شبكة اخبار الجنوب - صنعاء -
تنتشر في العاصمة صنعاء، ومعظم المدن اليمنية، شاحنات محملة بالبراميل وخزانات صغيرة مملوءة بمادتي الديزل والبنزين، والتي ظهرت بالتزامن مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية منذ أسابيع عدة..

ويقول مواطنون في تصريحات متفرقة لوكالة "خبر": إن سعر "دبة البنزين" وصل 5 آلاف ريال، أي ضعف السعر الرسمي، فيما تجاوز سعر "دبة الديزل" سقف 8 آلاف ريال، وفق إفادات مواطنين في محافظتي ذمار وحجة.

وانعكست الأزمة بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية من خلال ارتفاع أسعار وسائل النقل وبعض المواد الغذائية والخضروات والمياه.

وشهدت العاصمة صنعاء، خلال الأيام الماضية، إغلاق عدد من الشوارع وخاصة التي تتواجد فيها محطات البنزين؛ بسبب الطوابير الطويلة للسيارات، فيما ظلت معظم المحطة مغلقة بسبب انعدام المشتقات.

وأكد مواطنون من أبناء حجة، في تقرير سابق لوكالة "خبر"، أن سوقاً سوداء تنتشر على الطريق الدولية في مناطق عبس وحرض وغيرها من المناطق المجاورة، وسط غياب للدور الرقابي للجهات المعنية.

وعلمت "خبر" للأنباء، من مصادر مطلعة، أن شركة النفط اليمنية، وأمانة العاصمة أغلقتا الأسبوع الماضي، 17 محطة لتعبئة الوقود في الأمانة؛ بسبب مخالفات ارتكبها أصحابها مؤخراً.

وأوضحت المصادر، أن إغلاق تلك المحطات، جاء مع اشتداد الأزمة التي يعيشها البلد في المشتقات النفطية، وأن مخالفات وصفتها بـ"الجسيمة" بحق المواطنين تم ارتكابها من قبل المالكين لتلك المحطات، ما حتم على الجهات المسؤولة إغلاقها.

وتعيش اليمن أزمة خانقة في المشتقات النفطية منذ أسابيع، وتنتشر طوابير السيارات بالقرب من محطات تعبئة الوقود، ما تسبب باختناقات مرورية في الشوارع الرئيسة والفرعية للعاصمة صنعاء.

وكان مدير عام شركة النفط، منصور البطاني، قد أعلن أنه تم إغلاق عدد من محطات الوقود المخالفة في صنعاء, بعد أن تأكد للشركة أن هناك محطات تخفي وجود مشتقات النفط لديها وتبيعه في السوق السوداء.

وقال: إن الأزمة تصاعدت فجأة كانعكاس واقعي للطلب الموسمي المتزايد, وشح الموارد المالية الممكنة لشراء الكميات اللازمة لسد الفجوة القائمة بين العرض والطلب وتقاعس الجهات ذات العلاقة عن دورها في الحد من السوق السوداء.

ومساء الثلاثاء، قالت مصادر قبلية لوكالة "خبر": إن قبائل وادي "عبيدة" بمأرب احتجزت 14 قاطرة محملة بالمشتقات النفطية، تابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية.

وأوضحت المصادر أن القاطرات خرجت صباحاً، برفقة حملة أمنية، وعند وصولها إلى وادي عبيدة، احتجزها المسلحون دون إبداء أي مقاومة من قبل الحملة.

والأسبوع الماضي تداولت وسائل الإعلام المختلفة تصريحاً لمصدر رسمي، أرجع أسباب أزمة المشتقات في العاصمة ومدن أخرى؛ إلى احتجاز نحو 70 ناقلة نفطية على طريق الحديدة ــ صنعاء، ومأرب ــ صنعاء.

وأكد المصدر توافر المشتقات النفطية بالكميات الكافية التي تغطي احتياجات السوق المحلي وخاصة في أمانة العاصمة. موضحاً أن شحة المشتقات النفطية في الأمانة ناجمة عن قيام عناصر تخريبية مسلحة باحتجاز 20 ناقلة تحمل مشتقات نفطية في طريق مأرب – صنعاء، و50 أخرى في طريق الحديدة - صنعاء، ويمنعون وصولها إلى العاصمة صنعاء، وذلك وفق منهج تخريبي.

وأكد أن ذلك يهدف إلى تأزيم الوضع الراهن والإساءة إلى الدولة وإعاقة مسيرة التغيير والإضرار بحياة الناس اليومية.

وقد أعلنت شركة النفط اليمنية، أن كميات كبيرة من مادة البنزين سيتم توزيعها على أمانة العاصمة، الأربعاء الماضي، بعد فتح الطرقات وإنهاء التقطعات، إلا أن ذلك لم يظهر أثره، فما زالت مظاهر الأزمة شاخصة للعيان في شوارع العاصمة.

وقال مصدر مسؤول في شركة النفط اليمنية، في تصريح سابق لوكالة "خبر" للأنباء،: إن أسباب الأزمة القائمة في المشتقات هو انعدام السيولة النقدية، الكافية لشراء احتياجات السوق المحلية من المشتقات.

وتوقع المصدر استمرار الأزمة حتى تتوافر السيولة النقدية. وقال: إن شحة المشتقات جعلت بعض مالكي المحطات ينتهجون سياسة الاكتناز، وخاصة الديزل.