولوجيا والولاءات ما يجعل الحديث عن اعلام حر وموضوعي في الوطن العربي تجربة صعبة المنال. وتنتشر داخل المشهد الاعلامي اليوم عدة قنوات اخبارية متخصصة في أحدث موجة اعلامية تهدف الى محاكاة التجارب الغربية وخلق بديل للمشاهد العربي للاطلاع على الوجه الآخر للأخبار بعيدا عن خطر التضليل. ولكن حتى هذه التجربة المتخصصة وإن نجحت نسبيا في فترة ما مع بداية عقد التسعينات، عقب حرب الخليج الثانية، في خلق توازن اعلامي مع الغرب فإنها لم تسلم لاحقا من الانتقاد والسخط وحتى الاتهام المباشر بـ"التخريب" وخدمة "أجندة خفية" وضرب الأنظمة العربية. ويجمع عدد كبير من الاعلاميين العرب على أن قناة الجزيرة الاخبارية مثلا قد فقدت جزءا هاما من صورتها البراقة كمؤسسة تحاول قدر الإمكان ان تكون حرفية بما يضمن المصداقية والدقة في نقل الخبر والحياد الموضوعي في التعليق. ولكن آراء كثيرة اليوم باتت تصنف هذه القناة كـ"رأس حربة" لفرقعة الأنظمة العربية وبأنها تلعب لعبة خطيرة ضمن سياق سياسي كامل في المنطقة يستند الى ايديولوجيات ومآرب محددة. ومثل الجزيرة وغيرها من القنوات الاخبارية الأخرى من السهل جدا التلاعب باتجاهات الخبر وتوظيفه لأهداف محددة بالرغم من الايحاء الظاهري بالحرفية والتجرد في نقل الخبر. ولكن عمليا فإن التركيز على اخبار معينة دون أخرى يفرغ المؤسسة المرسلة من الحياد، والمبالغة في ترصد الأخطاء يجعلها كمن يصطاد في المياه العكرة، ونقل الأخبار السلبية بالذات والتغاضي عن الايجابية منها يعني الاكتفاء بالنظر الى النصف الفارغ فقط من الكأس والانتقائية الموظفة في التعاطي مع مضمون الخبر تعني في النهاية"الخبث والدس" وكل هذا يفرغ العملية الاعلامية ككل من أي معنى حرفي. وربما الحديث عن قناة الجزيرة القطرية بشكل خاص باعتبارها تجربة متقدمة في الاعلام الاخباري المتخصص يكشف عن مفارقة شائعة في الاعلام العربي ككل. فقد درجت المحطة منذ نشأتها على تقييم التجارب الديمقراطية في الدول العربية والنبش عن ملفات المعارضة وأوضاع حقوق الانسان في خطوات كثيرا ما انتهت بتوترات مع انظمة تلك الدول وغلق مكاتب الجزيرة بها. وليس السؤال الأهم في هذه الحالات عم اذا كان هناك حساسية في تلك الدول أم لا تجاه ما تبثه قناة الجزيرة أو قناة العربية او غيرهما من القنوات الاخبارية. ولكن السؤال الأول والأهم: هل هناك خطأ في العملية الإعلامية؟ هل أخلت تلك القنوات بضوابط المهنة الصحفية وأخلاقياتها فأثارت حفيظة الدول المستهدفة؟ عندما تستدعي ضيفا سياسيا ينتحل شخصية ديبلوماسي مهم في منصب أمين عام اتحاد المغرب العربي ووزير خارجية سابق في تونس ويتحدث الضيف "المزور" بلسانه فيعني ذلك فضيحة، والأفدح من ذلك ان لايقع تصحيح الخطأ والسماح للديبلوماسي "الحقيقي" بالرد وهذا اخلال خطير واستهتار بأخلاقيات المهنة. وعندما تقصر نشرية أخبارك المغاربية مثلا على تصيد الأخبار "السلبية" والنفخ فيها بصورة مبالغة تصبح في هذه الحالة بوقا مجندا للتخريب والتحريض وبث البلبلة. وهذا تماما ما يعرفه هارولد لاسويل بنظرية "الحقنة تحت الجلد". فلماذا لا يقع التعامل بنفس الطريقة مع الخبر الايجابي. فالخبر مقدس في كلتا الحالتين، سلبي أم ايجابي أما النفخ أوالتغاضي فهذا لا يدل على نقاء سريرة من يقفون وراء المؤسسة. واذا كان شعار الجزيرة هو "الرأي والرأي الآخر" فلماذا لا يتم استدعاء مسؤولين رسميين عن أنظمة الدول المستهدفة الى جانب الضيوف الملقبين بالمعارضة. ثم إنه ومن باب اولى وأحرى، أن تعنى المحطة بوضع التجربة القطرية على المحك، إما التجربة السياسية او الوجود العسكري الأجنبي في قاعدة السيلية والتطبيع مع اسرائيل أو وضع العمالة والتمييز الاجتماعي وغيرها من الملفات الجديرة بالدرس. ولكن اذا كان بيتك من زجاج فلم قذف الآخرين بالحجر؟ مثلا، قد يكون مفهوما طبيعة التغطية التي اتبعتها قناة العربية الاخبارية في تعاملها مع الأحداث الأخيرة في ايران في سياق الخارطة السياسية في المنطقة والصراع القطبي السني الشيعي لكن ليس مفهوما ما تقوم به الجزيرة أثناء تعاطيها مع الملفات العربية ماذا تريده هذه القناة من تونس بالذات ومن مصر ومن المغرب ومن اليمن وغيرها؟ ماقاله أكرم خزام المراسل السابق للقناة في موسكو وهو اعلامي يحظى بشعبية في العالم العربي، قد يجعل صورة "الجزيرة" أقرب الى الوضوح. قناة الجزيرة ليست مستقلة كما يشاع وكما تعرف نفسها وهي مملوكة للحكومة بنسبة مائة بالمائة وتتمتع بتمويل من وزارة الخارجية وبميزانية حكومية "أو من العائلة المالكة" تناهز المليار دولار سنويا. الرأي والرأي الآخر والحياد والموضوعية كلها شعارات مغلوطة في الجزيرة، التضليل في نقل المراسلات من خلال القاء قنابل صوتية مثلا عند تغطية أحداث غزة لخلق صورة وهمية عن اجواء المقاومة وتجييش الشارع. تقويض الاتجاه الليبرالي والاصلاحي وابراز الاتجاه الاسلامي. والأهم من هذا أن كل ما يصاغ ويمرر في الجزيرة يرتب بدقة ويخدم أجندة محددة، عن قصد أو عن غير قصد. واستهداف دول بعينها، مثل تونس، حقيقة ثابتة في الخط التحريري للقناة. وفي الواقع فما يهمنا من مثال الجزيرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في وقت ما هو أنه من الصعب الحديث في الوطن العربي عن تجربة اعلامية خالصة وخالية من تأثيرات الايديولوجيا ورأس المال والأجندات. قد يكون التحريض جزءا من الاعلام، ولكن للاعلام أيضا دور في تعزيز الترابط الاجتماعي والتنمية والتنشئة ونشر المعرفة. وحتى يكون كذلك يحتاج الاعلام لأن يكون مستقلا وحرا وقبل كل شيء أخلاقيا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)