يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - ارشيف

الأربعاء, 24-يوليو-2013
شبكة اخبار الجنوب - متابعات -
قضية للنقاش:
--------------
يعيد الحديث عن تواجد قوات أجنبية – أمريكية- في اليمن وفي جنوب اليمن تحديدا النقاش إلى الواجهة حول متوالية اعتمادية القيادة على العامل الخارجي والتي وصلت في بعض الأحيان والمراحل على الرهان على المتغير الأجنبي كفاعل أساس في الشأن الوطني اليمني ومجريات الأحداث ومرجح معتمد عليه بطريقة أو بأخرى وتكررت مرحليا بصورة تبدو متشابهة أو متقاربة.


في مقابل النقد والفحص والتشخيص سياسيا وإعلاميا على المستوى النظري باتجاه السلطة والقيادات المنحدرة من الضفة الشمالية للوطن – اليمن, أو كما درج القول "نظام صنعاء" في مراحل متعاقبة.. وكم الملاحظات والمحاكمات النظرية التي طالت هذا المستوى والمجال السياسي المحدد, وبقسوة أحيانا وصلت حد المبالغة والنكاية ومجانبة الموضوعية والإنصاف. مقابل ذلك تحاشت المساهمات والمقاربات كما تحاشا الكتاب والنقاد غالبا ممارسة الدور والمهمة نفسها باتجاه المجال والمستوى السياسي الرديف في الضفة الجنوبية من اليمن وقيادات الدولة المتعاقبة في عدن أو المنحدرة من تلك السهوب.


ما يقال الآن في عدن, على سبيل المثال, له صلة مباشرة بالتواجد المستفز لجنود المارينز الأمريكي والاستخبارات الأمريكية, سواء في قاعدة العند أو في قصر 22مايو الرئاسي بعدن. كما هو أيضا لصيق بتواجد 300 من جنود المارينز بفندق شيراتون صنعاء. ولأن الحاضر متناسل من رحم الماضي واللاحق يُذكّر بالسابق كان من الطبيعي أن يستذكر الناس العاديون قبل النخب التواجد الاجنبي في حالات متقدمة بالعودة إلى مرحلة ما قبل الاستقلال وفي ظل الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن وتاليا بعد الاستقلال حيث حل التواجد الروسي السوفيتي محل البريطانيين وكأن من المتحتم ان يتواجد الأجنبي بالضرورة؟؟ وهذا لوحده مجال للبحث والمقارنة واستخلاص النتائج للعبرة بعيدا عن الحساسيات المفرطة والحسابات الفئوية المتظخمة والمتقزمة في آن.


بالعودة إلى مرحلة ما قبل الاستقلالو فإن الاستعمار البريطاني كان يفرض سلطاته وسيطرته على الجزء الجنوبي من اليمن.. الحامية والحاكم البريطاني في عدن – المركز- ويتبعه ضباط مخابرات تولوا إدارة السلطة الفعلية في المحافظات الأخرى التي تقاسمتها السلطنات والمشيخات الدائرة في فلك الحاكم البريطاني والتابعة لسلطة المندوب السامي الحاكم المفوض لمستعمرة الجنوب اليمني.


بصورة أكيدة سيطرت القوات الإنجليزية (الاحتلال) على ميناء عدن البحري وكذا قاعدة العند إضافة إلى جزيرة كمران التي خضعت للسيطرة البريطانية كقاعدة عسكرية بدرجة رئيسية. ومن القواعد تلك, قبل ثورة 14 أكتوبر, كانت السفن والطائرات الحربية البريطانية تنطلق لضرب قناة السويس وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر.


فإذا جاء الاستقلال في 67, عهد الرفاق وحكام ما بعد الاستقلال في جنوب الوطن بالأولوية والامتيازات العسكرية خصوصا للاتحاد السوفيتي.. وحطت القوات والحاميات السوفيتية في كل من جزيرة سقطرة وعدن وقاعدة العند ليحل السوفيت محل الانجليز وكان ولا يزال هذا أدعى إلى التوقف والتساؤل عما إذا كان المساق الخاص للقيادات العليا الجنوبية ينبني ضرورة على اعتماد العامل واللاعب الأجنبي كمرجح وفاعل في الشأن الداخلي وبمعزل عن اعتبارات كثيرة من أبرزها "المسئولية" التي تقاس بها حنكة ومقدرة القادة وبالنظر إلى معطيات الاستقلالية والسيادة وتحرير الإرادة والقرار الوطني السياسي والسيادي؟؟


ما من شك فإن المجال واسع وبيئة خصبة للدراسة والتحليل العلمي والنظري والتأريخي للوقوف على معالم وسمات مستويات القيادة وأداء القادة هنا وهناك. ويتفق الجميع بأن التجربة السياسية لدولة ما بعد الاستقلال في جنوب الوطن لا زالت بكراً وتغري الباحثين والمؤرخين بالتوجه إليها وفض مغلقاتها. على أن الدارسين أو الكتاب وممتهني الكتابة السياسية على وجه الخصوص يتحاشون الاقتراب من هذا الدرس الطويل والمهم تجنبا للمرور بمعطيات وحقائق مشابهة تخضع الصف القيادي الأول وطواقم السلطة المتعاقبة في عدن الحبيبة على الحكم للتقييم الاسترجاعي والذي بالضرورة سيحدد مثالب ومساوئ وأخطاء وسمات مشتركة يمكن على ضوءها قياس درجات الوعي والكفاءة والمسئولية والاستقلالية في تناول السلطة أو لدى القيام بها وممارسة الحكم. وربما كان البعض يجد حرجا في طرق هذا الباب, إما تهيبا أو مداهنة لرفقاء حاضرين ويفضل بالتالي تكريس العمل على نقد الحالة المقابلة والإخضاع الدائم لمسمى "نظام صنعاء" للفحص والمحاكمة النظرية وألصقوا به ما يعقل وما لا يعقل من المساوئ والعيوب فيما يقصر نظرهم عن الشطر الآخر من بيت الشعر والبيت اليمني الكبير!


وصولا إلى يوم الناس هذا... ما إن تولى الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة التي نقلت إليه من سلفه الرئيس علي عبدالله صالح, كانت أولى مراهنات وخطوات استراتيجية الرئيس الجديد تتجسد عمليا ودون مقدمات تمهيدية على الأرض, وتمثلت في تقديم تسهيلات مريحة للأمريكان لم يتفهمها ولن يفهمها اليمنيون بسهولة...؟


فجأة يكتشف اليمنيون شمالا وجنوبا أن قاعدة العند باتت في عهدة المارينز الأمريكي والقوات الأمريكية..؟ ثلاثمائة جندي وصف وضابط وضابط ارتباط أمريكيين حلوا في قاعدتهم الجديدة. غضافة على قرابة سبعين فني يقومون بأعمال الصيانة للطائرات التي بلغ عددها ست طائرات حربية أمريكية وأخرى بدون طيار. وباشر الأمريكيون أعمال البناء والتأثيث لمساكن ومرافق وتجهيزات مختلفة داخل حرم قاعدة ومطار العند؟؟


ليس هذا كل شيء... هناك سبع سفن أمريكية, عسكرية بالطبع, تجوب المياه الإقليمية اليمنية. وهناك 300 من عناصر المارينز في فندق شيراتون صنعاء. وبالعودة إلى عدن فقد تسلم الأمريكان قصر المدور "22مايو" الرئاسي كمقر للاستخبارات الأمريكية ومركز عمليات أمنية واستخباراتية ولوجستية؟؟ وهناك ما لا تدركه عين المبصر وفهم المتامل فليس هذا كل شيء بالتأكيد.


خلاصة العرض السابق تتصل بما سبق ذكره... ومن حق المواطن اليمني شمالا وجنوبا شرقا وغربا أن يسأل عن سر الاحتفاء بالتواجد والتدخل الأجنبي وتمكينه والتمكين له؟؟ وإذا كانت أوجه الاستعمار والوصاية الأجنبية متعددة فإن معناه ومحتواه واحد لا يتبدل... واينما وجدت قوات أجنبية ووصاية على الأرض توجد وصاية في السياسة والقرار السياسي والسيادي. وهنا نسأل: كم يتمتع القرار السياسي اليمني بالسيادة والاستقلالية؟ وأيضا, هل صانع القرار الآن يعول على الداخل أم على الخارج أكثر وأكبر, ويرسم سياساته على ضوء هذا العامل المهم والحاسم؟؟


وبعد كل هذا, أليس من الحق والضرورة غعادة قراءة وتقييم تجربة الحكام والقيادات المتعاقبة وتقارب وتشابه الحالات بالنسبة إلى التعويل والارتماء أو الاعتماد على القوى الدولية والأجنبية؟ وما إذا كان هذا المعطى يعكس نوعا من المسئولية أو اللا مسئولية؟؟
السؤال يستفتح المجال ويضع الاستهلال في قضية متروكة للنقاش.


* المنتصف نت محمود القبيصي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)