يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 18-أغسطس-2010
شبكة أخبار الجنوب - د - المقالح د - عبدالعزيز المقالح -

الحقيقة الأكيدة في واقعنا المحلي والعربي الراهن تثبت أن بين الإسلام والمسلمين بوناً شاسعاً، يتجلى في ظاهرة التمسك بالنظرية والتخلي عن التطبيق. وبعبارة أخرى في الانفصام القائم بين الاعتقاد والسلوك . ومن يريد التأكد من وجود هذه الهوة التي تتسع بمرور الأيام سيجدها واضحة في هذا الشهر الكريم شهر الصوم، والتقشف في المآكل والمشارب وتخصيص الفائض من الإمكانات للفقراء والمحتاجين، الذين يعيشون حالة صيام دائم غير محددة بالأيام والشهور. وأهمية فريضة الصوم كما تنص عليها العقيدة ، وكما يتفق عليها سائر العلماء، أنها تمكِّن المسلم الصادق من أن يتحسس مواضع الوجع، وجع الجوع في ذاته، وذوات الناس، فيهتدي إلى واجبه، وما ينبغي القيام به سواء أكان مسئولاً أم ميسوراً، فالتكافل هو العنوان الأكبر في الإسلام، والغاية المثلى من عقيدة شاملة تنظر إلى البشرية على اختلاف ألوانها وأجناسها كأمة واحدة .
ومن يشاهد احتشاد الأسواق بالناس والإقبال على شراء ما يلزم وما لا يلزم، والمباهاة في توفير ما لذ وطاب، لا يشعر أننا في مناسبة دينية حرص مشرعها الأعظم على أن تكون درساً سنوياً في الاقتصاد وترشيد الإنفاق . وتحرير الجسد من الاستجابة الدائمة لمطالبه التي لا تتوقف عند حد طوال ساعات الليل والنهار . واللافت للانتباه أن الذين يدخلون الإسلام حديثاً يفتحون عيونهم وقلوبهم على حقيقة هذا الدين، وهذه الفريضة بالذات، ويدركون المعنى الكبير للصوم، ويجدون فيها ضالتهم لتخليص أجسادهم وأرواحهم معاً من الترهل والغفلة. وهذا ما جهلناه نحن ، فأصبح الصوم بالنسبة لنا عادة لا عبادة ، ومناسبة للإكثار من ألوان الطعام، وليس من تخفيفه والاكتفاء بالقليل منه ، وهي ظاهرة، لعب الإعلام المعاصر دوراً كبيراً في الترويج لها وللسلع الكمالية، وما يرافق ذلك من تعميق الهوة بين فقراء الأمة وأغنيائها، والدفع بالطبقة الوسطى، وهي ركيزة المجتمعات إلى تقليد الأغنياء ومحاكاتهم . في حين أنها بإمكاناتها المحدودة أعجز من أن تباريهم أو تنافسهم في بعض ما يذهبون إليه .
ويصعب اتهام الفقراء في المشاركة في هذا السباق المحموم نحو الاستهلاك ، وتكديس المشتريات الضرورية وغير الضرورية ، إلاَّ أن شرائح كبيرة من المواطنين ضالعة في هذا السباق وهذا التكديس . ولمعرفة ما يحدث في الأسواق، حاولت مع زميلين لي أن نزور بعض المتاجر الكبرى المشهورة في العاصمة، والتي يدعي بعضها أنها تقدم خصومات عالية لصالح المستهلك ، كان ذلك قبل رمضان بأيام ثم بعد حلوله بأيام، فأذهلني الزحام الشديد والإقبال المحموم على شراء حاجيات ما كان لها أن تعرف طريقها إلى البلاد، لو كان هناك نظام ترشيد اقتصادي من وقت طويل ، قبل هجوم منظمة "الجات" التي نسعى جاهدين إلى الالتحاق بها، وفتح آخر ثقب مسدود في الباب المفتوح لاستيراد كل ما هب ودب من السلع المضروبة التي لا أهمية لها سوى الإضرار بالمواطن، وإطاحة البقية من التماسك الاقتصادي في البلاد.
إن دور الحكومة غائب ، وهذا أمر لا يقبل الشك، ويأتي هذا الغياب تحت زعم الانفتاح والخروج من عصر الاقتصاد الموجه. وقد لا ينتبه المسئولون إلى خطر هذا الغياب إلاَّ بعد أن تكون الدولة قد أصبحت غير قادرة على ضبط الفوضى، وصارت عاجزة تماماً عن تسديد مرتبات الجنود والموظفين ، وترك الشعب في مهب الرياح يأكل بعضه بعضا . ولعل ما يمكن تداركه في هذه الأيام ، يصعب تداركه في وقت آخر فالأزمة تشتد والمتعجلون للثراء غير المشروع يتزايدون ، علماً بأن الدول الرأسمالية تعيد النظر في قوانينها الاقتصادية بين حين وآخر لصالح مواطنيها والشرائح الفقيرة منها خاصة . وإعادة النظر في تلك القوانين وفي كثير من الإجراءات، يشكل القاعدة الأساسية لوجود الحكومات. وإذا تخلت حكومة ما عن هذه المهمة، فقدت وجودها، ولم يعد للشعب بها من حاجة ، وسيكون العمل على إلغائها مطلباً جماهيرياً .
كلمة أخيرة لا بد منها، وهي عن الغياب التام للتسعيرة وتجاهل الوزارات المعنية دورها في الرقابة والتفتيش، وباستثناء وزارة الصحة التي تحدد تسعيرة الدواء، وتوالي المتابعة اليومية فإن بقية الوزارات المعنية لا وجود لها. ولعل أخطر من غياب التسعيرة غياب الرقابة على جودة السلع، وعلى بيع السموم الممثلة في المبيدات القاتلة، التي يسرح بائعوها ويمرحون، ويتربحون من آلام الشعب وأوجاعه .



الدكتور عبدالكريم قاسم دماج في ديوانه الأول:


العلاقة بين الطب والشعر وثيقة من أقدم الأزمان، فالطب يُعنى بعلاج الأبدان، والشعر يُعنى بعلاج الأرواح. والدكتور عبدالكريم قاسم دماج من أشهر أطباء القلب في بلادنا. وفي بداياته الشعرية ما ينبئ بأن سيكون واحداً من أشهر الشعراء. وبذلك يضيف إلى شهرته في دنيا الطب شهرة في عالم الشعر. عنوان الديوان الذي بين أيدي القراء هو "زهر الخرائب" وقصائده تتناول أكثر قضايانا العامة إلحاحاً من منظور شعري حديث، وبلغة بالغة الرهافة والعذوبة والجمال. يقع الديوان في 179 صفحة، ومن إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر سلسلة إبداعات.



تأملات شعرية :
في الطريق إلى الخبز
والغاز
يلتقي الفقراءُ صفوفاً ، صفوفاً
وأحلامهم في عَشاءٍ فقيرْ .
في الطريق إلى كل ما تشتهي النفس
أو كل ما لا تريد ولا تشتهي
يلتقي الأغنياءُ فرادا
وقد نفخ المالُ أجسادَهم ومشاعرهم
فتناسوا عَناءَ الحساب
ومعنى المصيرْ .
 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
اسامه الشرفي (ضيف)
18-08-2010
المثل يقول يا دكتور تم الجميل يا جميل وانت تم جميلك وحاول تلقي محاضرة او اكثر على افراد الحكومة لعل وعسى يستفيدوا

بشير الورافي (ضيف)
18-08-2010
ربنا يحفضك يا دكتور انت رمز من رموز الوطن التي من الصعب تغييبها في مثل هذه الظروف ربنا يطول في عمرك



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)