يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 04-أبريل-2010
شبكة أخبار الجنوب - احمد الاسودي شبكة اخبار الجنوب - عبد الناصر المملوح -
 

عضو شورى حزب الإصلاح المهندس احمد قائد الأسودي من المفكرين اليمنيين البارزين الذين لم يعطوا مكانتهم وموقعهم الحقيقي حتى داخل حزبه “الإصلاح”.. لم يحصل على مكانته المستحقة هو وكما يقول عن نفسه منسياً من كل القوائم.. إلا أنه وفقا للواقع كاتب وباحث يدعو للتجديد وللتفكير بلا حدود، له سلسلة إصدارات حملت ذات العنوان وله العديد من الندوات والمحاضرات في ذات الفكر والمنطق أسس “مركز القرن الواحد والعشرين للتجديد والتنمية”.. منظمة مدنية طوعية تعمل في مجال الثقافة والفكر والتأهيل ونشر ثقافة المشروع واكتشاف الجديد.
بدأ حوارنا معه مبتسما وسرعان ما تلاشت ابتسامته لتحل محلها تنهدات تترجمت في ثنايا الحوار إلى رؤى ثاقبة وطرح جريء لعل حزب الإصلاح وكذا المشترك والسلطة ايضا يستفيدون منها.4



* بداية ممكن تطلعنا ولو بإيجاز عن مراحلك التعليمية وصولاً الى تكوينك الثقافي والفكري؟
- البداية جاءت من القرية “الأدايم” تعلمنا فيها الأبجدية والقرآن الكريم على يد المربي الفاضل والذي لا يزال حياً يرزق الأديب والشاعر فارع عبده فارع، وكان عمي هو المتبني لهذه المدرسة.
* ماذا عن دراستك الأساسية ؟
- مطلع الستينات انتقل والدي للعيش في عدن إلى عام 69 وهناك درست الى أول ثانوي ثم عدت الى مدينة تعز واكملت فيها الثانوية.. وعام 72 سافرت المملكة العربية السعودية للدراسة الجامعية.
* حصلت على منحة أم على نفقتك الشخصية؟
- منحة.. جامعة فهد للبترول والمعادن اعطت بلادنا في ذلك الحين منحتين، أعطاني الوزير احمد جابر العفيف “رحمه الله” واحدة والأخرى لشخص آخر معروف معه.. والحمد لله درسنا الجامعة هندسة مدنية وتخرجت منها عام 78م وعلى الفور عدت الى اليمن.
بدايتي مع القاعدة
* وعندما سئل عن بداية التحاقه بالعمل التنظيمي والسياسي.. أجاب:
- في النصف الثاني من عقد الستينات وأنا في مدينة عدن وثورة 14 اكتوبر تسير نحو النصر والعمل الوطني يتدفق حماسا في صفوف الشباب انضميت الى صفوف منظمة “القاعدة الطلابية”.. هذا كان اسمها ولا علاقة لها بقاعدة اليوم “قالها ضاحكا” وكانت تابعة لجبهة التحرير.
* من دفعك نحو هذه المنظمة.. نحو جبهة التحرير؟
- شباب في المدرسة التي أدرس فيها وهم في الصفوف العليا كانوا أعضاء في المنظمة ونجحوا في إقناعنا بالانضمام.. واذكر منهم اثنين من منطقة ماوية واحد اسمه علي حسن، هذا الشخص بعد أن خرجنا الى تعز هربا من الجبهة القومية لم أعد أسمع عنه شيئا.. والشخص الآخر لا يحضرني اسمه الآن كان يتباهى او يظهر نفسه على أنه شخص عادي ويمارس أعمالاً شكلية بسيطة لكنه في الواقع كان قيادياً في هذه المجموعة (القاعدة الطلابية).
أنا والإخوان المسلمين
* عدد من الشباب الذين التحقوا في البداية بجبهة التحرير انتقلوا فيما بعد الى الطرف الآخر الجبهة القومية.. ما الذي صدك عن الانتماء إلى الجبهة القومية؟
- بصراحة المسألة بالنسبة لي ذلك الحين لم تكن انتماءات بقدر ما هي الرغبة في النضال، ومع ذلك لم استمر طويلا مع منظمة “القاعدة الطلابية” حيث انتميت الى التوجه الإسلامي.
* متى التحقت بتنظيم الإخوان المسلمين.. وأين؟
- في عدن في نفس الفترة 67-68.. كان معنا هناك مركز إسلامي يقوده الأستاذ عمر طرموم، وكان من بين أعضائه الشباب وهم أكبر منا سنا الأستاذ هود باعباد.
* من هو صاحب الدور البارز في انتقالك من جبهة التحرير الى جماعة الأخوان المسلمين؟
- أنا قلت لك العمل في بداياته كان عفويا.. تلقائيا ومع ذلك تستطيع تقول أن الأستاذ عمر طرموم هو صاحب الدور الأكبر، ويأتي بعده الأستاذ محمد عبدالرب جابر، فضلا عن والدي الذي جاء انتمائي للإخوان موافقا هواه.
أسسنا الأنشودة
* هناك من الشباب الذين التحقوا بجماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات كانت لهم انتقادات على عمل الجماعة.. فهي من وجهة نظرهم ومن حيث تأسيسها سلفية ظاهرية نصية؟
- أيش من سلفية وما سلفية.. السلفية جاءت حديثا.
* ومن الانتقادات أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن منشغلة بالعمل العام..؟
- من قال لك.. بالعكس من كان يقود العمل العام غير الإسلاميين؟!!.
* في الثمانينات لم يكن لجماعة الإخوان- التي كانت تعمل كتنظيم سري- وجود في النقابات؟
- أصلا النقابات في ذلك الحين كانت محصورة في نطاق ضيق.
* مجالات الأدب والفن.. هذه المجالات كانت تتعامل معها الجماعة كما لو أنها مناطق محرمة؟
- فيما يتعلق بمجال الغناء الماجن فقط.. أما دون ذلك فهذا الكلام غير صحيح بل عندما كنا ندرس في تعز كان نشاطنا في الأنشودة الإسلامية بارزاً وملفتاً بل نحن أول من أطلق الأنشودة الإسلامية في العالم الإسلامي أجمع لتنتشر بعد ذلك في سوريا ولبنان ودول عربية وإسلامية أخرى.
الناصري غير موجود
* أستاذي.. فترة المراهقة او بالأصح سنوات شبابك الأولى قضيتها في تعز حيث كان المد الناصري يجوب شوارعها وقراها.. ما الذي حال بينك وبينهم سيما وأنك لم تكن قد تعمقت في تنظيم الإخوان؟
- لم أر الناصري أصلا.. الموجود كان عبارة عن حب جماهيري لعبد الناصر.. كان أبي يحبه كثيرا ولكن سرعان ما تحول هذا الحب الى كره شديد بعد أن قُتل سيد قطب.
* لم تر الناصري.. ماذا تقصد؟
- يعني ما كانش للناصري وجود بالمعنى التنظيمي في عدن؟
* أنا أسألك عن الناصري في تعز؟
- وفي تعز ايضا كان عبارة عن تكتلات لا يصدقون أحداً.. كانوا فقط عبارة عن مجموعة من الشباب الهائج يقاوم الآخر أيا كان هذا الآخر.
* لم أفهم.. ماذا تقصد بـ”شباب هائج”؟
- يعني ما كانش لهم وجود بالمعنى الاستقطابي.
* فكرياً.. ألم يستهوك الفكر الناصري؟
- ما كانش لهم فكر واضح.. لم نقرأ لهم شيئا.. لكن بعد.. في فترات لاحقة وبعد فترة طويلة ظهرت لهم أفكار.
* أسمح لي استاذي.. كثيرة هي الكتب الناصرية؟
- هذه الكتب لم تكن أكثر من تمجيد في الناصرية.. وإن كان هناك فكر فهو محصور في نطاق ضيق جدا.. أما على مستوى الساحة ما كناش نشوف أو نلاحظ شيئاً يحمل فكراً.. لا ندوات.. لا كذا ولا كذا.. ايضا لا تنس أنه ما كانش الوضع يسمح بالظهور لا للناصريين ولا للأخوان المسلمين أكثر مما كان حاصلا.
انحسار اليسار
* وعندما سئل عن أسباب انحسار التيار اليساري في اليمن لصالح التيار الإسلامي.. كانت إجابته كالتالي؟
- لكل شيء عمر يا أخي.. لما يبلغ الشيء مداه لا بد أن يتوقف وإذا ما توقف يبدأ الانحسار شيئا فشيئا.
* ومن أسباب انحسارهم وفقا لمحللين.. أنهم أتوا بمعتقدات مناقضة للفطرة اليمنية؟
- أنا في كتابي “الحاكم” تناولت ثقافة الاجتثاث.. حيث كان القوميون العرب يريدون اجتثاث الفكر الآخر ليحلوا محله.. وكان الناصريون كذلك، يريدون أن يجتثوا الفكر الآخر ليحلوا محله وهذا مستحيل.. الاجتثاث ترفضه الفطرة الإنسانية ويبقى الحوار والمناقشات هما الأنسب.
توافق المؤتمر والمشترك
* توقع الأمين العام لحزب الاصلاح الأستاذ عبدالوهاب الآنسي في تقريره المقدم اليكم.. إلى مجلس شورى الاصلاح التوافق الشامل بين الحزب الحاكم واحزاب المشترك على تنفيذ اتفاق فبراير في ظل ما قال انها ضغوط داخلية ودولية مهتمة بالشأن اليمني لاجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في موعدها.. ما رأيك؟
- أمر وارد سيما والاصلاح يجنح دائماً إلى الاشكال التوافقية.
* وماذا عن الجانب الآخر.. الحزب الحاكم؟
- التوافق واجراء الانتخابات في موعدها أمر وارد في عشية وضحاها.. والرئيس لديه مرونة غير عادية ليقلب موقفه من صفر إلى 180 درجة.
* وهذه ميزة للرئيس.. يعني صفة ايجابية؟
- بالطبع.. المرونة شيء ايجابي والاصلاح هو الآخر كحزب عنده تقبل لمسايرة الواقع.
* ماذا تقصد؟
- الاصلاح في تعصبه لا يصل إلى درجة ان يتصادم مع رئيس الجمهورية، فالتوافق واجراء الانتخابات القادمة في موعدها أمر ممكن حدوثه.. بحيث تستوعب الفترة المتبقية ما أمكن تنفيذه من اتفاق فبراير، وممكن تحصل توافقات تستوجب اضافة بنود أخرى جديدة.
* إذا كان الاصلاح متجاوباً لمسايرة الواقع في اللحظات الأخيرة.. فماذا عن بقية حلفائه في اللقاء المشترك؟
- في المشترك بروتوكولات متفق عليها، الشيء الذي يخصك في موقفك الخاص كحزب أنت حر فيه، لذا تحصل للاشتراكي أحياناً مواقف خاصة به خارجة عن قناعات الاصلاح.
* لكن ماذا عن القرار السياسي للمشترك والذي بموجبه يشارك المشترك بكامل أحزابه في الانتخابات.. ما مدى تجاوب الاشتراكي مع الاصلاح؟
- بصراحة الاشتراكي الآن بقيادة الدكتور ياسين سعيد نعمان تحكمه عقلية وحكمة غير عادية ولن يجنح الناس إلى التصادمات.
المشترك تصعيد اعلامي
* يرى مراقبون ان أحزاب المشترك تتعاطى مع الحوار وكأن هناك خصومات عدائية بينها وبين الطرف الآخر؟
- لا.. لا.. مش بهذا الشكل.
* بأي شكل إذاً؟
- هي تصعيدات خارجية.
* من قبل من ؟
- أقصد انها تصعيدات من باب الفعل ورد الفعل فضلا عن انها محصورة في النطاق الإعلامي.
* وجوهرياً؟
- لا.. لا أتوقع ذلك، وقت الجد كل هذه الأشياء.. كل هذه التصعيدات تتلاشى.
* منتصف الشهر الفائت المشترك دعا انصاره إلى الاعتصامات تنديداً لما أسماه (عسكرة المدن في المحافظات الجنوبية).. ما رأيك؟
- هي ضرورة من ضرورات إشراك الجماهير في المواقف حتى لا تبقى القضية محصورة في اعداد محدودة من المحاورين والمناورين.
* المسألة تتعلق بقضايا مصيرية.. بعض مديريات المحافظات الجنوبية شهدت أعمالاً تخريبية فوضوية.. جرائم قتل ونهب ممتلكات واقلاق السكينة العامة؟
- هذه الأمور تحلها أجهزة الأمن وليست العسكرة، المسألة تحتاج أمناً فقط.
* لكن المشترك يطالب برفع النقاط الأمنية.. فهل أنت مع رفعها؟
- بقاء النقاط الأمنية ضرورة ليس في المحافظات والمدن الجنوبية وحسب وانما في عموم الوطن.. التواجد الأمني ضرورة في كل مكان وفي كل الدول، أما الثكنات العسكرية لا.. حتى هنا في صنعاء نريد إخلاءها من المعسكرات بحيث يتم نقلها إلى خارج المدينة.
لجنة التشاور ومجلس التضامن
* بعد التوقيع على اتفاق فبراير 2009م اتجهت قيادات المشترك أو بعضها نحو إنشاء ما يسمى بلجنة التشاور الوطني.. مراقبون اعتبروها سوء نية من قبل هؤلاء ومحاولة منهم الالتفاف على اتفاق فبراير؟
- شوف.. إذا لم يعمل المشترك مثل هذه الخطوات سوف يضمحل ويموت.. لازم يقدم للأمة مشاريع انتقالية وبدائل ومعالجات.. لازم ينتقل خطوات تالية ما لم سيضمحل ويموت.
* لكننا لم نرك في هذا الكيان “لجنة الحوار” أو حتى في فعالياته؟
- أنا لست في اية قائمة..
* لماذا؟
- لا أعرف.
* وأين أنت من مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه الشيخ حسين الأحمر؟
- لا أعرف عنه شيئاً إلا ما أقرأه عنه في الصحف.
* لجنة الحوار الوطني رئيسها الأستاذ باسندوة وأمينها العام الشيخ حميد الأحمر ضمت من مختلف أحزاب المشترك، وكذلك مجلس التضامن الوطني ضم شخصيات بارزة قبلية وسياسية من المشترك ومن المؤتمر الشعبي العام.. لماذا لم يوجهوا لك دعوة انضمام؟
- أنا من الأسماء المنسية من كل القوائم.. الذين يعدون أو يجهزون القوائم يحددون من يريدون، ورغم أنني على اتصال دائم مع هؤلاء جميعاً لكن وقت الدعوات محدش يدعونا.
* يمكن لديهم معايير معينة.. الجانب القبلي، الوزن السياسي....الخ؟
- ربما انهم يدرسون حجم الشخص ووزنه كم؟!.. والى أي مدى سيكون طيعاً؟! ولكن حقيقة لا ادري ما هي المعايير؟!! المهم أنني لم استقبل ولم تصلني أية دعوة.. أنا كما قلت لك منسي من كل القوائم.. مش قوائم لجنة الحوار أو مجلس التضامن بل وفي فعاليات المشترك وقوائمه ايضا لا تصلني أية دعوة.
* حتى المشترك.. لماذا.. أولست قيادياً فيه وعضو مجلس شورى أكبر أحزابه؟
- لا أعلم.. احياناً اسألهم يقولون لي قد عملنا اعلان، طيب أنا عضو في التنظيم، عضو مجلس شورى وأريد أقوم بعمل في هذه الفعالية أو تلك مش يكون حضوري مثل حضور أي مواطن عادي.
* قد تكون من النوع العصي عن التطويع وفقاً لما يريده البعض؟
- لا.. بالعكس “قالها ضاحكاً”.
* أفهم من كلامك ان هذا الأسلوب في التعامل مع القيادات معيب في حق الاصلاح وفي حق المشترك بشكل عام؟
- طبعاً.. لا يجوز العمل بهذا الأسلوب.
لست راضياً
* بصراحة هل انت راضٍ عن دوركم كأعضاء مجلس شورى الاصلاح في صناعة القرار السياسي داخل التنظيم؟
- لا مش راضي.
* لماذا؟
- الأسلوب المتبع في إدارة الشورى عندنا تقليدي.. تستمع إلى قراءات الانجازات وتعطي رأيك فيها، واذا فيه مستجدات تعطي رأياً عاماً في المستجدات ثم ينزل البيان.. يعني الفعل الشوروي لم يتبلور بالشكل المطلوب.
* والمفروض؟
- المفروض في الاصلاح ان يكون الوضع متناسباً مع الأداءات الاسلامية، على سبيل المثال الصلاة المفروضة خمس في اليوم والليلة، وفي كل صلاة يجتمع المسلمون وتكون هناك آراء جديدة، طبعاً انا لا اقول نجتمع كل يوم هذا صعب لكن لماذا لا نجتمع مرة في الأسبوع مرة في الشهر، اما اجتماع واحد خلال الستة الاشهر وهذا الاجتماع لا يتجاوز العشر الساعات اقسمها على 7 أشهر، معنى ذلك سيكون لكل شهر معدل ساعة واحدة.
* هذا بالنسبة لعمل الشورى فماذا عن طريقة صنع القرار داخل الاصلاح.. هل انت راضٍ؟
- الحد الأدنى موجود لكن ليس هذا هو الحد الطموح الذي نريده.
الاصلاح والتجديد
* وانت احد ابرز المشتغلين بالتجديد يقال وفقا لمراقبين ودارسين ان الاصلاح فكرا هو الامتداد الطبيعي لمدرسة التجديد الدينية والفكرية؟
- أنا مقتنع بهذا الامر إلى حد كبير لكن حقيقة لم يتبلور ذلك بشكل تنظيرات.. لم تطرح قواعد تنظيرية بقدر ما هي ممارسات ثقافية تأثيرية عامة، لذلك لا نمتلك إلى اليوم افكارا ترتكز على الجانب التجديدي.
* داخل حزب الاصلاح؟
- نعم.. في الثمانينات وعندما كان الاصلاح لا يزال “الاخوان المسلمين” طرحت افكار تشدد على ضرورة ان تحصل نقلة جديدة في معايير مختلفة.. نقلة جديدة من حيث الفكر ومن حيث الواقع، لكن حصلت الخلافات بين عبدالملك منصور ومن معه من جهة والطرف الآخر من جهة أخرى وتأجلت الفكرة.
ومع قيام الوحدة واعلان التعددية السياسية مطلع التسعينات اعلن الاصلاح عن نفسه حزباً سياسياً والانتقال من السرية إلى العلنية، لا شك أنه سيمر بمخاض عسير خصوصا وانه ما كانش معد له من قبل إعداداً كاملاً، لكن الفكرة كانت موجودة انه لا بد ان نظهر ظهوراً جديداً، وفعلا انتقلنا إلى العلن واصبحنا حزباً سياسياً معلناً وحصلنا زخماً غير عادي لكن التكيف التام كان بحاجة إلى وقت.
* وهذا ما يؤكد صحة ما قاله مراقبون بأن الاصلاح ظل أسيراً أو انه في منزله بين منزلتين الحركة والحزب.. السرية والعلنية؟
- مش بين منزلتين وانما هو جمع بين الحركة والحزب.. الاخوان المسلمين في الاصلاح عبارة عن الترس الرئيس الذي يدير عجلة الحزب.
وحتى لا يتناثر الترس وحتى لا تتخرم سنونه وتصبح دورته بطيئة وغير ذات جدوى كان لا بد من التماسك وهذا يستلزم الابقاء على بعض المفاهيم.
توقف الإصلاح
* لكن اليوم يلاحظ على حزب الاصلاح جمود وتراجع المدرسة التجديدية جمودا وتراجعا كبيرين على الصعيدين الديني والفكري؟
- أنا معك بس مش التجديدية، هناك فرق بين التجديدية والجديد.. فارق كبير، يفترض ان يشتغل الناس في اكتشاف الجديد الذي بالتأكيد إذا وجد سيفرض حالة التجديد في الساحة، لكن بقوا يشتغلون في التجديد اللي هو الخطوة التالية فيما الخطوة الاولى اللي هي الجديد مش موجودة وبالتالي اصبحت العملية عائمة ليس لها اطراف.
* من اسباب تراجع المدرسة التجديدية داخل حزب الاصلاح وفقا للدارسين التأثير الكبير لأفكار المدرسة السلفية النجدية التي استطاعت ان توجد لها أنصاراً ومحاربين على الساحة الدينية اليمنية؟
- شوف يا أخي غالبا انت عندما لا تنتج تستورد فغياب انتاج الجديد جعل الناس أو ابقاهم يتطلعون نحو الخارج، يتلفتون هنا وهناك اين سيجدون هذا الجديد الآخر، وبمثل ما ان فكرة الاخوان المسلمين جاءت من مصر جاءتنا افكار أخرى من أماكن أخرى.. جاءنا شيء من الفكر السلفي من السعودية عبر الشباب الذين درسوا هناك، وبالتالي لا نستطيع نقول انها ارتكزت على شيء واحد لكن تكونت مدارس محلية ذات امتداد وهذه مشكلتنا الحقيقية، وهي مشكلة الواقع اليمني بشكل عام اننا لم ننتج مع ان الاصلاح حاول ويحاول ان يعمل له نهجا مستقلا.
* إلى اين وصل؟
- هو في طريقه إلى النجاح.
* يعني لم ينجح بعد؟
- لا.. أصلاً لا نهاية للنجاح.
خطأ الإصلاح
* بشكل عام.. هناك العديد من العوامل تشوب عمل الإصلاح كحزب سياسي أو لنقل إنها تعيق تطوره؟
- أكبر خطأ في الإصلاح منذ نشأته إلى اليوم – خطأ واحد واستراتيجي- أنه لم يتخذ قرار الحكم.. إذا اتخذ قرار أن يحكم وينافس على أسس أن يحكم ستختلف كل أساليبه وطرق عمله.






* يعني رغم كل هذا العمل وكل هذا الضجيج من قبل الإصلاح إلا أنه لا يسعى للحكم؟
- كل هذا ثقافة عامة.
* تقصد أن الإصلاح يريد أن يبقى جماعة ضغط فقط؟
- هذا هو المتاح له.. وإذا خرج من هذا الطور سيقطف رأسه.
* من قبل من؟
- من قبل الوضع العام.. من قبل الواقع.. والإصلاح يعرف هذا الكلام جيداً.. هو عارف حدوده فين.. ولكن أنا أرى أنه على الأقل لازم يعمل برنامج آخر موازٍ، لأن الأوضاع السياسية المحلية والأقليمية والدولية لن تستمر طويلا.. ستتغير.
ونقطة مهمة لازم تعرفها: الإصلاح الآن يركز على أن يحكم البلاد ناس صالحون بغض النظر عمن يكون، لذا عندما رأوا أن علي عبدالله صالح هو الأصلح دعموه إلى أقصى حد، وإذا وجدوا في المشترك والأشياء الأخرى أنها الأصلح سيدعمونها.
* تقصد أن الإصلاح إلى حد الآن لم يجد من هو أصلح من علي عبدالله صالح للحكم؟
- أصلا علي عبدالله صالح ماعادوش راضي بوقوفهم معه، بل هو الآن رافض وقوفهم معه.
السياسي والمثقف
* الملاحظ اليوم في العمل السياسي للإصلاحيين هو استباق الممارسة السياسية للمرجعية الفكرية.. ما رأيك؟
- مش فاهم قصدك.
* السياسي داخل حزب الإصلاح يقود الفكر؟
- مسألة الفصل بين السياسي والفكري خطأ كبير.. السياسي لازم يكون جزءاً من الفكري أساسا، وقد تجد الفكري والسياسي مجتمعين في إطار واحد، بل ان كثيراً من الذين يتصدرون العمل السياسي هم ايضا مفكرون.
* بالنسبة للإصلاح.. من الذي يقود الآخر: السياسي أم المفكر؟
- لا تستطيع تقول إن السياسي هو من يقود الحزب ولكن السياسي هو المؤثر الأكثر.. وهذا هو الواقع العام.. يعني الإصلاح ليس استثناءً.
* لكن الدارسين للأحزاب اليمنية خلصوا إلى أن المفكر داخل حزب الإصلاح هو تابع للسياسي؟
- المفكر داخل الإصلاح ليس تابعاً للسياسي بمعنى التبعية وإنما هو يتبع الإجماع.. يشوف ايش اللي اجمعوا عليه الناس ويتبعه.
* وما مدى دور المفكر في التأثير على الإجماع؟
- “ضحك ثم تابع” هذه الأمور تكون خلف الكواليس.. يطرح رأيه بعيداً عن النقاشات العامة إلى أن يأتي وقت الإجماع، فإن كان رأيه هو الذي تم الإجماع حوله كان بها ما لم فعليه أن يتبع المجموعة.
إصلاحيون في المؤتمر
* برأيك.. ما أسباب نزوح المثقفين من حزبي الإصلاح والوحدوي الشعبي الناصري.. باعتبارهما أكثر الأحزاب اليمنية نزوحاً؟
- مثل من؟.. أعطنا أمثلة.
* كثير.. مثقفين، إعلاميين؟
- نزحوا ليس لأنهم مش “مؤمنين” أو “مقتنعين” بفكر الإصلاح وإنما لأن هناك متاحات حياتية أوفر.
* أين.. في الأحزاب التي انتقلوا إليها؟
- نعم.. لكنهم فكرياً إصلاحيون حتى العظم.. ولا يستطيعون أن يتجردوا.
* إلى الآن.. كل الذين تركو الإصلاح إلى المؤتمر الشعبي العام لا يزالون فكريا “إصلاح”؟
- لا يزال كل شيء إصلاح ماعدا العنوان والأداء الوظيفي.
* بمن فيهم الأستاذ نصر طه مصطفى والدكتور فارس السقاف “هؤلاء من تحضرني أسماؤهم”؟
- لم يتنكروا ولن يستطيعوا أن يتنكروا للإصلاح.
* لكن لهم آراء؟
- “مقاطعا”.. صحيح لهم آراء ولكنها لا تصل إلى حد التنكر ثم إن فكر المؤتمر الشعبي العام – أصلاً- لا يختلف عن فكر الإصلاح الحقيقي.
* من أية ناحية؟
- كله إسلامي.. والميثاق الوطني شارك في وضعه إسلاميون يعني ما فيش فوارق جوهرية بين فكر الإصلاح وفكر المؤتمر، فلو صعد الآن الإصلاح إلى الحكم لن يرفع أكثر من الشعارات التي يرفعها المؤتمر.
نفس الشعار الذي يرفعه المؤتمر الآن سيرفعه الإصلاح في حال استلم الحكم، ذلك لأن الجوهر واحد.
* لدى الإصلاح مشكلة مع المرأة.. هل هي مشكلة أفراد أم فكر؟
- مشكلة أفراد.. والإصلاح يسير باتجاه تمكين المرأة
* حالياً هل أنت راضٍ عن وضع المرأة في الإصلاح.. تمكينها؟
- لا مش راضي.
* ما موقفك من تحديد سن الزواج؟
- أنا لا أؤمن أن هذه قضية.. لأن ما فيش فتاة قاصرة قد تزوجت غير تلك التي تناقلت خبرها وسائل الإعلام.. وقد تحريت كثيراً في الموضوع.. وما فيش قضية.
* لكن كتلة الإصلاح البرلمانية منقسمة حول هذه القضية محمد الحزمي يقود الجناح المحرم لتحديد سن الزواج فيما شوقي القاضي يقود حملة تطالب بتحديد سن الزواج؟
- منقسمين على مافيش.. وهي اجتهادات خاصة من قبلهم.



عيوب المشترك
* كثير من المراقبين للشأن السياسي اليمني يرون أن المشترك؟ كتكتل سياسي معارض شكل نقلة نوعية في الحياة السياسية اليمنية إلا أن ثمة عيوباً جوهرية؟
- ما فيش عمل يخلو من العيوب.. لا بد أن تكون هناك عيوب.
* من وجهة نظرك ما ابرز العيوب التي تقف حائلاً أمام المشترك؟
- الإمكانيات المادية تشكل النسبة الأعلى.. على سبيل المثال: المشترك فيه حزب “الاشتراكي” كان حاكماً والآن وصل إلى درجة ضعيفة جدا بحيث لا يستطيع أن يمول إصداراته، وحزب آخر “الإصلاح” كان مشاركاً في الحكم والآن عندهم محطة فضائية لم يستطيعوا أن يخرجوها بالشكل الذي يشاهدها الناس كلهم.
* هناك عيوب لا علاقة لها بالإمكانيات المادية.. عيوب موضوعية ذاتية افتقارهم للرؤية الواضحة؟
- لديهم الرؤية لكل لحظة كانوا فيها.
* ألا ترى أن هذا معيباً في حقهم.. أعني غياب الرؤية؟
- لا.. لا.. لكل لحظة رؤيتها.
* وهل لديهم رؤية واضحة أصلاً؟
- لو لم تكن موجودة لما بقي التماسك.
* يا دكتور.. عندما كانت الفكرة التي يتبناها “المشترك” هي مشروع “الإصلاح السياسي” أولاً، كانت تصريحات قياداتهم تؤكد بأن “الإصلاح السياسي” هو مدخل كل الإصلاحات، وعندما دخلوا الانتخابات الرئاسية كانت تصريحاتهم أن الإدارة الانتخابية هي مدخل كل الإصلاحات، والآن مع الإشكالات في جنوب الوطن يشددون بأن حل ما يسمونها “القضية الجنوبية” هي مدخل كل الإصلاحات.. وهذا تناقض.. متى يستقرون على فكرة؟
- لا.. لا.. مش تناقض.. هذه تداعيات المراحل والمواقف.. في كل مرحلة نقطة مفصلية تعبر عنها الأشياء، فلما يجي موضوع الانتخابات تكون المشكلة غير المشكلة في حال كانت المرحلة هيجاناً شعبياً.. وبالتالي هم يتعاطون مع المفصل الأساس في كل مرحلة باعتباره المعبر “المدخل” للإصلاح السياسي.
عيوب رؤية الإنقاذ
* لكن بموازات الأفكار والمشاريع المتعددة لأحزاب المشترك بدت تصريحات قيادات المشترك في كثير من المواقف غير واضحة أو مفهومة بقدر ما هي شبه مجاراة للواقع أو ملاحقة للموضة؟
- هذه عيوب موجودة.. وأحيانا تدخل فيها نفسية الشخص أثناء التصريح وأحيانا ثقافته في طرح الأمور.. هناك ناس “يقرحوها” بالمفتوح.. وناس يسوون لها عشرين غشاء وعشرين لوناً، وناس ما عاد تدري أيش المعنى اللي يريدونه، وناس يفاجئونك بتصريح وبعد لحظة يفاجئونك بتصريح آخر مناقض.
* وهذه من العيوب الواضحة في تصريحات قادة المشترك؟
- نعم..
* إذاً متى سيستقرون على رؤية محددة للإصلاحات؟
- الآن اعتقد حسموا الأمر، وقدموا “وثيقة الإنقاذ”.
* ما رأيك فيها وفيما احتوت من بنود؟
- أنا لي رأي فيها لأن “الإنقاذ” طلب المستحيل، يعني قدم معالجات بوسائل مستحيلة غير منطقية فهناك بنود تراها بسيطة ولما تجي تسقطها على أرض الواقع تجدها صعبة المنال.
* يعني بدلاً من المطالب التعجيزية بالإمكان أن يكون لهم دور في الإصلاحات من خلال الإسهام في توصيف الأزمة عمليا، واقتراح الاتجاهات العملية التي تخلو من المطالب التعجيزية؟
- نعم.. لما أنا اشتي أجي أغير قوانين أو أغير الدستور هذا أيش يحتاج له!!.. لكن فيه إصلاحات ممكن تكون في نطاق الوضع العام.. حلول ممكن تنفيذها، حتى السلطة ترى أن هذا سوف يساعدها على الصمود أكثر والقبول أكبر.
* تقصد أنه كان بإمكان أحزاب المشترك أن تبحث عن أقصى الممكن في ظل معطيات الواقع؟
- بالضبط.. بالضبط..
* عندما رفع الإصلاح شعار “النضال السلمي” أنت رفضته؟
- “مش” رفضته بمعنى الرفض لكن كانت لي انتقادات أو ملاحظات فهذا الشعار “النضال” يعني الموضوع مفتوح.
* أنت قلت أنه شعار وما “فيش” مشروع محدد؟
- ما “فيش” مشروع..نضال سلمي كيف؟!!..وإلى فين؟!.. وماهي التبعات لهذا النضال؟!!.. ومن سيتولى هذه التبعات؟!!.. ولذلك أنا طرحت تصورات لنضال سلمي وقدمته لهم واقترحت فيه تجزئة الموضوع.
الفيدرالية
* ماذا عن نظام الفيدرالية؟
- الفترات الرائعة في اليمن، ربما كان كل أقليم شبه مستقل، وتقدر تقول أنه كان يحكم هذا المحل فلان وذاك فلان وهكذا.
* يعني دول مجزأة؟
- “مش” دول مجزأة.. هي أقاليم مرتبطة بكيان واحد.
* “أيش” من كيان يا دكتور؟
- اقرأ في التاريخ.
* كانت دويلات ممزقة؟
- “مش” دويلات بمعنى دويلات.. كان فيه ترابط ومستوى من الحرية والممارسات الحياتية، يعني تكاد تكون حكماً محلياً واسع الصلاحيات.
* وأنا أسألك عن الفيدرالية.. هناك فرق كبير بينها وبين الحكم المحلي، خصوصا واليمن دولة بسيطة مش مركبة.. فهل أنت مع هذا أو تلك؟
- أنا مع حكم محلي واسع الصلاحيات.. هذا هو الحل الأمثل لليمن.
* أفهم من كلامك أن الفيدرالية في واقع مثل اليمن هي أقرب إلى بوابة للدمار.. للانفصال؟
- الانفصال إلى أكثر من 12 دولة.
ديمقراطية الأحزاب
* هناك تراجع شديد في الديمقراطية داخل الأحزاب اليمنية.. ما رأيك؟
- تشتي الحقيقة أو بنت عمها.
* الحقيقة طبعا؟
- أنا وصلت.. أو تشكلت لدي قناعة بان ديمقراطية الأحزاب اليمنية الحاكم والمعارضة وهْم.. ومجرد شعارات.
ختاماً.. الوظيفة
* في الأخير.. دعنا نختم بالوظيفة.. لماذا لم تتوظف وظيفة حكومية؟
- صعب أنني أتوظف، ما عندي مزاج للوظيفة أنا عدت من السعودية بالشهادة الجامعية ومعي مشروعي الخاص.
أنشأت مكتب للهندسة والمقاولات والتجارة لكن في السنوات الأولى من الوحدة اليمنية مطلع التسعينيات فشل المكتب لأسباب الارتفاعات الكبيرة والمفاجئة في الأسعار وخسرنا خسارات باهضة.. ثم غيرت مشروعات خاصة أخرى.


الجمهور


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)