يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - زعفران المهنا

الثلاثاء, 11-مايو-2010
زعفران علي المهنا - شبكة اخبار الجنوب -

قبل الغوص في حديثنا اليوم أحب أن أبداء قولي أن اليمن  ليست لفئة دون أخرى ولا لمذهب دون غيره إنها للجميع عزتنا من عزتها وبقاؤنا من بقائها.


فعندما تبحث عن تعريف لـ"الثقافة الوطنية... تجد تعريف يقول لك الثقافة الوطنية هي "التي تعكس الإرادة الجماعية لأي شعب".


ويذهب عبد الرحمن منيف إلى القول: إن الثقافة الوطنية هي "محصلة لمجموعة من الروافد والتعبيرات المتضافرة والمتفاعلة والتي تؤدي في النتيجة إلى خلق ملامح وأشكال هي وحدها التي تعبر عن هموم وطموحات شعب معين في مرحلة تاريخية معينة، وهي وحدها التي تعكس المزاج النفسي والاتجاهات الحقيقية" (الثقافة الوطنية واقع وتحديات، كتاب قضايا وشهادات، شتاء 1992، العدد 6، ص 17).


ويتجه سعدا لله ونوس الاتجاه ذاته، إذ يعرف الثقافة الوطنية بأنها "ما يتولد نتيجة الوعي التاريخي المركب على مستويين: مستوى التاريخ المحلي، ومستوى التاريخ الكوني حيث التفاعل مع ما في العالم من اتجاهات وغايات" (الثقافة الوطنية والوعي التاريخي، كتاب قضايا وشهادات، خريف 1991، العدد 4، ص 5).


 أما حسين مروة فيقول متبنياً النهج نفسه إنه "ما من مجتمع له خصائص المجتمع التاريخية إلا وهو ينتج ثقافته الوطنية، أي ثقافته المرتبطة والمتأثرة بمجمل خصائصه التاريخية" (مفهوم الثقافة الوطنية، كتاب قضايا وشهادات، خريف 1991، العدد 4، ص 40).




لنصل بإن الثقافة الوطنية تعبر عن حقيقة واقعة بالفعل ،أي عن حقيقة اجتماعية تاريخية قائمة وشاهدة، بمعنى انه ما من مجتمع له خصائص تاريخية إلاّ وهو ينتج ثقافته الوطنية، أي ثقافته المرتبطة والمتأثرة بمجمل خصائصه التاريخية تلك.


لذاتلعب الثقافة دوراً هاماً في حياة الفرد والمجتمع وهذا الدور ينعكس بإيجابية على الحضارة والمدنية التي هي نتاج ذلك الفرد في المجتمع وهذا الفعل منوط به مذ وجد هذا الإنسان على الأرض، فهو ذلك الكائن المعني بشكل أساسي بالمعرفة والثقافة وما عرف عنه من الصفحات على مر العصور، فهو الكائن العاقل، والكائن الناطق، والكائن الضاحك، ويمكن أن نقول عنه إن أجيزت له التسمية في هذا المجال أنه الكائن المثقف، ومن هنا ندرك لما لذلك من أهمية في حياتنا العامة ولما لهذا المصطلح من ركائز ومن مكونات وأهداف وغايات فالدخول في عالم الثقافة يجعلنا نواجه مصاعب كثيرة وتعقيدات كبيرة وتداخلات وتشابكات فيما بين البيئة والعلوم والمعارف والعواطف والأهواء والميول فضلاً عما يخفيه أو يظهره بشكل مباشر أو غير مباشر لذلك الفرد الذي تتعامل معه وما يحمله من أفكار وعقائد وتربط ارتباطاً وثيقاً بين المستوى الروحي والمادي فكل جانب يسهم إسهاماً كبيراً وبقدر فهمنا لهذه المكونات والمقومات يجعلنا أكثر قدرة على فهم الشخصية الإنسانية والمتغيرات فيها والثوابت عبر الخطاب الثقافي والسلوك البشري الذي يتميز به كل فرد على حدة.‏


الخلط بين الهوية الوطنية والهوية القبلية والمذهبية:
اليوم نعيش ثقافة تعصبية قبلية مذهبية غريبة والأغرب منها هي التعريفات والأهداف الذي يمضي بها مناشديها، والتي تصب كلها في اتجاه أدلجة تلك الثقافة؛ أي اعتبارها مجموعة من المعايير الصارمة التي يجب على المرء أن يلتزمها حين يكون منتمي إلى قبلية أو طائفة مذهبية أو مناطقية وهي معايير تتركز في تنميط بناء العلاقات الاجتماعية وفقا للشكل القبلي أو المذهبي أو العشائري، وتحديد نوعية الخطاب والمظهر الخارجي وتوصيف "المرجعية التراثية" التي يجب أن يستند إليها المرء عند هؤلاء و تحديده الواجبات "الأصولية" التي عليه أن يؤديها تجاه محيطه القبلي أو المذهبي أو المناطقي في مجموعة القيم.


وهذا المفهوم للثقافة الوطنية ينعكس بالعصبية الجاهلية التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف وهكذا، فالثقافة الوطنية ليست "أيديولوجيا"، والاتجاه لأدلجتها هو تحريف لها.


وعمل "لا وطني" بامتياز، لأنه يبث الفرقة في المجتمع، ويعمل على تعطيل طاقات جزء كبير من أفراده حين يعتبرهم غير منتمين للوطن اليمني وثقافته. ولا تغرنكم تلك النفخة في الحديث عن "الدفاع عن أصالة الثقافة المناطقية أو المذهبية"، فالذي يحب وطنه ويريد أن يدافع عنه عليه أن يحشد له الطاقات العاملة والكفؤة، لا أن يسعى إلى تدميرهم، ويعمل حثيثاً على العودة بالبلاد مائة عام إلى الوراء!


ولكن هناك ما يطمئننا أن تلك الأصوات الداعية لأدلجة ثقافتنا الوطنية، هامشية وتنظّر في الفراغ، وأنها تنطلق من أزمتها لا من حقيقة ما تعتقد؛ فهي أولاً وأخيراً تحاول أن تثبت نفسها عبر نفي من تعتقد أنه "الآخر"، لأنها ببساطة هي نفسها هامشية ولا وزن لها في الواقع المعاش. ولا تنجح تلك الأصوات في إقناعنا بأنها تنطلق من فهم ثقافي، فهي- في الثقافة- تخلط الحابل بالنابل، إذ تجمع العبارات التقدمية بالرجعية العصبية بوجهيها القبلي والمذهبي والمناطقي ، فباتوا بحاجة إلى دروس في الثقافة وفي الوطنية معاً‍!




ولهذا، فإن التشوهات التي تظهر في حياتنا السياسية ومجتمعنا المدني، إنما مردها محاولة البعض خلط المرجعيات الثقافية، سعياً إلى منع التوحد الثقافي في المجتمع، في محاولة للوصول إلى الأدلجة التي تحدثنا عنها. فإن تلك التشوهات سببها محاولة فرض الطائفية والمذهبية والمناطقية مرجعية للحياة داخل المدن، بما في ذلك الحياة السياسية أيضاً‍! فكيف يمكن أن تنجح مؤسسات مدنية، وهذا ما يفسر شيئاً من حالة الارتباك التي تسود العمل العام في بلادنا.


إذن تلك الأصوات، التي تدعو لأدلجة الثقافة الوطنية في أرجاء اليمن، ونفي صفة الوطنية عن كل من يعتمد الثقافة المدنية في حياته داخل المدينة، وحصرها في الطائفية والمذهبية والمناطاقية هي أصوات تخريبية. ونحن لا ندعو لإسكاتها، لأن من حق كل امرئ أن يعبر عن رأيه كما يريد، لكننا نحذر منها، وندعو لحشرها في الزاوية، وإعطائها حجمها الذي تستحقه لا أكثر.


الثقافة  الوطنية والاختراق الفكري لها:
أن تميّزنا بالتفاؤل وحسن النية، فأننا لا نستطيع أن نتجاهل ذلك  المجهول الذي يصنع الاختراق الثقافي في أسس مشروعه السياسي. لذا من بدء حديثي في هذه النقطة أدعوهم للتنازل السياسي بدل نخرهم بالثوابت التي تؤسس الثقافة الوطنية. وخطتهم بات مكشوفة باستبدال نخب ثقافية “وطنية” ذات منظومة فكرية وطنية، بأخرى جديدة تحول المناخ العام من الاهتمام بمسائل كبرى إلى تفاصيل صغيرة.


 فهذا المناخ من وجهة نظرهم يمكن أن يُفقد السياسيين الوطنيين الظهر والسند. تصاغ هذه النخبة الجديدة من مثقفين وكتاب معروفين ذلك ما أكده بعض المحللين للوضع  المعادي للأي اختراق وطني عندما قال مثلاً: "لقد تعلمنا نحن من المجهولين في مدارسهم تاريخنا من وجهة نظرهم  وعرفنا اليمن من خلالهم، وحروب الماضي، وحياة علمائهم، وقرأنا فتواهم، ودرسنا التنظيم الإداري لهم ، كما لو كانت بلادنا بدون تاريخ إسلامي ودون واقع جغرافي يثبت بأن أول مسجد بعد الحرمين هو في اليمن، لقد قدموا لنا من العلم والثقافة القدرَ الذي يرى أنه يخلق منا آلات ترتبط مصالحها بعجلة الاستعمار الفكري وطمس هويتنا الوطنية.


لقد أراد المجهولين من الإنسان اليمني أن يظل في مستوى ثقافي محصور، حتى يخرج منه جيل على يده أشد حصارا وأضيق بصيرة لقد أراد منا أن نفكر بطريقتهم، ولم يسمح لنا بالتفكير في قيمنا وثقافتنا الذي يشهد له التاريخ الإسلامي وتأكده كل الحضارات " انتهى حديثه.




وقد قدر لي أنا شخصياً،في التسعينات من القرن الماضي، أن أعايش في المدرسة الثانوية ، هذا الذي تحدث عنه الذي تحفظ عن كشف هويته، مما يسمح لي بأن أكون شاهداً على صحة كل كلمة في هذا الذي قاله. وهذا الذي فعله المجهول ولا زال يفعله، مباشرة أو بوسائط محلية، لم يكن تدبيراً عشوائياً، وإنما كان مخططاً مدروساً بعناية منذ البداية، كان غزواً منظماً محكماً، صادراً عن فكر واع، وتخطيط دقيق.


تصب أهدافه بأن تتجسد في الحاضر والمستقبل، وإن كانت تلك رؤية هاربة إلى الوراء لعجزها عن مواجهة الحاضر والمستقبل ومشاكلهما. إنها رؤية صادرة عن وعي مزيف مسلوب، وعي يجسم ظاهرة "الاغتراب في الماضي" بكل ما في هذه الظاهرة من آفاق سلبية وأبعاد رجعية.


وإلى جانب هذا التيار التقليدي المنغلق أفرزت مدارس أخرى، تياراً ثقافياً وطنياً تحديثياً ينظر إلى الثقافة الوطنية على أنها لا تعني الاغتراب في الماضي وهذا تطرف أخر خطره كالأول




لنخلص بان الثقافة الوطنية يجب أن تهتم بالماضي حقاً، ولكن لا من أجل أن تجعل منه الحقيقة الداعمة، ، من أجل أن نربط بين ما هو صادق فيه وأصيل، وبين معاناتنا وتجاربنا الحاضرة، كل ذلك يصنع كما قلت في بداية حديثي مجموعة من مثقفين متوسطين يرغبون بالشهرة السريعة، فيقفزون إلى مؤتمرات ومهرجانات شعبية. وترتب لهم قراءات في مهرجانات ثقافية في الساحات فتنتج رئوية ضبابية لمجتمع أبتعد عن بناء نفسه.




الثقافة الوطنية ومكافحة الفساد:
قضية مكافحة الفساد ليست مقتصرة على الجهاز الرسمي، وليست فقط محصورة في القطاع الحكومي، بل هي واجب على كل فرد في المجتمع.




المؤتمرات الدولية لمكافحة الفساد واللجان الوطنية للنزاهة والشفافية في العالم تهدف ضمن أجندتها إلى  إشاعة روح مكافحة الفساد في المجتمع، وبث هذه الثقافة بصورة أوسع، فمكافحة الفساد ليست مجرد قرارات تتخذ أو تشريعات تعتمد، وان كان هذا الأمر مهما للغاية، لكن قبل ذلك تربية وثقافة من المهم غرسها في أفراد المجتمع والأجيال المقبلة..




الفساد ليس فقط في الجهاز الحكومي بأن يسرق المال أو تستغل الوظيفة، وان كانت هذه صور واضحة، وتتبادر للأذهان إذا ما ذكر الفساد، لكن هناك صوراً أخرى للفساد ربما الكثيرون منا لا يعيرون لها بالا، فالطفل الذي يتربى على رؤية والديه يعتديان على حقوق الآخرين أليس في ذلك فساد..؟!! والطفل الذي يرى مدرسه يأخذ راتبا دون أن يؤدي ما عليه من مهام أليس في ذلك فساد..؟!! والطفل الذي يرى والده أو شقيقه يستخدم ممتلكات الدولة دون وجه حق أليس في ذلك فساد..؟!! والطفل الذي يرى والده يحلل ويحرم ما يتناسب مع مصالحه أليس ذلك بفساد..؟!! والطفل الذي يتربى على كره العلم ونشيد الجمهوري أليس ذلك بفساد..؟!! والطفل الذي يتربى على كره المرأة وتحديد مهامها من وجهة نظر أحادية ذكورية أليس بفساد..؟!! والطفل الذي يتربى على مساعدة والده في قطع الطريق أليس بفساد..؟!!




 وبالأخير نأتي بكل بساطة وندعو الشباب لمناهضة الفساد وننسى أن نزرع ثقافة رفض الفساد في أبنائنا حتى نحمي مجتمعنا من هذه الآفة، التي إذا ما ظهرت في أي مجتمع أهلكته، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهناأنا لاأنتقد التوجه الحميد من قبل الدولة حين أنشئت هيئة مكافحة الفساد بكل الخطوط الحمراء المدرجة في أجندتها، فهذا التوجه الرسمي نريد تدعيمه من قبل الأفراد ومن قبل الأسر عبر تربية أبنائنا على رفض الفساد أيا كان نوعه، وأيا كانت صوره، وان نعزز روح المساءلة حتى بيننا كأفراد وداخل الأسرة، وان نشيع ثقافة مكافحة الفساد في مجتمعنا، فهذه الثقافة إذا ما ترجمناها على ارض الواقع في سلوكياتنا ستكون مصدر حماية لمجتمعنا من أي انحراف قد يحدث من قبل البعض، خاصة أننا لا نعيش في مجتمع مثالي خال من أي سلبيات، المهم أن نرفض هذه السلبيات ونكافحها عمليا.




غياب المرأة عن ساحة الثقافة الوطنية:
تعتبر المرأة النبع الأول الذي يستقي منه الطفل ثقافته الوطنية والولاء الوطني من خلال منظومة القيم والأخلاق.
هذه هي أهم المجالات والوسائل التي ينبغي للمرأة التركيز عليها لتعزيز المواطنة الصالحة وحب الوطن..
والدرس الأول حول الوطن والمواطنة والانتماء الوطني وخلق ثقافة وطنية, وبأنه أمانة ومسؤولية ومحبة وتعاون وإخلاص.. الولاء الوطني ينطلق من الولاء لله ورسوله, الولاء للوطن و ليس شعارات جوفاء, بل هو عقيدة وإيمان, يرضعه الطفل مع حليب الأم.




 فدور الأم مهم في عملية التنشئة الوطنية وبالتالي غرس الثقافة الوطنية وخلق روح الولاء، وذلك لكونها المحيط الأول الذي ينشأ فيه الطفل ويقضي فيه معظم وقته إن لم يكن كله, فعن طريق الأم... أهم أركان الأسرة والمنتجة للشقي الأسرة من ذكر وأنثى يبدأ الطفل كان ذكر أو أنثى التعرف على ذاته الاجتماعية, ومنها يستمد وعيه ومنظومته القيمة, كما تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية التي تعني بالتماسك الاجتماعي لكونها مصدراً لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الوطنية, ومعززة للمُثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تقوم بت في تربية النشء.




ولا يصح للأسرة متمثلة بقائديها الرجل والمرأة  الاتكال على المدرسة أو على المؤسسة التربوية الأخرى لتوجيه الأبناء وتعويدهم على مقومات المواطنة الصالحة, وعندما يكون لدينا مجتمع تتكامل فيه مسؤوليات الأسرة مع المسؤوليات التربوية للمؤسسات التعليمية وتشترك فيه الأسرة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في أخذ زمام المسؤولية في هذا المجال, نستطيع بذلك أن نكون ثقافة وطنية صحيحة.




وهناك مثل أحب أن أردده دوما حفظته من جدتي كلما أتيت شاكية واقع الحال و تقاعس الرجل في زماننا هذا يسكتني دوما (أين المرأة مذكرة الرجال) مذكر تني بأن المرأة الحاكمة الوحيدة التى أشاد بها قرأننا الكريم من اليمن... والمرأة الوحيدة التي أشاد بها القران من حيث تطبيق الشورى هي من اليمن.. والمرأة الوحيدة التي تنجب من قال فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن ألين قلوبا وأرق أفئدة من اليمن... فعندما غابت المرأة غابت ثقافتنا الوطنية.




 المرأة  اليوم تدور في داوئرعجيبة من دائرة المحرمات إلى دائرة الحقوق والحريات إلى دائرة الانتاج والانشغال بلقمة العيش ليعطل دورها التربوي ويدفع بها لتنشغل بتفاصيل بعيدة كل البعد عن الحفاظ عن المؤسسة الأسرية وبالتالي تغيب أمور كثيرة منها مانحن بصدده اليوم  إحداها وهي الثقافة الوطنية.
وبعد،
دعوة للأمهات اليمن بضرورة تبني مشروع الثقافة الوطنية:
أرجو أن تتسع صدوركم لدعوتي للأمهات اليمن بأن تتبنى مشروع الثقافة الوطنية، إذ يصعب على أي أحدا منكم إن ذكرت الأمهات إلا يتذكر أمه، وألاّ يستحضره وجهها  بذاكرته ألان وأنا أخاطبها، لو أن أمي وأم كل شخص هنا لطلبت منها أن تعيد عليكم الحكايا التي لم تكتبها لأنها لم تعرف الكتابة، وبرغم ذلك أصبحنا نقراء ونكتب كما أرادت، إلا أن ذلك لن يعوضنا عما كان يمكن أن يكون لو أن أمي وسواها كتبن ما كن يعرفن أو لو أنهن عرفن أكثر، لو أنهن هنا لطلبت منها أن تعيد عليكم ما علمتني وعلمتكم  عن الثورة والوطن والعشق. 




ونردد أنا وهن قصيدة أبو قاسم ألشابي :
وأُعْلِنَ في الكـــــــــونِ أنَّ الطّموحَ ..... لهيبُ الحَيَـــــــــــاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَيـــــــــــــــاةِ النُّفوسُ ..... فلا بُدَّ أنْ يســـــــــــــتجيبَ القَدَرْ
وننطلق بمشروع الثقافة الوطنية لنبني اليمن الموحد...

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
صالح أحمـد النجـــار (ضيف)
11-05-2010
مقال ماشاء الله عليك متكامل شامل مشكورة اختي العزيزة وربنا معاك دمتي ودام قلمك ولا تنسى المثل حق جدتك أين المرأة مذكرة الرجال ،،وسلامتكم

واحد من الناس (ضيف)
11-05-2010
بسم الله واتمنى ان لا يكون تعليقي مخالف لمايراه المشرفون على الموقع لانى علقت على المليونيه والضاهر ما اعجبهم الكلام اختى الفاضله لقد حددتى اهم مرتكازة هذا الشعب وكما يقول المثل لا حياة لمن تنادى الجهل هو الجهل ولكن رحم الله ابراهيم الحمدى في خطاب ذمار ماذا كان يهدف بمعهد المعلمين وتحياتى الخلط بين الهوية الوطنية والهوية القبلية والمذهبية: اليوم نعيش ثقافة تعصبية قبلية مذهبية غريبة والأغرب منها هي التعريفات والأهداف الذي يمضي بها مناشديها، والتي تصب كلها في اتجاه أدلجة تلك الثقافة؛ أي اعتبارها مجموعة من المعايير الصارمة التي يجب على المرء أن يلتزمها حين يكون منتمي إلى قبلية أو طائفة مذهبية أو مناطقية وهي معايير تتركز في تنميط بناء العلاقات الاجتماعية وفقا للشكل القبلي أو المذهبي أو العشائري، وتحديد نوعية الخطاب والمظهر الخارجي وتوصيف \"المرجعية التراثية\" التي يجب أن يستند إليها المرء عند هؤلاء و تحديده الواجبات \"الأصولية\" التي عليه أن يؤديها تجاه محيطه القبلي أو المذهبي أو المناطقي في مجموعة القيم. وهذا المفهوم للثقافة الوطنية ينعكس بالعصبية الجاهلية التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف وهكذا، فالثقافة الوطنية ليست \"أيديولوجيا\"، والاتجاه لأدلجتها هو تحريف لها. وعمل \"لا وطني\" بامتياز، لأنه يبث الفرقة في المجتمع، ويعمل على تعطيل طاقات جزء كبير من أفراده حين يعتبرهم غير منتمين للوطن اليمني وثقافته. ولا تغرنكم تلك النفخة في الحديث عن \"الدفاع عن أصالة الثقافة المناطقية أو المذهبية\"، فالذي يحب وطنه ويريد أن يدافع عنه عليه أن يحشد له الطاقات العاملة والكفؤة، لا أن يسعى إلى تدميرهم، ويعمل حثيثاً على العودة بالبلاد مائة عام إلى الوراء!



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)