يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - عبد الحفيظ النهاري

الأحد, 15-نوفمبر-2009
عبد الحفيظ النهاري -
«الكتابة أو الموت» شعار لا يختلف كثيراً عن شعارات: الجمهورية أو الموت، الوحدة أو الموت.
هو شعار خاصة من أرهقتهم محاولات التعبير الكتابي أو الفني أو الأدبي عن الحقيقة، لكن مرادفة الموت للكتابة أقرب إلى التعاطي المحلي مع القضايا المصيرية وغير المصيرية، الوطنية منها والشخصية، الفردية منها والجماعية، وهو ما يمنح مشروعية التجاور بين الكتابة والموت.
وإذا كان للكاتب حرية أن يختار حياته في الكتابة إلا أنه قد لا يكون حراً بعد ذلك في اختيار موته أو حتى طريقة موته.. وأن يصاب الكاتب بالسكتة الكتابية مسألة مرتبطة بمظاهر الموت ليكون في هذه الحالة أقرب المآلات إلى كينونة الكاتب.
يقارب «أدونيس» طقس الكتابة فيضعه في صورة هندسية كخط بين الحياة والموت، برزخ بين الحياة التي يجسمها في خط رأسي، وبين الموت الذي يمثله خط أفقي هو هيئة النائم، والميت.
الخط العمودي هو خط الحياة، إذ لا تتجسد حياة الإنسان إلا بانتصابه، ليصبح جلوسه إلى الكتابة شيء بين الحياة والموت.. بينما يكون الخط الأفقي هو الخط الأقرب إلى الموت، الأقرب إلى الصمت، الأقرب إلى العجز، الأقرب إلى الإعاقة، بل هو خط الموت بامتياز.
عودة الكاتب إلى طقس الكتابة هي رحلة العودة من القبر، رحلة العودة من قيامته إلى برزخ بين الحياة والموت، برزخ بين واقعية الحياة الصادمة والقاتلة، وبين حلم لابد أن يتمثل للكاتب لكي يقدح منه شرارة كتابته وينحت منه ملامحها.
وبينما تتم الكتابة الأدبية والانطباعية في المنطقة الرمادية المتحدث عنها، تستلزم الكتابة العلمية ـ الأكاديمية منطقة أكثر يقظة، أكثر إضاءة.. يكون فيها العقل شديد الحضور، والعاطفة شديدة الغياب، واللغة شديدة الوضوح.
وأن تستمرئ طقس الكتابة في برزخ بين الوعي واللاوعي هي عادة أشبه بإدمان السجائر، وما يرتبط بها من قدرات وهمية على التفكير وطرد هموم الواقع مع كل زفير دخاني.. أما أن تعود من المقبرة بعد موت معلن فلحظة مشحونة بذهول العائد إلى الحياة ودهشة الذين أسقطوك من قائمة الأحياء.. وذات اتصال من الزميل سمير اليوسفي في ما يشبه تجديد إغرائي بالعودة إلى ممارسة غواية الكتابة، كنت أشبه بمن يعود إلى الملعب بعد انقطاع أفقده لياقته البدنية اللازمة لممارسة مهاراته أمام آلاف المتفرجين.. ولا تقف المسألة عند تلك الحدود، بل المطلوب أن أمارس لعبتي القديمة في ملعب جديد لم أعتد عليه، وأمام جمهور لم أعد أتبين ملامحه، ولم يعد يتبين ملامحي.. جمهور لا يغفر للاعب زلته، ينحاز غالباً إلى فريقه أو إلى المنتصر، وليس بالضرورة إلى الحق أو الحقيقة.
إنها رهبة العودة إلى ممارسة لعبة خطرة مع الجمهور الذي لا يكفيه مجرد أن تعود، بل يطالبك باستعادة انتصارات سابقة أصبحت مستحيلة.
إنها حلبة الصحافة التي لا يختلف جمهورها السياسي كثيراً عن جمهور الرياضة، جمهور يطالبك دوماً بالإثارة وبالمفاجأة، وبالغلبة، ولا يغفر لك أي توان.
وحين ينصفك الجمهور قد يخذلك زميلك في الفريق حين لا يجيد التواصل معك وحين يؤثر أن يخطف مجداً فردياً، ثم لا يلبث الجميع أن يخسروا اللعبة كلها أفراداً وفريقاً، وحينها يكون الجميع قد دفع ثمن النزعات الفردية، وخسروا الجمهور، الذي يمكن أن يقذفهم بما في يده حتى ولو كان بيضاً.. لكنك تعود إلى ممارسة ذاكرتك ومجدك الغابر في أحسن الأحوال، إن لم نقل العودة إلى تلقي خيبات جديدة مجانية لست بحاجة إلى المزيد منها، لمجرد أن تشعر أنك مازلت حياً.
أنا أكتب إذاً أنا موجود!
مقولة تستحق أن نشبع بها غريزتنا في واقع لم يعد يستمد قوته من قوة الكلمة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)