يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 14-أكتوبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - 14 اكتوبر شبكة اخبار الجنوب - ملفات الثورة اليمنية -

- بريطانيا وصفت الشهيد غالب لبوزة بـ (الرجل الشجاع والصادق ويستحق الاحترام
- عملية صلاح الدين الفدائية رُتب لها في تعز وأزعجت القيادة البريطانية
- المصريون كانوا يدربون الثوار في تعز ويزودونهم بالسلاح للكفاح ضد الاستعمار
«الظروف اليمنية والعربية التي هيأت لثورة 14 أكتوبر 1963م والتباينات في المواقف بين قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير التي سبقت الصراعات الدموية بين الرفاق في شهادة يدلي بها اللواء سالم علي بن حلبوب»
الظروف العربية
مما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو 1952م وقيادتها الوطنية ممثلة بشخص الزعيم  عبدالناصر قد جذبت إليها الأحرار والثوار على مستوى الوطن العربي الكبير وبعد ظهور الترانسستور (الراديو) ووصوله إلى المناطق الريفية اليمنية عرف المواطن العربي واليمني على وجه الخصوص بالثورة الجزائرية وما يقدمه الشعب العربي في الجزائر من تضحيات في سبيل الحرية والاستقلال عن فرنسا من خلال إذاعة صوت العرب التي بدأت بثها في عام 1953م ثم جاء بعد ذلك مشروع بناء السد العالي والشروط المجحفة الذي وضعها البنك الدولي على مصر وتأميم القناة وحرب السويس وصمــود مدينــة بور سعيد في وجه العدوان الثلاثي عام 1956م وعرف المواطن العربي عن البطل جول جمال وعن قاعدة عدن الاستعمارية في جنوب اليمن  وعن قاعدة الحبانية في العراق وقاعدة سيرت وهويلس في ليبيا والتي تقوم الطائرات من هذه القواعد لقمع حركات التحرر في الوطن العربي ومنها مصر قلعة العروبة كما حصل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956م وجاء قيام الوحدة المصرية السورية وثورة 14 تموز 1958م في العراق وتحطيم حلف بغداد وسحل صانعيه من الخونة.
الظروف اليمنية
التأثر بثورة بن عبدات في حضرموت، ثورة السلطان علي عبدالكريم في لحج عام 1958م ، ثورة السلطان محمد عيدروس العفيفي في يافع السفلى عام 1957 – 1962م، وثورة الفضلي ونفي السلطان صالح عبدالله إلى جزيرة سيشل، كما لجأ السلطان أحمد عبدالله الفضلي إلى القاهرة وافشاله مؤتمر لندن عام 1964م، الاضرابات العمالية في مدينة عدن والزحف على المجلس التشريعي يوم 24 /9 /1962م ودور رابطة أبناء الجنوب في طرح القضية على هيئة الأمم المتحدة وثورة يافع العليا بقيادة السلطان فضل هرهرة وأحمد أبو بكر النقيب والمصلي والجهوري، انتفاضة قبائل الصبيحة وثورة الدماني في العواذل وانتفاضة المجعلي والصالحي في دثينة وانتفاضة الحارثي والفاطمي في بيحان، ومعركة الحميري في بلاد الواحدي، ومعركة العوالق آل أبوبكر بن فريد 1958 – 1960م ومعركة العوالق السفلى باكازم بقيادة الشيخ مقبل باعزب، ومعركة الحواشب بقيادة السيد محمد عبيد سفيان، ومعركة بن عواس وبن عبدالدائم والشعار في الضالع.. وجاءت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ووصل المناصرون لها من أرض الكنانة بعد أن بدأت تتكالب عليها القوى الرجعية والامبريالية والمرتزقة الأجانب وإلى جانبهم العملاء والمرتزقة في الداخل ونادى منادي هنا صنعاء إذاعة الجمهورية العربية اليمنية إلى السلاح إلى الجهاد أيها الأحرار الثورة والجمهورية تناديكم وتطالبكم الدفاع عنها فهب الرجال من كل حدب وصوب من جنوب الوطن بقيادة الشيخ راجح غالب لبوزة القطيبي الذي قاد مجاميع المناضلين التي وصلت إلى يمن الثورة والجمهورية.
الظروف القبلية
1 - الخلاف القائم والمزمن بين مشيخة القطيبي من جهة وبين إمارة الضالع ومعها حكومة الاتحاد الفيدرالي والحكومة البريطانية ممثلة بشخص المندوب السامي بعدن من جهة ثانية.
2 - تضمين مشيخة القطيبي ضمن إمارة الضالع في الاتحاد الفيدرالي دون أن تمنح مشيخة القطيبي حقيبة وزارية في إطار الحكومة الاتحادية الفيدرالية.
3 - رفعت مشيخة القطيبي الحواجز الجمركية التي كانت تتحصل منها على عوائد  مالية ولم يدفع لها ما تم الاتفاق عليه بين الشيخ سيف حسن علي القطيبي والأمير شعفل بن علي شائف الأميري في الاتفاقية الموقعة بينهما في 26 /5 /1962م والتي حضرها أعضاء الحكومة الاتحادية وسلاطين وامراء ومشايخ الجنوب عامة كما يقول فرنك ايدوارد مؤلف كتاب (ذي جيش) والذي حضر الحفل بصفته قائد الكتيبة العسكرية المرابطة في الضالع.
4 - لم توفِ إمارة الضالع في تعهداتها المالية وكذا الحكومة الاتحادية لأن أمرهما معاً بيد المستعمر وفاقد الشيء لا يعطيه خاصة فيما يتعلق بالنواحي المالية.
5 - تم الانذار من الشيخ سيف حسن علي القطيبي لأمير الضالع والحكومة الاتحادية بإعادة الحواجز الجمركية لمشيخة القطيبي في أراضيها وأشعر بذلك المندوب السامي كيندي تريفاسكيس الذي يقول في مذكراته (ظلال الكهرمان) إن آل قطيب مع شيخهم كانوا يضعونا في وضع لا يحسد عليه عندما يقطعون الطريق الذي يمر عبر أراضيهم إلى الضالع مما نضطر للاستجابة لمطالبهم ويتم ابتزازنا مالياً بطريقة لا نرتضيها.
6 - دفعت الحكومة الاتحادية بالشيخ صالح العلوي المجاورة مشيخته أرض القطيبي والعلوي مشيخة مستقلة بذاتها وعضو في الحكومة الاتحادية لا يتجاوز عدد سكانها عن (3000) ثلاثة آلاف نسمة وعاصمتها القشعة ومساحتها لا تتجاوز أربعين كيلومتراً مربعاً دفعت الحكومة بالشيخ العلوي على أن يثير موضوع سابق وهو استعادة  الأراضي التي استقطعها القطيبي من مشيخة العلوي على إثر التحكيم الذي وقع عليه الشيخ علي ناشر سيف العلوي والشيخ محمد صالح الأخرم القطيبي في 21 /9 /1907م بمساعي حميدة قام بها السلطان أحمد فضل محسن العبدلي إثر جريمة قتل غدراً ارتكبت بحق القطيبي.
أما المناطق المستقطعة من أراضي العلوي والتي أصبحت فيما بعد الاتفاقية قطيبية هي الثمير والربوة السفلى والحبيلين وهي التي وصلت يد القطيبي إلى الطريق الرئيسي الذي يربط عدن بالضالع مما دفع الحكومة البريطانية إلى أن تعقد اتفاقية حماية طرقات مع الشيخ محمد صالح الأخرم في 22 /6 /1915م وقد اعتبرت هذه الاتفاقية اعترافاً - ضمنياً - بالقطيبي من قبل الحكومة البريطانية وفك ارتباط نهائي مع إمارة الضالع ويذكر هارولد انجرامس في كتابه (العربية والجزر) أن قدرات أمير الضالع لا تمكنه أن يخضع هذه القبيلة القوية التي انهكت سلاح الجو الملكي البريطاني في حروبه المتواصلة عليها في الثلاثينيات من القرن العشرين.
7 - تم لجوء الشيخ سيف حسن علي القطيبي ومعه مشايخ قبيلته ومنهم الشيخ راجح بن غالب لبوزة إلى منطقة جبلية وعره (حقاص) حيث تدابروا الأمر واتخذوا قرارا لا رجعة فيه يقضي هذا القرار بتوجه المقاتلين القطيبيين إلى يمن الثورة والجمهورية كمجموعة يتقدمهم الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي والشيخ راجح بن غالب لبوزة، والشيخ عبدالحميد بن ناجي المحلائي بعد أن وفر لهم الشيخ سيف حسن القطيبي ما يوصلهم إلى قطعبة من ثمن بندقية ابن عمه محمد شايف جابر قعطبة وكان هذا في نهاية شهر مارس من عام 1963م حسب تقدير الأخ السفير الدكتور عمر سيف مقبل القطيبي في ورقته المقدمة إلى ندوة توثيق الثورة اليمنية بجزءها الثاني والتي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة عام 2002م  وبعد أن أدى المناضلون من جنوب الوطن واجبهم في جبال حجة وامضوا(6)  أشهر عادوا من شمال اليمن الجمهوري إلى جنوب اليمن المحتل وكانت المخابرات البريطانية ترصد قدومهم أولاً بأول وبكل دقة وكذا ما كان يحمله كل واحد منهم من سلاح وقنابل يدوية ورغم أن المدافعين عن الثورة والجمهورية قد كانوا من جميع المناطق الجنوبية بدون استثناء إلا أن التقرير البريطاني الفصلي للفترة من 16 /10 /1963م إلى 28 /12 /1963م الموسم (الموقف القبلي وتقييم الامكانيات) المرفوع من قيادة الشرق الأوسط البريطانية بعدن إلى وزارة الدفاع البريطانية في لندن قد اختصر على ذكر تحركات أبناء ردفان فقط  وفي مقدمتهم آل قطيب وقائدهم الشيخ سيف مقبل القطيبي الذي وصفه التقرير بالقائد وكذا وصف المتعاونين معه من مثل السيد محمد عبيد سفيان  (صاحب الظبيات) ومحمد صالح الحوشبي وعبدالحميد بن ناجي المحلائي ووصف التقرير في الفقرة (c) أن الشيخ راجح غالب لبوزة قد قاتل قوات الحكومة في يوم 14 أكتوبر 1963م وقتل على يد قوات الحكومة الاتحادية وكان رجلاً شجاعاً وصادقاً ويستحق الاحترام ويذهب التقرير إلى القول إن المتمردين يحظون بدعم قائد قعطبة، أحمد الكبسي ووجود المصريين في قعطبة وجبل مريس مثار للشؤم والحيرة خاصة بعد وصول القائد المصري الجديد (مرتجي) يقصد التقرير البريطاني الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي الذي جاء قائداً للقوات المصرية خلفاً للفريق أنور القاضي في نهاية عام 1963م والفريق مرتجي يدعم المتمردين بقوة حسب ويذهب التقرير البريطاني لوصف الثوار ثم ان الانذار الموجه للشيخ سيف حسن علي القطيبي من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاتحاد الفيدرالي والذي يتهم فيه الشيخ القطيبي بإرسال أبناء الاتحاد للقتال فوق أرض أجنبية ويقصد شمال الوطن في سبيل خراب وطنهم الأم (الاتحاد الفيدرالي) وتوجد الوثيقة في المتحف الحربي بصنعاء قسم 14 أكتوبر وما تمت الاشارة إليه يتطابق مع الانذار الموجه للشيخ سيف حسن القطيبي.. وللحقيقة أن ثورة 14 أكتوبر 1963م كما اسلفنا لم تكن حصيلة استراتيجية مسبقاً بقدر ما كانت الحوادث والظروف هي التي لعبت دوراً بارزاً تمثل في الاستفادة من حركة القوميين العرب فأعلنت الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وتزامن الحدث بوجود المشير عبدالحكيم عامر ومحمد أنور السادات في صنعاء وطلب الثوار الذين كانوا يدافعون عن الثورة والجمهورية بقيادة الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي تدعيمهم بالسلاح والامكانات الضرورية لاستمرار الثورة على أن يبت في موضوع المساعدات والدعم في القاهرة على ضوء ما أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر في خطابه بمدينة بور سعيد بيوم النصر في 23 ديسمبر 1963م واتخذت العملية صلاح الدين من تعز مقراً لها ونزلت أول دفعة سلاح لثوار ردفان عبر قعطبة حملها فخري عامر  أوائل فبراير 1964م ورافق الحملة مجموعة من الثوار ومعهم قحطان الشعبي الذي وصل إلى قعطبة مع فخري عامر ثم عاد معه إلى تعز، بينما ثوار ردفان شقوا طريقهم إلى ساحة المعركة في ردفان وكانت العلاقة بين القادة السياسية للجبهة القومية والمخابرات المصرية  العامة تعيش عصرها الذهبي وقد عبر عن هذه الفترة الاستاذ قحطان محمد الشعبي للدكتور أحمد السقاف وكيل وزارة الإعلام الكويتية وسامي المنيس رئيس تحرير مجلة الطليعة الكويتية الناطقة باسم حركة القوميين العرب وذلك عندما زارا قحطان الشعبي في مكتبه بعمارة الايموبيليا بالقاهرة في صيف 1964م واللذان وجداه مجتمعاً مع بضعة ضباط من رجال المخابرات المصرية العامة.. وكان قحطان يكيل الثناء للضباط المصريين الذين يتولون تدريب الثوار في تعز ويزودونهم بالسلاح ويثني أيضاً على الشبان الذين يتعاونون معه في القاهرة، رحم الله الرئيس قحطان الشعبي الذي لم يتنكر للدور المصري تجاه ثورة 14 أكتوبر 1963م.
الجبهة القومية
وللحقيقة أن الجبهة القومية لها مواقف مضيئة لابد من تسجيلها بأمانة ولدورها العظيم الذي أدته منذ اللحظات الاولى لتبنيها الثورة فقد :
1 - فتحت آفاقاً رحبة أمام شباب الثورة ولعبت أجهزتها الإعلامية دوراً تعبوياً ورفعت من القضية الوطنية محلياً وعربياً.
2 - بلورة الجبهة القومية احساسات الثورة في قلوب الجماهير مما نتج عنه ايجاد قيادات احتلت مواقعها في العمل النضالي العسكري والسياسي.
3 - امتازت الجبهة القومية من خلال تنظيم حركة القوميين العرب ايجاد انضباط تنظيمي ووحدة فكرية بين اعضاءها الملتزمين لحركة القوميين العرب وساعد هذا في توحيد صفوفها رغم مارافق ذلك الانضباط من انقسام في مراحل لاحقة.
4 - كان لفدائيي الجبهة القومية اعمال بطولية رائعة رغم الامكانات المحدودة إلا أن الروح الثورية التي سادت بين صفوف المناضلين من رجالات الجبهة القومية كانت من دوافع احراز الانتصارات السريعة على جحافل المستعمر في عدن والمناطق الداخلية.
5 - في محاولة لاتنكر تمكنت الجبهة القومية من بلورة مفاهيمها في ميثاق وطني واستطاعت عقد مؤتمر قومي للجبهة القومية بغض النظر عن عمق هذا الميثاق أو تقصيره وعن ديمقراطيته من عدمه وهذا هو ابرز ايجابات الجبهة القومية حتى 13 يناير 1966م.
جبهة التحرير
وتأتي بعدها جبهة التحرير بالايجابيات التالية:
1 - فتحت جبهة التحرير ذراعيها لكل القوى الوطنية المختلفة والهويات المتحدة في الغاية والهدف.
2 - صعدت جبهة التحرير من خلال التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي يتكون من القوى الناصرية والتي كان همها الاكبر محاربة المستعمر دون التطلع إلى المناصب أو الصراع على الكراسي.
3 - فتحت جبهة التحرير آفاقاً جديدة وايجاد خطة عسكرية رسمت على اساس استراتيجي محكم وفقاً لأساليب الحرب الثورية أهمها:
أ‌- ظهور عناصر ثورية جديدة تحمل روح الشجاعة والايمان والاخلاص.
ب‌-  دخلت هذه العناصر في سباق مع من كان يقلل من شأنها وخاصة العناصر التي رفضت الدمج.
ت‌- توفرت أساليب واسلحة جديدة قدمتها المخابرات المصرية العامة وشهدت عدن معارك عنيفة وخارقة ازعجت المستعمر واشغلت وكالات الانباء.
ث‌- فتحت معسكرات التدريب لجميع العناصر الفدائية والعسكرية داخل تعز وكذا داخل المنطقة عدن وقام رجال العملية صلاح الدين الذين اتبعوا اسلوباً جديد في حرب العصابات الثورية وكان توصل المهندس رائد فتحي عبدالحميد ابو طالب أحد رجال العملية صلاح الدين إلى اختراع التفجير عن بعد قد ازعج قيادة الشرق الأوسط البريطانية في عدن.
ج‌- قامت جبهة التحرير باستقطاب العناصر التي لم يكن لها انتماء حزبي وكانت مستبعدة من المشاركة في العمل الوطني.
ح‌- واجهت جبهة التحرير الدعايات والبلبلة المغرضة من قبل الاستعمار وركائزه في الداخل والخارج واجهضتها بالاعمال البطولية على أرض الواقع والرفع بالقضية لدى المحافل الدولية والامم المتحدة والجامعة العربية والدول الصديقة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وشرق أوروبا.
خ‌- لعب قادتها السياسيون دوراً كبيراً نتيجة لمكانتهم التي كانوا يتبوؤنها في ساحة النضال السلمي من خلال مؤتمر عدن للنقابات أو حزب الشعب الإشتراكي.
د‌- ظل رجال جيش التحرير والتنظيم الشعبي إلى آخر اللحظات التي حاولت السلطة البريطانية تصفيتهم بمساعدة الطيران الجوي محافظين على مواقعهم النضالية وبالذات في مناطق كرش والمنصورة ودار سعد والشيخ عثمان حتى آخر لحظة من لحظات تدخل بريطانيا براً وجواً لضرب مواقع تجمعات جيش التحرير, وسطر هذا الجيش أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية خلال حرب السبعين يوماً والذي عرف بحصار صنعاء وموقعه نقيل يسلح تشهد بذلك.
السلبيات في الجبهتين القومية والتحرير
أولاً : سلبيات الجبهة القومية:
1 - يؤخذ على بعض قادة الجبهة القومية استغلالهم تعاطف الجماهير والتحامهم بالثورة مما جعل هؤلاء القادة يميزون بين المناضلين الملتزمين لخط الثورة وبين أولئك الملتزمين لحركة القوميين العرب مما خلق تياراً مناوئاً لهذا الأسلوب ومساره.
2 - كان هناك تيار يريد ان يجير لحركة القوميين العرب ثورة أكتوبر 1963م ودم وعرق الثوار في الساحة بينما قادتها في الخارج لايعرفون شيئاً عما يدور في أرض المعركة بين الثوار والمستعمر والمفروض أن تسير وفق أساليب مستمدة من الواقع بالمناطقة وليس من توجيهات تأتي من الخارج (ويقصدون حركة القوميين العرب في بيروت) والتي ظلت تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في جنوب اليمن وشؤونها وكان آخرها أحداث 13 يناير 1986م.
3 - كانت الجبهة القومية تميز بين العضو المنتمي إلى حركة القوميين العرب وبين العضو غير المنتمي, فكانت تهتم بالأول وتهمل الثاني.
4 - وجود ازمة ثقة بين الأعضاء وكانت هذه الأزمة مثار نزاع في صفوف الأعضاء انتقلت العدوى إلى مابعد الاستقلال وظهرت جلياً خلال المؤتمر الرابع في زنجبار للجبهة القومية ولم يكن احد يعرف بمدى مايكنه الأعضاء في الجبهة القومية لبعضهم أثبتت المراحل اللاحقة أنهم أكثر دموية حتى فيما بينهم.. يؤخذ على تنظيم الجبهة القومية ان قيادته تحاول دوماً ان تصور للقواعد عمالة وخيانة أعدائها وانه لايوجد من يخلص لهذا الوطن سواهم والأمثلة على ذلك كثيرة منها:
أ – التشكيك وشحن القواعد بماضي عبدالله الاصنج من الثورة المسلحة برغم ان الرجل قد تراجع عن موقفه.
ب - تعبئة مشاعر الشباب بحقد مرير على جبهة التحرير وانها جبهة السلاطين وانتقادهم للزعيم عبدالناصر تحت مبرر جهاز المخابرات المصرية ورئيسه صلاح نصر.
ج - انزلاق الجبهة القومية في تثبيت نفسها إلى السطو على البنوك والمؤسسات التي يملكها أجانب وقد نشرت جريد الأنوار اللبنانية الصادرة في 20 /11 /1967م تصريح لأحد أعضاء الوفد المتجه إلى جنيف لمفاوضات الاستقلال مع بريطانيا, اشار فيه إلى كيف واجهت الجبهة القومية الوضع الجديد بعد 13 يناير 1966م بعد ان قطعت عليها المساعدات المصرية.
ثانياً سلبيات جبهة التحرير:
أ – يؤخذ على قادة جبهة التحرير استغلالهم للثورة المسلحة استغلالاً خاطئاً وقد سخروا موارد الجبهة المالية لمصالحهم الشخصية والولاء الشخصي ويستثنى من ذلك جيش التحرير والتنظيم الشعبي والقوى الناصرية والثورية وجبهات القتال.
ب – عملت مجموعة من جماعة الاصنج على تكريس الاساليب المزدوجة والتمييز بين اولئك الذين يدينون بالولاء للجبهة وبين الذين يدينون للاصنج وميزت بين المناضلين الذين ينتمون إلى الريف والمنتمين إلى عدن وكانوا يسهلون أمور من ينتمي إلى عدن المدينة ويعقدون أمور من ينتمي إلى الريف.
ج- كانت المنح الدراسية التي تعطى لجبهة التحرير يتسابق على أخذها مجموعة الاصنج في جبهة التحرير ومجموعة الجبهة القومية التي اظهرت انها مع الدمج وتعمل لصالح الجبهة القومية سراً وكانت تعطي للمحتكين بهذا الزعيم أو ذاك وكان الجبهة تركة أو غنيمة.
د – يؤخذ على مجاميع الاصنج الملتفين حوله أنهم لايصلحون في مواكبة الزمن وهم لايصلحون ايضاً للعمل الثوري أو كما وصفهم صاحب كتاب الرمال المتحركة ديفيد ليدجر كالسمك اذا خرج من البحر مات فهم لايعرفون ابعد من نقطة دار سعد.
هـ - كانت قواعد جبهة التحرير في أدنى الانضباط التنظيمي وفقدت الجبهة قدرتها على إيجاد الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل صفوفها, ولذا استقل التنظيم الشعبي تنظيمياً عن جبهة التحرير.
ووجب التوضيح حول أمرين هما:
1 – قدوم قيادة حركة القوميين العرب إلى تعز
2 – جيش الثورة العقائدي.
أولاً:
جاء إلى تعز بعد خطوة 13 يناير 1966 كل من جورج حبش ومحسن ابراهيم وهاني الهندي مرسلين من الرئيس جمال عبدالناصر الذين وصلوا إليه من بيروت يدعون ان جهاز المخابرات المصرية العامة في تعز يريد ان يفرض على الجبهة القومية وحدة مع البعثيين وهم عقدة عبدالناصر بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961م وهذا تقدم به المعارضون للدمج من قيادة الجبهة القومية إلى القيادة المركزية لحركة القوميين العرب في بيروت, فقال لهم عبدالناصر اذهبوا إلى اليمن واطلعوا على الوضع هناك, لهذا الغرض جاءوا إلى تعز وقد أخرجتهم الجماهير الوحدوية اليمنية من شمال اليمن وجنوبه من فندق الاخوة في جبل الضبوعة متسترين بهوية الموسيقار أحمد فؤاد حسن وفرقته الماسية وذلك خوفاً من الجماهير الغاضبة التي خرجت مؤيدة ومباركة لخطوة 13 يناير1966م الذي سماها المعارضون فيما بعد بالدمج القسري وعادوا إلى القاهرة وأكدوا ان حركتهم مع الدمج ولم يبق خارج الصف الوطني إلا من اسماهم مدير إذاعة صوت العرب الأستاذ أحمد سعيد بخوارج 13 يناير 1966م.. تذكرنا هذا الحدث في لقاء جمع الأخ المناضل علي ناصر محمد الرئيس الأسبق مع الأخ الفريق رجائي فارس محمد أحد ضباط المخابرات المصرية الذين اشرفوا على ثورة الجنوب وقد كنت حاضراً بينهم في ذلك اللقاء خلال هر فبراير 2010م بالقاهرة.
ثانياً:
جيش التحرير أو جيش الثورة العقائدي: لم تكن قيادة جبهة التحرير السياسية تشرف على جيش التحرير وقد تدرب هذا الجيش على احدث وسائل التدريب العصرية في القاهرة وغيرها من الدول التقدمية العربية والصديقة ويمكن أن يكون هذا الجيش هو جيش الثورة العقائدي والذي سيقوم بعمل العرض العسكري يوم الاستقلال الذي كان من المفترض حضور الزعيم الخالد الرئيس جمال عبدالناصر ومشاركته احتفالات شعبنا بيوم استقلاله والذي كان لمصر ورئيسها دور لاينساه إلا الخائنون والجاحدون في حق الأمة العربية لقد كان الإخوة في مجلس قيادة الثورة لجبهة التحرير ومنهم الأخ المناضل علي أحمد ناصر السلامي عضو مجلس الشورى الحالي يعرفون عن البرنامج الاحتفالي عشية الاستقلال الذي أفسده جيش الليوي باعترافه بالجبهة القومية.. لقد كان فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح  - حفظه الله – وفياً لمصر وقيادتها التي نصرت الثورة اليمنية بدعمها اللامحدود وبدم أبنائها الذي اختلط بدم الأحرار والثوار من أبناء اليمن في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية وطرد الاستعمار من جنوب اليمن وجاء في وقت مبكر من عهده الميمون وتحديداً في العيد الثالث والعشرين لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م تكريم قيادة مصر السياسية والعسكرية والتي وقفت إلى جانب الثورة اليمنية من أول يوم لانطلاقتها, لقد قام فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح في يوم 27 /9 /1985م بتقليد عبدالحكيم جمال عبدالناصر نجل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وسام الجمهورية من الدرجة الأولى تقديراً للدور الذي لعبه الرئيس جمال عبدالناصر في انتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م.
وبنفس المناسبة منح فخامته الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجي قائد القوات المصرية باليمن وسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في انتصار ثورة 26 سبتمبر وبالمناسبة نفسها منح فخامته أيضاً من الدرجة الأولى تقديراً للدور الذي لعبه في انتصار إرادة الثورة اليمنية.. لقد أعمى الله عزوجل بصيرة حكام عدن أثناء فترة حكمهم لجنوب الوطن ودخلوا في صراع على الكراسي فيما بينهم ولم يتذكروا من قدم يد العون والمساعدة وأهل ودرب وخطط لثوار 14 اكتوبر 1963م واتخذ من تعز مقراً لعملية صلاح الدين ومن قصر الإمام في صالة مقراً للتدريب ومن قعطبة والبيضاء وحريب مراكز متقدمة لمراقبة قوات الاحتلال ودخول السلاح والعتاد للمقاتلين في جنوب الوطن..لقد أراد الله للشعب اليمني ان يتوحد تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 22 مايو 1990 من مدينة عدن رفع راية الوحدة خفاقة منهياً بذلك زمن التشطير للارض اليمنية والفرقة بين افراد الاسرة اليمنية الواحدة.. ومن اليد الكريمة لفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح – حفظه الله – نتطلع إلى تكريم رجال العملية صلاح الدين الذين نصروا ثورة 14 اكتوبر.



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)