يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - د - المقالح

الجمعة, 09-أكتوبر-2015
شبكة اخبار الجنوب - متابعات -
د. عبدالعزيز المقالح*

في كتابه "أصداء السيرة الذاتية" يقول الروائي الكبير نجيب محفوظ على لسان بطل حكاياته الشيخ عبدربه التايه "إذا خرجنا من هذه الأزمة سالمين فهي الرحمة، وإذا خرجنا هالكين فهو العدل"، ولا أدري أية أزمة كان يتحدث عنها الكاتب الكبير. فقد تكاثرت الأزمات في حياتنا العربية حتى صار إحصاؤها ضرباً من المستحيل، وليس المهم أن نعرف زمن الأزمة التي يشير إليها ولا مكانها من تاريخنا المعاصر، وإنما المعنى العظيم الذي تتضمنه المقولة وترسمه بمداد لا يدركه المحو ومؤداه أن ما يحدث للبشر هو من صنع أنفسهم ومن قبل التراكمات الخطيرة التي تركوها تنمو وتتكاثر إلى أن أصبحت أزمة ثم صارت كارثة لا نجاة منها إلاّ برحمة واسعة من الله.

لقد كتب كثير من العقلاء في بلادنا، كتبوا نثراً وشعراً، ومنذ وقت مبكر يحذرون من قرب ظهور الأزمة، ثم من اقتراب الأزمة لتكون كارثة، لم يكن أحد يقرأ ولا يسمع، كان الجميع يعانون من إعاقة في السمع والبصر، وكانت الخلافات على القضايا الثانوية والصغيرة تعمي العيون عن النظر في العواقب، كما كان العناد يقف حائلاً دون سماع صوت الكارثة وهو يقترب. أما الآن وقد حدث ما حدث، وجرى ما جرى، فإنني أشعر، بل أجزم أن كل المكونات التي تجاهلت المخاطر وشاركت من قريب أو بعيد في صناعة ما يحدث قد بدأت الآن تدرك ما كان عليها أن تتدركه منذ وقت طويل. وإذا كان هذا الوعي المتأخر بالكارثة وعواقبها المرعبة قد حدث، فإن الطريق إلى الصواب واضح وإعادة الأمن والاستقرار وإيقاف القتل والدمار صار ممكناً، والوصول إليهما لم يعد متعذراً إذا صدقت النوايا وتحققت الإدارة.

إن الجزء الأول من أمثولة الشيخ التايه وهي "إذا خرجنا من هذه الأزمة سالمين فهي الرحمة" ورحمة الله هي ما يجعلنا نتوقف عنده طويلاً مؤمنين بأن رحمته تعالى ستكون قوة مساعدة للأطراف التي باتت تؤمن أن الخلاص بالحرب والاقتتال غير ممكن وأن الحل السياسي وفقاً لما تم طرحه من حلول ومبادرات ومن نتائج الحوارات السابقة هو طوق النجاة الممكن لإنقاذ ما تبقى ووضع حد للتمادي في توسيع دائرة الكارثة والتدرج على طريق الحرب الأهلية بكل تكاليفها الباهظة وما يترتب عليها من تدمير لما تبقى من معاني التعايش ومشاعر الإحساس الوطني المشترك لقد آن لهذا الوطن المنكود المنكوب أن يتنفس هواءً نقياً خالياً من غبار الحرب وأدخنتها السامة. وأن لأبنائه أن يعودوا إلى أنشطتهم الاعتيادية بعد أن تخلوا عنها أو تخلت عنهم تحت وطأة الكارثة ومخرجاتها الباعثة على الهلع والفزع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)