يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - نهله جبير

الخميس, 27-فبراير-2014
نهله محمود جبير - شبكة اخبار الجنوب -
كلما سافرنا إلى أيٍ من دول العالم ، أول ما نقوم به هو تفحص كل مظاهر تطورهم التي نقابلها هناك ويتملكنا الإعجاب بتلك النماذج المبهرة لنا ، قوانينهم، شوارعهم ،مستشفياتهم وطريقة تعامل أجهزتهم الحكومية مع المواطنين ،ويزداد إعجابنا أكثر بسلوكياتهم وأخلاقياتهم العامة ،اؤلئك الناس غرباء عنا تماماً، ومع ذلك نشعر نحوهم بألفة وتقارب عفوي جميل .

ومع حالة الإنبهار تلك تذهب أفكارنا دوماً نحو المقارنة بين مجتمعنا المحلي وبين تلك المجتمعات ،ونتعجب كثيراً ،متسائلين عن كيفية وصولهم إلى تلك المرحلة الراقية من التطور الإنساني ونحن لم نستطع حتى التواصل مع بعضنا إنسانياً،

حتى أن أمهاتنا يعُدن من رحلات علاجهن التاريخية (من الخارج)،وهن منبهرات مشدوهات مما رأينه ، وهذا الإنبهار يتحول إلى _ نعمة بقدرة الله _ فهو سيكون محور حديثهن الأثير لأعوام ممتدة لاحقة هههههه .

أما إن كانت رحلتهن إلى إحدى الدول العربية ( القاهرة - الأردن ) ،فلا ينفكن يعبّرن عن تهكمهن من تلك المعاملات غير اللائقة وعمليات النصب الإحترافية اللاتي يواجهنها هناك ، وكيف أنهن تمكّن بعد أسبوع واحد فقط من السيطرة على مجريات الأمور، وكشف الإحتيالات و مغالطات سائقي سيارات الأجرة ،والمطاعم والمستشفيات ،والخ ...
هنا وبشكل إحترافي يستعرضن بطولاتهن و حذقهن وذكاءهن الفطري (هو ذاته الحذق الذي يرهقننا به نحن معشر الأبناء ) ههههههه حفظهن الله وأدامهن بصحة وعافية .

هذا الطرح لن يضيف لنا أي نفع مالم نأخذ تلك المقارنات ونتعهدها بالمقاربة العلمية، في محاولة لفهم آلية تطور تلك المجتمعات بأسلوب علمي منهجي عبر تتبع الأسباب ،والإستقراء التاريخي، لمراحل تطورها تلك ،وتفحُص التقاطعات الفاصلة التي تقع بين تطورها ،وبين ركود مجتمعاتنا المحلية والإقليمية التي تتقاسم معنا حالة الركود .

وإذاً هنا في لمحة بسيطة ماهي الفوارق الكبيرة بين كل من النماذج الناجحة والفاشلة على السواء في ال100 عام الأخيرة ؟

مرحلياً لابد من توضيح التالي :-

- تنحية البعد الديني تماماً و إخراجه من قائمة عوامل المقارنة والمقاربة ،لسبب مهم وهو توخي التحييد والموضوعية في الإستقراء التاريخي لمراحل التطور ،بل و سيكون دخيلاً على موضوعية الطرح ،و لتجنيبه الإستغلال المُجحف من قِبل البعض ، بتحميله تبعات العثرات والتخلف ،فتلك المجتمعات تطورت بدون البعد الديني ، ونحن ركدنا ومعنا البعد الديني ، سيُظلم هذا العامل هنا حتماً ،،
لننطلق فقط من فكرة المقارنة، بين نموذجين أحدهما ناجح والأخر فاشل من النواحي الإجتماعية والسياسية والإقتصادية .

- النقطة الأخرى والتي يتجاهلها معظم الباحثون في علم الإجتماع ، هي أن كل دول العالم مرت في القرن المنصرم بمراحل فشل وإنكسارات وتخلف وتبعات حروبٍ ،خاضتها أم لم تخضها !!!
وبذلك تتقارب كل المجتمعات في الظروف التاريخية العصيبة ألتي مرت بها بتفاوت نسبي ، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ،بدءت مرحلة جديدة في تاريخ التطوير والتنمية و استطاعت دول النجاح تجاوز تلك المرحلة بظروفها القاسية لتشق طريقها نحو النجاح ،و بما فيها الدول التي عانت من اللإستعمار !!
أما بقية دول الفشل فهي من ظلت تردد مبررات فشلها وتُعلقها على الظروف المرحلية السابقة ولم تبارح مكانها .

ولا نستغرب عندما نرى التنظير الإجتماعي (علم الإجتماع )، يسير مع تلك التبريرات الواهية في موائمةٍ لاواعية نحو المزيد من التخلف التنموي في كل مجالات التنمية،وبذلك لم يقدم حلولاً حقيقية تساعد تلك الدول النامية على الخروج من مأزقها .
وهذا الجانب في اعتقادي يُعد أهم معرقلات التنمية فبدون وجود فكرة نهضوية واضحة لا يمكن النهوض أبداً بأي مجتمع ، بل أستطيع القول أن هناك تأمر نخبوي لصفوة المثقفين واكب فشل علم الإجتماع والمشتغلين به !!
فمعظم المشتغلين به لم يقدموا سوى تعميمات بعيدة عن الواقع العربي ودراسات نقدية للنظريات الأجتماعية السابقة وكلها دراسات مستهلكة،مكررة ،لا تتوافق مع مستوى الإحتياجات والخصوصية المختلفة لمجتمعاتنا ، وقلة منهم فقط من استطاع بوعي تقديم رؤى تتوافق مع الحاجات المرحلية الفعلية ،لكنهم بعدد الأصابع .

علم الإجتماع هو القوة السحرية التي تجاهلتها دول الفشل !!
هذا العلم الذي يرصد كل التحولات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للمجتمع ليأخذ به نحو التنمية الشاملة ، وما افتقرت اليه الدول النامية ،والعربية بالذات ،هو عدم وجود مدارس سوسيولوجية ترصد وتحلل الواقع العربي بخصوصيته المنفردة ،لتقدم رؤى فعلية في التغيير الحقيقي المطلوب ،،،

كل الدول الناجحة والمتقدمة تولي علم الإجتماع أهمية بالغة ترقى إلى إتخاذه مرشداً تصحيحياً لكل التفاصيل الدقيقة في مسيرتها التنموية ،
بينما في الدول الفاشلة ، هُمشَ وحُصرَ في قاعات الجامعات وأُختزل دوره ليقتصر على الدراسات الإحصائية فقط .

وهذه هي أول صور المقاربة والمقارنة بين دول النجاح دول الفشل ،بين طياتها أولى كذبات ألصفوة !!!

يتبع ...................
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)