كشفت مصادر أمنية يمنية  عن تحضيرات كبيرة واتصالات إقليمية ودولية بين الدوائر الأمنية لمكافحة الإرهاب بدأت هذا الأسبوع في إطار الإعداد لشن أوسع حملة أمنية تستهدف توجيه ضربات قاضية لمعاقل تنظيم القاعدة في اليمن.

 وأفادت المصادر: أن الداخلية اليمنية تجري منذ أيام سلسلة اتصالات مكثفة ولقاءات محاطة بسرية تامة مع قادة أمنيين من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، تبادلت خلالها المعلومات حول نشاط وتحركات الجماعات الإرهابية في إطار التنسيق المشترك بين هذه الأطراف في مكافحة الإرهاب.
 
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية اليمنية بدأت بتحريات مكثفة في "مأرب" ومدينة أخرى- رفضت الكشف عنها- على خلفية معلومات رجحت وجود السعودية "وفاء الشهري"، زوجة الرجل الثاني بالقاعدة سعيد الشهري ومعها أحد أقاربها في إحدى المناطق القبلية بمأرب، فضلاً عن تلقي إشارات حددت دائرة تنقلات "أنور العولقي" المطلوب للولايات المتحدة في نطاق المدينة التي رفضت كشف اسمها.

وكان الأسبوع الماضي قد شهد نشاطاً كبيراً لطائرات التجسس الأمريكية بدون طيار، والتي سقطت أحدها في مدينة لودر بمحافظة أبين، وذلك في إطار أعمال مسح جوي شملت شبوة وحضرموت. كما أنها تزامنت مع تقارير أمريكية اعتبرت "العولقي" وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب "أكبر خطر يهدد الولايات المتحدة". وأبدى المسئولون الأمريكيون قلقهم من عدم القضاء على القاعدة في اليمن لحد الآن، ملوحين بإمكانية الإقدام على تدخل عسكري من الجو لضرب معاقل الجماعات الإرهابية نهاية العام الجاري.
  
مصادر  تؤكد أن اجتماعاً عقد مطلع الأسبوع الجاري برئاسة اللواء الركن صالح حسين الزوعري- نائب وزير الداخلية- ناقش تقارير اللجان الأمنية العليا حول النشاط الإرهابي، وتم خلاله إقرار عدداً من التدابير الأمنية الرامية الى شد الخناق على عدد من المناطق التي يعتقد أن عناصراً خطرة من القاعدة تتحرك في نطاقها. ويصب التركيز على منطقة "لودر" من محافظة أبين، ومنطقة أخرى توصل بين شبوة وحضرموت، بجانب وادي حضرموت.

وتعتزم الأجهزة الأمنية خلال حملتها المرتقبة التنسيق مع وزارة الدفاع للاستعانة بعدد من الطائرات المروحية لتسهيل تعقب الجماعات الإرهابية التي تعمد إلى تغيير مواقعها باستمرار.

وفيما يتحدث المسئولون الأمنيون الأمريكيون عن "قلق" حيال الجماعات الإرهابية في اليمن، فإن الأمر لدى السلطات اليمنية لا يحضى بنفس القلق، بقدر ما يعتبرون ذلك كلام مبالغ فيه، في ضوء الضربات التي وجهتها مؤخراً قوات مكافحة الإرهاب اليمنية للقاعدة والتي أسفرت عن مقتل العديد منهم، وضبط ما يزيد عن (30) عنصراً، واستسلام العشرات منهم.

وقد تراجعت حدة النشاط الإرهابي في اليمن خلال الأشهر الماضية، واقتصرت الحوادث في نطاق محافظة أبين، فيما تراجعت نوعياً أيضاً لتستهدف دوريات أمنية بعد أن كانت قبل ذلك تستهدف منشآت حيوية ومراكز حساسة. وتعتبر الأجهزة الأمنية اليمنية تركيز الخلايا الإرهابية في الفترة الأخيرة على استهداف المركبات التي تنقل المرتبات والإيرادات المالية بمثابة مؤشر على الضائقة المالية التي تعانيها الجماعات الإرهابية في اليمن.

المعلومات المتوفرة والتي لم يسمح بنشر بعضها عن الاستعدادات الجارية حالياً تؤكد أن هناك ثمة رهان يمني ودولي على توجيه ضربات قاصمة لظهر القاعدة في اليمن.

نبأ نيوز