يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 16-فبراير-2011
شبكة أخبار الجنوب - حسن عبدالوارث شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -

إن تحاوره فإنك تحاور قامة إبداعية كبيرة، تجد نفسك أمامه حائراً، فهل تحاوره كإعلامي متميّز أو سياسي من العيار الثقيل أو كشاعر وكاتب بامتياز، إنه حسن عبد الوارث -رئيس تحرير صحيفة الوحدة اليمنية- أشهر شخصية ثقافية وإعلامية يمنية، خاضت معارك ضد المتطرّفين والمتشددين، فتم تكفيره أكثر من مرّة، وضُم اسمه على رأس "قائمة الموت" ولم يسلم من المحاكم والنيابات. أمامه تجد نفسك مُستمعاً لا محاورا، فهو كرئيس للتحرير تجده يُحيي الصحف وهي رميم، وككاتب صحفي يُعد قلماً مثيراً للجدل، فكل ما يكتبه وتحت أي اسم أو صفة قادر على الإدهاش. يقول عنه الكثيرون إن قلمه يمتلك كماً هائلاً من السخرية حد الإدماء أحياناً. وهي سخرية مرفودة بصياغة رفيعة، وبقدرة على التعبير بعُمق عن استبطان الأحداث، وقراءة ما يعتمل فيها. لا يعرف محاوره من أية نقطة يبدأ، فأجوبته دائما تحمل حرارة الحياة وطعم الشعر والتحدِّي. ولأهمية هذا الحوار "شبكة اخبار الجنوب" تُعيد نشر هذا الحوار نقلاً عن وكالة أنباء "الشعر العربي". وإلى التفاصيل.


*ما هي طقوس الكتابة الشعرية لدى الأستاذ حسن عبد الوارث؟
-من الصعب أن نُسميها طقوس محددة، هي الحالة حين تأتي، حيث تأتي القصيدة رغماً عنك، وفي أية حالة، وفي أي وقت وتحت أي ظرف، أحياناً تأتي في حالة انشراح وأحياناً كثيرة تأتي في صور أخرى، لذا فليس للكتابة طقوس معيّنة لا نفسياً ولا اجتماعياًً.


*أفهم بأنه لا يوجد وقت معين لاتخاذ قرار الكتابة؟
-حين أتخذ القرار بالكتابة، فإنها تكون في منتصف الليل أو قرب الفجر، ولكن في حالات كثيرة لا يكون القرار بيدي، حيث تُداهمني الحالة الإبداعية أكانت كتابة شعرية أو نثرية حيث تفرض نفسها علىَّ ولو كانت بصورة أولى.


*هل تُفكر بالقاري أثناء كتابة القصيدة؟
- أثناء كتابة القصيدة بالذات لا أفكر بالقارئ ولا أفكر بالقصيدة أيضاً.


*أي نوع من القراء يشغلك؟
- في الشعر لا يشغلني القارئ ولا أي نوع من القُراء، لكن في الكتابة النثرية نعم، حيث يأتي القارئ في المقام الأول قبل كل شيء.


*هل أفادك العمل الإعلامي كشاعر؟
- لم يكن لأحد فضل على الآخر، وقد يكون للإعلام دور سلبي وتدميري على الشعر بالنسبة لي.


*حسن عبد الوارث، نجده شاعراً يتكلم باسم الفقراء وإعلامياً يُعبّر عن صوت الأغلبية الصامتة وكاتباً يُحلل الأوضاع بدقة وسياسياً من طراز جديد.. أيا من هذه تجده الأقرب إلى قلبك: الشعر، السياسة، الإعلام، الكتابة؟
- الأقرب إلى قلبي هو الشعر، ولكن الأكثر نفوذاً عليّ هو الإعلام.


*كيف تجد المشهد الشعري اليمني، بعد رحيل عبد الله البردوني؟
- المشهد الشعري اليمني بخير بعد رحيل الشاعر الكبير عبد الله البردوني، فلم ينكسر عُود الشعر بعد عبد الله البردوني، على العكس الأجيال المتعاقبة بعد عبد الله البردوني أكدت أن اليمن أرض الشعر، وأن اليمن ولاَّدة بالشعر والشعراء الحقيقيين.


*أستاذ حسن، أين المرأة من شعرك؟
- المرأة موجودة بوضوح وبحضور طاغٍ في الكثير من أعمالي الشعرية، فإذا قرأت المجموعتين "1" و "2" ستجد أن للمرأة وجودا، كحبيبة مجردة، وكمشاعر وصفات في لبوس الوطن ولبوس الحياة نفسها بأكثر من نوع.


*هل الكتابة قدر يختارنا أم نختاره نحن؟
- الكتابة قدر يختارنا في البداية، ثم نُقرر أن تستمر علاقتنا به أو نقطع هذه العلاقة. وأنا مشكلتي تتمثل بأنني قررت بأن أظل على علاقة وطيدة بالكتابة وبمختلف أنواعها بما فيها الشعرية وهذا ما أتعبني كثيراً.



*شعرك في معظم الأوقات يندمج مع الجو السياسي السائد، تعليقك؟
- السياسة وقرينتها الصحافة شغلتا حيزاً كبيراً جداً من مجهودي، ومن وقتي وراحتي، ومن قدرتي على التواصل مع بقية الفنون والإبداعات والإمكانيات الحياتية، وفي مقدمتها الشعر.


*نراك تغيب بالكامل عن حضور الفعاليات الشعرية والثقافية المحلية، لماذا؟
- لقد حضرت في فترة معيّنة بعض الفعاليات التي وجدتها –للأسف- مضيعة للوقت، فهذا ربما أثر علىَّ أو أحبطني إلى حدٍ ما، رغم أنني اكتشفت من حين لآخر أن هناك فعاليات تستحق الحضور والمشاركة، لكن الإحباط الذي حصل لي من المشهد العام للمناشط الثقافية في اليمن، جعلني مبتعداً بعض الشيء عنها.


*توقفت عن الكتابة الشعرية في الفترة الأخيرة.. فهل توقف النبض الفيَاض، أم أنها استراحة محارب؟
- لم أتوقف عن الكتابة، إلاَّ إذا كُنت تقصد بأنني قد توقفت على النشر. أنا عندي الآن أحد عشر نصاً جديداً لم ينشروا بعد، وبعد أن تتراكم بعض النصوص إليهم ستكون حصيلتي المتمثلة بالمجموعة الثالثة بعنوان "إنجيل صنعاء"، وأعتقد بأن يتم نشرها خلال هذا العام، وأنا أعتبر "إنجيل صنعاء" كتابي المقدّس في علاقتي بصنعاء، حيث مجموعتي الأولى كانت تحتفل بالكثير من موضوع علاقتي بمدينة عدن "معشوقتي الأولى"، التي لم أكن أتصوّر بأنني سوف أعشق غيرها، فإذا أجد نفسي أعشق هذه المدينة بشكل غير عادي، وهو ما دفعني إلى تخصيص كتاب خاص بها.


*هل وجدت نفسك يوماً تكتب كتابة تحريضية للجماهير؟
- حدث كثيراً، وفي فترات مختلفة، وعُوقبت حينها أكثر من مرّة، في بعض الأحيان عقاب حزبي وبعضها وظيفي وبعضها الآخر في النيابة العامة.


*يعني وصلت إلى النيابة؟
- نعم، وصلت إلى النيابة نحو ثلاث مرات، مرّة واحدة منها ككاتب وليس كرئيس تحرير.


*نجد الكتابة السياسية تسيطر على إبداعك أكثر من الثقافة؟
- السياسة هي المسيطرة على حياتنا كلها، وبالذات على المثقف، فالثقافة هنا في اليمن في حالات كثيرة تُصبح نوعا من الترف لدى المثقف بسبب وطأة السياسة ووطأة أو أمرها القسرية على كل حياتك في أكثر من صعيد.



*هل صحيح أن الأستاذ حسن عبد الوارث كتب قصيدة مدح للرئيس علي صالح؟
- لم أكتب أي قصيدة أمتدح فيها الرئيس علي عبد الله صالح، فسامح الله الزميل سمير اليوسفي رئيس تحرير صحيفة الثقافية -سابقاً- فقد كان لي في مجموعتي الأولى قصيدة اسمها "الفارس الأخير" قصيدة مكتوبة قبل قيام الوحدة اليمنية 1990م، وقبل أن أتعرف على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قصيدة مكتوبة في حالة بعيدة كل البُعد عن شخص الرئيس، أفكارها من ضمن القصائد حين صدر ديواني، لكن الزميل سمير اليوسفي قام بنشرها بالصحيفة مع صورة الرئيس علي عبد الله صالح، بحيث يوحي بأن القصيدة مكتوبة على الرئيس –حينها- سبب لي الكثير من الحرج، فمن المستحيل أن أكون كتبت قصيدة للرئيس.


* خضت بعض المعارك مع الإسلاميين والمتشددين، تقييمك لتلك الفترة؟
-هي ليست فترة محددة، هي أكثر من فترة، ومن وقت إلى آخر، حيث كانت تحدث هناك بعض الأطروحات الخطيرة جداً على المجتمع، من قبل الأوساط المتشددة وبالذات المتشددة باسم الدين. فلم أكن أجد بُداً من الخوض في المواجهة، لأنه من أخطر ما يُهدد مجتمعنا عموماً وليس حياتنا الثقافية والإبداعية فقط هي الأطروحات التي ينتجها مثل هؤلاء القساوسة الجُدد، بهدف إجهاض أي حالة إبداعية أو أي حلم أو أي رغبة في تطوير المجتمع من قبل المثقفين، كفتاوى التكفير وتسفيه بعض الأمور، فهذه كلها لا يمكن السكوت عليها من قبل المثقف بالذات.


*هل نالك شيء من فتاوى التكفير؟
- أنا كُفرت نحو ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة لم أُكفر فقط، بل تم إدراج اسمي على "قائمة الموت" التي كان الهدف منها التصفية الجسدية لعدد من المثقفين اليمنيين، والتي تم اكتشافها بحوزة المدعو علي جار الله السعواني قاتل القيادي الاشتراكي المرحوم علي جار الله عمر!.


*باعتقادك.. لماذا المثقف يُسيطر على السياسي في وطنا العربي ؟
-السياسة أثقلت كاهل المجتمع، فنحن لم نتحرر بعد من تبعات التخلّف والشمولية وتبعات الفقر والأمية والجهل، فالمجتمعات المتقدّمة تحررت من كل العقبات التي تقف أمام تطورها، قد حققت الكثير من الانجازات وكل ما يُسمى بالضروريات. لكن نحن ما زلنا نناضل من أجل أبسط الأشياء، حين تناضل من أجل حُرية الرأي فأنت تحفر بالصخر، حين تناضل من أجل توفير لقمة العيش فأنت ما زلت تعيش حالة من القرون الوسطى، حين تناضل من أجل أبسط متطلبات الحياة على الصعيد المادي والروحي فأنت ما زلت بعيدا عن الركب الحديث، فلهذا مازلت همومك بعيدة جداً عن هموم الإنسان المعاصر في الدول المتقدمة.


*هل يستطيع المثقف العربي اليوم أن ينجو من السؤال السياسي؟
- لا يستطيع مهما حاول الابتعاد عن الهم السياسي، فالسياسة عبارة عن "طوق في أعناقنا"، مع كل خُطوة ومع كل حالة حياتية، ومع كل مشهد يومي، فإنك تجد السياسة تقف أمامك كالغول!


*هل أنت مع القول إننا نعيش زمن الرواية؟
- القول إن الرواية صارت تحتل مركزاً متقدماً ومساحة واسعة في المشهد الثقافي والإبداعي العربي قول صحيح، ولكن أيضاً فإننا لا نستطيع القول إنها استطاعت سحب البساط من الشعر، فالشعر مازال حياً ً ينبض، وما زال حالة كونية متقدمة في الحياة اليومية للإنسان، حتى وإن أخذت الرواية جزءاً من المساحة الواسعة التي كان الشعر يحتلها منفرداً.


*هل أفهم من كلامك أن الشعر مازال هو ديوان العرب؟
- لم يعد الشعر ديوان العرب، فمقابل ذلك تستطيع القول إن الإنترنت هو الذي أصبح "ديوان العرب"، تستطيع أن تقول إن الكثير من وسائل الاتصالات المتقدّمة التي تعطيك الجُرعات الثقافية المطلوبة خلال دقائق هي ديوان العرب الحقيقي. لكن للإنصاف نقول إن الشعر مازال ضرورة وحاجة لا تستطيع أن نستغني عنها نهائياً.


*أفضل شاعرة وشاعر لك على المستوى العربي؟
-هناك الكثير من الشعراء والشاعرات، لن استطيع هنا أن أحددهم في واحد أو اثنين، لكن منهم: أمل دُنقل، أحمد عبد المعطي حجازي، صلاح عبد الصبور، نزار قباني، محمود درويش، أدونيس، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، عبد العزيز المقالح، عبد الله البردوني، حسن الشرفي وكثيرون غيرهم.


*على ذكر الشاعر العربي أدونيس.. ماذا تقول في بعض الآراء المثيرة للجدل التي يطلقها من وقت لآخر؟
- هذه الأطروحات ليست لها علاقة بشعره، وأدونيس يصدمنا كثيراً بأطروحاته وليست بالضرورة أن تكون أطروحات ناجحة، حيث كثير منها أنا أعتبرها شيئا من الهلوسة، ولكن الشعر شيء وأطروحاته الفلسفية والأيدلوجية شيء آخر.


*اسأل عن رأيك في وزراء الثقافة العرب؟
- أستطيع القول إن وزراء الثقافة العرب هم موظفون حكوميون لا أقلّ ولا أكثر، لا حول لهم ولا قوة، بل على العكس من ذلك حتى المثقفون منهم والمبدعون، قد أساءوا إلى المشهد الثقافي والإبداعي العربي إثر توليهم للوزارة!!


*ممكن توضح أكثر؟
- حين تحكمك سياسة حكومة، حين تتقنن بتقنن ميزانية معينة وبتقنن سياسة أمنية، هي أكثر منها إبداعية، وحين ترتضي لنفسك مثل هذا التنمط، في مثل هذه الحالات فإنك تقتل نفسك كمثقف وتقتل المثقفين والمشهد الإبداعي والثقافي عموماً.


*إذا تم تعيين الأستاذ حسن وزيراً للثقافة، ماذا سيكون على رأس أولوياتك؟
- سوف تكون الآثار والمخزون الثقافي والحضاري على رأس أولوياتي، فأكثر ما نفقده اليوم هو آثارنا وتراثنا.


 نقلا عن وكالة أنباء الشعر العربي


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)