رفضت محكمة "بونا" الهندية صباح الخميس طلباً لشرطة "بونا" بتمديد التحقيقات مع الطالب اليمني ياسر العواضي- المعتقل منذ الخميس الماضي- وقضى رئيس المحكمة ببراءة "العواضي" بعد عجز الشرطة عن تقديم أدلة إدانه، وكذلك بفتح التحقيقات مع قسم الشرطة على خلفية اتهامه "العواضي" زوراً، واعتقاله دون سند قانوني.

وأفادت مصادر في "بونا": أنه في تمام السّاعة الحادي عشر صباح يوم الخميس الموافق الثاني والعشرون من شهر ابريل للعام 2010, بدأ الطلاّب اليمنيين بالتوافد الى المحكمة، وكان أوّل الحاضرين أحد ممثّلي القنصلية اليمنيّة, استعداداً لحضور الجلسة الثّالثة من محاكمة طالب الماجستير ياسر العواضي، والتي كان الجميع يترقب فيها الأدلة التي وعدت الشّرطة بتقديمها لهيئة المحكمة كدليل اثبات على تورط "العواضي" بتزوير إقامة طالب كيني، طبقاً للالتماس الذي قدمته لرئاسة المحكمة في جلسة الاثنين الماضي، والذي على أساسه تم تأجيل الحكم حتى جلسة الخميس.

واضافت المصادر: أنه عندما بدأت الجلسة الثالثة تبين أن الشرطة لا تمتلك أي دليل لإدانة ياسر العواضي، وقد طلبت من رئاسة المحكمة تمديد التحقيقات مرّة ثانية, لكن المحكمة رفضت التّمديد، وأصدرت حكمها القاضي ببراءة الطالب اليمني "العواضي"، وإحالته إلى السّجن المركزي التّابع للمحكمة لإتمام إجراءات الإفراج عنه بكفالة ماليّة أو بضمانة شخصيّة.. كما قضت بفتح التحقيقات مع قسم الشرطة.

وأكدت المصادر: قيام الأستاذ أحمد سبأ- الممثّل للقنصلية اليمنية- بكفالة الأخ ياسر العواضي، غير أن إجراءات الافراج عنه لم تكتمل بسبب ضيق الوقت وانتهاء الدّوام الرسمي، وسيتم إكمال باقي الإجراءات غدًا الجمعة الموافق الثالث والعشرون من شهر ابريل للعام 2010.

وبحسب مصادر  فإن المحكمة ستبدأ بالنظر في قضية الضابط الفاسد الذي يقف وراء اعتقال "العواضي"، والذي اشيع انه هو من قام بتزوير الإقامة للطالب الافريقي، غير أنه وبعد افتضاح الأمر حاول ان يلبس التهمة للطالب ياسر العواضي، ولكن وقوف زملائه معه من خلال حضورهم الحاشد في قاعة المحكمة، وكذلك حضور ممثل القنصلية اليمنية أحال دون تمكين الشرطة من الضغط عليه، أو الالتفاف غير القانوني على قضيته.

الطلاب اليمنيون في الهند أعربوا عن سعادتهم ببراءة زميلهم ياسر العواضي، كما وجهوا عظيم شكرهم وتقديرهم للبعثة الدبلوماسية اليمنية والدائرة القنصلية على حرصها لارسال ممثل رسمي لحضور جلسة المحاكمة، وتطوعها لكفالة الطالب العواضي من أجل الافراج عنه، معتبرين ذلك ترجمة عملية لحرص الدولة اليمنية على سلامة رعاياها في الخارج، ومناصرة قضاياهم الحقوقية.

وأكد الطلاب: أن هذا الحادث الذي تعرض لهم زميلهم "العواضي"، ورغم ما تسبب به من ألم له ولزملائه، إلاّ أنه جسد من جهة ثانية قوة التلاحم بين أبناء الوطن اليمني، ومدى متانة أواصر المحبة والتآخي التي بامكان ابناء اليمن من خلالها قهر كل التحديات والصعاب التي تواجههم.

كما أشاروا إلى أن ثقتهم ببراءة زميلهم "العواضي" كانت نابعة من ثقتهم بأن أبناء اليمن خير من يمثلون بلدهم وأخلاق شعبهم الفاضلة، التي لا تسمح بممارسة الأعمال المخلة بالقوانين والأنظمة والتي تسيء لسمعتهم وسمعة بلادهم.

أسرة تحرير "شبكة اخبار الجنوب" تهنيء الطالب ياسر العواضي بالبراءة، وتهني زملائه على اللوحة الوحدوية التي رسموها في موقفهم التضامني المشرف مع زميلهم، كما تثمن للأخوة في البعثة الدبلوماسية اليمنية حرصهم على الوقوف بجانب الطالب ومساعدته في الانتصار لحقوقه...