يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - الشيخ حسين حازب

الثلاثاء, 28-أكتوبر-2014
الشيخ/ حسين حازب - شبكة اخبار الجنوب -
(الشيخ حسين حازب، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (المكتب السياسي)، المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة "المنتصف")

ما نسمعه وما نراه ونقرأه حول القضية الجنوبية والوحدة، يجعلني أقول إنكم: تظلمون الشمال، وهو مظلوم أصلاً، مثل الجنوب المظلوم أصلاً.
تظلمون الوحدة، وتحملونها ما في الجنوب من مظالم، وهي المظلومة أصلاً.

يا أيها الإخوة، يا أيها المظلومون الذين تريدون أن تكونوا ظالمين:
لماذا نتهرب من مواجهة أنفسنا بالحقائق التي تحدد الظالم الحقيقي والأسباب التي أدت الى ما نحن فيه من محن ومصائب واتهامات باطلة تّضِّيِع الغريم الحقيقي. وتضيف ظلماً على من لا ذنب له، وتضيع الحلول المنصفة والعادلة.

أنا أعرف وأقر بوجود ظلم كبير في الجنوب، وأن القضية الجنوبية ليست حقوقية، فقط، ولكنها سياسية ومشروعة وجوداً وشراكه حقيقية. والشمال مظلوم بالإقصاء والتهميش، وعدم الشراكة الحقيقية، وسوء التوزيع للتنمية الشاملة، ونوع من وجود ثقافة حاكم وآخرين محكومين في بعض المظاهر.

ويظلم الشمال الآن كله بتحميله أخطاءً لم يرتكبها في الشمال والجنوب، وهناك استهداف واضح الآن لتحميله تبعات غيره في حل القضية الجنوبية بالتجاوز الواضح للعدالة والمساواة في المواطنة وحقوقها وواجباتها.

وأرى أن أمام الجميع ظلماً قادماً للشمال أو ضياعاً للوحدة، حلمنا جميعاً، وبشهادة ميلاد اليمن الحديث. وأن الظلم في الجنوب والشمال بصورة أو أخرى تتحمله القيادات التي شاركت في حكم الشمال والجنوب قبل الوحدة وبعدها. وأن مظالم الجنوب لم تبدأ يوم إعلان الوحدة في عام 1990.

ولكن الوحدة والجنوب والشمال ورثوا تركة كبيرة من المظالم التي حدثت في الجنوب منذ الاستقلال. ناهيكم عن أن الجنوب عشية الاستقلال كان مازال سلطنات ومشيخات متعددة ومختلفة في صور عدة. هذه المشاكل، للأسف، لم تجبها الوحدة، كما قيل عشية الوحدة. ولكنها استمرت حاضرة، مش هذا وبس، بل استخدمت من أطرافها في الجنوب وتشجيع أو سكوت من شركاء الوحدة في الشمال.

تظلمون الوحدة والشماليين بما قبل الوحدة من مظالم وصراعات غير مسبوقة في أي دولة. ومن ذلك أذكركم بما يلي:

• عشية الوحدة كان الصراع الدامي والتدميري بين الرفاق في يناير 1986، كان قضية حاضرة لدى الطرف المنتصر المشارك في إعلان الوحدة (الطغمة). ويشترط خروج كل عناصر الطرف المهزوم (الزمرة) من صنعاء، وعدم القبول به شريكاً في إدارة الدولة.

أليست هذه مشكلة كبرى ورثتها الوحدة والوطن الموحد ولم تحل إلى اليوم، وأنتم تحملونها الشمال والوحدة أو تتناسونها وهي حاضرة في كل تصرف للشريك في إعلان الوحدة من 1990- يوليو 1994؟؟!

• وتستمر الحكاية بنفس النهج والأسلوب من الشريك الجنوبي الجديد المهزوم في 86م المنتصر والناصر في حرب الانفصال في 1994.

حيث مارس هؤلاء نفس ممارسة من سابقوهم بمشاركة أو سكوت أو تشجيع من شركائهم من الشمال: إقصاء من الوظيفة، مدنية وعسكرية، الصرف للأراضي أو الاستيلاء على المنازل. هضم أو قطع ومنع الحقوق القانونية.... الخ، من الممارسات التي كان يفترض أن لا تحصل وأن تنهي الوحدة كل المشاكل السابقة، وأن يشترك الجميع في إدارة هذا الوطن الموحد الكبير.
لا أظن أن الشمال أو الوحدة أو رئيس الجمهورية أمروا أو وجهوا بعدم منح هذا العقيد أو الجندي حقوقه. ولا أظنكم قد نسيتم من كان مسؤولاً عن هذه الأمور.

كذلك:

وثائق أراضي وعقارات الدولة فيها صورة واضحة عن الأشخاص الأربعة أو الخمسة الذين صرفوا الأراضي من الطغمة الشركاء في الحكم إلى 94. ولمن صرفوها، وستجدون أن أبناء الجنوب يتحملون المسؤولية في الثلثين من ذلك سواءً الآمرين أو المستفيدين، وأنا مسؤول عن صحة هذا الأمر.

نفس الشيء الشريك الجديد مارس هذا الأمر وأكثر من ذلك. أشخاص ممن يحكمون اليوم تسلموا هذا الملف كلما ظهرت مشكلة.

ولا أظن الشمال أو الوحدة منعوا إنصاف أي مظلوم. ولا أظنكم تجهلون الأسماء وأنهم جنوبيون مارسوا الثأر السياسي في الأرض والحقوق. بسبب أن المنتصر في 86 مارس ذلك قبل الوحدة وبعدها. وتقولون الشمال والوحدة السبب.. يا سبحان الله!!

• تركة أخرى ورثتها الوحدة والوطن الموحد، وهي قانون التأميم والإصلاح الزراعي وآثار هذه القوانين التدميرية في الجنوب، والتي مازالت حاضرة إلى اليوم، ولا أظنكم تنسون القوانين التي صدرت عشية الوحدة لحل مشاكل وآثار تلك القوانين التي خالفت حتى قوانين السماء، وتقولون الشمال والوحدة..
"وكأنكم عشية الوحدة كنتم "سمن على عسل" ولا تشكون أية مشكلة من قبل الوحدة".

• عشية الوحدة كانت هناك تركة الصراعات التي حصلت بعد الاستقلال، وكان من مظاهرها التصفيات السياسية للسياسيين والعلماء والمشايخ والتجار والسجن والسحل والانقلابات الدموية... الخ، مما تعرفونه أكثر مني.. وهي قضايا كانت سابقة على الوحدة ولم يكن للشمال فيها ذنب. وهي وما سبق شرحه أعلاه وغيرها مما لا أعرفه، تركة ثقيلة نفسياً وسياسياً ومادياً واجتماعياً واقتصادياً، في نفوس أطرافها والفاعلين فيها والمفعول بهم تحملتها الوحدة والوطن الموحد بكل علاتها وآثارها والحقوق المختلفة لها وعليها، وهي قضايا سابقة على الوحدة. ولم يتسبب فيها الشمال بل ناله منها قبل الوحدة أضرار ومشاكل ما زالت حاضرة في النفوس إلى اليوم.

وبعد الوحدة كان أبناء الجنوب جزءاً من الإدارة والقيادة للبلد ومسؤولين عن حل هذه المشاكل مع رفاقهم من الشمال، وكانوا، أيضاً، مع زملائهم من الشمال جزءاً من العجز في حل المشاكل، وجزءاً من سوء الإدارة والتخطيط والتنفيذ والسياسات التي تم إدارة البلد بها قبل 94م وبعدها إلى اليوم..

ويُقال اليوم الوحدة والشمال هم سبب معاناة الجنوب، وهم سبب هز ثقة الجنوب في الوحدة.. كلام فيه ظلم وهروب من مواجهة النفس بالحقائق، وهروب من تحمل المسؤولية من الجميع، واستغلال بشع لظروف الناس وفقدانهم للذاكرة أحياناً.

- أما بعد الوحدة، فإن هناك أخطاءً فادحة حصلت من قيادة البلد الجماعية، أخطأ فيها أفراد من الشمال والجنوب في السياسات والخطط والتنفيذ والمنفذين، واشتركوا فيها مقدمات ونتائج وذنوباً ومسؤولية.. أذكر منها ما يلي:

• عدم تنفيذ مبدأ الوحدة تجب ما قبلها، حيث أصر الجنوبيون، الشركاء في الوحدة، على عدم قبول خصومهم في 86م، وهي يومها رغبة القيادة من الشمال. اذاً، ما ذنب الشمال والوحدة؟؟!

• اعتقاد قيادات الشمال وتخطيطهم أن استمرار تغذية الخلاف بين الطغمة والزمرة يضمن لهم القيادة للبلد والسيطرة على السلطة والثروة، وهذا خطأ فادح.

• عدم التعامل مع قانون العفو العام الذي صدر بعد حرب 94م بجدية وإنصاف، حيث استمر الإقصاء الممنهج خاصة للعسكريين من خلال ما سمي بإعادة الدمج للوحدات العسكرية، حيث تم الإقصاء دون نظام أو حقوق قانونية حتى تحول جيش الطغمة إلى مشردين.

ولا أظنكم تنسون أو تجهلون من كان المسؤول والمشرف على هذه الأعمال والمنفذ.

لم يكن الشمال ولا الوحدة، حينها، الذي قام بذلك. والوثائق، أكيد، في أرشيف الدولة الذي يرصد كل صغيرة وكبيرة.

• خطأ فادح آخر ارتكبه الشماليون والجنوبيون وهو مواجهة المطالب الحقوقية للجنوبيين بتهمة (الانفصال)، حتى يسكت عن حقه.

رغم أني أعرف أن الوحدوية تسري في دماء وعروق أبناء الثانية الذين تعرضوا أكثر من غيرهم للإقصاء والتهميش ومعهم كل من كان من جماعة البيض أو الطغمة من كل المحافظات مع استثناءات بسبب العلاقات الشخصية والمناطقية، إن جاز التعبير.

• اشتراك الشماليين والجنوبيين في السلطة في معالجة القضايا باللجان والتوجيهات وتجاوز القانون والقضاء والنظام، حتى إن نتائج أعمال هذه اللجان أضافت على كل مشكلة ألف مشكلة، دخلت المحسوبية والمجاملة وتصفية الحسابات في ذلك.

وبالتأكيد تعرفون تلك اللجان والقضايا التي ناقشوها، ومَنْ هذه الأسماء التي قادت اللجان وشاركت فيها؟

• لا تنسوا أن الكارثة الكبيرة إحلال الإصلاح محل "الطغمة" وبالشراكة مع الزمرة، وسكوت أو رضا القيادة في صنعاء ليتقاسموا تركة المنهزم في 94م.

وهو عمل وأسلوب ما كان له أن يحصل، فشريكك في الأرض والوطن والانتماء لهذه التربة لا يمكن أن يقبل ويستسلم، والحق دائماً هو الذي ينتصر ثم يأتي بعد ما سبق من أخطاء سابقة ولاحقة على الوحدة.

ذلك الخطأ الجسيم المتمثل في ارتياح المؤتمر والإصلاح والزمرة ورغبتهم ونشوتهم في خروج الحزب الاشتراكي من انتخابات 1997 البرلمانية ومقاطعته لها رغماً عنه وليس رغبة منه.

بينما كان المفروض عند من لديه حس وطني أن يدفع حياته لكي يشارك الاشتراكي في تلك الانتخابات التي أكملت ما لم تكمله حرب 94 من الجنوب والحزب الاشتراكي.

هذا أيها الإخوة والأخوات، ما أرى أنه سبب ما حل بالجنوب وما جعل القضية الجنوبية تتدحرج مثل كرة الثلج حتى أصبحت تهدد كل شيء جميل..
ليست الوحدة السبب، وليس الشمال السبب، وليست قضايا الجنوب لاحقة للوحدة، لكنها سابقة عليها..

وما سبق الوحدة ظل حاضراً في صورة ثأر سكت عنه الشركاء من الشمال أحياناً وشجعوه أحياناً أخرى.

والآن، ليس هناك أي حل حتى لو تم الانفصال، لأن ما سبق الوحدة وما لحق يريد حلاً.

وأنا أرى أن الحلول تحت سقف الوحدة ممكنة، لكنها مستحيلة، أقول مستحيلة في حال الانفصال الذي تنادون به؛ لسبب بسيط أن هناك مشاكل سوف تظهر أكبر وأعمق من الحاصل.. في الشمال والجنوب.
الشمال والوحدة أبرياء.. والمتسببون أشخاص وسياسات خاطئة وثارات وأحداث معروفة للعالم..

فلا تظلموا إخوانكم، ولا تدمروا حلمنا جميعاً بسبب عدم قدرة الجميع على الاعتراف بالحقائق، وبدل الحلول نجتهد في توسيع المشاكل..
يا رب احفظ اليمن ووحدته!

إضافة لابد منها:

كتبت هذا، استناداً إلى فهمي المتواضع لما يجري أو سجلته ذاكرتي، وهو تحليل والله يشهد أنه نابع من رغبتي بالتذكير بقضية أراها حقاً. وربما لا تعجب أحداً، وقد تسبب لي لوماً من البعض..

لكني أولاً وأخيراً، أقصد وجه الله سبحانه، وأشعر بالخوف على أهلي ووطن

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)