يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 03-يونيو-2010
شبكة أخبار الجنوب - امين الوائلي امين الوائلي - شبكة اخبار الجنوب -

في اليمن ؛ ما أكثر السياسة  وأقل "الساسة",وفي اليمن ؛ ما أكثر السياسيين وأقل "السياسة".


الجميع في اليمن يتحدث عن أهمية وضرورة "الحوار الوطني الشامل" - بهذه الصيغة الموسعة – سلطة ومعارضة , والجميع أيضاً يرغب في أن يستمر هذا الحديث /القديم إلى ما لا نهاية .


وفي الواقع فإنه لا شيء,تقريباً,ينقص اليمن في هذه الأثناء أكثر أو أهم من "الحوار الوطني الشامل".


والنتيجة أن الكثير من الكلام حول "الحوار" , لا يؤدي إلى الحوار بالضرورة, بل يحل محله غالباً .


الاستعاضة بتمجيد الحوار عن الحوار ذاته ,في أغلب الأوقات,قد يعني أشياء كثيرة ولكن أهم ما يعنيه أن "أزمة الحوار" لا تزال دون حل ,قبل الحديث عن حلول لبقية الأزمات عن طريق الحوار الذي يبدو أنه بات يمثل أزمة بحد ذاته في ظل فشل الفرقاء اليمنيين في الالتقاء على مائدة واحدة منذ وقت ليس بالقصير.


 كما أن الحديث المتواصل والممل عن " الضرورة الوطنية الملحة إلى حل الأزمات ", يكاد يكون هو القاسم المشترك والوحيد الذي يرد في الخطاب السياسي والإعلامي اليومي لجميع الفرقاء والأضداد,الحزبيين وغير الحزبيين في المشهد اليمني,سلطة ومعارضة.


 وللمفارقة فإن هؤلاء وأولئك من الفرقاء – جميعاً تقريباً – لم يجدوا أن ثمة "ضرورة وطنية" من أي نوع  تحفزهم وتدفعهم  إلى بلورة حلول عملية للأزمات والمشاكل التي تعاني منها البلاد,باعتماد مائدة الحوار أولاً وأخيراً.


 بالعكس تماماً, نجد أن مساحة التعقيدات والأزمات في اتساع , بينما تتراجع فرص الحل,وتتقلص احتمالات التوافق بين الفرقاء, وتتحول "الممانعة" إلى "قانون" أوحد يلتزم له الجميع .وهكذا نحصل على فرصة نادرة لمشاهدة الجميع يلتزم طواعية بـ"القانون"- وقد غدت الممانعة والتعطيل قانوناً بالتزكية الجماعية.


 مقابل انتهاك وامتهان كافة القوانين والتشريعات والأنظمة النافذة. ومقابل التفريط بالواجبات ,والإفراط في ممارسة النوايا السيئة والتربص المتبادل, واستنزاف الوقت والجهد والإمكانات في مناورات ومؤامرات ومبادرات استعراضية , تعيد تقديم الأزمات وإنتاج عواملها ومسبباتها بأكثر من صيغة ؛ومنها صيغة  الدعوات المتبادلة إلى " الحوار", بحيث أنها تتضمن جميع الشروط والمقومات اللازمة ,تماماً, لإفشال الذهاب إلى الحوار ,فضلاً عن الحوار بحد ذاته .


"الحوار" , في الحالة اليمنية الراهنة, مفهوم مستهلك وشعار مبتذل, يهز الأفرقاء بجذعه ليساقط على الرؤوس قطيعة ورفضاً وممانعة..وأوان نحاسية فارغة – إلا من الضجيج  والصداع .


وفي ظل هكذا أحوال نجد أن الوسطاء الأوروبيين والأمريكيين يبذلون جهداً لدى الأطراف اليمنية المعنية- السلطة والمعارضة -؛لإقناعها بالموافقة على الحوار فيما بينها, وقبل ذلك إقناع الأطراف بالموافقة على الالتقاء والاجتماع تحت سقف واحد,أولاً, وهذه معضلة أخرى في الطريق إلى الحوار .


 لا يمكننا أن نتجاوز الوقائع أو نتجاهلها, والواقع يقول أن الطريقة الوحيدة للتواصل بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة ,منذ فبراير 2009 بصورة خاصة ومنذ انتخابات سبتمبر2006بصورة عامة,كانت ولا تزال تعتمد على أسلوب "المراسلة" والتخاطب عبر وسيط !!


نحن – الجمهور – مقتنعون بأن الحوار أسلوب حضاري وجيد ومناسب تماماً لليمن ولليمنيين – كما يقول ويردد السياسيون والحزبيون والإعلام الرسمي.


بقي علينا,فقط لا غير, أن نجد طريقة مناسبة نقنع بها السياسيين والحزبيين بالكلام الذي يلقنوننا, وبالتالي إقناعهم بأهمية الحوار ذاته وأفضليته,على الكلام والحديث المرسل عن الحوار وأهميته. وإلا فـ (ما أسهل "الحوار" على المتفرجين)- مع الاعتذار للمثل الشعبي الذي استبدلنا هنا "الحوار" بـ"الحرب".


ولكن , هل نعتمد على الوسطاء الأمريكان والأوروبيين؛ في إقناع أصحابنا بهذه المسلمة البسيطة ,وإفهام السياسيين والحزبيين والقيادات – العظيمة – اليمنية , أن اليمن تستحق من هؤلاء أن يقدموا التنازلات ويقبلوا بالحوار ,على أن يقبلوا أولاً بالالتقاء والتخاطب وجهاً لوجه , كأقل ما يجب عمله في الطريق إلى "حوار وطني شامل" .


هل يكون الأجنبي أحرص من ابن البلد على مصلحة البلاد وأهلها ؟ وما الذي لا نملكه نحن,ويملكه الأصدقاء الأمريكان والأوروبيين,لإقناعنا أو إلزامنا بالحوار الوطني ؟


وإذا احتجنا إلى الأجانب في قضية بسيطة  و"مشكلة" غبية كهذه ؛ إقناعنا بأن يلتقي أحدنا بأخيه ويسلم عليه ويتبادل معه الابتسامات والمجاملات "الوطنية", قبل الاتفاق على المبدأ ومن ثم البدء العملي في الحوار , فإلى ماذا وإلى من سنحتاج عندما يبدأ الحوار وتعرض القضايا والأزمات على طاولة النقاش وهي أم مشاكل اليمن واليمنيين؟!


المبادرات والدعوات إلى الحوار شيء, ومع كوننا نشيد ونرحب بها إلا أنها في الحقيقة لا تساوي شيئاً؛إذا كانت ستؤخذ كمنتج مستقل ونهائي.. وكأنها معجزة لا سابق لها.. كما يحاول أن يصورها النفاق الإعلامي والسياسي والمنافقون المصفقون في جميع الأحوال.


قصارى القول :


(اذهبوا إلى الحوار مباشرة  ودعونا نتنفس الهواء بدلاً عن الهراء,أو اذهبوا إلى الجحيم ودعونا وشأننا )


•           كاتب وصحافي يمني

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)