يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - زعفران المهنا

الجمعة, 14-مايو-2010
زعفران علي المهنا - شبكة اخبار الجنوب -

من خلال تبني نظرية جديدة للعلاقة بين الصحافة والسلطة حيث تعتبر علاقة الإعلام بالسلطة من أهم العوامل التي أعاقت تطور الإعلام والاتصال، فالسلطة من وجهة نظر البعض  حرصت على أن تفرض أسوأ أشكال العلاقة بين الإعلام والسلطة وأكثرها تخلفاً وهي علاقة التبعية، فاستخدمت كل الوسائل التي تجعل وسائل الإعلام تابعة لها.. وهذا شيء تلمسته بتناقض من خلال المحاورين في ندوة الصحافة التي عقدها ملتقى التقدم والرقي برعاية الأستاذ يحي محمد عبد الله صالح


لذا فإن أهم وسائل تطوير الإعلام والاتصال هو التوصل إلى نظرية جديدة للعلاقة بين وسائل الإعلام والسلطة بحيث تضمن كيف نحرر أنفسنا من فوبيا صناعة الفوبيا والشكل الصحفي المزدوج.


لكي نستطيع أن نتوصل إلى تصور جديد لهذه العلاقة لابد أن نحرر أنفسنا من أسر الكثير من الخرافات، ومن أهمها أن العلاقة بين وسائل الإعلام والسلطة التي تقوم على الخصومة، في حين أن الخصومة هي الشكل المناسب والمثالي لهذه العلاقة حيث سادت نظرية في الغرب تقوم على أن تقييد أية محاولة للتدخل الحكومي في شؤون وسائل الإعلام هو الضمان الحقيقي لحرية الصحافة.


واكتسب مصطلح الخصومة هذا وضعاً شرعياً في المجتمع الأمريكي حيث سادت رؤية تقوم على أن الصحافة لابد أن تفتقد الحكومة، وان تضمن حرية تدفق الأنباء للمجتمع، بينما تسعى الحكومة دائماً إلى التحكم في هذا التدفق، ولذلك فإن كلما كانت الصحافة معارضة للحكومة، وقادرة على أن تنتقدها بعنف، وتنقل للمجتمع الأخبار والمعلومات التي تحاول الحكومة ان تخفيها كان ذلك في صالح المجتمع لأنه يحقق الديمقراطية، ويمنع الحكومة من إساءة استخدام السلطة.


لنخلص بأن الصحافة يجب إن تعمل دائماً على الكشف عن أية انحرافات في ممارسة السلطات لأنشطتها، أو أية أعمال ترتكبها قد تكون في غير صالح المجتمع باعتبار إن الصحافة هي الرقيب على الحكومة وهي حارسة المصالح العامة.


فكلما زاد العداء والخصومة بين الصحافة والحكومة زادت إمكانيات حصول المجتمع على المعلومات، وقامت الصحافة بواجبها في كشف الانحرافات والفساد.


هذا الشكل من العلاقة بالرغم من أنه الشكل المثالي إلا أنني لاحظت بالندوة إلى أن الكل يسعى إلى عكس ذلك إلى إظهار فوبيا من السلطة بدت بالأمس إنها من صناعة الإعلاميين  أنفسهم ويتنصلون من أدوار النضال والجلد في الساحة الإعلامية للتجلي الحقائق المجردة والحيادية للجمهور ويريدون ان يحصلوا على المعلومة بكل يسر وسهولة  


إن ماتلمسته من المحاورين  في الندوة  كان فيه بعض الشيء من هذه الحقيقة وهي خرافة الخصومة بين  الصحافة والسلطة خرافة تتناقض مع الواقع، فان علاقة التبعية هي علاقة خطيرة كان لها الكثير من النتائج السلبية على تطوير الصحافة والساحة الإعلامية ، ومن أهم تلك النتائج:


أولاً: تدهور مصداقية بعض الصحف والأقلام الصحفية ، حيث تنظر لها الجماهير باعتبارها أداة مزدوجة تارة مع السلطة وتارة في الصحافة الصفراء


في بعض الحالات كانت السلطة تحقق انجازاً حقيقياً، وكانت تحتاج إلى مصداقية الصحافة ووسائل الإعلام، كما حدث في حرب صعده ، حيث حرصت السلطة على إعطاء الفرصة تلو الفرصة  ، ولم تكن السلطة في حاجة للدعاية أو الكذب.. كانت تحتاج إلى وسائل إعلامية يثق فيها الجمهور تنقل هذا الانجاز، وتصور الانتصار بشكل واقعي وحقيقي. ولقد كانت المشكلة التعامل مع الحدث بشكل عاطفي وطني،  غابت فيه  مصداقية وسائل الإعلام.


ومن جهة أخرى  أدت صناعة الفوبيا الإعلامية  إلى تناقض المساندة الشعبية لحرية الصحافة في مواجهة الحكومات، فازدادت قوة السلطة في الوقت الذي تناقصت فيه قوة المجتمع المدني، كما أدى ذلك إلى ضعف المشاركة الجماهيرية.


إن تناقض مصداقية الصحافة، وعدم ثقة الجمهور فيها شوهت صورة الصحافة حيث نظر لها الجمهور كوسيلة متناقضة مع نفسها  ولذلك فلكي يحصل الصحفيون على المساندة الشعبية لحريتهم، وعلى ثقة الجماهير فيما يقدمونه من مضمون يجب إن يكافحوا للتحرر من فوبيا السلطة ، ويعملوا لبناء "علاقة جديدة مع السلطة والجمهور، بحيث يجبروا السلطة على احترام وظيفتهم كممثلين للجمهور يقومون نيابة عنه بالبحث عن المعلومات لتحقيق حقه في المعرفة".


بالإضافة إلي ذلك كان من اخطر نتائج فوبيا السلطة التي يسهم بصناعتها بعض الصحفيين  تظهر ضعف قدرات الصحفيين المهنية لغياب تبني الإعلامي وانشغال الإعلامي القديم بلقمة العيش .


في الوقت الذي أتاح فيه للكثير جدا من محدودي المواهب، الذين يجيدون النفاق، أن يصبحوا صحفيين، وأن يحصلوا على شهرة لا تؤهلهم لها قدراتهم المتدنية في العمل الصحفي، والمنافق محدود الموهبة والكفاءة هو الذي يتمكن من الوصول إلى قمة الشهرة ، بينما يظل الصحفي الذي يعتز بكرامته وموهبته وقدرته على إنتاج مضمون متميز متواريا عن الساحة .


، فأفسدوا المنافقين الصحافة... والسلطة تعرف إن الجمهور لا يصدق هؤلاء الصحفيين، ولا يقرأ الأخبار التي تعطيها لهم ليكتبوا أسماءهم عليها، والمقالات التي يكتبونها في بازدواجية تحت مظلة الفوبيا


كل ذلك يوضح أنه لا يمكن أن تتطور صناعة الإعلام الوطن الغالي اليمن  دون أن يتم كسر فوبيا الصحافة والإعلام ، كما أن السلطة يجب أن تدرك أن فوبيا الصحافة لها خطر عليها لأن هذه العلاقة تؤدي الى تناقص تأثير الصحافة على الجمهور، وتجعل الجمهور صيدا ثمينا لوسائل الإعلام المذهبية والمناطقية والصفراء ، وصناعة تسلية للأعداء اليمن ، إن أهم التحديات التي يجب أن تواجهها السلطة بشجاعة هي البحث عن شكل جديد للعلاقة بين الإعلام والسلطة، فعلاقة الفوبيا أعاقت تطور صناعة الإعلام والاتصال ، "وأضعفت الأمة إعلامياَ وثقافياَ وسياسياَ".


مسؤولية وسائل الإعلام
إن كفاح الصحفيين لتحرير فوبيا  الإعلام يجب إن يتطور ويجب إن يفتح آفاقاً جديدة للكفاح من أهمها تطوير مسؤولية الصحافة ووسائل الإعلام نحو المجتمع والجماهير بحيث يمكن صياغة عقد اجتماعي بين وسائل الإعلام والمجتمع.. في مقابل إن يحفظ المجتمع حرية الصحافة ويحمي حرية الإعلام والإعلاميين، يجب إن يلتزم الإعلاميون بالقيام بعدد من الوظائف لصالح المجتمع، وهذه الوظائف تشكل جزءاً مهماً من الذاتية المهنية للصحفيين، كما أنها ستؤدي إلى تحسين صورتهم وتشكل علاقة ايجابية مع الجمهور، ومن أهم الوظائف والواجبات التي يجب إن يلتزموا بتا ما يلي:


ü   إن يلتزم الصحفيون بالوفاء بحق الجماهير في المعرفة، وذلك بالسعي لتغطية الأحداث والحصول على المعلومات من مصادر متعددة ومتنوعة.


ü   يلتزم الصحفيون بالدفاع عن استقلال الدولة وحرمة أراضيها في مواجهة أي تمرد مناطقي أو مذهبي ، وعدم نشر معلومات يمكن إن يستغلها أي عدو خارجي.


ü      يلتزم الصحفيون بالعمل على تحقيق تماسك المجتمع وتوحد وطنه.


ü      يلتزم الصحفيون بالحفاظ على منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية وعدم إثارة الفتن في المجتمع.


ü   إن يحترم الصحفيون دور السلطة ووظائفها مع التأكيد على حق الصحافة ووسائل الإعلام في النقد وكشف الانحرافات والفساد.


الالتزام بهذه المسؤوليات طواعية واختياراً سوف يزيد قوة الصحفيين في مواجهة السلطة بطريقة شرعية ، وينزع من أيدي هذه السلطة الحجج التي تستخدمها في تقييد حرية الصحافة، كما إن الالتزام بهذه المسؤوليات يمكن إن يزيد احترام الجماهير للصحفيين ويقوي علاقتهم بالجماهير.


لذلك فإننا نحتاج إلى نحرر أنفسنا من فوبيا صناعة الفوبيا  والشكل الصحفي  المزدوج
Zaan75@hotmail.com
*  رئيس تحرير مجلة أجواء السعيدة
      كاتبة إعلامية وناشطة حقوقية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)