يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - عبدالكريم المدي

الإثنين, 20-أبريل-2015
عبدالكريم المدي - شبكة اخبار الجنوب -
للمرة الثانية أجد نفسي منساقاً للكتابة عن أحمد علي عبدالله صالح ، هذا الشخص الاستثنائي بالفعل، الذي أقر بأنني لا أعرفه شخصياً ولم أكن من جلسائه يوماً، لكنني أزعم بأنني أعرف معدنه جيداً، متمرس، كيمني، بقراءته منذ سنوات ،وأعترف - أيضا - بأني كلما حلقت في مداراته أكثر أشعر إنني أمام إنسان مختلف تماما، إنسان يمتلك رؤية صافية ومساحة صبر ووعي أكثر من سعة الصحاري الشاسعة.
وأعترف إنني في الوقت الذي أعتقد فيه بأني صرت ملما به وبقرءاته من زوايا مختلفة ، مستفيدا من عدد من تحليلات الساسة الذين نغوص معا في غير مرة، لقعر عقلية ونفسية أخونا أحمد ، سرعان ما ندرك إننا مجازفون ومغامرون ومتسرعون في تلخيصه ومعرفة طريقته في التفكير ، لنقر بعد ذلك بكل قناعة بحقيقة، إنه من الصعب التحليق في فضاء هذا الرجل الواسع واللانهائي..
السفير/ القائد أحمد علي شخص قادر على أن يجعلك محتارا بالفعل ، فليس لحدود رصانته نهايات، ولا لقوة شخصيته حدود، ولا لتواضعه مثل .
مرت أزمة 2011 وما تلاها في الأربع السنوات الأخيرة بكل ما شابها من مشاكل وتصدعات وخطابات متشنجة وتصريحات وتحريض وتجييش بين مختلف الأطراف والشخصيات السياسية ومراكز النفوذ والحضور والفعل ، إلا أحمد علي لم يكن مساهما حتى بكلمة أو بجملة واحدة ، ولم يرد على أي تهمة أو مفردة شتم واحدة طالته من بعض الوسائل الإعلامية ووكلاء الخصوم ، مع ملاحظة مهمة للإنصاف تقال هنا ، وهي أن هناك الكثير من الخصوم الذين نسمعهم يقدرون الرجل ويضعونه في المكان الذي يستحقه..
المهم بقدر ما يجبرك هذا الرجل مهما خاصمته، إن كنت خصماً سياسياً أو غير سياسي له، على احترامه والصمت، على الأقل، أمام مشاعر التقدير والإشادات التي يحظى بها من عامة الناس ، أوالعكس ، فإنه ، أيضا ، يجعلك من تحس أعماقك بغبطته والإعحاب به ، وربما محاولات تقليده. ، ويكفيه أنه لم يحاول يوما التحدث بلغة فوقية ، أو لغة القدرة مع الخصوم الذين طالما اساءوا له ولم يسئ لهم، اتهموه ولم يتهمهم ، تقولوا عليه ولم يتقول عليهم ، حاكموه في مجالسهم ومنابرهم وصحفهم ومواقعهم وقنواتهم، ولم يلق لهم بالا ، أو يفضح واحدة من كبائرهم وأفعالهم ..
ويكفيه - أيضا - إنه لم يحاول يوما لفت الأنظار إليه أو حتى الإشارة لدق طبول الحرب وحجز مساحة له في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها.
لست مبالغا إذا ما قلت إن هذا الشخص / السياسي / العسكري الأشهر والأهم ربما إنه الوحيد الذي فهم حقيقة غابت عن غيره، وهي إن السياسة إذا مورست بدون أخلاق أو هدى وبصيرة تؤدي للسقوط والفشل وإن تناقضاتها -أيضا- لا تقود لجسر المستقبل أبدا، وإن السياسيين إذا لم يغلقوا صفحات وجراحات الماضي فإنهم أول ضحاياه وستظل أشباحه تتبعهم في كل مكان وفي كل محطة في حياتهم .
ثقتي مطلقة إنني حينما أحاول انصاف المواطن اليمني أحمد علي عبدالله صالح لن أتعرض لتهكمات وتعليقات بعض الإخوة الذين عودونا على القنص والشتم وطرح تساؤلات وأرقام فلكية للمكافآت التي نحظى بها. وثقتي هذه المرة تكتسب يقينها من مكانة الأخ أحمد علي الذي يحتلها دون أي عنت أو جهد.
لا أريد أن أسهب في هذا الحديث كثيرا، لكن ما أود اضافته والتأكيد عليه هنا هو أن القائد أحمد الشخص الذي تنطبق عليه الحقيقة التي تقول إنه الوحيد الذي لم يكتسب بريقه وسمعته من كونه خلق ابن رئيس ،أو ينحدر من أكبر وأشهر قبيلة في البلد، ولكن أخلاقه العالية وغزارة تفكيره المنطقي ونوعية قيمه التي يحملها هي من قدمته بهذه الصورة وحققت له كل هذا الحضور والبريق اللافت في مجتمع صارت التخندقات والتصنيفات السياسية وثنائيات ( مؤتمري - إصلاحي - ثوار - فلول - بيت عفاش - بيت الأحمر - تمرد - شرعية - مع - ضد - حوثي - إخواني - وطني - خائن) وهلم جرا.من هذه التصنيفات التي اغرقت المشهد السياسي والاجتماعي وتحولت لأهم وأكثر مفردات القاموس اللغوي المتداول على الألسنة خلال الأربع السنوات الأخيرة وصولاً للحظة التي تبعثرت فيها كل الأوراق وتحطمت كل أصنام الشعارات الوطنية والخطابات التي سقطت للوحل مع أول ضربة لطيران ما يسمى بالتحالف العربي لتدمير اليمن ..
وحده أحمد علي صالح الذي نجا من كل هذه اللوثة والتهافت والانحدارات ، وهذا لا يعود للحظ مطلقا ، إنما للملكات التي يتمتع بها والوعي الوطني والسياسي المتقدم بمئات السنين الضوئية عن خصومه ، الذين اقحموا أنفسهم في معارك وهمية خاسرة مع شخص، اثبتت لهم الأيام والأحداث المتواصلة إنهم سقطوا وهزموا أخلاقيا ووطنيا وإنسانيا فيها جميعا ، وبدلا من أن يستفيدوا من وعي وسلوك وأسلحة هذا الشخص ،أخذتهم العزة بالإثم بعيداً عن واقعهم.. وبالفعل كما يقال الحياة مدرسة ومن لم يستفد من دروسها يبقى عالة على نفسه ومصدر بؤس ومصاعب على مجتمعه ..وصحيح إن الإنسان عدو نفسه ،وكلما اوغل في مغارات ومتاهات الحقد والكراهية والحسد تاه وخاب وخسر...
ألف تحية للعميد/ السفير / أحمدعلي صالح ، وهنيئا له كل هذا المجد والحب الذي يحظى به في نفوس الناس، من دون أن يقدم له ثمناً مسبقا من الاراضي ومخازن سلاح الحرس والقوات الخاصة، أو تحويلات الصرف لأمناء الصناديق وغيرها..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)