يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 25-فبراير-2010
شبكة أخبار الجنوب - د: وهيبة فارع د: وهيبة فارع - شبكة اخبار الجنوب -
عاش الاستاذ احمد جابر عفيف علما ومات علما على مستوى العالم العربي ومن لم يعرفه عن قرب لم يعرفه حقا .. فقد كان تربويا اصيلا وهو وان بدت الصرامة على ملامحه متدينا قنوعا ومستمعا جيدا وقارئا من الدرجة الاولى ، ولا غرابة في ذلك فقد كان شخصية سياسية تربوية جادة  تتمتع بالهدؤ والسكينة  وعمق التفكير وسرعة الملاحظة  وحدة  الذكاء ، مع تواضع وادب جم قل ان تجده في غيره ممن تقلدوا المناصب التي  تقلدها ، ومات عفيفا صامتا الا من كلمات قليلة لمن توالوا على زيارته في ايامه الاخيرة"حافظو على المؤسسة".

وقد  كان  الاستاذ  أحمد جابر عفيف أحد مؤسسي التعليم العالي في اليمن ومساهما بافتتاح وبناء جامعة صنعاء وكان سببا في التحاق البنات بها وكان سندا لهن ومسؤلا عنهن لضمان استمرارهن في الجامعة،  وقد كنت احدى الطالبات الثمان  اللاتي ابتعثن من محافظات تعز والحديدة  واب مع ثلاث من صنعاء عام 1973 ممن حظين بدعمه ورعايته ومنهن من الزميلات من استمر حتى الحصول على الدكتوراه مثل الدكتورة امة الرزاق حمد والدكتورة عزيزة طالب والدكتورة نورية حمد ، فقد كان يومها وزيرا للتعليم العالي ورئيسا للجامعة التي سرعان ما تخلى عنها  للاستاذ الدكتور حسن مكي، وشكل مع الاستاذ قاسم المصباحي مدرسة متميزة من لمقاومة الرافضين لفكرة تعليم البنات في هذه المرحلة فكانا يومها نعم المدافعين عن هذا التوجه الحداثي


والعفيف احد  رواد مدرسة التغيير الثقافي والتربوي  الحديث في اليمن ويدرك الجميع انه  اعتبر التعليم والتربية والنهوض  بالثقافة من الوسائل الحقيقية التي تحدث التغيير في اي مجتمع، ولذلك انشاء مؤسسته للثقافة وادارها حتى اخر ايام عمره مع شريكة حياته التي استحقت لقب رفيقة العالم وأم المتعلمات


والرجل على  سعة علمه واتساع مداركه كان سياسيا محنكا كثير التدقيق والتمحيص فلا  يتخذ قرارا الا ويكون مستعدا لتوابعه التي يتحملها بصمت ويؤمن بان النتائج وان كانت لاترضي الجميع  الا انها مبادئ امن بها وهي في نهاية المطاف التاريخي او الوطني تحتاج الى الاقدام ، وكذلك كان الحال به عندما ترأس لجنة الحوار الوطني قبل حرب 1994 وكذلك كان قراره بتحويل منزله الى مؤسسة للثقافة وقبلها وهو يؤسس ويبني مدينة سكنية للموظفين متوسطي الدخل,


ويحسب للعفيف  انه من مؤسسي جمعية مناهضة القات  وانه قد اسس في داره مكتبة تستحق التقدير والثناء كذلك الحال مع مؤسسته الثقافية التي فرضت احترامها على كل زائر لها تقديرا لقدسيتها واريحتها كانها جامعا من الجوامع الضخمة والانيقة في ترتيبها ونظافتها التي مافتئ يحافظ عليها لدرجة تقترب من الهوس في بعض الاحيان ، فقد كانت المؤسسة المكان الثقافي الوحيد تقريبا التي يلتزم جميعنا صغارا وكبارا بنزع احذيته واغلاق هواتفه كلما دخلها وكاننا  ذاهبون للصلاة , وهي بالفعل كذلك ، فقد حولها الى مكان متميز لا يجتمع فيها الفوضى والصراخ مع تذوق القراءة والاطلاع وقداسة المكان .


 والحقيقة  انه قد انتقى لمؤسسته عددا  من العقول ورجال الفكر والادب  وشرفت باختياره لي مع الزميلة امة العليم السوسوة  كعضوات  لمجلس امناء المؤسسة التي اوقفها للعمل الثقافي ، لتكتمل بذلك التزاماتنا نحو بيت الثقافة ورائدها ، والتي كان لزوجته الدورالاكبر في استمرارها وتطورها ومؤازرتها فعندما قلت الايرادات التي  كانت تسيرها بعد اصدار النسخة الاولى من الموسوعة اليمنية التي ظلت هاجسه الاكبر لمدة تزيد عن عشرة  اعوام، تتبرع هي في اصدارالنسخة الثانية في حلتها الجديدة التي اصبحت من اهم الموسوعات في العالم العربي والاسلامي التي بين ايدينا وهو عمل ضخم تصدى له العفيف نيابة عن الجميع      


لقد عانى الرجل  في شيخوخته من المرض الذي ابعده عن كثير من الانشطة الثقافية التي  احبها كما عانى من تنكر البعض له ، فترفع عن ذلك وابتعد عن الاضواء والاحتفاليات ، وقد كرم في بادئ الامر في جامعة الملكة اروى في عام 2001 مع عدد من الادبا والاديبات منهم الشاعر الكبير عبدالله البردوني والشاعر الكبير عبد العزيز المقالح والكاتبة القصصية المبدعة عزيزة عبدالله، وعددا من رجال الفكر والثقافة، الى ان كرمته مؤسسة الرقي والتقدم تكريما لائقا يستحقه  مع شريكة حياته في عام 2007 ، ولم يبخل القصر الرئاسي في توديعه الوداع اللائق به في نهاية مشواره كرجل دولة منحها جل وقته وفكره


ورغم انه  قد كرم الكثيرين في مؤسسته سنويا  ممن رأهم  يستحقون التكريم من العلماء والادباء  والساسة والتربويين والشعراء منهم على سبيل المثال للحصر الاستاذ والتربوي عبدالله فاضل والاستاذ احمد المعلمي والمربية القديرة فاطمة العولقي رحمة الله عليهم ، والاخت رضية شمشير والاستاذة عاتكة الشامي والكاتبة عزيزة العيني امد الله في اعمارهن  ، لكن الكثير قد تاخر في تحقيق رغبته في تكريمه، وقد نتوقع من وزارتي الثقافة والتربية وجامعة صنعاء ان تقوما بتكريمه ميتا مادام قد تاخرت في تكريمه حيا ، وليتنا نلمس قريبا هذا التكريم في تسمية قاعة من قاعات الجامعة او احد مسارح وبيوت الثقافة باسمه


اننا لا نرثي العفيف في رحيله فحسب بقدر ما نرثيه جميعنا غيابه عن المؤسسة ومجالاتها وابداعاته الفكرية فيها، ونتمى من الله العلي القدير أن يكرمه بها بحيث تجد الرعاية الكافية واللائقة بعد رحيله ، ونأمل ممن انيطت بهم مسؤلية ادارتها الاستمرار بمهامهم بها  وفاء  للعفيف  وادواره وانطلاقا من فهمهم لدور المؤسسة واهدافها ، وأن يظل ابنائه  سندا  ودعما لها ولتلك السيدة الفاضلة التي اثرت ان تكون بجوار العفيف  شريكة له في كل شئ من النضال الى  العطاء  حتى كتب اسميهما في التاريخ بحروف من ذهب،


 العفيف  ، ذلك الفقير الغني والغني  الفقير ،الزاهد في المناصب  الزاهدة فيه، الريفي المتمدن  والفقيه المتحضر ، قد ترك  بصمة من الكفاح والعفاف لابد  ان تروى وتسطر في سيرة مناضل من هذا الزمان فان كان قد مات فان سيرته الناصعة باقية يستلهمها الجميع..


تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وان لله  وانا اليه راجعون و تعازينا للجميع...

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)