يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - لحوح

الخميس, 11-يوليو-2013
شبكة اخبار الجنوب - متابعات -
تحت حرارة الشمس, في الأسواق, وأمام المطاعم ومختلف المحلات التجارية, تتخذ عديد النساء اليمنيات مكانا لبيع “اللحوح” في العاصمة صنعاء وعديد المحافظات اليمنية, وهي السلعة التي تلقى إقبالا كبيرا لدى اليمنيون خاصة في شهر رمضان.. (الجمهورية) تسلط الضوء في الاستطلاع التالي عن كل ما يتعلق بهذه السلعة، بما في ذلك أول عهد لليمنيين مع “اللحوح”, ومبررات تطوير صناعتها وصولا إلى تسويقها تجاريا..

ظروف سيئة

تقول “فاطمة احمد”، 40 عاما, أنها تعمل في بيع اللحوح في العاصمة صنعاء منذ 17 عاما, لتوفير لقمة العيش لأطفالها السبعة ومستلزمات تعليمهم، بدلا من التسول. لكنها تصف هذا العمل, الذي لا تجيد غيره, بـ”الشاق”, مؤكدة أن شهر رمضان موسم لامثيل له ويدر عليها دخل غير مسبوق, وهي تتمنى هنا أن يكون كذلك هذا العام.

وتوافقها جانبا من الرأي “أم عبدالله”، التي دفعتها أيضاً الظروف الصعبة لبيع اللحوح في أحد أسواق صنعاء, بعد ان تقضي لتحضيرها في منزلها ساعات طويلة، لتعول نفسها وزوجها المريض، وأبناءها: “ظروفنا صعبة، ومرض زوجي وعدم قدرته على العمل, دفعني للخروج مضطرة لتوفير لقمة العيش”.

ومع ذلك تؤكد “أم عبدالله” أن ما تجنيه كأرباح من بيع اللحوح بالكاد يسد رمق العائلة, نتيجة ارتفاع تكاليف إعدادها, تضيف: “شهر رمضان أفضل أيام السنة لبيع اللحوح, ولكن ظروف الناس أصبحت سيئة, ورفع السعر إلى 70 – 80 ريال للحوحة الواحدة, غير مناسب لكثير من الناس”.

معاكسات وتحرش

ووفقا لعديد بائعات اللحوح في شوارع العاصمة صنعاء, فإن مكاسبهن بشكل عام تتراوح ما بين 1000 و 1500 ريال في اليوم الواحد خلال الأيام العادية, بينما تصل في شهر رمضان إلى ضعف هذا المبلغ, لكن المشكلة الأبرز بحسب غالبيتهن إضافة إلى ارتفاع تكاليف إعداد اللحوح, تتمثل بالمعاكسات وتحرش بعض الشباب المنحرفين, وكذا الإهانات اللفظية المحقرة لهن, أبرزها وصفهن بـ “ياملحلحه”, فضلا عن مضايقات بعض موظفي البلدية.

وكما هو واضح فالحاجة والظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها غالبية الأسر اليمنية هي الدافع الرئيس لإخراج المرأة للعمل في هذه المهنة وغيرها من المهن في سوق العمل غير المنظم، وهو القطاع، الذي تشير بيانات المسح إلى تزايد مشاركة النساء اليمنيات العاملات فيه بنسبة 45 بالمائة مقارنة بحوالي 16 بالمائة في القطاع الحكومي، وهذا يعني أن هذا القطاع يحتل المرتبة الأولى في استقطاب القوى العاملة النسائية كنتيجة طبيعية لانتشار الأمية بين النساء.

وجبة رئيسية

وتضم المائدة اليمنية في وجبة الإفطار أو العشاء في رمضان صنوفا مختلفة من الأطعمة، في مقدمتها (الشفوت) وقوامه (اللحوح) واللبن.. و(اللحوح) خبز طري لين يصنع من دقيق القمح أو الذرة.

رئيس بيت التراث الصنعاني والمتخصصة في التراث الشعبي, أمة الرزاق جحاف, أشارت إلى أن صناعة اللحوح وبيعها يقتصر على النساء، وأنها وجبة رئيسية لمعظم الأسر اليمنية, ومن أشهر المأكولات الرمضانية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ذلك ما يؤكده أيضا عديد اليمنيون، مستبعدين إمكانية الاستغناء عنها في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان, ويعتبرونها وجبة تراثية يمنية.

تطوير

ومع ذلك فعديد البقالات ومحلات بيع المواد الغذائية هي الأخرى تمارس بيع اللحوح, وبحسب هؤلاء, مستوى الإقبال على شراء اللحوح في رمضان يتجاوز 300 بالمائة.

وفي السياق يرى مهتمون ضرورة تطوير صناعة هذا المنتج, تقول أمة الرزاق جحاف: “اللحوح يحظى بإقبال كبير من مختلف فئات المجتمع اليمني, وأيضا السياح الأجانب، الذين يعتبرون الشفوت وجبة لذيذة ومفيدة ومكتملة القيمة الغذائية, وينقصها لكي تصبح سلعة يمكن تسويقها تجاريا, إعادة النظر في طريقة تقديمها للمستهلك، بحيث تقدم بشكل لائق وراقي, بمعنى أن يتم تغليفها وما شابه, وتخصيص أماكن معينة لبيعها, بدلا مما هو قائم في الشوارع بالنسبة للنساء, حيث الأتربة وعوادم السيارات”.

الحبشة واليمن

ويجهل كثيرون أول عهد لليمنيين مع (اللحوح), والحديث مجددا للمتخصصة في التراث الشعبي، أمة الرزاق جحاف: “لا توجد مراجع تاريخية تبين ذلك, لكن الواضح أن هناك منطقتين في العالم تشتهران بهذا النوع من الخبز هما الحبشة واليمن, ولعله جاء إلينا من الحبشة أثناء الاحتلال الحبشي لليمن في العام 525م، كما يحدث عادة في التأثير والتأثر المتبادل بين الحضارات”.

وأوضحت جحاف أن لكل منطقة في اليمن طريقتها الخاصة في تحضير اللحوح وتناولها, وأن أشهرها محافظة المحويت، تليها حجة, ثم الحجرية وتهامة و...

وبينت القيمة الغذائية لهذه الوجبة، التي تعد بشكل أساسي من حبوب الذرة, وهي الحبوب التي اعتمد عليها اليمنيون في كافة أنواع خبزهم، ومن أهمها اللحوح، وعلى مدى قرون، اذ انهم لم يعرفوا حبوب القمح إلا في العصور المتأخرة..

لكنها في المقابل لم تخفي نظرة البعض للحوح باستصغار, كونها جاءت مع احتلال أجنبي وليس نتيجة ظروف طبيعية أو تبادل ثقافي كما حدث في بعض المأكولات الأخرى, “ولكن خلال السنوات الأخيرة بدأت هذه النظرة الاجتماعية القاصرة تختفي وأصبحت اللحوح متواجدة باستمرار في وجبات كثير من العائلات”، قالت جحاف.

مكانة مرموقة

وأضافت أمة الرزاق جحاف: “الملحة، وهي الأداة التي تطبخ فيها اللحوح, كانت فقط جزء من مكونات المطبخ المنزلي في المناطق التي تشتهر بهذا الخبز, ومؤخرا أصبحت أساسية أيضا في البيت الصنعاني، وأصبح اللحوح وجبة رئيسية لسكان العاصمة صنعاء خاصة في رمضان, بل انه في عديد أحياء العاصمة تضع النساء أواخر شهر شعبان جدولا ينظم مهام إعداد اللحوح وتوزيعها فيما بينهن طوال شهر رمضان”.

وأكدت أن أفضل دليل على أن اللحوح مازال يحتل مكانة مرموقة لدى اليمنيين، هو تطور صناعة الملحة (الأداة التي تطبخ فيها اللحوح)، وإمكانية استخدام البوتاجاز عند تحضير هذه الوجبة، بدلا من الحطب كما كان معروف.

ونوهت جحاف إلى نوع من أنواع اللحوح يحضر من الدقيق الأبيض, ويسمى “منخبر” في مدينة زبيد, ويتم تناوله مع السمن والعسل, تضيف: “وجدت نفس هذه الوجبة في بلاد المغرب العربي, ويقال أنها انتقلت من اليمن مع الفاتحين أصحاب أبو موسى الأشعري”.
براقش نت
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)