يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأربعاء, 02-ديسمبر-2009
شبكة أخبار الجنوب - الاستاذ - سمير اليوسفي استاذ / سمير رشاد اليوسفي -

لأننا في دولة محورية تتسم بموقع جيوبوليتكي متميز.. وتلعب دوراً مهماً بالنسبة لمنطقة من أهم مناطق العالم، فإننا لانستطيع أن نكون في منأى عن المؤامرات والمخططات التي كان يمكن ألاَّ نرى أياً منها لو كنا في دولة هامشية لاتؤثر في شيء إقليمياً ودولياً.


  في هذا الإطار ،وفي هذا المضمون نستطيع أن نقرأ تاريخنا كله ،فهو حافل بالغزوات العسكرية ،وبمخططات الاحتواء، أو التخريب، وبالكفاح المستمر من جانب شعبنا لدرء هذا الخطر، أو ذاك، ولإجهاض كل المخططات التي ترمي للنيل من بلادنا، والتي تنشط بشكل ملحوظ، عندما تصبح اليمن قوية، تمضي بخطى ثابتة على المسار الصحيح.


 خلال العقدين الأخيرين بدأوا يصورون ويؤكدون أنَّ اليمن أصبحت أسيرة في أيدي الإرهاب، فقامت الأجهزة الأمنية بدحر الإرهاب بصورة أثارت ذهول وإعجاب أكبر دول العالم.. وبعدها تحولت مخططات العداء إلى استهداف الأوضاع الاقتصادية، والحريات والديمقراطية، وإلى إثارة النعرات والعصبيات المذهبية والمناطقية، ودعم أصحاب المشاريع المأزومة والصغيرة، والدفع بذوي التوجهات التشطيرية إلى الواجهة، وإخراج العملاء والمرتزقة من قماقمهم، غير مدركين أن إخراج «الأشباح» من الظلام إلى ضوء النهار، يبدد جمعهم، ويقضي عليهم.. وبعيداً عن الظلام وحلكته، فإن الشيء المؤكد هو أنه لو كانت اليمن ضعيفة أو «تائهة» عن الدرب الصحيح لما كانت أبداً هذه المؤامرات، وتلك الحملات والافتراءات.. وشيء آخر أكثر تأكيداً هو أن الخطر الحقيقي يأتي من الداخل، ومن تورط بعض القوى المعارضة في حياكة الدسائس والمؤامرات، علاوة على عدم إدراك البقية حجم المخططات التي تحاول - عبثاً - استهداف اليمن.


<.. لقد حققت بلادنا خلال السنوات الأخيرة العديد من المنجزات، وتأتي في الصدارة منها إعادة اللحمة الوطنية ،التي فرَّط بها النظام الإمامي الكهنوتي البائد، لصالح التحالف الانجلوسلاطيني البغيض، وعمل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح على إعادة تحقيق الوحدة باعتبارها حقيقة تاريخية وجغرافية راسخة في وعي اليمنيين ،لا كما يرُوِّج مخلفات الإمامة والاستعمار من أنها نتاج لجهود واتفاقيات قيادات شطري اليمن سابقاً، وصولاً لإقناع جيل اليوم بوجود تمايز بين الجنوب والشمال، وهو إفك قديم استخدمه الاستعمار البريطاني إبان فترة احتلاله المحافظات الجنوبية بهدف إضفاء الشرعية على تواجده هناك.


<.. كما إن إزالة العقبات المفتعلة أمام إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ومارافقها من تعددية سياسية، وتحول اقتصادي متمثل في استخراج النفط والغاز، وبناء جيش وطني، لم يأت نتيجة ضربة حظ، أوتفكير ارتجالي، ولم يكن نزهة في ضوء القمر، وإنما كان - ولايزال - عملاً شاقاً تضطلع به أذهان وسواعد رجال نذروا أنفسهم - حقاً - لخدمة الوطن، وعملوا مع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بجهد وإخلاص، وإدراك لمصلحة الوطن.. تلك المصلحة - التي استدعت أمام أعين اليمنيين خريطة بلادهم على اتساعها - تنشر التنمية في كل أركانها من صنعاء إلى حضرموت، ومن مياه البحر الأحمر إلى رمال الغيضة، وأملت إجراء تغييرات عميقة تقيم علاقات تفاعل صحيحة، ومستمرة بين اليمن والعالم، وتفتح مجالات النشاط أمام الجميع.. هذه المصلحة التي يبدو أنها باتت خافية عن البعض، الذين ينظرون إلى ماحققته اليمن بعمل هائل مثابر فيظنونه شيئاً هيناً، في حين أن القليل منه فحسب يفوق أقصى أحلامهم.. ويستمرئ البعض الآخر الاحتماء بالأسرة أو القبيلة للتعالي والظهور بسفه وطيش وقلة بصيرة، ناهيك عن لجوئهم للابتزاز والمساومة للحصول على مكاسب مادية بممارسات بغيضة.


<.. إن الذين يرتهنون أنفسهم للأجنبي، ويبيعون كرامتهم سعياً للوصول إلى القصر الرئاسي ويشعلون الفتن، تحت دعاوى الحراك، ولافتات المطالب والحقوق، فيما يتحالفون مع الإماميين من أتباع الكهنوت، ويرتبطون بحبال التآمر مع تنظيم القاعدة، ويثيرون النعرات المذهبية والطائفية، سيرتد كيدهم إلى نحورهم، وستبوء مطامعهم الدنيئة وأحلامهم المدنسة بالفشل الذريع، ولن تنفعهم حياكة الدسائس - واستغلال عواطف البسطاء، والنفخ في كير الأزمات العارضة التي تسببوا فيها - في تحقيق مبتغاهم لأن الشعب قد شب عن الطوق، وصار يدرك - أكثر من أي وقت مضى - أنَّهم ليسوا أكثر من طفيليات هامشية تتسلق على ظهور الوطنيين، وتمتص دماء الشهداء.. فلا رصيد لهم، ولاوزن، ولاقيمة اقتصادية أو سياسية... ولاقيم!


<.. وإذا كان من المعلوم أنَّ تنظيم القاعدة، تنظيم إرهابي متطرف، يسيء لسماحة ديننا الاسلامي الحنيف، ويغتال الأبرياء، ويخدم مصالح الاستعمار الجديد.. تؤكد ذلك المعلومات التي تكشفت أمس الأول، والتي تفيد أنَّه كان بمقدور القوات الأمريكية القبض على زعيم هذا التنظيم في جبال تورا بورا عام 2001م، ولم يحدث ذلك لسبب في نفس الأمريكان.


<.. كما أن من المعلوم بالضرورة أنَّ أتباع المتمرد الحوثي يسعون جاهدين لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وبعث الكهنوت الإمامي من مرقده ليحكم اليمن باسم الحق الإلهي، وعلى خطاهم يسير بقية العملاء والمرتزقة من مخلفات الشيوعيين، إذ يعملون على إذكاء الفتنة المناطقية في أوساط الرأي العام، محاولين زعزعة أركان الصف اليمني الواحد، وتقويض بنيانه المتين.. وهو أمر صار معروفاً للقاصي قبل الداني، وغير مستغرب من العملاء والإرهابيين وأتباع الكهنوت.. إلاَّ أن ما يثير الغرابة، ويبعث النكران هو اصطفاف أحزاب المشترك معهم، وتحولهم إلى بوق دعائي، يدافع عنهم، ويبرر لمخططاتهم العدوانية الحاقدة، مع أن الأحرى بهذه القوى أن تصطف مع الشرفاء والغيورين على الوطن، تحت سقف النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، ومن حقها السعي الدؤوب للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وتبني البرامج الاقتصادية المقنعة للناخبين، لا عن طريق التآمر والنفخ في نيران التمرد، والعبث بالأمن والسكينة العامة.


<.. لقد ضلت أحزاب المشترك عن الصراط المستقيم، وفقدت بوصلة العقل، وهو أمر متوقع منذ أن تخلت هذه الأحزاب عن هويتها، وتشكلت في إطار براغماتي يضم الإماميين، ومخلفات الشيوعيين، بقيادة الأصوليين المتطرفين، فذابت عندهم الفوارق الجوهرية حد التماهي، لدرجة أصبحوا فيها يلِحُّون على الدولة للتفاوض مع العناصر الخارجة عن القانون، وكأن الإماميين من أتباع المتمرد الحوثي أصحاب قضية لا متمردين، كما أنَّ هذه القوى صارت مثل الطابور الخامس تطالب بالنظام الفيدرالي، استجابة منها لأطروحات مشبوهة، معروف ارتباطها بمشاريع خارجية.. لأنَّ النظام الفيدرالي لا تتبناه سوى الدول التي لديها أصول قومية وعرقية متباينة ومساحات شاسعة، وعدد سكان كبير، وهذا لا ينطبق على بلادنا، التي تضرب بوحدتها في عمق التاريخ، وتتشكل من شعب واحد له ديانة ولغة واحدة.


<.. إن استمراء السير في هذا النهج المُعْوَج سيقود أصحابه إلى التهلكة، وسيلطخهم بالعار والسواد، وستدرك هذه الأحزاب عاجلاً أم آجلاً أنَّ حبال الكذب سرعان ما تهترئ وتتقطع، والمكر السيء لا يحيق إلاَّ بأهله.. والهرج والمرج يقود صاحبه إلى السراب.. والإساءة للنظام الجمهوري ستلقي بمقترفيها إلى الجحيم.. ولا يزال أمام من يدعي ويزعم «الإصلاح» منهم متسع من الوقت للعودة إلى الرشد وجادة الصواب والاستجابة لضمير وإرادة الشعب الداعية لمواجهة فتنة التمرد في صعدة.


 عليهم أن يبادروا سراعاً لذلك، ليس لأن اليمن بحاجة إليهم، فلها شعب يحميها ويذود عنها، ولكن لأجل الحفاظ على انتمائهم لها، قبل أن تدوسهم الأقدام وتقذف بهم إلى مزبلة التاريخ.


<.. إن فتنة التمرد في صعدة، ستنتهي اليوم أو غداً، لأنها نتاج تصفية حسابات حزبية مأزومة، وقبلية مقيتة، وعنصرية رجعية مرفوضة، وسيقف شعبنا الوحدوي مع قواته المسلحة الشجاعة للقضاء عليها، وفاءاً للثورة والجمهورية والوحدة... وحفاظاً على مستقبله ومستقبل أبنائه.. أما المتربصون باليمن الدوائر فهم أشبه بالمجذومين، الذين يفر منهم الناس، بعدما أصيبوا بداء لاشفاء منه، وانتهت صلاحيتهم، وفاتهم قطار التوبة.. وستلاحقهم لعنات اليمنيين أبد الدهر.


<.. سيتلاشى أعداء اليمن من الإماميين الكهنوتيين، والمناطقيين العنصريين، والإرهابيين القاعديين، وسيبقى الوطن بنظامه الجمهوري وبتضحيات قيادته الحكيمة شامخاً وموحداً وديمقراطياً.


 


«وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون».


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)