يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - شعار عيد الثورة

السبت, 25-سبتمبر-2010
شبكة اخبار الجنوب - ملفات الثورة اليمنية -

لأجهزة الأمنية والشرطوية بين عهدين:تحولات كبرى وإنجازات نوعية في مجال بناء وتطور القدرات الأمنية خلال مسيرة الثورة اليمنية



تعود عملية تأسيس جهاز الشرطة الى مرحلة حكم الطاغية احمد يحيى حميد الدين على اثر قيام ثورة 48م .. حيث كان الامام احمد قد عين النقيب مصطفى شوكة -سوري الجنسية- عام 1949م كمدير للشرطة وتم الحاق خمسين شخصاً من الجيش وبضعة أفراد آخرين مدنيين في مجال الشرطة «ادارة الاجراء» وعلى اثر ذلك تم انشاء اكثر من دائرة شرطة في باب اليمن وبير العزب والقاع بالعاصمة صنعاء وفي عام 1950م عين الامام أحمد مديراً للأمن بصنعاء محمد عبدالواسع نعمان .
إعداد:مقدم/مراد القدسي
وفي عام 1953 عين القاضي عبدالله الشامي مديراً للأمن العام وعقب حركة 55م اسندت مهمة الشرطة للعقيد حمود رشدي ، وعين حسين مانع مديراً لشرطة صنعاء خلفاً لمصطفى شوكت وبلغ عدد افراد الشرطة في عام 1959م «333» شرطياً موزعين على صنعاء والحديدة وذمار والمخا وقعطبة والقاعدة والمغاليس والراهدة وصالة تعر.
وكانت مهمة هذه الشرطة المتخلفة تتركز على الجوانب التالية:
- منع تجول الافراد في المدن من الساعة الثامنة مساءً .
- عزل المواطنين عن العالم الخارجي.
- جباية الضرائب.
- تأديب المواطنين، حيث كانوا ينامون في منازل الناس ويأكلون طعامهم كنوع من العقوبات الجائرة التي فرضتها الامامة على كل القبائل التي تخرج عن طاعتها.
- تعذيب المعتقلين داخل السجون.
وكانت القيود التي توضع في ايادي وارجل المعتقلين تبقى زمناً بعد صدور امر الافراج بسبب عدم دفع مقابل فك اليد او الرجل من القيد.
ونستطيع القول بأن الشرطة في ظل حكم الطاغية احمد حميد الدين كانت عبارة عن بضع مئات من الجلادين للشعب ولا يمكن ان يطلق عليها شرطة بقدر ما هي مجموعة من الاشخاص كان يتم اختيارهم ممن يجيدون ممارسة اعمال التنكيل والبطش بالمواطنين ، ونهب ممتلكاتهم .
اما في المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن فقد كانت هناك الشرطة في ظل المستعمر الغاصب أداة لقمع الانتفاضات الشعبية وحماية لركائز المستعمر واذنابه والتجسس على المناضلين والثوار وحراسة المرافق والمنشآت التابعة للإستعمار وحماية جزر كمران بإعتبارها المسيطرة عليها وتنفيذ نظم المستعمر وعملائه .. ليصل تكوين الشرطة الاتحادية الى 7200 عنصر  حتى عام 1963م اما قوة بوليس عدن فقد بلغت 1265شخصاً وفي عام 1966م قام المستعمر بتغيير الحرس الاتحادي الى شرطة الجنوب العربي بهدف رفع الروح المعنوية  لهذه القوات أمام هجمات الثوار التي أوصلتها الى مرحلة اليأس وكانت تتواجد بين اوساط قيادات الشرطة والبوليس جيوب نضالية تابعة للجبهة القومية والتي تعمل لصالح الثوار وتقدم لهم المساعدات في تغطية عملياتهم ومدهم بالاسلحة والتمرد على اوامر وتعليمات المستعمر الغاشم .
وعلى اثر قيام ثورة 26 من سبتمبر عام 1962م تم ميلاد وزارة الداخلية بموجب القرار الجمهوري بالقانون رقم «24» لسنة 1963وتنظيم اختصاصها على اسس وطنية حديثة بالاستفادة من خبرات وزارة الداخلية بجمهورية مصر العربية وتم في عام 1968م اصدار قانون رقم 6 بشأن هيئة الشرطة الذي تضمنه واجبات الشرطة وعالج كافة جوانب شؤون الخدمة بالجهاز الشرطوي وكانت قد صدرت عدة قرارات وقوانين وزارية لتطوير وتنظيم اجهزة وزارة الداخلية وفروعها في مختلف المحافظات .. حيث صدر القرار الوزاري رقم «1» لسنة 1965م  بإنشاء مدرسة صف ضباط الشرطة ، والقرار الوزاري رقم «4» لنفس العام بتشكيل مجلس كلية الشرطة واشتركت قوات الشرطة في الكثير من المهام القتالية الى جانب القوات المسلحة في خوض المعارك القتالية في كثير من الجبهات دفاعاً عن الثورة والجمهورية الامر الذي لم يمكنها من الاسراع في الارتقاء بأداء الاجهزة الامنية آنذاك لان هيئة الشرطة كانت تعمل في جبهتين ، جبهة المحافظة على الامن والنظام وجبهة القتال للحفاظ على النظام الجمهوري ومع كل ذلك واصلت وزارة الداخلية المضي قدماً بتطوير وتحديث اجهزتها الامنية الخدمية التخصصية لاسيما في العهد المشرق لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح .
اما في المحافظات الجنوبية والشرقية فقد بدأت اعادة بناء وتشكيل قوات الشرطة بعد طرد الاستعمار في ال30 من نوفمبر 1967م .. حيث اخذت هذه العملية مسارين ، الاول من عام الاستقلال وحتى 68م والثاني من عام 69م وحتى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 90م .. حيث ترتب على ذلك عدم تمكن الحكومة آنذاك من اصدار القوانين ذات العلاقة بشؤون الشرطة ووظيفتها حيث تم الاكتفاء بإصدار المرسوم الجمهوري رقم 5 في الثاني من ديسمبر عام 1967م بشأن استمرار العمل بالقوانين واللوائح والنظم الاستعمارية التي كان معمولاً بها قبل قيام الثورة. ومما يجدر ذكره بأن الحكومة قد اهتمت آنذاك بإنشاء الاجهزة الامنية المعنية بحماية مسيرة الثورة وكانت متعددة مما ادى الى التناقض فيما بينها، الامر الذي ادى الى اعادة النظر بشأنها فتم دمج هذه الاجهزة في جهاز واحد اطلق عليه جهاز امن الثورة وذلك بموجب القرار الجمهوري رقم 38 لعام 1969م ثم جاء القانون رقم 38 لسنة 74 بتحويل هذا الجهاز الى وزارة امن الدولة ومن ثم تحولت هذه الوزارة الى لجنة امن الدولة ليتم اعادتها في اوائل 85م الى وزارة امن الدولة وهكذا استمرت عملية التطوير الامني بعد الاستقلال وتواصلت خلال عقد الثمانينات لتأسيس وانشاء اجهزة الشرطة حتى اعادة تحقيق الوحدة المباركة .


عهد جديد
وبعداعادة تحقيق الوحدة المباركةبزعامةالمناضل الوحدوي الجسور فخامةالرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة حظيت الاجهزة الامنية والشرطوية باهتمام كبير، واستطاعت وزارة الداخلية تحقيق نجاحات متميزة في مختلف مجالات وجوانب البناء النوعي الحديث للاجهزة الامنية.
ففي المجال الامني أعتمدت الوزارة الإستراتيجية الأمنية التي أقرها مجلس الوزراء عام 1995م لتواكب بذلك التحولات الإقتصادية والإجتماعية وتهدف من خلالها إلى إنتشار الشرطة وخدماتها لتشمل جميع مناطق ومديريات الجمهورية لتحقق الأمن والإستقرار في ربوع السعيدة، وهي بذلك كانت تدرك مخاطر المجازفة في رؤية المستقبل دون دراسة الواقع بموضوعية وتجرد لتوائم بين رؤيتها العلمية للجريمة وتطورها وإحتمالاتها المستقبلية مقابل معرفة الواقع وتجلياته والإمكانات والقدرات المتاحة في مواجهة التحديات والمتغيرات الطارئة.. حيث تم إستكمال التواجد الأمني في مختلف المديريات والتوسع في إنشاء المناطق الأمنية لدعم ومساندة أمن المديريات في المحافظات وعُززت النقاط والأحزمة الأمنية حيث بلغ عدد المناطق الأمنية التي تم إنشاؤها أكثر من (30) منطقة و(182) نقطة أمنية وتم بناء وتعزيز (238) مديرية وجرى استحداث العديد من الاجهزة الاجهزة الامنية منها: مصلحة خفر السواحل،  الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، الإدارة العامة للأدلة الجنائية، الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، الإدارة العامة لشؤون المرأة والأحداث، الإدارة العامة للشرطة السياحية، الإدارة العامة للأجانب، وجرى تعزيز قدرات وإمكانات قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة وإنتشارها لتغط كل المحافظات وتم الإهتمام بإدارات ووحدات الحماية للمنشآت الهامة والمرافق الحيوية والإستراتيجية في كافة المحافظات، وكذا تعزيز قدرات الإدارة العامة للأدلة الجنائية ورفدها بأجهزة حديثة ومتطورة تمكنها من إثبات الأدلة المختلفة.
ولم يقتصر التوسع والتطور على الإنتشار الأمني والإدارات العامة والوحدات المستحدثة بل شمل التحديث والتطوير لكل أجهزة الوزارة وتم العناية بنظم وشبكات المعلومات التي تغطي حتى الآن ديوان الوزارة والمصالح وبعض الإدارات العامة والمنافذ المختلفة، كما تم إدخال نظم الإتصالات الحديثة لوحدات الربط المركزية والفرعية وكذلك العديد من شبكات الإتصال بنوعيها (VHF/HF) بالإضافة إلى النظام (التشاركي) مع منظومة المراقبة من أجل تأمين السيطرة وتوفير إمكانية الربط والإتصال بين جميع وحدات وأجهزة الوزارة في المدن والخطوط الطويلة وخدمات الإنتشار الأمني في النقاط، المناطق والمديريات.


مكافحة الإرهاب
وفي مجال مكافحة الأعمال الإرهابية والجريمة فقد تم انشاء الوحدة الخاصة في الأمن المركزي وبفضل الأختيار الجيد والإعداد والتدريب المتميز للكادر العامل، فقد تم ضبط (568) قضية خلال الفترة الماضية وإلقاء القبض على معظم المطلوبين في تلك القضايا وتقديمهم للعدالة وتم إفشال العديد من المحاولات والمخططات الإرهابية في أمانة العاصمة وحضرموت ومأرب وفي عدد آخر من المحافظات والتي كانت تستهدف المنشآت الإستراتيجية الحكومية والسفارات الأجنبية وها هي اليوم وحدات مكافحة الارهاب تحقق انتصارات متميزة ضد عناصر الارهاب المارقين في محافظات ابين وشبوة ولحج ومأرب وحيثما تتواجد تلك العناصر الاجرامية المنبوذة.
وحققت الاجهزة الامنية نجاحات كبيرة في ضبط الأسلحة في العواصم والمدن الرئيسية فقد أعدت البرامج ونفذت الحملات لضبط الأسلحة وبلغ عدد الأسلحة المضبوطة في المدن والأحزمة الأمنية في مداخل المحافظات.
وخلال السنوات الثلاث الماضية تم إغلاق اكثر من (345) محلاً لبيع الأسلحة في مختلف محافظات الجمهورية وضبط المتاجرين بها. كما أن مصلحة خفر السواحل وهي إحدى المصالح المستحدثة في هيكل الوزارة قد أنجزت أعمالاً كثيرة وحققت نجاحات كبيرة في مكافحة التسلل والهجرة غير المشروعة من القرن الأفريقي والتهريب والحفاظ على البيئة البحرية من التلوث والإصطياد غير المشروع والتصدي للقرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن من خلال تسيير الدوريات البحرية وإقامة الكمائن وتنظيم الحراسات في المنافذ البحرية حيث تواجدها من ميدي في البحر الأحمر حتى شقرة في البحر العربي.


خدمات شرطوية
لقد شهد مجال الخدمات الشرطوية المقدمة للجمهور تطوراً ملحوظاً كماً ونوعاً خلال مسيرة الثورة اليمنية، لا سيما خلال الفترة 1990 - 2010م وبما يخدم المواطنين لكسب ثقتهم وتعاونهم وتفاعلهم في الحفاظ على النظام والأمن العام ومن أجل الوفاء بوظائفها وتقديم خدمة جيدة وسريعة للمواطنين فقد أهتمت الوزارة بإقامة المنشآت الحديثة وتجهيزها وإدخال الشبكات التقنية والنظم الآلية في عملها حيث تم إنشاء وإستكمال (12) مركزاً للإصدار الآلي للجوازات في الداخل وتحديث وإنشاء (16) مركزاً للإصدار الآلي للجوازات في الخارج وربط رئاسة المصلحة بكافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، كما تم إقرار نموذج لشهادة الجنسية اليمنية وعدد آخر من النماذج وتم طبع وتغيير الجواز أكثر من مرة لضمان عدم تزويره، وتم إنشاء الموقع الإلكتروني للمصلحة على الشبكة العالمية (الإنترنت) للخدمات التي تقدمها المصلحة.
أيضاً شهدت مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني تطوراً ملموساً حيث تم تغيير البطاقة الشخصية اليدوية ببطاقة إلكترونية وأنتشرت فروع المصلحة لتغطي جميع عواصم محافظات الجمهورية وعدد آخر من مديرياتها و تم الربط الشبكي لرئاسة المصلحة بفروعها وإفتتاح (21) مركزاً للإصدار الآلي للبطاقة و(150) مركزاً لجمع البيانات وإرسالها إلى المركز الرئيسي للإصدار وحدت هذه الإجراءات من الصرف المزدوج وإستخراج أكثر من بطاقة شخصية للشخص الواحد.
- كما تم إعداد الإستراتيجية الوطنية لتحديث وتطوير السجل المدني، وتم إقرار التمويل المالي (محلي+خارجي) لمشروع البطاقة بالشريحة الذكية والرقم الوطني، وخلال الفترة من (2001-2009م) أصدرت المصلحة (3،138،238) بطاقة شخصية وعائلية بنسبة زيادة عن الخطة الخمسية الأولى (118%) وبلغت المهام والخدمات التي أنجزتها المصلحة والوثائق التي أصدرتها خلال الخطة الخمسية الثالثة (3،737،447) حالة ووثيقة مختلفة.
- كما تم إنشاء الموقع الإلكتروني للمصلحة على شبكة (الإنترنت) للخدمات التي تقدمها المصلحة ويجري تحديثه بصورة منتظمة.
- إنشاء وإفتتاح مراكز للإصدار الآلي لوثائق المرور، الهجرة والجوازات والأحوال المدنية والسجل المدني (خدمة النافذة الواحدة) في أمانة العاصمة والحديدة وتم بمناسبة العيد الوطني العشرين 22 مايو إفتتاح مراكز الإصدار الآلي في عدن وتعز.
حيث تقدم هذه المجمعات خدمات متميزة للمواطنين وتحظى بأهتمامهم وتقديرهم.


مصلحة السجون
كما اولت قيادة وزارة الداخلية اهتمام كبير باوضاع السجون.. حيث عملت مصلحة السجون بوتيرة كبيرة لتحسين ظروف النزلاء وتوفير البيئة الملائمة لهم وفقاً للإتفاقيات والمعاهدات وحقوق الإنسان من خلال إنجاز الإصلاحيات الجديدة وتوسعة وتهيئة عدد آخر من الإصلاحيات، وكذلك متابعة قضايا النزلاء مع النيابات والمحاكم وفقاً للأحكام القضائية وتمكينهم من التسهيلات التي يضمنها القانون للمنضبطين والمتميزين خلال فترة قيد الحرية، كذلك التسهيل لأسرهم وأقاربهم في زيارتهم وإعداد البرامج الثقافية والرياضية المفيدة للنزلاء وتؤمن لهم الدراسة للمراحل التعليمية المختلفة بما فيها الجامعية والتأهيل المهني والفني ومحو الأمية وتحفيظ القرآن لإعادة تأهيلهم وإنخراطهم بالمجتمع صالحين ومفيدين، وقد أنجزت المصلحة الربط الشبكي لرئاسة المصلحة بفروعها، وأعتمدت قاعدة بيانات لنزلائها تشمل مختلف القضايا المتعلقة بالنزلاء.
وتدرس قيادة المصلحة حالياً إعتماد عدد من المشروعات في خطتها الخمسية الرابعة (2011-2015م) تسهم في تحسين الظروف المعيشية والصحية والتربوية والإرشادية وبناء القدرات التعليمية والمهنية لنزلاء الإصلاحيات.


الدفاع المدني والإنقاذ
وبموجب القرار الجمهوري رقم (247) لسنة 2007م تم ترفيعها إلى مصلحة ومع ذلك مازال التعامل معها كإدارة عامة حيث لم تحظ بحقوقها وموازنتها كمصلحة، وللإستجابة للوضع الجديد تم إجراء تعديل للقانون رقم (24) لسنة 1997م بشأن الدفاع المدني والإنقاذ، كما تم إنجاز الإستراتيجية الوطنية لبناء وتطوير الدفاع المدني والإنقاذ عام 2006م وقدمت لمجلس الوزراء الذي شكل لجنة وزارية لإستكمال الملاحظات بشأنها، وبهدف الإقرار النهائي والبدء بالتنفيذ للإستراتيجية، تقدمت الوزارة بمشروع آلية لتنفيذها خلال (4) مراحل مدتها (16) عاماً تبداء من 2010م وتنتهي في 2027م وذلك للأهمية القصوى التي يحتلها الدفاع المدني في الظروف الراهنة حيث تتسع المدن وتنشأ مدن جديدة خلال زمن قياسي وتزداد الأنشطة الزلزالية في أكثر من منطقة في الجمهورية.
وخلال الفترة تم تعزيز (15) فرعاً للمصلحة في المحافظات وفي بعض المنشآت والوحدات الحكومية وتم توفير (46) آلية إطفاء مختلفة وتم إستحداث وحدة الكوارث بتمويل مشترك مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتجهيز (3) غرف عمليات خاصة بالكوارث في كل من (الأمانة، عدن، الحديدة) وتوفير (102) صافرة إنذار للطوارئ تم تركيب (52) منها في كلٍ من (الأمانة، عدن، تعز، الحديدة والمكلا).


شرطة المرور
وعملت وزارة الداخلية على تحديث وتطوير الجهاز المروري على مستوى الجمهورية وتقديم الدعم المستمر لهذا الجانب الحيوي الخدمي الهام وتزويده بالآليات والوسائل والمعدات المختلفة ورفدها بالضباط والأفراد وتعزيز فروعها في الأمانة والمحافظات، وقد شهد عملها بعض التحسن في السنوات الأخيرة رغم المعوقات الكثيرة والمتمثلة بكثافة السيارات ونوعياتها القديمة وضيق الطرق وعلى وجه الخصوص داخل المدن وعدم إلتزام السائقين بقواعد وآداب المرور وعلى وجه الخصوص في الطرق الطويلة حيث تكون نتائج الحوادث مأساوية في إزهاق الأرواح وتسبيب الإعاقات البشرية والأضرار في الممتلكات بالإضافة إلى العيوب المختلفة في الطرق والتقاطعات وشحة العلامات والإشارات المرورية والتعامل السيئ معها من قبل السائقين ولتخفيف حدة الأضرار للحوادث المرورية فقد عملت الوزارة على:
- إفتتاح (5) مراكز للفحص الفني للسيارات في الأمانة، عدن، تعز، الحديدة، وحضرموت وذلك لأول مرة في البلد يتم من خلالها تقديم خدمات الفحص الفني للسيارات لضمان سلامة الآلية (المركبة) ومن عليها وسلامة الآخرين من مستخدمي الطريق.
- إفتتاح (21) مدرسة لتعليم قيادة السيارات في الأمانة وجميع المحافظات بإستثناء محافظة الجوف وذلك لتعليم السائقين القواعد والعلامات المرورية.
- توسع نشاط وخدمات المرور لتشمل عواصم كافة المحافظات وعدد كبير من المديريات والمدن الرئيسية وإنشاء النقاط في الطرق الطويلة وتنظيم الدوريات والخدمات في المداخل والتقاطعات والجولات وتوعية وإرشاد السائقين وضبط المخالفين.
- تم الربط الآلي للإدارة العامة مع بعض فروعها في المحافظات والعمل جار لإعداد قاعدة بيانات للآليات على مستوى الجمهورية تكون أساساً لعملها الإداري والإجرائي.


التدريب والتأهيل
مثلت قضايا الإعداد والتأهيل والتدريب المهني والتخصصي لمنتسبي الوزارة والتوعية الأمنية والقانونية وتعميق الولاء الوطني وتعزيز الثقة مع المواطنين ورفع الروح المعنوية هدفاً إستراتيجياً حظيت بإهتمام كبير  ونشاط واسع من قبل قيادات الشرطة في كل المستويات بهدف الإرتقاء بالأداء الأمني إلى مستويات أفضل لخدمة المواطنين وتكريساً للشعور بالأمان والطمأنينة في نفوسهم، وبما يجسد القانون ويصون النهج الديمقراطي للنظام ويحافظ على الثورة والجمهورية، ويعزز الوحدة الوطنية لشعبنا ويؤمن العمل الوقائي ويحقق الإستباقية في المكافحة للإرهاب والجريمة بكل صنوفها وعلى هذا الأساس، وضعت الخطط السنوية للتدريب والتأهيل والبرامج الخاصة للدورات المختلفة في الداخل والخارج، ونفذت برامج التوعية الأمنية والقانونية ونظمت الندوات وورش العمل واستحدثت وفعّلت الفرق الرياضية المختلفة، وتم في هذا المجال:
توسيع مباني كليات أكاديمية الشرطة ورفدها بالتجهيزات التقنية والمكتبية لتعزيز دورها وتحقيق وظيفتها في الإعداد المهني والتخصصي لمنتسبي الوزارة.
تم بناء وإفتتاح مدرسة تدريب أفراد الشرطة بالعاصمة صنعاء.
بناء وإفتتاح المركز التدريبي العام لقوات الشرطة في ذمار والذي يستوعب (3000) مجند بكامل التجهيزات والمرافق الخدمية.
بناء وإفتتاح مركز البحوث والدراسات الأمنية التابع لأكاديمية الشرطة الذي يعول عليه في دراسة الظواهر الاجرامية والاجتماعية وإقتراح المعالجات لها.
بناء وإفتتاح المركز الإعلامي الأمني الذي أوكلت إلية وظيفة إطلاع الرأي العام والمهتمين عن كافة العمليات والأنشطة الأمنية ونتائج أعمال جهاز الشرطة في (الوقاية والمكافحة للجريمة) وتنظيم المقابلات والمؤتمرات الصحفية لقيادة الوزارة.
إنجاز وإفتتاح وحدة المونتاج في العلاقات العامة وإعادة إخراج برنامج الأمن والمجتمع في الفضائية اليمنية والتغطية الإعلامية المصورة لأهم الأحداث والأعمال الأمنية.
مواصلة تحديث وتطوير المناهج التعليمية في مختلف المؤسسات التعليمية التابعة للوزارة.
بناء وإفتتاح معهد فرانسيس جاي لتعليم الحاسوب واللغات الأجنبية في قيادة الأمن المركزي الذي عقد فيه حتى الآن (33) دورة إستفاد منها (1،397) ضابطاً وفرداً.
تطوير وتوسعة مراكز التدريب في الأمن المركزي وشرطة النجدة اللذين يقومان بتدريب المستجدين من الأفراد لهذه الوحدات وتنظيم الدورات التخصصية كالصاعقة والمضلات ومكافحة الإرهاب، والمساعدين الصحيين والقناصة والأعمال الميدانية المختلفة.
وكما تم عقد العديد من الدورات التخصصية والتدريبية التي نظمت في الاكاديميات وكليات الدراسات العليا والكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب لمنتسبي وزارة الداخلية.


البنية التحتية
شهدت البنية التحتية لأجهزة الوزارة توسعاً كبيراً فأنشئت المعسكرات والمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب والتأهيل وإدارات الأمن في المحافظات والمديريات وفروع الأمن المركز والنجدة ومراكز الشرطة وغيرها من المنشآت الأمنية التخصصية وثكنات الجنود والضباط وعلى وجه الخصوص في سنوات الإنتشار الأمني حيث بلغت المشاريع التي تم تنفيذها خلال العشرين العام الماضية من عمر الوحدة الخالدة (641) منشأة ولإغراض مختلفة وبتكلفة إجمالية بلغت (22.676.477.166) ريال .
وعلى صعيد الإهتمام بمنتسبي الوزارة فقد تحسن المستوى الحياتي والمعيشي والصحي لهم ولأسرهم وأرتفعت المرتبات للجنود وهم الشريحة الواسعة من منتسبي الوزارة من (2،800) ريال في السنوات الأولى بعد الوحدة المباركة إلى (20،000) ريال في نهاية الخطة الخمسية الثانية عام 2005م وإلى (24،000) ريال في نهاية العام الثالث 2008م وفي الوقت نفسه زادت مخصصات الأغذية والملابس والتجهيزات والآليات والمعدات الأمنية وأنتظم في السنوات الأخيرة منح الترقيات والإستحقاقات القانونية الأخرى للضباط والأفراد دون المتابعة، وجرى التعامل إيجاباً مع مبداء الثواب والعقاب حيث بلغ عدد من تم ترقيتهم بصورة إستثنائية أو كرموا مادياً ومعنوياً خلال سنوات الوحدة أكثر من (40،000) ضباط وفرد وجرى الإهتمام بالتجديد لقوات الشرطة حيث بلغ نسبة الملتحقين الجدد بقوات الشرطة ضباط وأفراد خلال سنوات الوحدة أكثر من (120%)وتم الاهتمام بالإعداد والتأهيل لكادر الوزارة في المؤسسات التعليمية التابعة للوزارة التي تم إنشائها وتحديثها وفي كليات أكاديمية الشرطة وفي الجامعات والمعاهد في الداخل والخارج وتقدم المستشفيات التابعة للوزارة والحكومية خدمات صحية جيدة لمنتسبي وعلى وجه الخصوص في مستشفى الشرطة النموذجي الذي أستقبل خلال العشرة الأشهر الماضية منذ افتتاحه أكثر من (12) شخص وأجرى أكثر من (600) عملية مختلفة كما أن قيادة الوزارة تعمل جاهدة على إنجاز التأمين الصحي لمنتسبي الوزارة والذي من المقرر انجازه خلال هذا العام 2010م.
ومن خلال هذا التطور الكبير الذي شهدته الاجهزة الامنية والشرطوية خلال مسيرةا لثورة اليمنية «26سبتمبر و14 اكتوبر» تجد انه لا مجال للمقارنة بين ما كان عليه الحال قبل الثورة، وما وصلت اليه الاجهزة الامنية اليوم.. فالشرطة النسائية أيضاً مثلت إضافة نوعية ذات بعد إخلاقي استهدف إحترام المراءة وصعوبة خصوصيتها في مجتمعنا المحافظ.



الثورة اليمنية قيمة إنسانية وعظيمة بكل المقاييس:26سبتمبر تجسيد لقيم الحرية والعزة والسيادة الوطنية
العدد 1537 - ملف خاص بألعيد الـ 48 للثورة اليمنية 26 سبتمبر


الديمقراطية والتعددية السياسية صورة مشرقة للثورة اليمنية
لقد أحدثت الثورة اليمنية «26سبتمبر و14 أكتوبر» رغم التحديات والمخاطر والمصاعب التي واجتها في مختلف مراحلها تحولاً عميقاً وجذرياً شملت كل أوجه حياة الإنسان اليمني الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ومع ذلك فإن الاحتفاء والابتهاج بالاعياد الوطنية أكثر وقعاً وتأثيراً وشعوراً حين يقترن الأمر بالمتغيرات العظيمة على أرض الواقع كنتاج طبيعي للإرتقاء بأوضاع الإنسان اليمني، فثورة 26سبتمبر 1962م هي بالأساس انتصاراً للمبادئ والأهداف الوطنية النبيلة.. وجاءت من أجل الإرتقاء بالإنسان اليمني بواقعه ومعيشته في مختلف المجالات التنموية والخدمية والتي تجلت العديد من المنجزات على أرض الواقع بات المواطن يتلمس خدماتها آمناً مطئمناً على مستقبل أبنائه.. فالثورة اليمنية في جوهرها إنسانية شكلت وجود الإنسان اليمني وطبعت فيه حب العلم والمعرفة والحرية والديمقراطية والحقوق والواجبات لتشكل تحولاً حضارياً ولبنة أساسية في تحرر الإنسان اليمني من رق العبودية فكانت خياراً شعبياً لابد منه.
«26سبتمبر» تناولت ما تحقق للإنسان اليمني خلال 48 عاماً مع عدد من الأكاديميين والمختصين في التحقيق التالي:


تحقيق: محمد العلوي - رضوان الشارف
الوضع الصحي قبل قيام الثورة معانات جمة من حيث تدني الخدمات الصحية والعناية التي كان يقدمها النظام البائد في ظل احتكار تجار الأدوية والعلاج فضلاً عن انعدام وسائل الوقاية وسوء التغذية وانتشار الأمراض المختلفة، حيث كانت توجد «8» مستشفيات في ست محافظات وإجمالي الأطباء «43» طبيباً لم يكن بينهم طبيب يمني قط إنما كانوا من دول مختلفة، هذا إلى جانب انتشار الطب الشعبي مثل الكي بالنار.
> في الجانب الصحي تحدث الدكتور عبدالحكيم حمزه النهاري- نائب المركز الوطني للتحصين الموسع: تتحدث إنجازات الثورة اليمنية 26سبتمبر 1962 عن نفسها في الجوانب الصحية التي تقف اليوم شامخة وشاهدة على هذه المشاريع الصحية التي لا تكاد تخلو عزلة من عزل المديريات الممتدة في المحافظات اليمنية إلا ويوجد بها مركز صحي أو وحدة صحية بكوادرها.. وحقيقة فإن الوضع الصحي بعد قيام ثورة 26سبتمبر تغير بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلاً فتم تشييد العديد من كليات الطب والمعاهد الصحية في كل المحافظات لإعداد وتخريج الكوارد الطبية بالإضافة الى الاستثمارات الصحية في القطاع الخاص وجدت من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كل التسهيل والتشجيع.. وكل ذلك من أجل تقديم خدمة صحية عالية الجودة في الوقت الذي اعتبر العديد من المتابعين والخبراء والصحيين أن الرئيس علي عبدالله صالح أول رئيس في العالم يقوم بتدشين ست حملات تطعيم الأطفال ورأوا ذلك شفافيه نفسية وإرتقاء ضمير امتاز بها الرئيس، وللإنصاف ما ينبغي الإشارة إليه أن القطاع الصحي في بلادنا وعلى مدى 48عاماً من عمر الثورة اليمنية شهد تنامياً عظيماً في الاهتمام سواء في المدن أو الأرياف شهد إنجازات كبيره في ضوء ما تبذله قيادة وزارة الصحة بوضع استراتيجيات ناجحة في إصلاح القطاع الصحي وتحسين الخدمات الصحية وإنشاء العديد من المراكز الصحية التخصصية للحالات المستعصية ما يتعلق بأورام القلب والسرطان والكلى في عدد من المستشفيات المركزية المنتشرة في جميع المحافظات وعواصم المديريات.
اليوم ولا وجه للمقارنة عما كان عليه الوطن قبل 26سبتمبر 1962م في شتى ومختلف الجوانب والمجالات الذي كان المواطن قبل قيام الثورة يفتقر في الحصول على الخدمات الصحية المنعدمة تماماً وما يجعلنا اليوم نفتخر وننحني احتراماً ونترحم على أرواح الشهداء الذين صنعوا فجر الثورة.. شكراً بما وصلنا بفضلهم من تطورات ومنجزات طبية وصحية وصناعية في مختلف الأدوية وآلاف الكوادر الصحية الكفؤة التي نفتخر بها ونالت شهادات عالمية رفعت اسم اليمن في مختلف دول العالم.


إرتقاء علمي
قبل قيام الثورة كان التعليم في اليمن قائماً على نظام يعتمد على شروط خاصة للالتحاق به بعد أن يكمل الإبتدائية أو ما يعادلها واحضار كفيل عن الطالب يسدد كل ما عليه من جوانب مالية ومن الشروط غير المعلنة اقتصارها على قبول ابناء السادة المرتبطين بنظام الحكم والفئات الاجتماعية ذات المستوى الإجتماعي، وكانت المدارس أو الكتاتيب للمواطنين العاديين أقل مستوى من الناحية العلمية لبعض الفئات الاجتماعية وفي حين أتبع النظام التعليمي الأسس التقليدية في طرق التدريس «التلقين- الحفظ» ولم يكن هناك أي نظام توجيهي أو تفتيش مدرس حديث إلا أن الملاحظ أن التعليم في بعض المراكز العلمية لا تهتم بالعلوم الحديثة بينما غلب عليها تعليم المذهب الزيدي «الديني» في تلك الفترة...إلى جانب ذلك كان الخوف يكمن بعد اعتماد التعليم الحديث ومقاومته من النظام الإمامي خوفاً على مصالحه والتمسك بالتعليم التقليدي دون الإطلاع على الثقافة الحديثة التي أخذت مكانها على مستوى الساحة العربية.. وكان العامل الأكثر أهمية لتغيير أوضاع اليمن يتمثل بالبعثات التعليمية إلى بعض الأقطار العربية والدول الأجنبية والتي كان لتلك البعثان دور فاعل بتعرية النظام الإمامي نفسه بفضل ما تشربته من قيم وعلوم جديدة فكان لها شرف الإسهام باسقاط رموز الحكم الملكي في اليمن.
> عما تحقق للإنسان اليمني بعد قيام ثورة 26سبتمبر 1962م وعلى مدى 48عاماً.. تحدث الاستاذ محمد هادي طواف وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم بالقول:
شهد الوطن اليمني بعد قيام الثورة المباركة توسعاً كبيراً في مراحل التعليم المختلفة.. فالثورة جاءت من أجل الإنسان اليمني لتأخذ بيده إلى مراحل متطوره والتطور والتقدم وتحقيق التنمية لا يأتي إلا عن طريق التعليم وبما يواكب تطور المجتمع اليمني وقد ظهر ذلك من خلال المناهج المدرسية التي بنيت على أسس وطنية نابعة من فلسفة المجتمع اليمني وعقيدته وتراثه الحضاري الذي أنشئت لإعداده المطابع والهيئات المتخصصة ليكون في متناول التلاميذ في عموم مدارس الجمهورية وأشار طواف الى ان الثورة ضمنت لكافة أبناء الشعب التعليم المجاني وأوجدت وأنشئت المدارس الإبتدائية «الأساسية» والإعدادية والثانوية والتي من المؤكد لا تخلو عزلة من عزل المديريات في عموم المحافظات إلا ووجد بها أكثر من مدرسة أساسية وثانوية بل أمتد التعليم إلى الجزر اليمنية وهناك أنشئت العديد من المدارس ليصبح إجمالي عدد المدارس أكثر من 16ألف مدرسة موزعة على كافة مناطق الجمهورية «جبالها- ووديانها وسهولها وصحاريها وجزرها» وعلي نحو عالٍ من المعلمين المؤهلين من كوادر الوطن الذين يزيد عددهم عن 270 ألف معلم ومعلمة تحتل المرأة نسبة 30?من المعلمات.


اهتمام كبير
وقال طواف: إن وزارة التربية والتعليم مازالت تتجرع مآسي النظام الملكي الإمامي إلى يومنا هذا من خلال الجهود الجبارة التي تبذلها الوزارة في محو الأمية في وسط عدد كبير من أبناء الشعب ومحو الثقافة التقليدية التي لا تقبل بتعليم الفتاة إلا أن الوزارة والحكومة تقدم الكثير من المساعدات المادية والمواد الغذائية لتعليم الفتاة.. وأضاف بأن الدولة في عهد الثورة ونظامها الجمهوري اهتمت منذ الوهلة الأولى بالجانب التعليمي وتأسيس نظام تعليمي متطور وهو ما اهتمت به الحكومات المتعاقبة بعد 26سبتمبر 1962م وخصصت جل جهدها للنهوض بالواقع التعليمي والعمل على إيجاد البنية التحتية من مدارس وتوفير المعامل المدرسية بالاضافة إلى تطوير وتحديث المناهج المدرسية بشكل دائم وبما يتواءم مع مستجدات العصر ومتطلبات التنمية وهذا يجسد التوجه الجاد للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية واهتمامه ومتابعته المستمرة ودعمه للجانب التعليمي يأتي ذلك من فلسفته الوطنية الثاقبة لانه لا يمكن النهوض بالوطن إلا من خلال التعليم والإرتقاء به من خلال زيادة الإنفاق والموازنات العامة للدولة للتعليم في بلادنا لبناء إجيال قوية متسلحة بالعلم والمعرفة تنافس في المحافل الدولية وتحقق أعلى المراتب في مختلف الجامعات العربية والأجنبية وهذا إن دل على شيء فانما يدل على جودة التعليم في ظل دولة الوحدة الذي شهد منذ 22مايو 1990م قفزات نوعية من خلال توحيد التعليم العام وما اتبعته الوزارة من برامج وأنظمة في سبيل القضاء على الازدواجية وفي إعداد وتأهيل الكادر التربوي بصورة مستمرة من حيث التخصص العلمي بأتباع طرق تدريبية ومنهجية حديثة.. مشيراً الى الاهتمام العام للحكومة في اتباع سياسة تشجيع الاستثمار في التعليم حيث أصبح عدد المدارس الأهلية الأساسية والثانوية فيها يفوق 700مدرسة في عموم محافظات الجمهورية ولذلك فإن القضاء على الجهل والتخلف العلمي المتوارث من الأنظمة الرجعية معاناة كبيرة واجهتها الدولة على مدى حكوماتها المختلفة.. معتقداً أنه لا توجد دولة على مستوى المنطقة العربية واجهت ما واجهته اليمن من فرض سياسة التجهيل لابنائها في ظل الحكم الامامي من خلال ما اتبعه من سياسة عزل للوطن والمواطن على حدٍ سواء.
اليوم والحمدلله فإن ما تحقق للوطن نحن راضون عنه في ظل الثورة التعليمية التي حصدت وما زالت تحصد كل أسره ثمار التعليم.


ثورة ثقافية
الوضع الثقافي قبل الثورة اليمنية المجيدة كان شبه منعدم تماماً في ظل ما ساده من ثقافة قطرية واستثاره الحس المحلي مع استنفار الخصوصيات في مواجهة الثقافة القومية وكان التعامل مجذراً مع كل وافد من الثقافة والأدب والعلوم ومواجتها بالثقافة الدينية التقليدية التي كانت تشغل مساحة من الوعي الاجتماعي الجمعي في ظل افتقاد الوطن للمؤسسات الثقافية الحديثة.
> في هذا الجانب تحدث الاستاذ أحمد يحيى عامر- المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية الثقافية بالقول: حقيقة بقيام ثورة 26سبتمبر 1962م فضت على كل مظاهر التخلف والقهر والجهل لتبدأ مرحلة جديدة في بناء وتقدم وإزدهار اليمن في شتى الجوانب والمجالات ومع انطلاق الثورة المباركة كانت صرخة الميلاد الأولى وبألسنة الشعراء والأدباء والمثقفين فاستيقظ الناس ليشهدوا النور الذي بدد الظلام ورسم تفاسير الأحلام في كل زوايا الوطن وكشف الغشاوة عن أعينهم ليبصروا الحقيقة ويعيشوا في كنف الثورة ونظامها الجمهوري، ولذلك لعب الشعراء والفنانون دوراً كبيراً في إذكاء روح الثورة ونقل رسالتها محلياً وإقليمياً ودولياً وبث الروح المعنوية في صفوف المدافعين عن الثورة والجمهورية في السهول والجبال وبطون الأودية والصحاري من خلال الأناشيد الحماسية الوطنية التي لا تزال في غاية الروعة إلى يومنا هذا.. ومع الذكرى ال48 للثورة اليمنية 26سبتمبر لا يمكن لذاكرة الوطن والثورة في هذا الحديث القصير أن تغفل دور روادها الأوائل ومنهم الشعراء الذين وقفوا شعرهم وأدبهم على قضايا الوطن وساهموا بأدبهم في صنع الثورة رغم ما لاقوه من قتل وتنكيل وسجن وتشريد يقاومون الطغيان ويضربون جدرانه بكل ما يملكون من طاقة وعنف ولهذا كان الشعراء والأدباء من أمثال الشهيد زيد الموشكي والشهيد محمد محمود الزبيري أقوياء في إيمانهم بقضية الوطن والتي من أجلها عاشوا وعليها وبها استشهدوا، فالحديث عن ثورة 26سبتمبر ومنجزاتها العظيمة لا تقارن مع وضع اليمن اليوم بالأمس مطلقاً، فقد أهتمت بالإنسان وبنائه في طليعة مهامها وإعداده إعداداً يواكب العصر من خلال العلم والتأهلي وتوفير الرعاية العلمية والثقافية والاجتماعية.. الثورة تعني الحرية.. المساواة.. العدالة.. العمل والإنتاج وتعني احترام كل المجتمع بل وهي كرامة الإنسان، فما تحقق للإنسان اليمني لا نستطيع حصره ولكن بالمعنى الواسع هي ثورة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. ففي الجانب الثقافي تم الاهتمام بهذا المجال والدليل على ذلك ما يشهده الوطن من حراك ثقافي في مختلف المجالات الأدبية والفنية من إصدارات ثقافية وكتب ومسرح والاهتمام بالموروث الثقافي والحضاري عن طريق الهيئات الثقافية وبيوت الفن والمتاحف الوطنية التي جمعت كل ثرات الوطن بعكس ما كانت قبل الثورة معرضه للسلب والنهب والاتجار بها.. فالحركة الثقافية والوعي لدى الشعب هو الأساس في تقدم وتطور الشعوب وبها يرتقي الوطن بل وهي الهوية الوطنية لأبناء الشعب التي تحدد ملامحه في ظل الانتشار الواسع والاهتمام بالجانب الثقافي والتي أسهمت الثقافة في إحياء روح التنمية والإنتماء.. وأضاف أن جيل الثورة والوحدة هم الأكثر وعياً وثقافة ولذلك فالجميع ينظر إلى الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 اكتوبر الخالدتين أنها شكلت الوجود الحقيق للإنسان اليمني وجسدت واقعاً جديداً للمواطن اليمني الذي لامس خيرات الثورة والوحدة، مؤكداً أن وسائل الثقافة في الأخرى مثل السينما والمسرح يكاد لا تخلو مدينة يمنية إلا ودخلت إليها مختلف المشاريع الثقافية والمكتبات المركزية بعكس ما قبل الثورة التي لم يكن تواجد لأي وسائل لثقافة بسبب محاربة السلطة الإمامية لها كون الثقافة من منظور النظام الملكي تتنافى مع عادات وتقاليد الوطن وتخالف الشريعة الإسلامية بحسب رأي النظام الكهنوتي آنذاك.


تطور اقتصادي متعاظم
> يعد الجانب الاقتصادي من الجوانب المهمة في حياة أي مجتمع ولكن كان الوضع الإقتصادي قبل قيام الثورة شبه معدوم تماماً ولايحظى بأي مؤشرات تذكر الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع المعيشي للانسان اليمني فلا سدود للزراعة صاحبه انعدام اهتمام النظام الملكي بالزراعة ومكافحة الآفات الزراعية وهو ما أدى الى اضطرار الكثير من المواطنين الى الهجرة خارج الوطن وبيع مايملكون، اضافة الى عدم الاهتمام بقطاع التعدين والصناعة من وجهة نظر وفلسفة الحكم الامامي الذي كان يرى بالاستثمار والتنقيب عن المعادن والنفط يعد هدماً للدين وطرد الكثير من البعثات الخارجية بعد أن أجرت الكثير من المسوحات الميدانية لتبقى حبراً على ورق ولم يستخرج النفط في اليمن إلا بعد قيام الثورة في عهد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح 1985م الذي أوجد استغلال الثروات لصالح أبناء الوطن.. أما من حيث الصناعة فقد كانت صناعات حرفية ويدوية وفي الجانب التجاري كان محصوراً ومحدوداً وتسخير موارده التجارية في صالح النظام الامامي في ظل غياب نظام نقدي وطني ولا وجود عملة محلية غير ما يسمى بالريال الفضي (ماريا تريزا) الفرانصي، وهي عملة نمساوية فلا صادرات ولا واردات في القطاع التجاري في تلك الفترة المظلمة من حياة الشعب اليمني الذي عانى الوطن وشعبه مشاكل مالية خانقة مع تفشي المجاعة.
ولكن رغم التركة الثقيلة التي ورثها الوطن من مخلفات النظام الامامي والاحتلال البريطاني الغاشم أبرزها الثالوث (الجهل والفقر والمرض) لتبدأ الثورة اليمنية الى إعادة الحياة مجدداً على أرض السعيدة وبدأ دوران عجلة التنمية في العقد الاول لثورة 26سبتمبر 1962م بخطى متسارعة لتحقيق التطورات الاقتصادية التي مثلت العمود الفقري للوطن.
لتشهد البلاد تحولات تنموية وخدمية فتحت مساراتها الثورة لاستغلال الموارد الطبيعية التي يختزنها الوطن وتسخيرها لخير الشعب وتقدم الوطن.
ليتمكن الوطن من إعادة التنقيب عن النفط في مناطق مختلفة من البلاد ليكون ذلك البداية الحقيقية لاستكشاف ثروات الوطن الطبيعية ليصبح يوم 8 يوليو 1948م يوماً مشهوداً في تاريخ اليمن باعتباره اليوم الذي دشن فيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية انتاج النفط في اليمن من حوض مأرب،الجوف وكان ذلك بداية مبشرة بالخير، ولكن لم يحدث التطور الابرز الابقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م، حين فتحت المجالات واسعة لشركات النفط عبر قطاعات مختلفة ليسهم النفط في توفير 71? من الموارد المالية للموازنة العامة للدولة لتتجه سياسة القيادة السياسية الى الاستكشافات الاخرى المتمثلة باستخراج الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر مشروع بلحاف اكبر واول مشروع اقتصادي تشهده اليمن ليسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل لكثير من شباب الوطن.
وفيما يتعلق بقطاع التعدين والتنقيب عن العديد من المعادن (الذهب- النحاس- الفضة- الزنك- الرصاص- الحديد) وغيرها التي تعد من المشاريع الهامة والاستراتيجية للاقتصاد الوطني لتصبح عدد المشآت التعدينية الى 2065 منشأة وكذلك هو في القطاع الزراعي الذي يسهم بنسبة 19.2? من الناتج المحلي وتطوره اسهم في تحسين الوضع المعيشي لابناء الوطن من خلال تشجيع الدولة للزراعة وانتاج الحبوب المختلفة والفواكه والخضروات الذي تركز على تنفيذ حماية الاراضي الزراعية والتوسع في ايجاد السدود والحواجز المائية.. ليشهد الاقتصاد الوطني انتعاشاً في جميع الميادين الاقتصادية التي مثلت خطوة متقدمة لسياسة الدولة بحكوماتها المتعاقبة من بعد قيام الثورة الى تطوير القطاع الاقتصادي والانفتاح الاقتصادي على مختلف اسواق دول العالم وحقيقة ان ما حققه الجانب الاقتصادي ولامسه المواطن اليمني لايتسع المجال هنا لذكرها ويحتاج الى مؤلفات عدة في هذا الجانب ولكن خلاصة القول أصبح المواطن اليمني يعيش وضعاً اقتصادياً مغايراً عما كان عليه قبل قيام الثورة في ظل ما كفلته الثورة بالدستور والقانون في حرية التجارة وحماية الحقوق التجارية في ظل تنافس تجاري اقتصادي أنعش الوضع الاقتصادي داخل الوطن.


مرحلة البناء والتنمية
> وتحدث الشيخ محمد علي ناصر الحملي - مستثمر ورجل أعمال عن عظمة هذه المناسبة الوطنية بالقول: ال 26 من سبتمبر سيظل ذلك اليوم التاريخي الخالد في حياة شعبنا اليمني الذي استطاع ابناء الوطن التحرر والانعتاق من سيطرة الحكم الامامي الكهنوتي الذي ظل جاثماً لفترة طويلة من الزمن على صدر الوطن والمواطن على حدٍ سواء في ظل حياة بائسة ومحبطة عانى منها ويلات الظلم والجهل والتخلف مفتقداً أبسط المقومات المعيشية في شمال الوطن وجبروت الاحتلال الاجنبي الغاصب في جنوب الوطن.. وفي 26سبتمبر 1962م تمكن الرجال الابطال من الضباط الاحرار والثوار وبمساندة الرجال الاوفياء والمخلصين من تفجير الثورة الام في صنعاء والقضاء الابدي على نظام الحكم الامامي المظلم.. لتبدأ اليمني مرحلة جديدة نحو البناء والتنمية والاستثمار لصنع المستقبل المشرق ومواكبة التطورات والنهوض بالوطن اليمني الى مصاف الدول المتقدمة بفضل النظام الجمهوري الذي قضى على كل اسباب العزلة المفروضة على الوطن ابان العهد الامامي البغيض.. ليمر الوطن بعد الثورة بمراحل ومنعطفات خطيرة لتبدأ مرحلة الدفاع عن الثورة والجمهورية وترسيخ دعائم الامن والاستقرار والاتجاه نحو تحقيق الوحدة الوطنية وتأمينها ومواصلة تنفيذ مهامها وتطلعاتها نزولاً عند اهدافها ومبادئها الوطنية والعمل على تحقيقها المتمثل باعادة تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري الوطن في 22 مايو 1990م على يد الزعيم الوحدوي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله واتخاذ المبداء الديمقراطي الخيار الوحيد لنظام الحكم في اليمن ليصبح فعلاً الشعب يحكم نفسه بنفسه، ولذلك فان الانجازات المحققة على مدى 48 عاماً من عمر الثورة لا يمكن حصرها مطلقاً في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاستثمارية وجميعها مكاسب عظيمة يتباهى بها اليوم الوطن والتي هي بمثابة تحول تنموي ومتغيرات كبرى شهدها الوطن خلال عمر الثورة التي باتت بالفعل عنواناً لمساراتنا الراهنة.


لا يقارن مطلقاً
> وتحدث المناضل الدكتور محمد عبدالكريم باعلوي قائلاً: اولاً يسعدني ان اتحدث في الذكرى ال48 للثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م لانني اكتب احداثاً ما قبل الثورة وانا في عمر الزهور وكنت مرافقاً وتلميذاً لشقيقي المرحوم الاستاذ عباس باعلوي مؤسس صحيفتي «الثورة والجمهورية» في تعز الذي كان يقبع في سجن الإمام أحمد حتى صبيحة يوم الثورة ولذلك ما كانت عليه الحياة قبل قيام الثورة وما بعد الثورة لا يقارن مطلقاً شتان بين الثراء والثريا، نحن عشنا حقيقة ظلامية بائدة ودرسنا المدرسية الأحمدية في تعز كانت الإمكانات العلمية قصيرة ومحدودة واذا كان عند الاستاذ معلومات اكثر كان يمنع من ان يعطينا اياها، لانه يتهم بانه يحرض على التطلع بالقيام في سبيل التخلص من الظلامية.. وبذلك فإن ما تحقق بعد قيام الثورة من إنجازات لا حصر لها وبالمقارنة كان عدد الطلاب الدارسين قبل قيام الثورة بعدد قليل جداً اليوم أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة ملتحقين على مختلف المراحل الدراسية والمجال لهم مفتوح لهم يأخذ العلوم في مصادر مختلفة، ناهيك عن مئات الآلاف لطلاب الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المختلفة.. يكفي بأن نقول اليوم لدينا شباب واع متعلم وفاهم بكل العلوم والتقنية.. في الجانب الصحي بمختلف تخصصاتهم تستقطبهم مختلف الدول حيث أن وزارة الصحة دربت أكثر من ألف طبيب و70? منهم الآن يعمل في دول الجوار وهذا فخر لنا بأن نصدر كفاءات طبية أخصائيين وفي التخصصات الأخرى هذا يعني أن الثورة قدمت للمواطن اليمني الكثير وأعطته حقه في الحرية وحرية التعبير والإنتقاد والرأي والرأي الآخر وما صاحبه من تقدم وتطور من خلال اتخاذ الديمقراطية مبدأ هام في الحياة العامة للمواطنين الذي أصبح المواطن اليوم يحكم نفسه بنفسه- مستشفيات- مدارس- طرقات و.... أنا اعتقد في المستقبل القريب ستعالج بعض القصور في بعض الخدمات.. وأعجز أن أعبر عن ما تحقق ولكنني أنظر الى الجانب الديمقراطي أنا أتحدث وانتقد الحكومة وأنا أحد أعضاء الحزب الحاكم وانتقد بعض السياسات في مختلف وسائل الإعلام بأني اتحدث وانا اتمتع بكافة حقوقي الديمقراطية.. هناك بعض القصور ولكن ستعالج شيئاً فشيئاً وأنا فخور وكل أبناء الشعب فخورين بما حصلنا عليه من إنجازات تنموية وخدمية ولكن المميز الأكبر هو إعادة تحقيق وحدة هذا الشعب أرضاً وإنساناً التي كانت ثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر مقدمة طبيعية ليوم 22مايو 1990م وهنا لابد ان ننهي كل القضايا والمشاكل التي تقف حجر عثرة أمام تقدم وتطور وطننا العام.


دبلوماسية ناجحة
> الدكتور أحمد العماد  نائب عميد المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية تحدث عن ثورة 26 سبتمبر 1962م ودورها في إخراج اليمن من عزلتها وفك حالة الانغلاق التي فرضتها السياسة الخارجية للنظام الامامي على الوطن وشعبه.. وما احدثته الثورة اليمنية من انطلاقة جديدة لدور اليمن الإقليمي والدولي والانفتاح على العالم الخارجي بالقول: مع انطلاقة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة كانت ولادة اليمن السعيد بحلتها الجديدة، فبرغم عراقة اليمن وعمق حضارتها الرائدة لالآف السنين إلاّ أنها عاشت قبل فجر الثورة ردحاً من الجهل والانغلاق على العالم الخارجي بدعوى التخوف من مطامع الدول الأجنبية والوقوع في شركها، وإن تخللها علاقات خجولة مع قليل من الدول العربية أو الغربية، حيث يذكر أن عدد المعاهدات الدولية التي أبرمتها اليمن خلال أربعين عاماً (1918 – 1962م) لم تتجاوز عدد (15) معاهدة فرضتها مجموعة من الظروف البعيدة عن سياسة الانفتاح والتواصل الخارجي. وقد دفع هذا الانغلاق إلى جانب غيره من العوامل دعامات الفكر السياسي والاجتماعي في اليمن إلى التوجه صوب بناء قوة جديدة ضاربه جذور البنية السياسية القديمة لتخلق بدلاً عنها في المجتمع عبر ثوراته وانتفاضاته المتتالية التي لم تتوقف حتى قيام ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م.
وأكد نائب عميد المعهد الدبلوماسي انه منذ اللحظات الأولى للثورة المجيدة وقبل أن تجف دماء الشهداء وضعت الثورة لبناتها الأولى والأساسية لليمن الجديد، وسطّرت أهدافها الستة على تحقيق الوحدة العربية الشاملة واحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم. وتوالت الدساتير اليمنية لتؤكد على أهمية تعزيز علاقات اليمن الخارجية المرتكزة على مبادئ وثوابت الثورة اليمنية الخالدة واحترام سيادة اليمن واستقلالها.
وقال الدكتور العماد: إنه من خلال هذا الأساس يمكن فهم الحركة الدؤوبة لتطوير وتعزيز علاقات اليمن الخارجية وتوقيع الالآف من المعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات مع الدول الشقيقة والصديقة، وأضحى ليمن الثورة اليوم أكثر من مائة سفارة مقيمة وغير مقيمة في الخارج، فضلاً عن العشرات من المندوبيات الدائمة والقنصليات العامة والفخرية. كما تمكنت اليمن وإعمالاً لأهداف ثورتها المجيدة الداعية إلى التمسك بمبدأ الحياد وعدم الانحياز من نسج علاقات متميزة ومثمرة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة بمختلف توجهاتها السياسية والاقتصادية مكنت اليمن في كافة المراحل من تعزيز قدراتها في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية. وكان لانتخاب أحد رجالات الثورة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية ولأول مرة في تاريخ اليمن بصورة ديمقراطية عبر الاقتراع المباشر من قبل مجلس الشعب التأسيسي في 17 يوليو 1978م الدور البارز والرئيس في دعم النشاط الدبلوماسي وتعزيز علاقات اليمن الخارجية والنهوض بتحقيق أهداف الثورة المباركة بشأن رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً بعد أن تأثرت اليمن بالأوضاع التي أنتجتها الانقلابات العسكرية المتتالية التي أعقبت الثورة اليمنية وتولي قيادة البلاد أربعة رؤساء خلال أقل من ستة عشر عاماً أثرت وبشكل ملحوظ على جهود اليمن الحثيثة في تحقيق أهداف ثورتها المباركة، كما تمكن من إنجاز أهم وأسمى أهداف الثورة اليمنية بإعادة اللحمة اليمنية وتحقيق الوحدة الوطنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م بإعلان ميلاد الجمهورية اليمنية وأثر ذلك على تعزيز قوة ومكانة اليمن على المستويين الإقليمي والدولي.


محطة تحول
> ويقول الحقوقي عبدالله نزار عن هذه المناسبة: يمثل الاحتفال بالعيد ال 48 لثورة 26 من سبتمبر محطة تحول مهمة للوقوف على التحول الكبير الذي صنعته هذه الثورة على أيدي أبنائها الشرفاء، فاليمن قبل عام 1962م، كادت تطمس من الخارطة بسبب أسوار العزلة التي فرضها حكم الأئمة وانتهاج سياسة الفقر والجهل والمرض، ولكن إرادة الله تعالى وحكمة أبناء هذا الشعب وصلابتهم وقوة إيمانهم أعادت اليمن إلى عهدها المشرق وصارت اليمن دولة لها كيانها ومكانتها ونفوذها بعد تحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية.
- إنّ الثورة بمعناها الواسع والرصين تعني التغيير إلى الأفضل ولقد كانت ثورتنا الانطلاقة القوية نحو عهدٍ جديد وإلى بناء يمن مزدهر تأسست فيه قواعد الديمقراطية والشورى والعدل والمساواة فعم الخير وقُلع الشر وانتشر العمل ومحونا الأمية، وحلّت حياة العزة والكرامة والحرية بعد حياة العبودية والذل والهوان وهي مناسبة تحمل معها آلاف من المقارنات لما كان قبل الثورة من أوضاع وما تلاها من ملامح الإنجاز والتطوير والتحديث والتغيير الذي شمل كل نواحي الحياة، وانتقل بالإنسان اليمني ليجتاز قرون التخلف والتأخر والجمود والظلم الإمامين حتى أصبح اليوم في عهد الرئيس القائد / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - يعيش ثمرات التحول التي أينعت وألقت بخيراتها الطيبة في عهد هذا الزعيم الذي حمل على عاتقه مهام التحديث والتوحد وإرساء النهج الديمقراطي والتحول المعيشي في سائر أوجه الحياة اليمنية. وأصبح خير الثورة والوحدة ومنجزاتها يعم كل أنحاء الجمهورية وأصبح نورها يشع في كل شبر من الأرض اليمنية.


بناء الإنسان
> الدكتور يحيى الخزان استاذ الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون تحدث قائلاً: ان المتمعن في الأهداف والمبادئ التي ارتكزت عليها واختطتها ثورة 26سبتمبر المباركة، والتي تم استلهامها واستيحاؤها من البيئة اليمنية العريقة، ليدرك حقيقة الاعتناء ببناء الإنسان.
وقد تطلب البناء جوانب عديدة والاعتناء بالمجال «الثقافي، الاقتصادي، السياسي»، وانصف البناء بالشمول واتخذ منهج التدرج والتوازن، ومراعاة تنوع المجتمع اليمني، والاهتمام بالمرأة والرجل.
وإذا كان البناء قد شمل جميع مجالات الحياة- والتي لا يسمح المقام بسرد تفاصيلها- فإنني سوف أوضح جانباً مهماً ومجالاً هاماً وهو تغير نظرة الإنسان اليمني للحياة وتطورها، وقد انطلقت هذه النظرة وارتبطت بمجالات البناء التي تحققت ولعل أهمها:
- الاهتمام بالتعليم ونشره وحث وتشجيع جميع افراد المجتمع على التعلم والانخراط في العملية التعليمية، وما تحقق شاهداً وملموساً في الواقع من جامعات ومدارس ومنشآت تعليمية، والذي يدل على البناء الحقيقي للإنسان اليمني.
وقد تواكب ذلك بالاهتمام بالثقافة والفكر، حيث تم الاعتناء بنشر وترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي والحضاري، ونبذ التطرف والتعصب.
- الاعتناء بالحقوق والواجبات وخلق وعي مجتمعي بالحقوق والواجبات في جميع المجالات، ونذكر من ذلك ارساء وترسيخ الوعي السياسي، والتي تم استيفاؤها من نصوص الشريعة الإسلامية التي تضمنت مبادئ عديدة ومن أهمها مبدأ الشورى والذي تم استلهامه وتطبيقه في الحياة العامة وترسيخه في الممارسة الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات «الرئاسية والنيابية والمحلية».
ان البناء الذي تحقق للإنسان اليمني اكسبه القدرة على فهم حقيقة الحياة وتطوراتها ومكنه من التعايش والانفتاح مع محيطه المحلي والإقليمي والعالمي، وهذا يحتم ان يتم توظيف ذلك في خدمة الوطن والنهوض به ويستلزم المزيد من التوحد ونبذ الفرقة والشتات، لكي يتم تحقيق المزيد.



عدد من أبناء وأسر وأقارب الشهداء والمناضلين:الثورة اليمنية حدث هام في تاريخ اليمن



إن الشهداء والثوار هم وهج الثورة اليمنية وسراجها المضيء وقد استطاعوا بحنكتهم واستبسالهم وتضحياتهم الجسيمة أن يفجروا ويصنعوا سبتمبر العظيم المستمد عظمته من عظمة الشعب اليمني الاصيل وهو حدث تاريخي هام لايقارنه اي حدث في تاريخ اليمن شماله وجنوبه والذي من خلاله تجسدت إرادة الشعب اليمني ورغبته في الحياة الحرة الكريمة والحقيقة أن ثورة ال«26سبتمبر و14 اكتوبر» ليست ملكاً لطبقة من الطبقات أو طائفة من الطوائف وانما هي ملك لكل أبناء الشعب اليمني قاطبة وخاصة منهم أبناء وشهداء ومناضلو الثورة اليمنية المباركة وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً «26 سبتمبر» التقت بعدد من أبناء الشهداء والمناضلين واجرت معهم هذا الاستطلاع.


استطلاع: نقيب: يحيى النشي
ملازم/1: محمد الجوفي


>الاستاذ عبدالحليم عبدالكريم السكري- مدير مكتب التوعية البيئية بأمانة العاصمة نجل المناضل اللواء عبدالكريم السكري قال:- في البداية أغتنم هذه الفرصة بأن أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الوالد المشير/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكافة أبناء الشعب اليمني العظيم بمناسبة أعياد الثورة المباركة سبتمبر وأكتوبر وفي الحقيقة انني لا استطيع أن أوصف مدى شعوري بذلك الحدث العظيم كون الثورة اليمنية هي التي حررت الشعب اليمني من الكهنوت والجهل والانعزال عن العالم وكون والدي ممن شارك في قيام الثورة وهذا مما يزيدني فخراً واعتزازاً بأن اكون أحد أبناء أولئك الأبطال المناضلين الذين فجرو الثورة وبما قدمه والدي من تضحيات وبطولات رغم انه لا يجب ان يظهر دوره وإنما يجب أن يتحدث عنه الآخرون، وكما نسمع منه دائماً عندما يمر أمام مدرسة أو مستشفى أو حديقة أو جامعة أو أي منشأة أخرى يقول الحمدلله على هذه النعمة والتي كنا نتمنى أيام الحكم الامامي الغاشم ولكنها تحققت وغيرها من الانجازات العملاقة والتي لا يتسع المجال لذكرها وعلى رأسها أعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وكذا الديمقراطية وهم من أهداف الثورة.
وقد رسم التاريخ في ذاكرتي عن تلك الأيام الخالدة النضالية لأبنائنا أن الوطن الغالي يستحق منا جميعاً الفداء والتضحية وبذل الغالي والنفيس من أجل عزته وتحرره كما أن هذا الشعب الوفي يستحق أن يعيش أيام الحرية والكرامة والتقدم ونتمنى جميعاً ان يكون لنا دور نضالي في خدمة الوطن كما ان التاريخ رسم في ذاكرتنا ان الظلم والجهل دائماً الى  زوال ولا صوت يعلو فوق صوت الحق ولا إرادة فوق ارادة الله وإرادة الشعب العظيم، اليوم وقد تحقق للوطن وللشعب الكثير من الطموحات والآمال وصار يعيش عهد الحرية والوحدة والديمقراطية نشعر بكل الامتنان والتقدير لكل أولئك الرموز التي ضحت براحتها وحياتها من أجل أن ينعم أبناء هذا الوطن بكل الخيرات والمنجزات التي نعيشها اليوم في ظل قيادة حكيمة ورشيدة ممثلة بالرمز الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وكم أنا سعيداً جداً ان يكون والدي أحد اولئك الذين كان لهم شرف تفجير ثورة ال26من سبتمبر العظيم.
> الشيخ محمد يحيى ناصر أحمد البخيتي- نجل المناضل يحيى ناصر أحمد البخيتي تحدث عن مشاعره الفياضة بالدور البطولي الذي قام به والده من أجل قيام ثورة ال26من سبتمبر الخالدة والمحافظة عليها وعلي مكتسباتها وانجزاتها حيث تحدث بالقول:-
سيظل التاريخ اليمني علي مدى العصور شاهداً على الملاحم البطولية والدور النضالي للثوار والمناضلين من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين والشرفاء في مختلف المحن التي مرت بها بلادنا على وجه الخصوص في الثورة ضد الأمامة والاستعمار من أجل التحرر فنحن نكن لهم كل التقدير والأحترام ونعتز نحن ابناء واحفاد الثوار والمناضلين دوماً بسجلهم الكفاحي وتضحياتهم الجسيمة التي قدموها في سبيل عزة وكرامة وسعادة الشعب ومجد الوطن، لقد شارك والدي الشيخ يحيى ناصر أحمد البخيتي كما حدثني مع الجيش الشعبي ضمن قبائل الحداء بني بخيت وبني زياد وشارك في عدة مناطق منها أرحب- خولان- آنس- الحيمة ومناطق صعده كان آخرها اثناء فك الحصار عن صنعاء «حصار السبعين» والتي فقد عينه اليمنى اثناء المعركة في منطقة الجرداء وقد ذكر والدي مسيرة الفداء والبناء ذلك في الندوة أمام زملائه المشاركين التي جمعت المناضلين من جميع المحافظات اليمنية والمدونة في وثائق ندوة الثورة اليمنية، الجزء السادس لملحمة السبعين يوماً بأسم الدور البطولي لقبائل الحداء اثناء الحصار. ونحن بدورنا نؤكد بأننا على نهجهم سائرون أوفياء للمبادئ والقيم ممثلة في الدفاع عن سيادة الوطن واهداف الثورة ومكاسبها معمدين ذلك الوفاء بدماءنا وابنائنا وأرواحنا وكل ما نملك رخيصة للوطن ووحدته المباركة وسنكون صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بباني نهضة اليمن ومحقق وحدته الوالد المناضل الكبير فخامة المشير/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية،
وبعد فك الحصار التحق والدي في السلك العسكري بوزارة الداخلية:
وبحلول الذكرى ال48 لثورة 26سبتمبر المجيدة، فإننا في كل عام نتذكر الدور البطولي الذي قدمه أبنائنا ورفضهم لعهود الاستبداد والطغيان والظلم والجهل والتخلف والعبودية والحياة البغيضة والبائسة وأبو إلا أن تكون لهم مكانتهم الإنسانية في الوجود الفعلي والحقيقي بين الأمم والشعوب، أننا وبفضل تلك التضحيات الغالية والكبيرة المغمورة بالدماء الزكية التي قدموها ننعم بخيرات الوطن والثورة والجمهورية والوحدة في شتى مجالات الحياة التي حرموا منها في عهد الحكم الأمامي الكهنوتي.
ليس بمقدور أي إنسان أن ينكر او حتى يقلل من الرصيد النضالي الذي تحتفل به سجلات البطولات والاستبسال لأولئك الأبطال عبر مسيرتهم الكفاحية الطويلة إلا من كان حاقداً ومجافياً للحقيقة أو جاهلاً بحقيقة تلك الأدوار النضالية التي اجترحها أولئك الميامين سواءً من سقط منهم شهيداً في دروب التضحية او من كتبت له الحياة.
الشيخ محسن علي محسن هارون عضو المجلس المحلي ممثل مديرية بني الحارث بأمانة العاصمة نجل المناضل الشيخ علي محسن هارون عبر عن مدى شعوره العميق بالدور البطولي والنضالي الذي قام به والده وقبله جده وعمه حيث قال:- بداية أود أتحدث عن الدور النضالي الذي قام به والدي المرحوم المناضل الشيخ علي محسن هارون والذي كان امتداداً للدور البطولي الذي قام به جدي المناضل الشهيد محسن علي مصلح هارون وعمي الشهيد مصلح محسن هارون والذين قاموا بالمشاركة مع عدد من زملائهم بقيام ثورة «1948م» والذي كان الى جانبهم الشيخ علي ناصر القردعي وعندما فشلت ثورة 48 تم القاء القبض عليهم مع الوزير وغيرهم من الثوار وتم الحكم عليهم الاعدام ورغم ما تعرض له والدي من ظلم وسجن ومصادرة ممتلكاته الى انه لم يضعف أو يتهاون أو يتقاعس عن مواصلة مشوار أبوه وأخوه النضالي فقد نهج على نهجهم وحمل راية الدفاع من أجل قيام الثورة والجمهورية وخاصة مع اخوانه من قبيلة بني الحارث فقد شارك في الكثير من المعارك في عدة مناطق، أرحب- سنون- الجميمة- بن حشيش- بني سحام خولان- الحيمة الداخلية تحت قيادة المناضل حمود بيدر كما شارك في فك القطاع عن خط صنعاء الحديدة وطريق صنعاء تعز مع الفريق حسن العمري وكان أكثر مشاركته مع الفريق حسن وغيره من المناضلين الأحرار، وهذا مما يزيدني فخراً واعتزازاً بأني انتمي وأن اكون أحد أبناء اولئك المناضلين الثوار الذين استطاعوا بتضحياتهم الجسيمة مع زملائهم الثوار ان يرسموا للشعب اليمني الطريق نحو حياة افضل وان يعيش ابناء هذا الوطن في ظل الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة الذي نعيشه اليوم، كما أن التاريخ قد رسم في ذاكرتي أن ما قام به اولئك الابطال من الثوار من ضمنهم والدي وجدي وعمي كان من أجل التحرر من الاستبداد والجهل والظلم الذي كان يعيشه في ذلك الوقت شعبنا اليمني، ونحن ابناء المناضلين نقدر عالياً ما يقوم به الوالد المشير/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله مع ابناء اليمن كافة وابناء الشهداء خاصة من رعاية واهتمام وإعادة الاعتبار لمن ظلموا في الصراعات السياسية التي اطاحت بكثير من الشباب الابطال التي كانت لهم ادوار بارزه في قيام الثورة والجمهورية والسعي لوحدة الوطن الغالي.
> الشيخ عبدالله عبدالله هاجر رئيس الملتقى الوطني لأبناء الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية بمحافظة المحويت تحدث قائلاً:-
>> إنني معتز ومفتخراً جداً بأن اكون أحد أبناء المناضلين الذين شاركوا في قيام ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة واستطاعوا القضاء على الجهل والظلم والطغيان كما أنه نزيد فخراً واعتزازاً بالدور النضالي الذي قام به والدي ودوره في خدمة الشعب والوطن والدفاع عن الثورة والجمهورية، والقضاء على الحكم الإمامي، وأن الواجب الوطني على كل انسان يحب هذا الوطن وينتمي إليه بأن يدافع عنه وعن ترابه الغالي.. وقد شارك والدي في معارك عديدة وفي أكثر من جبهة في دحر الطغاة الى جانب زملائه المناضلين من معسكر طارق بن زياد في ذلك الوقت كما ناضل في عدة مواقع ومناطق منها منطقة ريمة والعقبة الحمراء والمناطق الوسطى وجبهة البيضاء تحت قيادة المناضل  محمد المآخذي والشومي وكان والدي سائق دبابة كما أن الدور النضالي الذي قام به والدي في تلك الأيام العصيبة مازال مرسوماً في ذاكرتي وعلى ضوء ذلك النهج النضالي والبطولي اسير في نفس الدرب داعماً للنظام الجمهوري ومدافعاً عن مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة وواقفاً باستبسال في وجه كل من يحاول المساس بالوطن ومكتسباته وسنكون صفاً واحداً الى جانب قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بقيادة ابن اليمن البار الوالد المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله.
> الأخ إبراهيم سليمان عدروه مدير الملتقى الوطني لأبناء الشهداء ومناضلي الثورة فرع الأمانة بدأ حديثه بكلمات تعريفيه عن الملتقى ودره وقال:-
نحن في الملتقى الوطني لأبناء الشهداء ومناضلي الثورة نعمل على حصر ابناء كل الشهداء والمناضلين في أمانة العاصمة على مستوى المديريات والمراكز وذلك لمعرفة أوضاعهم ومتطلباتهم والإطلاع على مشاكلهم والعمل على حلها والقيام بمساعدتهم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كما يعمل الملتقى على توفير الرعاية الصحية لأبناء الشهداء والمناضلين إضافة الى تكريم الطلاب المتفوقين دراسياً من ابناء الشهداء.
ويسعى إلى أقامة العديد من الندوات الفكرية والثقافية أما بالنسبة لدور الملتقى في القضايا الوطنية فهو يقوم بتجسيد أهداف ومبادئ الثورة اليمنية وأهمها الدفاع عن الوحدة اليمنية والمشاركة الفعالة في بناء الدولة اللامركزية الديمقراطية الحديثة، وها نحن اليوم نعيش الاحتفالات مع كل ابناء شعبنا اليمني بمناسبة أعياد الثورة السبتمبرية والاكتوبرية وكلنا أمل في تحقيق المزيد من التطور والرقي وتقديم أفضل خدمة لكل منتسبي الملتقى وسعادتنا غامرة عندما نتذكر تلك الأرواح الطاهرة التي قدمها أبناء شعبنا من أجل قيام الثورة اليمنية وبناء الدولة اليمنية الحديثة.
> وتحدث الاستاذ محمد هاشم محمد منيب نجل المناضل الكبير اللواء/ هاشم منيب قائلاً:
>> إن الدور النضالي الذي قام به والدي المناضل اللواء هاشم منيب ومن قبله جدي العميد محمد منيب في سبيل انتصار الثورة- واللذان سطّرا اسميهما في تاريخ الثورة اليمنية ودافعا عنها ببسالة- يعتبر فخراً كبيراً لي ولاخوتي وأسرتي جميعاً، بل فخراً لأبناء الشعب اليمني بأكمله، وكان جدي من أوائل المؤسسين للجيش.
وبعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي تفجرت بفضل أولئك المناضلين الأحرار الذين بذلوا أنفسهم وأرواحهم رخيصة في سبيل التحرر والقضاء على ذلك الحكم الإمامي البغيض  كُلف والدي مع مجموعة من زملائه وهم: اللواء علي النعامي واللواء عبدالله البصراوي، واللواء محمد عبدالله الفقيه بتشكيل الحرس الوطني، وتوزيعه على المواقع والمناطق العسكرية في عموم محافظات الجمهورية.
وقد أبلى المناضلون بلاءً حسناً في سبيل تحقيق الاهداف التي قامت من أجلها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والتي تفجرت بعد مخاضات عسيرة من المعاناة التي تكبدها شعبنا اليمني من النظام الكهنوتي البائد وقدم قبل قيامها العديد من الشهداء الميامين في حقبة الاربعينيات والخمسينات  ومن ضمنهم خالي الشهيد العلفي وزميليه اللقيه والهندوانة واللذين رسما الدرب النضالي لغيرهم من الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، وتقاطر الشهداء في سبيل تحقيق الثورة التي انطلقت في عام 1961 ضد الحكم الإمامي الرجعي المتخلف الذي جرع الشعب ويلات المعاناة من جهل وفقر ومرض، ودافع المناضلون عن الثورة بكل غالٍ ونفيس للحفاظ عليها وعلى أهدافها وضربوا أروع البطولات والتضحيات المشرفة التي تجذرت في أعماق التاريخ في ملحمة السبعين يوماً وفك الحصار عن العاصمة صنعاء  الذي طوقها الرجعيون محاولين منهم اسقاط الثورة، لكن صمود المناضلين حال دون وصولهم الى تحقيق مآربهم وتم دحرهم وفك الحصار عن العاصمة صنعاء.
ونحن جيل الثورة نجني ثمار التضحيات التي قدمها آباؤنا المناضلون والتي تمثلت في تحقيق أهدافها  ومن أبرزها  تحقيق الوحدة اليمنية على يد ابن اليمن البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله ورعاه والذي رسخ وترجم تلك الاهداف على ارض الواقع بتطبيق الديمقراطية والشورى وإيجاد حرية الرأي والرأي الآخر والتعددية الحزبية.
ولا يسعني في هذه المناسبة الا أن أعاهد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأننا سوف ننهج نهج آبائنا وأجدادنا المناضلين محافظين على الأهداف والمبادئ التي قامت من أجلها الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وعلى وجه الخصوص الحفاظ على وحدتنا الوطنية مهما كلفتنا من ثمن.. جاعلين في نصب أعيننا حب الوطن والثورة والجمهورية والوحدة محافظين على المنجزات والمكتسبات وسنكون صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية بكل ما أوتينا من قوة بروح شجاعة ومستبسلة في وجه كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن ووحدته.
> أما الاخ العقيد عبدالله محمد عبدالله الفقيه نجل المناضل اللواء محمد عبدالله الفقيه فقد تحدث عن هذه المناسبة ودور المناضلين في  تحقيق  الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر بالقول:
>> لقد سطّر آباؤنا المناضلون أروع البطولات والملاحم في تاريخ الثورة بداية برسم أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ومروراً بتفجيرها وانتهاء بالدفاع عنها وتحقيق أهدافها على أرض الواقع.
وكان من ضمن ذلك الرعيل النضالي والدي -حفظه الله- اللواء محمد عبدالله الفقيه الذي يعتبر بالنسبة لي ولأخوتي قدوتنا ومثلنا الأعلى في الحياة، فهو الأب والمعلم الذي غرس في قلوبنا حب الوطن الذي نشأنا وترعرعنا فيه ونعيش من خيراته كل منّا في مجال اختصاصه سواء كان مدنياً أو عسكرياً فاكتسبنا منه الروح النضالية المدافعة عن الثورة والجمهورية والمحافظة على أهدافها ومبادئها.
وبالعودة الى الحديث عما قدمه المناضلون ومن ضمنهم والدي من أدوار بطولية منذ انطلاقة أول شرارة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في العام 1962م، فالحديث يطول والوقت لا يتسع لسرد تاريخهم الثوري والبطولي في هذه الإطلالة وبين هذه السطور.
وبهذه المناسبة سأكتفي بذكر ما قدمه والدي من تضحيات في سبيل تحقيق الثورة حيث عاصر مخاضاتها العسيرة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء الأحرار الذين قدّموا أرواحهم رخيصة بغية تحرير الشعب من عبودية الحكم الإمامي الكهنوتي البائد الذي جرع أبناء هذا الوطن بالمنغصات وجعله يعيش متخلفاً بين ثلاثي قاتل «فقر وجوع ومرض»، فكان الشعب سجيناً لا يعرف الحرية ومن أراد أن يخرج من العبودية كان مصيره محتوماً بالموت الى أن قامت الثورة اليمنية وحررت الشعب من العبودية.
ولقد بعثت تلك المعاناة التي عايشها الشعب في تلك الحقبة المظلمة الروح الاستبسالية لدى المناضلين في سبيل القضاء على ذلك النظام الطبقي المتسلط، فما كان منهم الا أن رسموا أهداف الثورة وعاهدوا الله وأنفسهم بالثأر لذلك الشعب المغلوب على أمره والانتصار له وإخراجه من العبودية الى الحرية من ذلك النظام الكهنوتي المستبد.
فقد كان والدي من صنّاع الثورة السبتمبرية وقد ضحى بكل غالٍ ونفيس كغيره من المناضلين في سبيل تحقيقها، حيث لم نعرفه منذ نعومة أظفارنا الا في ميادين الشرف والبطولة وفي قمم الجبال وبطون الأودية بشهادة من عرفه من زملائه الضباط الأحرار  في تلك الفترة وهذا يعتبر فخراً لنا أن والدنا من المناضلين الذين شاركوا في صناعة الثورة وتفجيرها ومطاردة فلول النظام الإمامي البائد في مختلف المناطق اليمنية وبالذات في المناطق الوسطى والمناطق الشمالية الغربية، فقد تولى قيادة محور عبس في 63-64م حتى انتصرت الثورة في آخر المعارك التي أسفرت عن هزيمة قوات الملكيين ومن معهم من المرتزقة والمتآمرين وفك الحصار عن العاصمة صنعاء في ملحمة السبعين يوماً في فبراير 1968م.
فكان من سماته العمل بصمت دون البحث عن الشهرة والمكانة في كل المسؤوليات التي أوكلت اليه والمناصب التي تقلدها، فكان همّه الثورة والجمهورية والمحافظة عليها وتحقيق أهدافها التي قامت من أجلها وذلك بتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء للوطن والمواطن.
ونحن أبناء الشعب اليمني قاطبة وأبناء المناضلين خاصة نعيش اليوم وفي ظل قيادتنا الحكيمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح خيرات الثورة ونجني ثمار ما قدمه المناضلون من تضحيات بطولية في سبيل تحقيق أهداف الثورة والتي ترجمت هذه الاهداف الى أرض الواقع في هذا العهد المشرق عهد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومن أهمّ تلك الاهداف هو تحقيق الوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً وما تلاها من منجزات ومكتسبات نلمسها ارتقت بوضع الانسان اليمني وانفتاحه على العالم الخارجي وأصبح الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال اعتماد مبدأ الديمقراطية عبر الانتخابات الحرة والنزيهة المختلفة الرئاسية والبرلمانية والمحلية وبها أصبح الوطن ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء والسلم الاجتماعي.. وإننا بهذه المناسبة نناشد فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاهتمام بمناضلي الثورة وأبنائهم نظير ما قدموه من تضحيات في سبيل الانتصار للثورة والحفاظ عليها ومبادلتهم الوفاء بالوفاء.
> يحيى عبدالله السنحاني نجل المناضل عبدالله السنحاني قال:
>> دائماً كان والدي يحدثنا عن دوره النضالي مع زملائه المناضلين الذي قدمه في الكفاح والعمليات البطولية التي سطروها جنباً الى جنب بهدف التحرر من الظلم والاستبداد  والاستعمار الذي جثم على صدور أبناء الشعب اليمني قاطبة حتى تحققت الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ضد النظام الإمامي الكهنوتي المستبد في شمال الوطن وطرد المستعمر في جنوب الوطن وتحرر الشعب من ظلم ذلك النظام البائد ومن نير ذلك الاستمعار الغاصب، وهذا الانتصار لم يتحقق الا بعد أن قدّم المناضلون خيرة ما يجودون به من غالٍ ونفيس بداية بالمال وإنتهاء بالروح والدم انتصاراً للشعب الذي عانى الأمرّين مرّ الاستبداد ومرّ الاستعمار.
وكان لنا من هذه الذكريات التي سطرها لنا آباؤنا المناضلون وخلدوها في ذاكرتنا هي تلك الصور المؤلمة التي رسموها في ذاكرتنا عن حقبة ما قبل الثورة اليمنية وما عانه الشعب شمالاً وجنوباً من ويلات الإمامة والاستعمار والتي جعلت الأحرار من أبناء هذا الشعب يثأرون له بتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل الانتصار له.
وبفضل هذه الثورة تحققت كل الاهداف التي رسمها الثوار والتي نلمسها في وقتنا الحاضر وأهمها تحقيق الوحدة اليمنية التي تحققت على يد ابن اليمن البار فخامة الوالد الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه وما تبعها من منجزات ومكتسبات وطنية في ظل عهده المشرق الذي رفع اسم اليمن عالياً على مستوى المعمورة.
ونحن بدورنا نعاهد قيادتنا السياسية بأننا سنظل متمسكين بنهج آبائنا المناضلين في الحفاظ على أهداف الثورة والجمهورية والوحدة وسنبذل كل غالٍ ونفيس من أجل الحفاظ عليها.



ثورة الخدمات الصحية إنجازات محققة جسدت الهوة بينما كان موجوداً قبل الثورة في مختلف مناطق اليمن



قلة من اليمنيين كتبوا عن الوضع الصحي في اليمن قبل الثورة وخصوصاً في المحافظات الشمالية في ظل عهد الإمامة البائد، وحتى إن وجدت بعض الكتابات فإنها كانت تعبر عن وجهة نظر المريض فقط، نظراً لعدم تواجد ولا حتى طبيب يمني متخصص واحد في تلك الحقبة بل كان جميع الأطباء العاملون في اليمن آنذاك من الأجانب، وبالتالي فقد كانوا هم المصدر الوحيد لعكس النظرة المحايدة لواقع الخدمات الطبية والمرجع الأول والأخير لتقصي الأوبئة الفتاكة والأمراض التي اجتاحت البلاد في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الشعب اليمني.
> اعداد: عبدالسلام سلام


مستشفى عمران يقدم خدمات طبية متميزة للمواطنين
حقائق كشفها أطباء أجانب:
ورغم شحة المعلومات والمراجع التي حصلنا عليها سنحاول في هذا الرصد عرض وتحليل ومناقشة الوضع المتردي للخدمات الصحية قبل الثورة اليمنية المباركة، وتسليط الضوء على نوعية ومدى انتشار الأوبئة والأمراض التي كانت تفتك بالآلاف من أبناء الشعب، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية وكذا توضيح اللامبالاة والإهمال اللذين كان النظام الإمامي يتعامل بهما تجاه المشكلة الصحية.


المشاكل الصحية قبل الثورة
الأمراض الشائعة: كانت الأمراض المعدية هي الأكثر شيوعاً بحسب ما تظهره كتابات الأطباء الأجانب الذين عملوا في ذلك العهد، حيث اجتاحت اليمن أوبئة معدية وخطيرة سببت آلاف الوفيات، وفي مقدمتها وباء „التيفوس“ و“الحمى الراجعة“ التي ظلت منتشرة في العديد من المناطق بمافيها المناطق المحيطة بقصر الإمام , حيث انتشرت في أوساط رهائن الإمام من القبائل والتلاميذ في مدرسة دار الأيتام بصنعاء .
وفي هذا يقول الطبيب البريطاني „بيتراي“ الذي عمل في صنعاء خلال عهد الإمام يحيى في الفترة من 1937 -1943: كان المرضى يجمعون في غرفة واحدة !!؟ و يتركون لتدبر أمورهم بأنفسهم وعاجلاً ما يصبحون قذرين وملابسهم غاصة بالهوام والحشرات, ونتيجة لذلك يصابون بالتيفوس والحمى الراجعة“، وفي عام 1943م تفشت حمى „التيفوس“ في اليمن ووصلت إلى مستوى وباء وتفاقمت المجاعة الشديدة (...)، ولجأ الآلاف من أبناء تهامة إلى المرتفعات، إضافة إلى ذلك تفشى الإسهال والدوسنتاريا بسبب الاكتظاظ والجوع وانعدام النظافة وارتفع عدد الموتى.
وتصف الطبيبة الفرنسية „كلودي فايان“ التي عملت في اليمن في الفترة من 1950- 1951م: نساء وأطفال منتفخة بطونهم وبادية على وجوههم حمى الملاريا عند مرورها بإحدى قرى تهامة، مشيرة إلى أنها خرجت من القرية دون أن تستطيع أن تقدم لهم شيئا بالرغم من أن إمكانية الشفاء عالية، إذا استخدم العلاج المناسب، فلكم أن تحددوا حجم مشكلة العدوى بالملاريا حينها في القرى اليمنية التي ماتزال تظهر بين حين وآخر في بعض المناطق اليمنية حتى الآن بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها ولاتزال تبذلها الدولة منذ فجر الثورة المباركة لمجابهة الملاريا، من خلال توسيع انتشار الخدمات الطبية في كافة أرجاء البلاد و توفير العلاج المجاني للمصابين بالملاريا، وتنفيذ حملات الترصد الوبائي، وحملات مكافحة لقتل البعوض الناقل، وتوزيع الناموسيات مجاناً وتبني حملات مكثفة للتوعية والتثقيف الصحي لتجنب الإصابة وتفادي انتشار هذا الوباء الفتاك.
كما اجتاحت البلد في ذلك العهد أوبئة تخلصت منها معظم دول العالم، كالجذام وجدري الأبقار ودودة غينيا، بجانب البلهارسيا والتهابات السحايا، التي ذكرها الأطباء الأجانب الزائرون لليمن في تلك الحقبة وكذا أمراض عديدة شائعة،منها التهاب المفاصل الروماتيزمي والفشل القلبي والكبدي والكلوي إضافة إلى مرض التصلب المنتشربكثرة في عدد من المناطق، بحسب وصف الطبيب البريطاني „بيتراي.


وفيات الأطفال
ارتفعت وفيات الأطفال في فترة الإمامة إلى نسب لا يمكن تصورها، حيث كان يتوفى (40)بالمائة من الأطفال المواليد في السنة الأولى من العمر، وترتفع النسبة إلى 50 بالمائة قبل بلوغهم سن العاشرة، ومن المعروف أن وسائل منع الحمل كانت منعدمة قبل قيام الثورة اليمنية، وكان معدل الولادات للمرأة الواحدة خلال فترة حياتها أكثر من (10) ولادات، وذكرت الطبيبة الفرنسية „كلودي فايان“ في كتابها „كنت طبيبة في اليمن“ امرأة يمنية كان لها 17 طفلا كلهم ماتوا قبل أن يصلوا سن الخامسة ودون استدعاء طبيب واحد للعناية.
وكانت أسباب وفيات الأطفال بسبب الاسهالات الحادة التي تؤدي إلى الجفاف الحاد والالتهابات التنفسية الحادة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض المعدية الستة القاتلة بسبب انعدام التحصين ضدها للأطفال الرضع، وتذكر الطبيبة „كلودي فايان“ أنه خلال خدمتها انتشر وباء الدفتيريا „الخناق“ وهو أحد الأمراض الستة دون وجود الدواء المناسب الباهظ الثمن، وأنها شاهدت في مستشفى صنعاء خلال اسبوع واحد خمسة أطفال يتوفون أمامها من الذين استطاعوا الوصول إليها.


ثانيا:الإمكانات الطبية قبل الثورة
إن الباحث في الخدمات الصحية التي توفرت في اليمن إبان ذلك العهد يجد أنها كانت ضئيلة ومتردية جدا، وكانت إن وجدت تستهدف شريحة الأسرة المالكة بالدرجة الأولى ثم المقربين منها، ولا علاقة لها بما يتعرض له بقية أبناء الشعب ، وفيما يلي لمحة موجزة عن واقع الخدمات الطبية في ذلك العهد:


المستشفيات:
كان في المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة النظام الإمامي حينها ثلاث مستشفيات فقط في صنعاء وتعز والحديدة، فمستشفى صنعاء وهو أفضلها (كان يقع في مكان المستشفى الجمهوري حالياً) ولاتتجاوز سعته 200 سرير ، وبه 15 ممرضاً وخادما، وبالرغم من وصفها لمستشفى صنعاء بالنظيف والمرتب والتغذية الحسنة، أكدت الطبيبة „كلودي فايان“ التي عملت فيه، أن الأسِرَّة لم تكن كلها شاغرة وكان الفقر متفشياً لدرجة أن الناس كانوا يدخلون المستشفى ليأكلوا، أما المرضى فلا ينتظرون في المستشفى علاجاً، فالذين بحاجة لإجراء عمليات يجب عليهم أن ينتظروا حتى يأتي جراح ومجيئه مرتبط بحاجة أحد الأمراء لجراح، أما الآخرون فالأدوية لهم نادرة.
أما مستشفى تعز الذي يحتوي على 30 سريراً، فقد وصفت الطبيبة „كلودي فايان“ غرف رقود النساء فيه بأنها „زرائب بكل معنى الكلمة“ حيث تتمدد فيه النساء الواحدة جوار الأخرى على الأرض القذرة، وشبهت حجرات الرقود فيه بمعسكرات الإبادة والفناء، موضحة أن الطبيب كان يمر بين العشرات من المرضى الذين يفترسهم „التيفوس“ وكثير منهم مشرفون على الموت، ولا يوجد لهم في المستشفى الوحيد دواء وهم يستغيثون ويتضرعون بلا جدوى.
وفي روايتها لذلك الوضع المأساوي الذي كانت تعيشه اليمن في ظل عهد الأئمة تكشف الطبيبة الفرنسية أنها مازالت تتذكر بألم وحسرة امرأة يمنية رأتها وهي تحتضر وترقد فوق برازها، وتحمل طفلها في يدها وكانت تتضرع إليها وهي في النزع الأخير وتتوسل لها ولم تتمكن من إنقاذها.
وأما مستشفى الحديدة فكان به طبيب وحيد يسعى بمفرده لعلاج مايستطيع من آلاف المرضى الذين كانوا يتجهون نحو المستشفى، والذي لا يختلف حالاً عن مستشفى تعز بل أسوأ حيث يكاد ينعدم به حتى الدواء.
وبسبب وعورة الطرقات كان من المستحيل الحديث عن إنقاذ أية حالات طارئة من أقرب القرى المجاورة للمدن الثلاث .


الأطباء

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)