شبكة اخبار الجنوب - تعز -
أكد المشاركون في الملتقى التشاوري الجماهيري الموسع لأبناء محافظة تعز، أن الحوار هو الوسيلة المثلى لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة.

مطالبين القوى السياسية المتحاورة في "موفنبيك" بالعاصمة صنعاء، ضرورة استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والتاريخية تجاه الوطن والشعب، والعمل على تهذيب وترشيد الخطاب السياسي والإعلامي والإرشادي، والابتعاد عن لغة التخوين والتحريض، وسرعة التوصل إلى حلول توافقية تنهي الأزمة، كون إطالة أمد الحوار ليس في صالح اليمن واليمنيين.

وقال البيان الصادر عن الملتقى، والذي عقد صباح الخميس في الصالة المغلقة بنادي الصقر: نوجه رسالتنا لكل المتربصين والساعين وراء تعقيد الأزمة وخلق الصراعات والحروب بين اليمنيين ونقول أن لا مكان لهم بيننا، فالشعب اليمني شب عن الطوق، ويدرك جيداً الأهداف والمرامي الحقيقية التي يسعى إليها هؤلاء.

وأكد البيان، رفض أبناء محافظة تعز الدعوات الطائفية والمذهبية والمناطقية، والإضرار بالوحدة الوطنية وكل أشكال الفرقة والتشرذم والدعوات الهادفة إلى تعكير صفو الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي بالمحافظة.. وشدد البيان أن تعز ستبقى العاصمة الثقافية الحاضنة لكل اليمنيين.

وقال: إن بقاء الدولة بدون قيادة متوافق عليها، سيؤدي بالأوضاع إلى المزيد من التدهور على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وفيما يلي نص البيان كما ورد:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن الملتقى التشاوري الجماهيري الموسع لأبناء محافظة تعز :

الحمد لله القائل:(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) صدق الله العظيم.

انطلاقا من مسئوليتنا الوطنية والتاريخية تجاه الوطن اليمني كل الوطن وباعتبار محافظة تعز مركز التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية ولما تختزنه من موروث واستشعارا منا بالمسئولية الملقاة على عاتقنا ينعقد اللقاء التشاوري.

اليوم والوطن يمر بمرحلة تهدد أمنه واستقراره ووحدته الوطنية بفعل بعض المواقف المتشنجة البعيدة عن الإجماع والتوافق لبعض المكونات السياسية التي تحاول جاهدة وضع الجميع أمام سياسة الأمر الواقع ـ اليوم نؤكد ومن هذا اللقاء الجماهيري على ضرورة أن تستشعر مختلف المكونات السياسية واليمنيين جميعاً مسؤولياتهم تجاه اللحظة الوطنية الراهنة والتعاطي مع طبيعة الأزمة القائمة بعقلانية وحكمة وحذر ورمي كل أشكال ومسميات التأزيم بعيداً غير مأسوف عليها..

يا أبناء شعبنا اليمني الوفي:

إن ما تشهده الساحة الوطنية اليوم من حالة الاختلاف الذي يريد البعض أن يوصله إلى حد التقاطع يدفعنا للتأكيد على أنه لا يمكن أن نفهم أو نلتمس الأعذار لأصحاب المواقف المتقلبة والمتلونة أو نحتشد خلف نفر من البهلوانيين لاستعراض المواهب الخائبة التي ترقص على الجراح وتتشفى بإدماء الذات ونزف الضمير الوطني.. كما لا يمكن القبول بالتهديدات من أي طرف كان ، لان الوصول إلى هذه النقطة سيؤدي إلى الدخول في متاهات يصعب العودة منها وسيترتب عليها ضياع حلم الدولة المدنية والتعايش السلمي والشراكة الوطنية وبالتالي انفراط عقد اللحمة الوطنية وتعريض الوطن للشتات والتمزق.

إننا في محافظة تعز ومن خلال هذا المهرجان الجماهيري نؤكد على رفض الدعوات الطائفية والمذهبية والمناطقية والإضرار بالوحدة الوطنية ، من منطلق إيماننا الثابت بديننا الحنيف وبمبادئنا وقيمنا التي تؤكد على الوحدة والتعايش السلمي بين اليمنيين جميعاً ورفض كل أشكال الفرقه والتشرذم ..

كما نؤكد هنا أن تعز ستبقى العاصمة الثقافية الحاضنة لكل اليمنيين ونعبر عن رفضنا واستنكارنا لكل الدعوات الهادفة إلى تعكير صفو المحافظة وأمنها واستقرارها.. ونؤكد رفضنا كل المسميات الصغيرة من مؤتمرات جماهيرية لاتمثل ابناء المحافظة والتي يقف وراءها عناصر جبلت على الرقص على أوجاع وهموم الناس ليس في تعز وحدها وإنما في اليمن كلها ومن هنا ندعو لاعادة النظر بتشكيل لجنة تحضيرية تستوعب كل المؤسسات السياسية والجماهيرية لتستهدف صياغة رؤية واضحة جامعة وتقف اجلالا امام المجلس المحلي للمحافظة برئاسة الاستاذ شوقي احمد هائل كمكون شعبي منتخب يعبر عن توسيع المشاركة الشعبية في ادارة السلطة المحلية وصنع القرار استطاع ادارة المحافظة بهذه الظروف الصعبة بامتياز .

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:

إننا ومن هذا اللقاء الجماهيري التشاوري الموسع الذي يضم مختلف فئات وشرائح المجتمع نثمن كل الجهود التي تقوم بها قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية وفي مقدمتها محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل ..، التي عملت ومعها مختلف المكونات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة والنأي بها عن المناكفات والمماحكات ونبذ الدعوات المناطقية والمذهبية كأدوات في مواجهة الأزمة الراهنة.. كما نطالبها بذل مزيد من الجهود وبحزم ضد كل من يحاول إشعال الفتنة في أرجائها لتبقى تعز الأنموذج بين كل محافظات الجمهورية في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

ومن هنا نوجه رسالتنا لكل المتربصين الساعين وراء تعقيد الأزمة وخلق الصراعات والحروب بين اليمنيين ونقول أن لا مكان لهم بيننا فالشعب اليمني شب عن الطوق ويدرك جيداً الأهداف والمرامي الحقيقية التي يسعى اليها هؤلاء كما نهيب بمختلف المكونات السياسية وخاصة تلك التي تستدعي الكلمة المؤججة والممارسات اللامسئولة إلى أن تكف عن أعمالها وممارساتها تلك كونها تجر البلاد واليمنيين إلى مربع العنف والاحتراب واننا اذ نثمن ونقدر عاليا الاتفاق باجماع القوى والمكونات السياسية بمحافظة تعز يوم امس الاربعاء 4/مارس/2015م الهادف الى وحدة الصف وتعزيز اللحمة بين الجميع في هذه المحافظة وان ذلك يعدد تعبيرا عن رقي ابناء هذه المحافظة واعمالا للسلوك الحضاري وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية ومن هنا على كافة القوى والمكونات السياسية في كل المحافظات السير على هذا النهج من اجل اليمن اولا .

يا أبناء شعبنا الأوفياء:
إننا ومن هذا اللقاء الجماهيري الموسع نؤكد على أن الحوار هو الوسيلة المثلى لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة ونطالب المتحاورين في "موفمبيك" بضرورة استشعار المسؤولية وسرعة العمل على تهذيب وترشيد الخطاب الإعلامي والإرشادي بعيدا عن التخوين والتحريض وصولا إلى حلول توافقية تنهي الأزمة كون إطالة أمد الحوار ليس في صالح اليمن واليمنيين كما أن بقاء الدولة بدون قيادة متوافق عليها سيؤدي بالأوضاع إلى المزيد من التدهور على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية .

إن اليمن اليوم يمر بمرحلة بالغة الخطورة وأي تصرفات أو ممارسات غير مدروسة ستقود إلى زيادة التوتر ولذلك فمن الأهمية بمكان أن تدرك قيادات المكونات السياسية المتحاورة أن الخروج عن الشرعية الدستورية وإيجاد حلول تتجاوز هذه الشرعية سيفتح الباب واسعاً أمام خلق المزيد من الاشكالات والتي لا محالة ستعيق إنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية وكونها أيضاً ستجعل من الفوضى العنوان البديل.

إن أبناء محافظة تعز ومن خلال هذا اللقاء الجماهيري الموسع يناشدون جميع القوى والأطراف السياسية الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والسمو فوق كل المصالح الذاتيه والخروج برؤية منهجية تحفظ لليمن واليمنيين هويتهم الواحدة وتعزز من روح الشراكة والوطنية في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية والعدالة والحكم الرشيد .. كما يعلنون رفضهم القاطع لكل التدخلات الخارجية في الشأن اليمني الساعيه لتحويل اليمن إلى ميدان صراع لنزواتها ، وعدم الاتكاء على مواقفها كونها لا تنطلق من حرص أكيد للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن بقدر ما تنطلق من مصالحها وتعمل وفق أجنداتها ومشاريعها التي تعد لديها أولى من مصلحة اليمن واليمنيين.
إن طبيعة المرحلة الراهنة لا تحتمل مزيداً من العبث ولا تحتاج إلى المراوغات السياسية بقدر احتياجها إلى صدق النوايا وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح وعلى المكونات السياسية أن تكون أكثر عقلانية وتدرك أن مسؤوليتها تكمن في إخراج اليمن من الأزمة وليس البحث عن أزمات جديدة.
الوطن هو من سيبقى وما دون ذلك زائل لا محالة.

وصدق الله العظيم القائل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}

صادر عن الملتقى التشاوري الجماهيري الموسع بمحافظة تعز الخميس 5/مارس/2015م.