يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 04-نوفمبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - د - سعاد سالم السبع د - سعاد سالم السبع * - شبكة اخبار الجنوب -

يعرف المواطن العادي أن السفير يمثل الدولة كلها في البلاد التي يعيّن فيها، ويعلم أن السفير قد أقسم على أن يكون خير من يمثل بلاده في موقعه خارج البلد، وتنتظر منه الدولة أن يتحمل مسئولية كل الوزارات أمام الوطن والمواطن اليمني في البلاد التي عيّن فيها.
 وينبغي أن يقتنع السفير بهذه المهمة الجليلة، ويثمّن الثقة والإمكانات التي تتكبدها الدولة من أجل تسهيل مهامه، ويعمل على تنفيذ تلك المهام بجدية، وبما يرضي الله والوطن والمواطن.
 لا شك أن في سفرائنا من يتحملون المسئولية بصدق، فنجد صداهم من خلال إنجازاتهم في سفاراتهم، ونعتز بوطنيتهم ووعيهم وحسن تمثيلهم لليمن، لكن بعض السفارات اليمنية تحتاج إلى تصحيح كلي لأوضاعها إن لم نقل إقفالها، لأنها تمثل عبئاً مالياً فقط.
 فلا وجود لها لا في خارطة الدبلوماسية، ولا في وجدان المهاجرين اليمنيين؛ ولا نسمع لها دوراً يتناسب مع معنى السفير، وأهميته حتى في أبسط الأمور مع الأسف الشديد!!.
 يحز في نفس المواطن اليمني أن يجد بعضاً من موظفي سفاراتنا في الخارج يعتبر الوظائف فيها فرصاً شخصية للاستجمام وتحقيق الرخاء المادي والعلاج من الأمراض المستعصية التي أصابتهم ليس إلا.
 بينما تتحمل الدولة تكاليف باهظة لتكون السفارة اليمنية في أي بلد واجهة حضارية لليمن، تهتم بكل ما يرفع من شأن اليمن ويقدمه للعالم بصورة متميزة تتناسب مع تاريخه العريق ونظامه المتسامح وشعبه الكريم النقي الأصيل.
 هناك أدلة كثيرة على غياب الدور الحقيقي لكثير من سفاراتنا في الخارج حتى في الأقطار العربية؛ فمن المؤسف جداً أن تُصدم - منذ اللحظة الأولى- عند زيارتك لأي قطر عربي - قبل الأجنبي - أن كثيراً من أبناء الوطن العربي لا يعرفون شيئاً عن اليمن؛ حتى عاصمة اليمن لا يعرفونها، ولا نوع الحكم فيها، ولا يعرفون حتى موقع سفارات اليمن في تلك البلدان.
 حتى أصحاب التاكسيات الذين لا يجهلون أي مكان مهما كان حجمه ومكانته لا يعرفون موقع سفارة اليمن ولم يسمعوا بها، مما يسبب لك الشعور بالامتهان والتضاؤل، وخاصة حينما تتعامل مع أحد أبناء البلد الذي تزوره، حينما يشعرك - بكثير من اللامبالاة - أنك مجهول بكل المقاييس!!.
 بل قد يصرّح لك بأنك قد جئت من مكان ليس له وجود على الخارطة، ويرتفع إحساسك بالمرارة إلى سقف حلقك حينما تجد أن المواطن العربي لا يعرف أي شيء عن اليمن (وهي أصل العرب) بينما يعرف كل شيء عن دويلات ليس لها وجود يُذكر لا على الخارطة ولا في وجدان الناس.
 أليس ذلك دليلاً على تقوقع العاملين في تلك السفارات على أنفسهم وبقائهم في الفلل التي وفرت لهم, واقتصار تنقلاتهم بسياراتهم الفارهة على المنتجعات والفنادق والمطاعم؟!.
 هناك دليل آخر على مأساة اليمن مع بعض سفاراتها في الخارج؛ يتمثل في الشكوى المستمرة من الجاليات اليمنية من بعض هذه السفارات عبر وسائل الإعلام؛ فمثل هذه السفارات بعيدة عن الجاليات اليمنية المهاجرة في كثير من بلاد العالم.
 ومعظم المغتربين حينما تقابلهم عند عودتهم لزيارة اليمن، لا تجد فيهم من يحدثك عن دور إيجابي للسفارة في حل مشكلات الجاليات اليمنية في البلد التي جاءوا منها, فتراهم يحملون قضاياهم ومشكلاتهم ويسافرون بها لحلها في الداخل.
 ويقضون الوقت والجهد بعيدين عن أعمالهم وعن مصادر أرزاقهم لحل مشكلة كان من الممكن أن تحلها لهم السفارة اليمنية وهم في أماكن أعمالهم لو أن السفارة تمثل اليمن كما ينبغي.
 والمحزن جداً هو أن تجد نظرات اليأس في عيون المغتربين من إمكانية الاستعانة بالسفارة اليمنية بعد تجارب فاشلة خاضوها مع بعض سفاراتنا في الخارج.. أليس هذا دليلاً على ركود التعامل مع السفارات اليمنية, وعلى إحجام الجاليات اليمنية عن التواصل مع سفاراتهم في تلك الأقطار بسبب موظفيها!؟.
 إن أهم ما يتميز به اليمنيون إنسانياً في الخارج هو أنهم متكاتفون متعاونون، قلوبهم على بعضهم في الشدة قبل الرخاء على الرغم من بعدهم عن بعضهم في الداخل، لكن هذا التميز غائب لدى الموظفين في بعض السفارات اليمنية في الخارج.
 فقد تخلّوا عن هذا التميز اليمني الإنساني، وأعطوا ظهورهم لكل يمني يقصدهم، وتنكروا لإنسانيتهم في خدمة المواطن اليمني الخارج من بلاده للتعليم أو العلاج أو العمل، ولبسوا جلوداً ليست بجلودهم، وطبقوا ممارسات ليست من أخلاق اليمنيين.
 فلا يقدمون أية خدمة لأي يمني يقصدهم إلا إذا كان معروفاً لأحد الموظفين في السفارة، أو موصّى عليه من أحد المسئولين في الداخل، يعني أن التدخل من قبل موظفي السفارة لا يقوم على الإحساس بالمسئولية، بل يتم بناء على الواسطة والوجاهة للأسف!!.
 وهذا وجه من وجوه الفساد التي ينبغي محاربتها في كل المواقع لأنها تقضي على العدل، فما بالنا حينما تكون الوساطة والوجاهة معياراً واضحاً للتعامل مع حياة المرضى بالذات؟!!!.
 ألم يعرف الدبلوماسيون في مثل هذه السفارات المرفهة أن عندنا قاعدة مهمة (نحن اليمنيين) نسير عليها صحياً, وهي أننا لا نخرج للعلاج في الخارج إلا وثلاثة أرباع حواسنا قد فقدت من المرض.
 ولا نذهب للعلاج إلا بعد أن نصير غير قادرين على النوم من الألم، أو غير قادرين على الحركة من طول الصبر على المرض، أو معاقين من كثرة التجارب الطبية المحلية على أعضاء أجسادنا.. أليس هذا الوضع وسيطاً كافياً لاعتبار كل المرضى مهمين مهما كانت مكانتهم؟!!.
 أتمنى أن يضع كل موظفي سفاراتنا في الخارج في حسبانهم أن الحصانة الدبلوماسية لن تغنيهم أمام الله، وأنهم ليسوا بعيدين عن الأمراض الخطيرة في هذه الدنيا، لأن المرض هذه الأيام أصبح هو القاعدة, والصحة هي الاستثناء بسبب فساد البشر.
 ويا حبذا لو تذكّر مثل هؤلاء أن دوام الحال من المحال، ولن يكون الله مع إنسان تخلّى عن مسئوليته, وجعل من وظيفته وسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الوطن والمواطن.
 (*) أستاذ المناهج المشارك في كلية التربية - صنعاء – عضو منظمة (اليمن أولاً)
suadyemen@gmail.com


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)