عبدالكريم المدي - شبكة اخبار الجنوب -
أتذكّر غرور وتهوّر الإصلاحيين في العام 2011 وما تلاه ودرجة حقدهم على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكل قيادات
وكوادر وأنصار المؤتمر وحتى من غير المؤتمريين الذين كانوا يعتبرون إن ما يقوم به " الإخوان " من تضليل وفجور في الخصومة وممارسات جنونية وعنترية وطمع في الاستحواذ سيقود البلاد للتشظّي والفوضى والفقر والتراجع في كل شيء ..
أتذكر اليوم وبالنص الشيخ الإخواني الديلمي وهو يخطب في إحدى جُمع ( الثورة ) في شارع الجامعة بكل كبرياء وتعالي وتبجُّح قائلا في الرئيس السابق علي عبدالله صالح : " اررررحل ترحل معك المجاعة والحروب المناطقية والقبلية ..ارررررحل ترحل معك الرشوة ونهب الأراضي ..اررررحل يرحل معك الاستبداد العائلي .. ارررررحل يعود اليمنيون إلى ديارهم مكرمين ، معززين .. اررررحل كي يُرفع المتسولون من الجولات وتعود لليمن كرامته ..
اررررررحل تعود الحياة المدنية وتبقى الصحة للأطباء المتخصصين والتعليم لأهله وتؤدى الأمانات إلى أهلها .. اررررحل تُحلُّ القضية الجنوبية وقضية صعدة وينتهي التطرُّف والإرهاب ... ارررررررررررررحل ، ما الذي يخوّف الناس ؟ يخوّفهم المستقبل المشرق وها نحن نرى تباشيره " .
تلك مقتطفات من واحدة من خُطب أحد قيادات الإخوان الذين حرّضوا على الدولة وعلى الأمن وعلى الحياة وخدعوا الشباب وغرروا بهم وقتلوهم من أجل السيطرة على السلطة والانتقام من كل ما هو جميل ومن كل منجز تم تحقيقه على أرض الواقع ، حتى الجيش كان هدفا مشروعا وعدوا لدودا لهم .
لقد حكم الإخوان (3) سنوات وعرفنا كيف قضوا على ظاهرة نهب الأراضي والرشوة والفساد وكيف أصبح التعليم والصحة والأمن في عهدهم ،وكيف عملوا على حل قضيتيّ الجنوب وصعدة وكيف حاربوا الإرهاب واقاموا الدولة المدنية وادّوا الأمانات إلى أهلها ..
نقولها بكل صراحة وبدون أي نتشفّى .. لقد دمر الإخوان أنفسهم والبلد وتسببوا في اسقاط مؤسسات الدولة واشاعة الفوضى والإرهاب والفقر والعوز .
لقد قام الإخوان بعمل كل ما من شأنه احباط الناس وإذلالهم ، وكانوا هم بممارساتهم من اتى بعناصر الحوثي لدار الرئاسة والقصر الجمهوري ..وعناصر القاعدة لمجمع الدفاع وغيره .
إخواننا " الإخوان " لم يكونوا يهتمون باليمن وبالجانب الوطني والبناء والتنمية والحقوق ،بقدر اهتمامهم بعالمية الخلافة حق حسن البنأ وسيد قُطب ، استعدوا المصريين والخليجيين وهم يتشدقون بدفاعاهم اللامعقول عن محمد مرسي وحكمه وإدارة جماعته لمصر، ولم يتلفتوا حينها للأوضاع في اليمن بقدر سيطرتهم على المناقصات والمؤسسات الإيرادية وألوية الجيش والشركات النفطية ..ولعل شركة صافر خير دليل على ذلك .
ما وصلت إليه اليمن اليوم من تعقيدات وغياب للدولة وللمؤسسات وتصدع في جدار الوحدة الوطنية وإنهيار كامل في منضومة القيم والأخلاقيات والمفاهيم وغياب الثقة وخروج كثير من المحافظات عن سلطة الدولة وعن روح الوحدة الوطنية ، هو نتيجة طبيعية لما قام به الإخوان طيلة الثلاث السنوات الماضية وما مارسوه من فجور وعنجهية وتحريض على كل شيء في العام 2011 ، حينما استولوا على مطالب الشباب المستقلين وهيمنوا على مخيمات المعتصمين وعلى المنصة واقاموا السجون السرية خارج القانون وانتهكوا حقوق الناس وارتكبوا أبشع المخالفات والجرائم بحق الإنسان اليمني ، سواء من الشباب المعتصمين ، أو من خارج الساحات ممن كانوا يقومون باختطافهم والأعتداء عليهم واحتجازهم وتعذيبهم ..
وربما إن الذي صلنا إليه اليوم هو المستقبل المشرق الذي هلّت تباشيره حسب الشيخ الديلمي الذي خطب وأرعد وازبد في الخطبة السالفة الذكر ، في أحد أيام اليمنببن التي كانت وستظل نقاط وصفحات سوداء في تاريخهم ستعجز كفُّ الزمان عن محوها من الذاكرة..