يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
السبت, 26-ديسمبر-2009
شبكة أخبار الجنوب - د - رؤوفة حسن د - رؤوفة حسن -
جديد، جديد، لا عاد كل بالي، هي بداية مقطع لأغنية يمنية فلكلورية تغنيها النساء اللواتي يتحدثن عن زوج جديد، أو ملابس جديدة، وعد بفرح آت. أما البالي الذي لا يرغبن في عودته فهو القديم المهترئ الذي انتهى زمنه وانتهت موضته، ويأتي ضمن ذلك الزوج العجوز للفتاة الصغيرة.

والاعتقاد ان الجديد جميل ومبشر بأحسن هو نوع من التفاؤل بالقادم أي المستقبل. ونحن قد بدأنا عام هجري جديد وعلى وشك استقبال عام ميلادي آخر أتمنى أن يكون حلوله عليكم خيرا. فالقراءة لمعطيات العام الماضي لا تمنح فسحة كبيرة من الأمل بالنسبة لنا، لكن ما حدث في بعض بلاد العالم الذي انتكبت اقتصاديا منذ أواخر عام 2008م وكل عام 2009م ثم عملت بكل جهد للخروج من الأزمة يعني أن الله لا يضيع أجر من يعمل.


وعلينا أن نجعل من هذا الجديد أملا وطموحا وجهدا كي يكون عامنا القادم فاتحة حل للأزمات ومواجهة صادقة للمشكلات، واستنكاف صادق عن المزايدات والتفريط في أمور الوطن.


الخوف من الطوفان:


كنا أربع نساء في أمسية بالمهرة الجميلة في مدينة الغيظة نتجاذب أطراف الحديث والتلفزيون مفتوح على إحدى القنوات العربية الفضائية. توقفت الكلمات عن التدفق عندما شهدنا بعض لقطات من اليمن ورفعنا الصوت لنتابع الخبر.


كانت الاخبار تعيسة وأرقام للقتلى والجرحى تتلى، وتحليلات من قبل كل من لديه قليل من المعلومات عن شيء يشبه ما يحدث في اليمن يدلي بدلوه. وكانوا جميعا رجال باستثناء إحدى المذيعات من الاستديو تقوم بتوجيه الأسئلة.


تغير موضوع الحديث وتم رغما عنا صناعة أجندة للنقاش لم تكن موضوعة في حسابنا عندما قررنا ذلك اللقاء. كان المفروض أن نقارن ملاحظات عملنا مع معارف بعضنا البعض للنقاش والاستفادة وتسجيل المعلومات حول القضايا التنموية التي كنا قد حضرنا إلى المهرة في اقصى شرق اليمن من أجلها.


تحدثنا بصبغة حزن وحزازة في القلوب تتسع ونحن لا نعرف إذا كان وصولنا الى لحظة المواجهة مع قضايانا التي أرقتنا سنوات طويلة هو أمر يدفع بنا للتطلع نحو المستقبل بطموح للتغلب على أوجاعنا والقيام بعمليات جراحية ميدانية مباشرة دون تخدير أو مداراة للألم الأولى، أم هو أمر قد يدخلنا في متاهة جديدة عندما يختلف المنظرين ويلجأون في سبيل التكتيك الى إهمال النظر بعيد المدى الى القادم.


هل نغني للجديد أم نبكي على البالي؟ حديث متشعب لابد ان مثله يدور هذه الأيام في كل بيت في هذه البلاد. ففي الذاكرة أشكال من الوجع لأنواع من المواجهات خدمت مصالح ضيقة أحيانا وأضاعت أهدافا سامية كبرى أحيانا ثانية.


الشخصي هو العام:


بعد كثير من التأمل أجد أن الطريقة الوحيدة المتاحة للفرد العادي رجلا كان أو إمرأة، هو البدء بالذات. الحل هو مواصلة العمل وإضاءة الشموع بدلا عن البكاء على اللبن المسكوب. على المستوى الشخصي أجد أنني كمثال عندما أواصل العمل دون توقف أشعر في نهاية اليوم الطويل بالإجهاد فأنام نوما عميقا أفضل كثيرا من الأيام التي أقرر فيها التخفيف عن نفسي والانهماك في متابعة أخبار العالم.


أخي الطبيب الجراح يأتي أحيانا لزيارتي بعد أن يكون قد أنهى عملية تجميلية معقدة تستحق الذكر فيبدأ بشرح التفاصيل وأرجوه أن يتوقف لأنني لا أتمكن من متابعة الجوانب الفنية لما يريد أن يقوله مثلما يحدث أن أصاب بالغم للحالة الانسانية الصحية التي كانت للشخص الذي أجرى له العملية.


حاولت من زمن طويل أن لا استمع لمآسي الناس لأنني أحملها في داخلي ولا أتمكن من المساعدة فأترجاهم أن يحدثوني فقط عن أمور استطيع أن أقوم تجاهها بعمل ما. لهذا أواصل العمل دون توقف من محافظة الى أخرى ومن مدينة الى مدينة حيثما أظن أن بإمكاني أن أضع علامة فارقة على بعض الوجوه.


على المستوى الشخصي هنا الكثير الذي يمكن القيام به العام القادم يعطي لوجودنا في هذا العالم معنى، ويجعل سحب أقدامنا تجاه الأشياء أخف عبئا وأقل وطأة. هكذا يمكن لكم مثلي أن تنظروا إلى المساحات الممكنة في العام القادم كي تغيروا فيها شيئا ما حولكم بدلا من الغضب وأبتلاع القهر.


مجموعة من الفتيات اللواتي انهين دراستهن ولم يحصلن على وظائف وافقن معي أن بامكانهن النشاط عبر منظمات المجتمع المدني الذي يمكن أن ينشئنها فيكون لتعليمهن جدوى حتى يجدن المخارج نحو عمل مضمون على المدى الطويل في نهاية المطاف، بدلا من انتظار جودوا الذي لا يأتي ولا يكف عن الوعد بالمجيء.


هكذا سأبدأ التطلع نحو العام الجديد وأضع العام البالي خلفي وأدعوكم معي لمواصلة المسير فالشخصي في النهاية هو عام للجميع  .


المصدر : صحيفة " الثورة "


raufah@hotmail.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)