يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - نهلة جبير

الثلاثاء, 03-ديسمبر-2013
نهله محمود جبير - شبكة اخبار الجنوب -
هي:

أحمد... أناشدك الله يا زوجي العزيز، لا تتركني، لا تذهب!

وحيدةٌ أنا في هذا العالم المخيف..

أنا أخافه.. أخاف هذا الزمن بكل سنوات القمع والظلم والإجحاف والفقر والجوع، التي مررت بها.. من لي سواك بعد الله! كل ما لي في هذا العالم أنت، أهلي وعُزوتي أنت.

تعلم أني يتيمة، لا ظهر لي ولا سند. أستحلفك بالله دعْ هذه الفكرة.. أخرجها من رأسك، ما الذي ستجنيه بذهابك إلى الساحات؟ عملُك ستفقِده، وسنموت جوعاً، هل تأمل تحقيق انتصارات تعلم أنت قبل كل الناس، أنها وهمية؟! فمن في الساحات قوى عتيّة متجبرة، لن تسمح لك ولا لأمثالك من الشرفاء بنيل أي استحقاق و...

هو:

مُنى، مُنى عزيزتي: الله موجود، وإن وقفت صامتاً أمام ما يحدث من زخم ثوري، سأفقد احترامي لنفسي. لا بد لي من المشاركة، لا يمكنني تجاهل إحساسي بوجع الوطن، ووجع الناس أمثالي...

هي:

أحمد لا تضحك على نفسك بهذه الأفكار العظيمة. ما يحدث ليس بالأمر العظيم، الذي يستحق التضحية في سبيله بك وبي وبأمك وبولدك الذي لم يولد بعد. كيف يكون نداءً وطنياً يا عزيزي، وأبواقه أفواهٌ تعودت على انتهاكنا سنوات وسنوات ؟ وها هي اليوم تخرج بكل قُبحها لتدعي رغبتها في التطهر من الآثام، وتمسح قذارتها بدمائكم أنتم الأبرياء!

هو:

مُنى، لا بد من خروجي، صدقيني لن نسمح لهم بتحقيق انتصاراتهم على حسابنا نحن الموجوعين، وسترين ذلك يتحقق أمامك قبل أن يولد طفلنا.

بعد 7 أيام يعود أحمد من المستشفى، بعد أن استقرت حالته، وسكنت جروح حروقه التي أصيب بها وهو يحاول إنقاذ زوجته وأمه.

مر على الأطلال، يتفقد بقايا منزله المتهدم، يتلمس بذاكرته صور وأصوات ساكنيه، الذين قضوا نحبهم إثر قصف المنزل بقذيفة صاروخية أخطأت هدفها، لتقتل أحبته؛ زوجته مُنى وأمه وطفله الغائب الحاضر!

يقف أحمد مشدوهاً مصدوماً بلا حراك، كعمود من أعمدة مأرب الأثرية، التي تنتصب واقفة وكل ما حولها دمار..

يتذكر حواره الأخير مع زوجته منى. منى كانت تخشى فقدانها له، وتخشى مواجهة الحياة بدونه، وها هي قد تركته ورحلت، وبقي هو ليصارع أوجاع فقدها.

نضاله في ساحة ذكرياته سيطول، فشعوره بخذلانه لها، وأوجاع فقدها، أحمال ثقيلة، بينما كل أسلحته هي الزخم الثوريّ الذي قضى نحبه مع ساكني ذلك المنزل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)